موسكو توجه رسائل نارية بالتزامن مع زيارة زيلينسكي إلى لندن

تدمير ورشة لصناعة المسيرات وتكثيف التحركات الجوية فوق المدن الأوكرانية

صواريخ روسية شوهدت أمس وهي تنزل على مدينة خاركيف شمال شرقي أوكرانيا (أ.ب)
صواريخ روسية شوهدت أمس وهي تنزل على مدينة خاركيف شمال شرقي أوكرانيا (أ.ب)
TT

موسكو توجه رسائل نارية بالتزامن مع زيارة زيلينسكي إلى لندن

صواريخ روسية شوهدت أمس وهي تنزل على مدينة خاركيف شمال شرقي أوكرانيا (أ.ب)
صواريخ روسية شوهدت أمس وهي تنزل على مدينة خاركيف شمال شرقي أوكرانيا (أ.ب)

وجهت موسكو الأربعاء رسائل نارية إلى الغرب بالتزامن مع زيارة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى لندن، وحصوله على تعهدات بتقديم رزمة جديدة من المساعدات العسكرية. ومع الإعلان عن مواصلة التقدم في منطقة دونباس شنت القوات الروسية هجمات واسعة في عدد من المناطق الأوكرانية، وأعلنت عن تدمير ورشة لصناعة المسيرات في خاركيف.
ولم يتأخر الرد الروسي كثيرا، بعد الإعلان عن احتمال موافقة لندن على تزويد كييف بأسلحة يمكنها أن تصل إلى العمق الروسي. إذ أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها استبقت لقاءات زيلينسكي في لندن بتدمير ورشة تابعة لطائرات مسيّرة في مدينة خاركيف شمال شرقي أوكرانيا. وأوضحت وزارة الدفاع أن «ورشة تابعة لشركة صناعة طيران في مدينة خاركيف، حيث يجري تحديث المركبات الجوية من دون طيار والذخائر، قد دُمرت».
بدوره، أعلن أوليه سينيهوبوف، رئيس الإدارة العسكرية الإقليمية في خاركيف شرق أوكرانيا، أن القوات الروسية هاجمت المدينة ليل الثلاثاء - الأربعاء. وأفادت صحيفة «كييف إندبندنت» المحلية، بسماع دوي 6 انفجارات.
وفيما بدا أنه رسالة مباشرة إلى الغرب، تعمدت موسكو تنشيط تحركاتها الجوية فوق الأراضي الأوكرانية خلال زيارة زيلينسكي، وتم الإعلان خلال نهار الأربعاء، عن حالة تأهب جوية في مناطق بولتافا ودنيبروبتروفسك وخاركيف في أوكرانيا، وفقاً لبيانات الخريطة الإلكترونية لوزارة التحول الرقمي الأوكرانية. وكانت تلك المناطق شهدت موجة صباحية من الإنذارات، بعد رصد تحركات للطيران الروسي في أجوائها. كما تم الإعلان عن الإنذار في مناطق: كييف، وسومي، وتشيرنيهيف، وتشيركاسي في أوكرانيا وفي جزء من منطقة زابوروجيا التي تسيطر عليها كييف.
وفي إيجاز يومي لمجريات القتال خلال الساعات الـ24 الماضية، أعلنت وزارة الدفاع الروسية صباح الأربعاء عن تحييد أكثر من 300 جندي أوكراني خلال يوم، في عدد من المناطق على جبهة القتال.
وأفاد التقرير اليومي لوزارة الدفاع بأن الضربات الهجومية وطيران الجيش والمدفعية التي نفذتها مجموعة القوات «الغربية» نجحت في إصابة نقاط تمركز الأفراد والمعدات العسكرية لوحدات اللواءين الميكانيكيين 14 و92 التابعين للقوات المسلحة الأوكرانية في اتجاه كوبيانسك، بمنطقة خاركيف وفي لوغانسك، حيث قتل أكثر من 35 جندياً أوكرانياً وتم تدمير مدرعة لنقل الجنود وسيارة في هذا الاتجاه.
وعلى محور كراسنوليمان، ونتيجة للضربات التي شنتها طائرات العمليات التكتيكية وطيران الجيش ونيران المدفعية وأنظمة قاذفات اللهب الثقيلة التابعة لمجموعة قوات «المركز»، تمت إصابة نقاط تمركز الأفراد والمعدات العسكرية التابعة للواء الميكانيكي رقم 66. واللواء المحمول جوا رقم 25. واللواء الجوي رقم 81 في لوغانسك ودونيتسك. وقد تم تصفية أكثر من 130 جنديا أوكرانيا، وتدمير عربة قتال مشاة، و3 مدرعات قتالية، وراجمة «غراد»، إضافة إلى مستودع ذخيرة تابع للواء 66 الميكانيكي بمنطقة خاركيف.
كذلك أفاد التقرير بأنه تم تصفية أكثر من 140 جنديا أوكرانيا وتدمير دبابة و3 شاحنات صغيرة و3 سيارات ومدفع هاوتزر على محور دونيتسك نتيجة للعمليات الهجومية من قبل المفارز الهجومية وأضرار النيران من قبل مجموعة القوات «الجنوبية». إضافة إلى ذلك، تم تدمير مستودعين للذخيرة في بلدتي أفدييفكا وسلافيانسك في دونيتسك.
وفي اتجاه جنوب دونيتسك، أصابت القوات الروسية وفقا للبيان العسكري، وحدات اللواء الميكانيكي رقم 72 ولواء الدبابات رقم 1 واللواء البحري رقم 35 للقوات المسلحة الأوكرانية في بلدات أوغليدار وفوديانويه وقتل 75 جنديا أوكرانيا وتم تدمير دبابة وعربة قتال مشاة و3 مدرعات قتالية ومركبتين على هذا المحور.
وفي خيرسون، تم تدمير طاقم هاون بالقرب من قريبة أولغوفكا، كما أصاب الطيران العملياتي والتكتيكي وقوات المدفعية وحدة المدفعية رقم 74 في مواقع إطلاق النار ونقاط تمركز الأفراد والمعدات العسكرية في 123 منطقة.
ذكرت وسائل إعلام روسية رسمية نقلا عن وزارة الطوارئ أن حريقا اندلع أمس الأربعاء في مصفاة لتكرير النفط بمنطقة روستوف في جنوب روسيا بالقرب من الحدود مع أوكرانيا وجرى إخماده لاحقا. وقالت الوزارة: «في مدينة نوفوشاختينسك بمنطقة روستوف... تلقينا رسالة بشأن حريق في منشأة لمعالجة المنتجات النفطية». وأفادت وكالة أنباء إنترفاكس بأن الحريق نشب على مساحة مائة مربع تقريبا وجرى إخماده بعد نحو ساعة، مضيفة أن المصفاة الصغيرة مملوكة لشركة تدعى «ريسورس إل إل سي». وتبعد نوفوشاختينسك نحو تسعة كيلومترات عن الحدود الأوكرانية. وتعرضت مصفاة أخرى في نوفوشاختينسك لقصف بطائرتين مسيرتين في يونيو (حزيران) الماضي في إطار ما وصفتها المنشأة بأنها «أعمال إرهابية من ناحية الحدود الغربية» في إشارة إلى أوكرانيا. وكان حريق الأربعاء هو الثاني في غضون يومين في مصفاة نفط روسية بعد حادث وقع أمس الثلاثاء في مصفاة لشركة لوك أويل في نيجني نوفجورود شرق موسكو.
على صعيد آخر، صرح نائب وزير الخارجية الروسي، ألكسندر غروشكو، بأن الاتحاد الأوروبي لا يفي بوعوده برفع القيود المفروضة على تصدير الحبوب والأسمدة الروسية بموجب صفقة الحبوب التي أبرمت في إسطنبول.
وقال المسؤول الروسي: «يجري العمل بشكل غير مرض، لأنه على الرغم من أن المفوضية الأوروبية أوضحت عدم وجود عقوبات على المشغلين الزراعيين الروس، فإن العقوبات تطبق على الشحن والإنتاج». وكانت وزارة الخارجية الروسية أشارت في وقت سابق، إلى جهود لإعادة ربط البنك الزراعي الروسي «روس سيلخوز بنك» بمنظومة المصارف الدولية «سويفت»، من أجل تسهيل تنفيذ صفقة الحبوب، لكنها قالت إن تلك الجهود ليست كافية. ويشمل اتفاق الحبوب، الذي تم توقيعه في 22 يوليو (تموز) الماضي، من قبل ممثلي روسيا وتركيا وأوكرانيا والأمم المتحدة في إسطنبول، تصدير الحبوب والأغذية والأسمدة الأوكرانية عبر البحر الأسود من ثلاثة موانئ، بما في ذلك أوديسا.
وهذا جزء من الاتفاق، الذي ينص أيضا على تحرير الصادرات الروسية من المواد الغذائية والأسمدة، وأشارت موسكو إلى أن الشق الثاني من الاتفاق لم يتم الوفاء به، على الرغم من تأكيدات من الأمم المتحدة بأنه سيتم رفع القيود.


مقالات ذات صلة

بوتين: روسيا ستحقق أهدافها في أوكرانيا «بكل تأكيد»

أوروبا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يستمع إلى سكرتير المجلس العام لحزب «روسيا الموحدة» فلاديمير ياكوشيف خلال اجتماعهما في الكرملين بموسكو يوم 15 ديسمبر 2025 (أ.ب)

بوتين: روسيا ستحقق أهدافها في أوكرانيا «بكل تأكيد»

شدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الأربعاء، على أن موسكو ستحقق أهدافها من عملية أوكرانيا العسكرية «بكل تأكيد».

«الشرق الأوسط» (موسكو)
الاقتصاد أكبر مقر في أوروبا لتخزين الغاز بمدينة ريدين الألمانية (رويترز)

البرلمان الأوروبي يوافق على التخلص التدريجي من واردات الغاز الروسي بنهاية 2027

وافق البرلمان الأوروبي، الأربعاء، على خطة الاتحاد الأوروبي للتخلص التدريجي من واردات الغاز الروسي بحلول أواخر عام 2027.

«الشرق الأوسط» (بروكسل)
الولايات المتحدة​ دونالد ترمب وفلاديمير بوتين يتصافحان خلال مؤتمر صحافي عقب اجتماعهما للتفاوض على إنهاء الحرب في أوكرانيا أغسطس الماضي (رويترز) play-circle

تقرير: أميركا تستعد لعقوبات جديدة على روسيا إذا رفضت إبرام اتفاقية سلام

تستعد الولايات المتحدة لفرض جولة جديدة من العقوبات على قطاع الطاقة الروسي لزيادة الضغط على موسكو في حال رفض الرئيس بوتين إبرام اتفاقية سلام مع أوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا أورسولا فون دير لاين (إ.ب.أ) play-circle 00:59

فون دير لاين: على أوروبا الاضطلاع بمسؤولية أمنها

قالت أورسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية، اليوم الأربعاء، إنه يجب على أوروبا الاضطلاع بمسؤولية أمنها.

«الشرق الأوسط» (بروكسل)
أوروبا تظهر صورة التقطها قمر اصطناعي ميناء نوفوروسيسك بعد ما وصفته أوكرانيا بهجوم وقع في نوفوروسيسك كراسنودار كراي روسيا (رويترز)

حطام مسيَّرة أوكرانية يتسبب في حريق بمصفاة سلافيانسك الروسية

قالت السلطات في منطقة كراسنودار في جنوب روسيا إن حطام طائرة مسيَّرة أوكرانية تسبب لفترة وجيزة في اندلاع حريق بمعدات المعالجة وخط أنابيب داخل مصفاة نفط.

«الشرق الأوسط» (موسكو)

بينها القتل والإرهاب... توجيه 59 اتهاماً لمنفّذ «هجوم سيدني»

صورة نشرتها وسائل إعلام أسترالية لنافيد أكرم خلال الهجوم على شاطئ بوندي
صورة نشرتها وسائل إعلام أسترالية لنافيد أكرم خلال الهجوم على شاطئ بوندي
TT

بينها القتل والإرهاب... توجيه 59 اتهاماً لمنفّذ «هجوم سيدني»

صورة نشرتها وسائل إعلام أسترالية لنافيد أكرم خلال الهجوم على شاطئ بوندي
صورة نشرتها وسائل إعلام أسترالية لنافيد أكرم خلال الهجوم على شاطئ بوندي

وجّهت الشرطة الأسترالية 59 اتهاماً، بينهما الإرهاب وقتل 15 شخصاً، للمشتبه به في اعتداء شاطئ بوندي نافيد أكرم، الأربعاء، بعد أسوأ عملية إطلاق نار جماعية تشهدها أستراليا منذ عقود.

وقالت شرطة نيو ساوث ويلز إن «الشرطة ستتهم في المحكمة الرجل بالقيام بسلوك تسبب بالقتل وبإصابات خطيرة وبتعريض حياة أشخاص للخطر من أجل الدفاع عن قضية دينية وإثارة الخوف في المجتمع».

وتشمل الاتهامات أيضاً 40 اتهاماً بالإيذاء بنية القتل اتصالاً بسقوط جرحى ووضع عبوة ناسفة قرب مبنى بهدف الإيذاء.

وأفادت في بيان بأن المؤشرات الأولية تدل على هجوم إرهابي مستوحى من تنظيم «داعش» المدرج على قائمة الإرهاب في أستراليا.

أول جنازة لضحايا هجوم سيدني

وأقامت أستراليا اليوم أول جنازة لضحايا حادث إطلاق النار الجماعي؛ حيث تجمعت حشود كبيرة لتأبين حاخام قُتل في الهجوم.

وقَتل ساجد أكرم وابنه نافيد 15 شخصاً، عندما أطلقا النار على جمع من المحتفلين بعيد «حانوكا» اليهودي، على الشاطئ الشهير، مساء الأحد.

كان بين القتلى فتاة تبلغ 10 سنوات، وناجيان من المحرقة، وزوجان قُتلا بالرصاص لدى محاولتهما وقف الهجوم، بينما نُقل أكثر من 40 شخصاً إلى المستشفى.

كان إيلي شلانغر -وهو أب لخمسة ومعروف باسم «حاخام بوندي»- أول شخص يتم تأبينه بإقامة مراسم في كنيس «حباد بوندي»، حسب «وكالة الصحافة الفرنسية».

وصول نعش إيلي شلانغر حاخام بوندي إلى مكان الجنازة (إ.ب.أ)

وسيقيم كنيس «حباد بوندي» جنازة أخرى للحاخام يعقوب ليفيتان البالغ 39 عاماً، بعد ظهر اليوم.

من جهته، قال رئيس الوزراء أنتوني ألبانيز، الأربعاء: «قلبي مع المجتمع اليوم وكل يوم».

وأضاف في تصريح لمحطة إذاعية محلية: «لكن اليوم سيكون يوماً صعباً بشكل خاص مع بدء أولى الجنازات».

نعش الحاخام يعقوب ليفيتان (إ.ب.أ)

بث الذعر

وقالت السلطات إن الهجوم كان يهدف إلى بث الذعر بين اليهود في البلاد.

وقال ألبانيز إن المسلحَين -وهما رجل وابنه- كانا مدفوعين بـ«آيديولوجية الكراهية».

وأشار الثلاثاء إلى أن الجريمة كانت مدفوعة «بآيديولوجية تنظيم (داعش)... الآيديولوجية التي كانت سائدة لأكثر من عقد، وأدت إلى آيديولوجية الكراهية هذه».

وقال ألبانيزي إن نافيد أكرم -وهو عامل بناء عاطل عن العمل يبلغ 24 عاماً- لفت انتباه وكالة الاستخبارات الأسترالية عام 2019 «بسبب صلته بآخرين»؛ لكن لم يُعتبر تهديداً وشيكاً وقتها.

وأضاف: «لقد حققوا معه، وحققوا مع أفراد أسرته، وحققوا مع أشخاص محيطين به... ولكنه لم يُعتبر في ذلك الوقت شخصاً مثيراً للاهتمام».

وتجري الشرطة تحقيقات لمعرفة ما إذا كان الرجلان التقيا متطرفين خلال زيارة للفلبين، قبل أسابيع من الهجوم.

وأكدت إدارة الهجرة في مانيلا لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» أنهما أمضيا معظم شهر نوفمبر (تشرين الثاني) في البلاد، وكانت دافاو وجهتهما النهائية.

ولهذه المنطقة الواقعة في جزيرة مينداناو الجنوبية، تاريخ طويل من حركات التمرد والتطرف.

وأطلق الرجل وابنه النار على الحشد عند الشاطئ لمدة 10 دقائق، قبل أن تفتح الشرطة النار على ساجد البالغ 50 عاماً وتقتله.

أما نافيد الذي أصيب برصاص الشرطة، فنقل إلى المستشفى في حالة حرجة، وقد أفادت وسائل إعلام محلية بأنه استيقظ من غيبوبة ليل الثلاثاء- الأربعاء.

وأظهرت لقطات كاميرا سيارة، نشرت أخيراً، الزوجين بوريس وصوفيا غورمان وهما يحاولان إحباط الهجوم في مراحله الأولى.

وقام الميكانيكي المتقاعد بوريس غورمان، البالغ 69 عاماً، بإسقاط أحد المهاجمين أرضاً، بينما كان يحاول انتزاع سلاحه. وتمكَّن من الإمساك بسلاح ساجد أكرم لفترة وجيزة، بينما اندفعت زوجته صوفيا البالغة 61 عاماً نحوه لمساعدته. ولكن المهاجم تمكَّن من سحب سلاح آخر، وأطلق النار على الزوجين وقتلهما.

واتفق قادة أستراليا، الاثنين، على تشديد القوانين التي سمحت للأب بامتلاك 6 أسلحة نارية.

ولم تشهد أستراليا حوادث إطلاق نار مماثلة منذ قتل مسلح 35 شخصاً في مدينة بورت آرثر السياحية عام 1996.

وأدت تلك الحادثة إلى حملة تضمنت برنامجاً لإعادة شراء الأسلحة، وفرض قيود على الأسلحة النصف آلية.

لكن في السنوات الأخيرة، سجلت أستراليا ارتفاعاً مطرداً في عدد الأسلحة النارية التي يملكها أفراد.

أحد المشيعين يشعل الشموع حول أكاليل زهور وُضعت لتكريم ضحايا الهجوم (أ.ف.ب)

وتسبب الهجوم الأخير في إحياء الادعاءات بأن أستراليا لا تبذل جهوداً كبيرة لمحاربة معاداة السامية.

ودعا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الدول الغربية إلى تكثيف جهودها لمكافحة معاداة السامية وحماية المجتمعات اليهودية.

وقال في خطاب بثه التلفزيون، الثلاثاء: «أطالب الحكومات الغربية باتخاذ الإجراءات اللازمة لمكافحة معاداة السامية، وتوفير الأمن والحماية التي تحتاج إليها المجتمعات اليهودية في كل أنحاء العالم. ومن الأجدر بها أن تستجيب لتحذيراتنا. أطالب بالتحرك الفوري».


رئيس الوزراء الكندي يقر بأن بلاده لن تحقق أهدافها المناخية

رئيس الوزراء الكندي مارك كارني (رويترز)
رئيس الوزراء الكندي مارك كارني (رويترز)
TT

رئيس الوزراء الكندي يقر بأن بلاده لن تحقق أهدافها المناخية

رئيس الوزراء الكندي مارك كارني (رويترز)
رئيس الوزراء الكندي مارك كارني (رويترز)

أقر رئيس الوزراء الكندي مارك كارني في مقابلة بثتها «راديو-كندا» العامة الثلاثاء، بأن البلاد لن تتمكن من تحقيق أهدافها المناخية لعامي 2030 و2050.

وقال «الأمر الواضح هو أن كندا لن تحقق أهدافها المناخية لعامَي 2030 و2035 بالسياسة الحالية» مضيفا أنه يجب «تغييرها».

وتعهدت حكومة جاستن ترودو السابقة عام 2021 خفض انبعاثات غازات الدفيئة في كندا بنسبة تراوح بين 40 و45 في المئة بحلول عام 2030، مقارنة بمستويات عام 2005. وتظهر أحدث أرقام متاحة أن هذه الانبعاثات انخفضت بنسبة 8,5 في المئة في كندا بين عامَي 2005 و 2023. لكن معهد المناخ الكندي حذّر أخيرا من أن هذه الانبعاثات قد تعاود الارتفاع بسبب سياسات الحكومة الجديدة.

منذ توليه السلطة في مارس (آذار)، ألغى مارك كارني العديد من التدابير المناخية بما فيها ضريبة الكربون على الأفراد والحد الأقصى للانبعاثات من قطاع النفط والغاز. كما أعلنت حكومته سلسلة من المشاريع الكبرى في الأشهر الأخيرة لجعل كندا «قوة عظمى في مجال الطاقة».

وفي مواجهة التوترات التجارية المتواصلة مع الولايات المتحدة، ترغب البلاد في الانفتاح على أسواق عالمية أخرى وخفض اعتمادها التجاري على واشنطن وسط حرب تجارية أطلقها دونالد ترمب.

وقال مارك كارني في المقابلة إنه مقتنع بأن «الاستثمارات الكبيرة» التي أُعلنت في قطاع الطاقة ستساهم في خفض الانبعاثات على المدى الطويل. وتصنَّف كندا من بين كبرى الدول المصدرة لغازات الدفيئة للفرد.


باحثون يتوقعون ذوبان آلاف الأنهر الجليدية سنوياً بحلول منتصف القرن

بحلول نهاية القرن لن يتبقى سوى 9 في المائة من الأنهار الجليدية (رويترز)
بحلول نهاية القرن لن يتبقى سوى 9 في المائة من الأنهار الجليدية (رويترز)
TT

باحثون يتوقعون ذوبان آلاف الأنهر الجليدية سنوياً بحلول منتصف القرن

بحلول نهاية القرن لن يتبقى سوى 9 في المائة من الأنهار الجليدية (رويترز)
بحلول نهاية القرن لن يتبقى سوى 9 في المائة من الأنهار الجليدية (رويترز)

أظهرت دراسة حديثة أن آلاف الأنهر الجليدية ستختفي سنوياً خلال العقود المقبلة، ولن يتبقى منها سوى جزء ضئيل بحلول نهاية القرن الحالي ما لم يتم كبح جماح الاحترار المناخي.

وبحسب الدراسة، فإن الإجراءات الحكومية المتعلقة بتغير المناخ قد تحدد ما إذا كان العالم سيفقد ألفين أو 4 آلاف نهر جليدي سنوياً بحلول منتصف القرن.

ووفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، قد يُحدث لجم الاحترار بضع درجات فقط، فرقاً بين الحفاظ على ما يقرب من نصف الأنهر الجليدية بالعالم في عام 2100، أو أقل من 10 في المائة منها.

وذكرت الدراسة التي نشرت نتائجها مجلة «نيتشر كلايمت تشينج» بقيادة عالم الجليد لاندر فان تريخت: «تؤكد نتائجنا ضرورة وضع سياسات مناخية طموحة».

ويركز الباحثون في العادة على حجم كتلة الجليد ومساحة الأنهار الجليدية العملاقة في العالم، لكنّ فان تريخت وزملاءه في الفريق البحثي، سعوا إلى تحديد عدد الأنهار الجليدية الفردية التي قد تذوب سنوياً خلال هذا القرن.

وعلى الرغم من أن ذوبان الأنهار الجليدية الصغيرة قد يكون له تأثير أقل على ارتفاع مستوى سطح البحر مقارنةً بالأنهار الجليدية الكبيرة، فإن فقدانها قد يُلحق ضرراً بالغاً بالسياحة أو الثقافة المحلية، وفق الباحثين.

وقال فان تريخت، من المعهد الفيدرالي السويسري للتكنولوجيا في زيوريخ وجامعة بروكسل الحرة، في تصريحات صحافية، إن «اختفاء أي نهر جليدي بحد ذاته، قد يُحدث آثاراً محلية كبيرة، حتى إن كانت كمية المياه الذائبة التي يُسهم بها ضئيلة».

وشارك الباحث المشارك في إعداد الدراسة ماتياس هوس، وهو أيضاً عالم جليد في المعهد الفيدرالي السويسري للتكنولوجيا بزيوريخ، في جنازة رمزية لنهر بيزول الجليدي في جبال الألب السويسرية عام 2019.

وأشار إلى أن «فقدان الأنهار الجليدية الذي نتحدث عنه هنا ليس مجرد مصدر قلق للعلماء؛ بل هو أمر يؤثر فينا بشدة».

ودرس العلماء مخططات تشمل 211 ألفاً و490 نهراً جليدياً، مستمدة من صور الأقمار الاصطناعية من قاعدة بيانات عالمية، لتحديد العام الذي سيشهد زوال أكبر عدد من الأنهار الجليدية، وهو مفهوم أطلقوا عليه تسمية «ذروة انقراض الأنهار الجليدية».

واستخدموا لهذه الغاية نماذج حاسوبية للأنهار الجليدية في ظل سيناريوهات احترار مختلفة، تتراوح بين عالم ترتفع فيه درجات الحرارة بمقدار 1.5 درجة مئوية مقارنة بمستويات ما قبل الثورة الصناعية، وعالم ترتفع فيه الحرارة بمقدار 4 درجات مئوية.

ويفقد العالم اليوم نحو 1000 نهر جليدي سنوياً، لكن الدراسة حذرت من أن وتيرة الفقدان ستتسارع.

وسيبلغ عدد الأنهار الجليدية المفقودة سنوياً ذروته عند ألفي نهر بحلول عام 2041، حتى لو لجم الاحترار عند عتبة 1.5 درجة مئوية، وهو الحد الذي تعهدت الدول بتحقيقه بموجب اتفاقية باريس، لتجنب أسوأ آثار تغير المناخ.

وبهذا المعدل، سيتبقى 95 ألفاً و957 نهراً جليدياً حول العالم بحلول عام 2100، أي أقل بقليل من النصف.

لكن الأمم المتحدة حذرت من أن الاحترار المناخي العالمي يسير على مسار سيتجاوز عتبة 1.5 درجة مئوية في السنوات القليلة المقبلة.

ووفقاً لتوقعات تشير إلى ارتفاع درجات الحرارة بمقدار 2.7 درجة مئوية في ظل السياسات الحكومية، سيختفي نحو 3 آلاف نهر جليدي سنوياً بين عامي 2040 و2060، بحسب علماء الجليد.

وبحلول عام 2100، لن يتبقى سوى نهر جليدي واحد من كل 5 أنهار، أي 43 ألفاً و852 نهراً، في عالم ترتفع فيه معدلات الحرارة بمقدار 2.7 درجة مئوية.

وفي أسوأ السيناريوهات، حيث ترتفع درجات الحرارة بمقدار 4 درجات مئوية، سيختفي ما يصل إلى 4 آلاف نهر جليدي سنوياً بحلول منتصف خمسينات القرن الحالي.

وبحلول نهاية القرن، لن يتبقى سوى 9 في المائة من الأنهار الجليدية، أي 18 ألفاً و288 نهراً.