قوى سودانية تعلن التوافق على تعديل «الوثيقة الدستورية»

المشاركون في ورشة «القاهرة» اقترحوا معايير جديدة لاختيار رئيس الوزراء

اتفقت القوى السياسية السودانية المشاركة في ورشة العمل السياسية التي استضافتها مصر على اعتماد الوثيقة الدستورية
اتفقت القوى السياسية السودانية المشاركة في ورشة العمل السياسية التي استضافتها مصر على اعتماد الوثيقة الدستورية
TT

قوى سودانية تعلن التوافق على تعديل «الوثيقة الدستورية»

اتفقت القوى السياسية السودانية المشاركة في ورشة العمل السياسية التي استضافتها مصر على اعتماد الوثيقة الدستورية
اتفقت القوى السياسية السودانية المشاركة في ورشة العمل السياسية التي استضافتها مصر على اعتماد الوثيقة الدستورية

اتفقت القوى السياسية السودانية المشاركة في ورشة العمل السياسية التي استضافتها مصر، تحت عنوان «آفاق التحول الديمقراطي نحو سودان يسع الجميع» على اعتماد الوثيقة الدستورية، مع اقتراح تعديلات «تتوافق مع مقتضيات الفترة الانتقالية»، مؤكدين أنه «لا توجد سلطة تأسيسية تُجيز أي دستور جديد».
وأصدر المشاركون، في ختام أعمال الورشة التي استمرت ستة أيام، «وثيقة التوافق السياسي» و«الوثيقة الحاكمة للفترة الانتقالية»، كما اتفقوا على تشكيل «تنسيقية القوى الوطنية الديمقراطية» كجسم جامع لكل الكتل والمكونات والشخصيات المشاركة في الورشة تكون مهمتها «التواصل مع كل الأطراف الداعمة للتحول الديمقراطي»، حسب البيان الختامي لأعمال الورشة.
وشدد المشاركون على ضرورة أن تكون القوات المسلحة «على مسافة واحدة من جميع القوى السياسية»، واقترحوا دمج قوات الدعم السريع وقوات حركات الكفاح المسلح في القوات المُسلحة، مع اقتراح وضع الأنشطة الاستثمارية والتجارية (غير الدفاعية) لكل القوات النظامية تحت ولاية وزارة المالية.
وأشارت القوى المشاركة إلى «ضرورة تفكيك بنية التمكين لنظام الثلاثين من يونيو (حزيران) 1989»، كما اقترحوا معايير جديدة لاختيار رئيس الوزراء، وأعضاء الحكومة أبرزها أن يكونوا «مهنيين ذوي كفاءة ومقدرة، من المنحازين إلى الثورة، دون أن يكونوا ضالعين بالعمل السياسي الحزبي».
وثمَّن البيان الختامي الدعوة المصرية لاستضافة حوار سوداني - سوداني حول سبل تجاوز الأزمة السياسية بمشاركة 85 شخصية يمثلون 35 حزباً وحركة «تمثل طيفاً عريضاً من القوى السياسية والمجتمعية وقوى النضال المسلح في السودان».
ولفت البيان إلى أن الخلافات بين المكونات المختلفة المشاركة في السلطة الانتقالية خلال الفترات الماضية «أدت إلى أزمة كبرى انتهت بإجراءات 25 أكتوبر (تشرين الأول) التي أوقفت العملية الانتقالية تماماً».
وأشار بيان القوى السودانية المشاركة في ورشة العمل السياسية إلى أن اللجان العشر التي تم تشكيلها انتهت إلى مجموعة من المقترحات بشأن الترتيبات الدستورية ونظام الحكم، منها اعتماد الوثيقة الدستورية الموقَّعة في أغسطس (آب) 2019 المعدَّلة عام 2020 مع إجراء بعض التعديلات، إضافةً إلى اقتراحات «يتم بموجبها عمل تعديلات في تكوين السلطة التنفيذية تهدف لتكوين سلطة مدنية كاملة تستأنف عملية الانتقال للوصول إلى الانتخابات، وتكوين حكومة منتخبة».
واقترحت القوى السودانية معايير عضوية مجلس الوزراء ليتكون من «مهنيين ذوي كفاءة ومقدرة، من المنحازين إلى الثورة، دون أن يكونوا ضالعين بالعمل السياسي الحزبي»، إضافةً إلى اقتراحات فيما يتعلق بالآلية التي تتولى اختيار أعضاء السلطة التنفيذية والسيادية مع إصدار التشريعات اللازمة لتقنين سلطة قضائية مستقلة ومحايدة.
وفي ما يتعلق بترتيبات السلام، أكد المشاركون الالتزام بتنفيذ اتفاق سلام جوبا الموقَّع في أكتوبر 2020، مع العمل على مواجهة الظروف التي أنتجت الحروب الأهلية المختلفة بما يؤدي إلى منع نشوب النزاعات المسلحة مستقبلاً وتهيئة الظروف للسلام من خلال تحسين الأوضاع الاقتصادية والمعيشية لمناطق الهامش، مع الوضع في الاعتبار أهمية معالجة الأوضاع في شرق السودان وحلحلة المشكلات بواسطة منبر تفاوضي متفَق عليه ومقبول لأهل الشرق.
وشدد البيان على أن تكون القوات النظامية «على مسافة واحدة من كل القوى السياسية والمجتمعية ولا تتدخل في الشأن السياسي». كما دعا إلى «ضرورة الإسراع في تنفيذ الترتيبات الأمنية وفق خطة إصلاح أمني وعسكري تقود إلى جيش وطني واحد وما يتطلبه ذلك من دمج قوات الدعم السريع وقوات حركات الكفاح المسلح في القوات المُسلحة، طبقاً لجداول زمنية محددة ومتفق عليها».
وأكدت القوى السودانية في مقترحاتها «أهمية وضع الأنشطة الاستثمارية والتجارية لجميع القوات النظامية (الجيش، الدعم السريع، المخابرات العامة، الشرطة) تحت ولاية وزارة المالية، ما عدا تلك المتعلقة بالصناعات الدفاعية والمهمات العسكرية والصندوق الخاص للتأمين الاجتماعي للقوات المسلحة».
وأكد المشاركون ضرورة تفكيك بنية التمكين لنظام الثلاثين من يونيو 1989، وذلك ضمن عملية التأسيس لحكم القانون، ما يستلزم التقيد بالقانون والسلطات الدستورية، إضافةً إلى قيام المُفوضيّات المُتخصصة المنصوص عليها في الوثيقة الدستورية.
واقترح المشاركون في ختام أعمالهم بالقاهرة إنشاء مفوضية للشباب تهتم بقضاياهم ويكون من مهامها تمويل مشاريع استقرار الشباب، وتخفيف معدلات البطالة، كما اقترحوا تكوين مفوضية مستقلة للانتخابات، على أن تُجرى الانتخابات في فترة أقصاها عامان من تاريخ تعيين رئيس الوزراء.
كما تضمنت المقترحات تعيين الحكومة مفوضية مستقلة للانتخابات تقوم بجميع المهام الفنية والتنفيذية المتعلقة بموضوع الانتخابات. وأكد المشاركون في الورشة أن «فصيلاً واحداً أو كتلة واحدة من الجسم السياسي السوداني لا يمكنها أن تقود الفترة الانتقالية بمفردها»، ووجهوا الدعوة إلى جميع القوى الداعمة للتحول الديمقراطي إلى الاجتماع ومناقشة القضايا الوطنية المطروحة للتوصل إلى توافق وطني حولها.
ورأى الدكتور الصادق الهادي المهدي، رئيس حزب «الأمة»، ومساعد رئيس الجمهورية السابق، وأحد المشاركين في ورشة العمل السياسية، أن ما انتهت إليه القوى السودانية يمثل «إنجازاً كبيراً يتطلب البناء عليه»، لافتاً إلى أن القوى المشاركة في ورشة القاهرة هي «أكبر التكتلات المتوافقة حالياً على الساحة السودانية».
وأضاف المهدي لـ«الشرق الأوسط» عقب ختام الورشة، أن وثيقة التوافق السياسي التي أعلنتها القوى السودانية «تمثل اتفاقاً على عدم الإقصاء السياسي»، وأنها «مفتوحة للجميع للانضمام والحوار حولها».
وشدد على أهمية أن تشكّل حكومة «وحدة وطنية» حقيقية تضم كفاءات سياسية «غير صارخة حزبياً»، سعياً إلى أكبر توافق ممكن بين السودانيين، وتعبيراً عن كل مواطن سوداني، ومختلف القوى والتيارات الوطنية.
وأشار الدكتور رامي زهدي، الباحث في الشؤون الأفريقية، إلى أن ما انتهت إليه القوى السودانية يمثل «نقطة تحول حقيقية في مسار التجربة الانتقالية السودانية»، لافتاً إلى أن ما تضمنته الوثيقة الختامية من مقترحات تنفيذية يسد نقصاً واضحاً في الاتفاق الإطاري الذي لم يجد له مساراً للتطبيق على الأرض بسبب الكثير من النواقص التي شابته، والتي أدت إلى إحجام كثير من القوى السودانية عن التوقيع عليه.
وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «مجمل النتائج التي انتهت إليها القوى السياسية تسد الخلل الأبرز الذي لم يحققه الاتفاق الإطاري، وهو الاتفاق على حكومة يمكنها أن تدير الأمور في السودان»، مشدداً على أن القوى المجتمعة في القاهرة «استطاعت معالجة هذه الثغرة»، حتى يمكن الوصول إلى تشكيل حكومة، وهي أهم أداة في إدارة المرحلة الانتقالية.
وأشار زهدي إلى أهمية الخطوة التالية بدمج الاتفاق الإطاري مع مخرجات مشاورات القوى السياسية في القاهرة، وأن يكون هناك مسار مفتوح لا يُقصي أحداً، حتى يمكن للسودان تجاوز منعرجات المرحلة الانتقالية بسلام.


مقالات ذات صلة

«أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

شمال افريقيا «أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

«أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

نقلت سفينة «أمانة» السعودية، اليوم (الخميس)، نحو 1765 شخصاً ينتمون لـ32 دولة، إلى جدة، ضمن عمليات الإجلاء التي تقوم بها المملكة لمواطنيها ورعايا الدول الشقيقة والصديقة من السودان، إنفاذاً لتوجيهات القيادة. ووصل على متن السفينة، مساء اليوم، مواطن سعودي و1765 شخصاً من رعايا «مصر، والعراق، وتونس، وسوريا، والأردن، واليمن، وإريتريا، والصومال، وأفغانستان، وباكستان، وأفغانستان، وجزر القمر، ونيجيريا، وبنغلاديش، وسيريلانكا، والفلبين، وأذربيجان، وماليزيا، وكينيا، وتنزانيا، والولايات المتحدة، وتشيك، والبرازيل، والمملكة المتحدة، وفرنسا، وهولندا، والسويد، وكندا، والكاميرون، وسويسرا، والدنمارك، وألمانيا». و

«الشرق الأوسط» (جدة)
شمال افريقيا مصريون يسهمون في إغاثة النازحين عند المعابر الحدودية

مصريون يسهمون في إغاثة النازحين عند المعابر الحدودية

بعد 3 أيام عصيبة قضتها المسنة السودانية زينب عمر، بمعبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان، وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على غر

شمال افريقيا الأمم المتحدة تطلب 445 مليون دولار لمساعدة الفارين من السودان

الأمم المتحدة تطلب 445 مليون دولار لمساعدة الفارين من السودان

أعلنت الأمم المتحدة، الخميس، أنها تحتاج إلى 445 مليون دولار لمساعدة 860 ألف شخص توقعت أن يفروا بحلول أكتوبر (تشرين الأول) المقبل من القتال الدامي في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع. وأطلقت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين هذا النداء لجمع الأموال من الدول المانحة، مضيفة أن مصر وجنوب السودان سيسجّلان أكبر عدد من الوافدين. وستتطلب الاستجابة للأزمة السودانية 445 مليون دولار حتى أكتوبر؛ لمواجهة ارتفاع عدد الفارين من السودان، بحسب المفوضية. وحتى قبل هذه الأزمة، كانت معظم العمليات الإنسانية في البلدان المجاورة للسودان، التي تستضيف حالياً الأشخاص الفارين من البلاد، تعاني نقصاً في التمو

«الشرق الأوسط» (جنيف)
شمال افريقيا الصراع في الخرطوم يوجّه ضربة جديدة للاقتصاد

الصراع في الخرطوم يوجّه ضربة جديدة للاقتصاد

وجّه الصراع المحتدم الذي يعصف بالسودان ضربة قاصمة للمركز الرئيسي لاقتصاد البلاد في العاصمة الخرطوم. كما عطّل طرق التجارة الداخلية، مما يهدد الواردات ويتسبب في أزمة سيولة. وفي أنحاء مساحات مترامية من العاصمة، تعرضت مصانع كبرى ومصارف ومتاجر وأسواق للنهب أو التخريب أو لحقت بها أضرار بالغة وتعطلت إمدادات الكهرباء والمياه، وتحدث سكان عن ارتفاع حاد في الأسعار ونقص في السلع الأساسية. حتى قبل اندلاع القتال بين طرفي الصراع في 15 أبريل، عانى الاقتصاد السوداني من ركود عميق بسبب أزمة تعود للسنوات الأخيرة من حكم الرئيس السابق عمر البشير واضطرابات تلت الإطاحة به في عام 2019.

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)
شمال افريقيا فيصل بن فرحان وغوتيريش يبحثان وقف التصعيد في السودان

فيصل بن فرحان وغوتيريش يبحثان وقف التصعيد في السودان

بحث الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله وزير الخارجية السعودي والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، اليوم (الخميس)، الجهود المبذولة لوقف التصعيد العسكري بين الأطراف في السودان، وتوفير الحماية اللازمة للمدنيين السودانيين والمقيمين على أرضه. وأكد الأمير فيصل بن فرحان، خلال اتصال هاتفي أجراه بغوتيريش، على استمرار السعودية في مساعيها الحميدة بالعمل على إجلاء رعايا الدول التي تقدمت بطلب مساعدة بشأن ذلك. واستعرض الجانبان أوجه التعاون بين السعودية والأمم المتحدة، كما ناقشا آخر المستجدات والتطورات الدولية، والجهود الحثيثة لتعزيز الأمن والسلم الدوليين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».