صهيب الراوي: 4 آلاف من أبنائنا دربتهم القوات الأميركية ويقاتلون «داعش»

محافظ الأنبار: طلبنا من وزير الدفاع الأميركي الدعمين العسكري والمادي

صهيب الراوي: 4 آلاف من أبنائنا دربتهم القوات الأميركية ويقاتلون «داعش»
TT

صهيب الراوي: 4 آلاف من أبنائنا دربتهم القوات الأميركية ويقاتلون «داعش»

صهيب الراوي: 4 آلاف من أبنائنا دربتهم القوات الأميركية ويقاتلون «داعش»

شدد محافظ الأنبار صُهيب الراوي خلال لقائه وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر والوفد المرافق له خلال لقائه برئيس مجلس النواب سليم الجبوري، أمس، على الحفاظ على أرواح المدنيين في العمليات العسكرية ضد تنظيم داعش الإرهابي في محافظة الأنبار.
وقال الراوي في حديث لـ«الشرق الأوسط» «بحثنا خلال اللقاء مع وزير الدفاع الأميركي الملفين الأمني والإنساني في ظل المعارك التي تمر بها محافظة الأنبار، وأكدنا على ضرورة تفعيل الدور الأميركي في المحافظة، من حيث تسليح وتدريب متطوعي العشائر بما يتناسب وحجم التحدي، وتوجيه ضربات نوعية ومدروسة لتنظيم داعش الإرهابي تشل حركته وتعيق تقدمه».
وأضاف الراوي «وطالبنا خلال الاجتماع بالتأكيد على المحافظة على المدنيين الذين ما زالوا في مدن الأنبار التي تخضع لسيطرة تنظيم داعش الإرهابي والتعاون على توفير الممرات والأماكن الآمنة لهم، وهذا الأمر برأينا لا يقل أهمية عن الملف الأمني».
وقال الراوي «أكدنا من خلال اللقاء برئيس البرلمان العراقي الدكتور سليم الجبوري وللجانب الأميركي أن ما يمر به أهلنا في الأنبار هو كارثة إنسانية يجب التصدي لها من الجميع، خاصة مع عدم وجود التخصيصات المالية الكافية للمحافظة للقيام بواجباتها، حيث لم تتسلم الأنبار سوى 5 في المائة من الميزانية المقررة لها»، مؤكدًا في الوقت نفسه «على أولوية المناطق الأشد ضررًا كحديثة والبغدادي والخالدية وعامرية الفلوجة والنازحين الذين ما زالوا على معبر بزيبز غرب بغداد».
ومن جهته أكد لنا وزير الدفاع الأميركي الدعم الكامل لحكومة الأنبار المحلية مشيدًا بالجهود التي تم تحقيقها خلال الفترة الماضية ولا سيما في الملفين الأمني والإنساني، مؤكدًا في الوقت نفسه على أن حرب الإرهاب وإنقاذ المدنيين في الأنبار واجب دولي على الجميع مساندته، كما أكد بدوره لنا رئيس البرلمان الدكتور الجبوري على أهمية أن يكون لأبناء المحافظة دور فاعل في عمليات تحريرها ومسك الأرض خصوصا مع استمرار عمليات التدريب والتأهيل لأبناء العشائر فيها، ودعا الجبوري الوزارات المعنية إلى «تحمل مسؤولياتها وبذل أقصى طاقاتها لإغاثة مدن الأنبار ومد يد العون لأهلها».
وأكد الراوي «وجود ما يقرب من 4 آلاف مقاتل من أهالي الأنبار هم الآن يقاتلون داعش على الأرض في مناطق مختلفة من الأنبار بعد أن تم تدريبهم على القتال وفق أحدث المناهج العسكرية على أيدي مشرفين ومدربين من الجانب الأميركي وتم تجهيزهم بالسلاح وسيساهمون بشكل فاعل في تحرير مدن الأنبار من سطوة تنظيم داعش والقضاء على وجود التنظيم الإرهابي المتطرف بشكل كامل وعودة الأهالي من النازحين إلى مدنهم».
من جانبه أكد مجلس محافظة الأنبار، أن تنظيم داعش الإرهابي أبلغ أهالي مدينة الفلوجة رفضه القاطع لخروجهم من المدينة، وعلل ذلك بأنها ستكون متاحة أمام القوات العراقية للاقتحام.
وقال عضو المجلس والناطق الرسمي باسم مجلس محافظة الأنبار عيد عماش في حديث لـ«الشرق الأوسط» إن «تنظيم داعش أبلغ أهالي مدينة الفلوجة رفضه المطلق لخروجهم من المدينة، واعتبر خروجهم مساندة لقوات الجيش العراقي على اعتبار أنها ستكون متاحة للاقتحام».
وأضاف عماش أن «إن أعداد العوائل التي تمكنت من الخروج قليلة جدا مقارنة بالأعداد الموجودة حاليًا داخل الفلوجة الذين يتخذهم التنظيم الإرهابي دروعًا بشرية».
من جهة أخرى أعلنت قيادة شرطة الأنبار عن تحرير الطريق الرابط بين منطقتي الجرايشي والبو فراج شمالي مدينة الرمادي.
وقال قائد شرطة الأنبار اللواء هادي إرزيج في حديث لـ«الشرق الأوسط» إن «القوات الأمنية المشتركة والمتطوعين من أبناء عشائر الأنبار، تمكنوا بعد شروعهم بحملة أمنية استباقية من تطهير طريق الجرايشي - البو فراج شمالي مدينة الرمادي من سيطرة إرهابيي داعش بعد معارك مع المسلحين أسفرت عن مقتل أكثر من 22 داعشيا وإصابة عدد آخر منهم وإحراق آليات وعجلات كانت في حوزة الإرهابيين».
وأضاف إرزيج أن «القوات الأمنية والقوات المساندة لها وفرق الجهد الهندسي التابعة للجيش العراقي تقوم حاليا بعمليات رفع العبوات الناسفة والمواد المتفجرة عن الطرق الفرعية والرئيسية والمنازل المفخخة في المنطقة المحررة». وأشار إلى أن القوات الأمنية في المحافظة قامت بنصب سيطرات ضمن قاطع الخالدية والحبانية وعامرية الفلوجة من أجل منع عصابات «داعش» الإرهابية من الهرب إلى خارج المحافظة، وأن هذه السيطرات تمكنت من إلقاء القبض على 17 إرهابيا من عصابات «داعش» مشتركين بعمليات إجرامية داخل مناطق المحافظة، مؤكدًا أن العمليات العسكرية في المحافظة مستمرة لتطهيرها من عصابات «داعش» الإرهابية وقد اتخذت القوات الأمنية إجراءات أمنية جديدة ستفاجئ العدو وتلحق به خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات.
وفي سياق متصل أعلنت قيادة العمليات المشتركة، عن مقتل 15 عنصرا من مسلحي تنظيم داعش وتفكيك 70 عبوة ناسفة، فضلا عن تطهير 15 منزلا مفخخا، بحملة أمنية شمالي الرمادي.
وقال المتحدث باسم القيادة العميد يحيى رسول في حديث لـ«الشرق الأوسط» إن «القوات الأمنية المشتركة تمكنت صباح الجمعة (أمس)، من القيام بحملة أمنية واسعة النطاق في منطقة البوعيثة شمالي الرمادي من أجل تمشيطها من أي وجود لمسلحي تنظيم داعش فيها بعد أن تم تحريرها من قبل قواتنا الأمنية».
وأضاف رسول أن «الحملة أسفرت عن مقتل 15 عنصرا من تنظيم داعش الإجرامي وتفكيك 70 عبوة ناسفة بالإضافة إلى تطهير ومعالجة 15 منزلا مفخخا».
وتشن القوات العراقية منذ أيام حملة عسكرية واسعة النطاق لتحرير محافظة الأنبار من تنظيم داعش، وتقدمت نحو المدن الرئيسية وأحكمت حصارها على مدينتي الفلوجة ثاني أكبر مدن الأنبار والرمادي مركز المحافظة.



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.