انطلاق فعاليات مهرجان جرش للثقافة والفنون في دورته الثلاثين

وسط مشاركة محلية وعربية وأجنبية

انطلاق فعاليات مهرجان جرش للثقافة والفنون في دورته الثلاثين
TT

انطلاق فعاليات مهرجان جرش للثقافة والفنون في دورته الثلاثين

انطلاق فعاليات مهرجان جرش للثقافة والفنون في دورته الثلاثين

انطلقت الخميس فعاليات مهرجان جرش للثقافة والفنون في دورته الثلاثين لهذا العام في مدينة جرش الأثرية الواقعة على بعد 45 كيلومترا شمال عمان
وقال رئيس اللجنة العليا لمهرجان جرش عقل بلتاجي إن المهرجان هذا العام، تجمعُ عمقَ التاريخِ بطيبِ الحاضرِ، لتقدمَّ في هذه الدورةِ قيمةً مضافةً كبرى لأسسِ الفنِ والفكرِ والأدبِ التي يواصلُ المهرجانُ تقديمَها سنويًا، حتى باتَ اليومَ واحدًا من أبرز مهرجاناتِ الثقافةِ والفنونِ في المنطقةِ.
وأضاف بلتاجي: «إذ نُدركُ ونحنُ نفتتحُ مهرجانَ جرش حجمَ النارِ والدمارِ الذي يتنازعُ منطقتَنا العربيةَ ويزرعُ الحزنَ والأسى والخوفَ في قلوبِ الناس، فإننا نسعى من خلالِ وجودِ هذا المهرجان؛ بشكلهِ ومضمونهِ إلى تكريسهِ مصدرًا لتوسيعِ آفاقِ المعرفةِ أمامَ الناسِ من خلالِ مضاميِنه المعرفيةِ والفنيّةِ الراقية، التي تعكسُ الإبداعَ الإنساني وما ينطوي عليه من تنوّعٍ، وترتقي بالذائقةِ العامةِ لتنعكسَ إيجابيًا على السلوكِ الفردي والجماعي.
وسيشهدُ فعالياتٍ ثقافيةٍ مميزةٍ شعرًا وفنًا تشكيليًا وأناشيد دينية وموسيقى، وفعالياتٍ غنائيةٍ كبيرةٍ لنجومٍ عربٍ وأردنيين، وعروض فنية لفرق استعراضية محلية وأجنبية، إلى جانبِ انعقادِ مؤتمرِ اتحاد كُتّاب آسيا وأفريقيا في المركزِ الثقافي الملكي، من ضمنِ برنامجِ فعالياتِ مهرجانِ جرش، الذي سيتواصلُ لمدةِ عشرةِ أيام.
ويشارك في المهرجان لهذا العام فنانون أردنيون وعرب، فعلى المسرح الجنوبي مسرح النجوم العرب والأردنيين سيقف عدد من الفنانين والفرق أمثال صوت الأردن عمر العبد اللات، الفرقة الهاشمية للإنشاد، الفنان رامي عياش، والفنانة يارا، والفنان جوزيف عطية والفنانة غادة عباسي، وليلة أردنية للفنانين (سهير عودة، وجهاد سركيس، ويحيى صويص، وسامر أنور)، وفرقة نادي الجيل للتراث الشركسي، والفنانة نانسي عجرم، والفنان وائل كفوري، والفنانة مايا دياب والفنان هاني متواسي، والفنان الكويتي عبد الله الرويشد.
ويشهد المسرح الشمالي مشاركات لفنانين وفرق محلية وعربية وعالمية أمثال أشهر عازفي الكمان الفنان جاسر حاج يوسف من فرنسا، فرقة كيرو بينانا للفلامنكو من إسبانيا، وفرقة ثلاثي تريو جبران من فلسطين، وأوركسترا حيدوتي من البلقان، وفرقة إبداع من فلسطين، فرقة Acat of congress من أميركا، الفنانة معلومة منت الميداح من موريتانيا، وفرقة الأولة بلدي من مصر، وفرقة ديرين للموسيقى من تركيا، والفرقة الصينية. وليلة أردنية للمطربين محمد أبو غريب، وأحمد عبندة، وبيسان كمال، ومحمد الحوري.
وعلى هامش المهرجان تعرض المنتجات التي تعبر عن تراث وتاريخ وحضارة الأردن، حيث يشاهد الزائر في شارع الأعمدة والساحة الرئيسة معرض الحرف والصناعات التقليدية، والسوق الحرفية، ومعرض الفن التشكيلي، ومعرض المنتجات الريفية والصناعات الغذائية في إطار تمكين المجتمع المحلي اقتصاديا واجتماعيا، الذي يأتي بدعم من برنامج تعزيز الإنتاجية الاقتصادية والاجتماعية التابع لوزارة التخطيط والتعاون الدولي، ومعرض منتجات الجمعيات الخيرية التابعة لوزارة التنمية الاجتماعية، والسوق الحرفية في موقع جرش الأثري.
وفي إطار الشراكة مع وزارة الثقافة وضمن فعاليات «جرش مدينة الثقافة الأردنية لعام 2015» يتم استضافة فرق عالمية وعربية مشاركة في المهرجان كفرقة «كاثاك دانس» من الهند و«جمعية الربيع الفني القسنطيني» من الجزائر وفرقة الرقص والموسيقى القومية «منغوليا الداخلية الصينية» من الصين و«فرقة إبداع الفنية» من فلسطين.
يذكر أن برنامج فعاليات المهرجان يستمر حتى الأول من أغسطس (آب) المقبل.



بارود «النار بالنار» موهبة صاعدة لفتت المشاهد

عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
TT

بارود «النار بالنار» موهبة صاعدة لفتت المشاهد

عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)

منذ الحلقة الأولى لمسلسل «النار بالنار» لفت تيم عزيز المشاهد في دور (بارود). فهو عرف كيف يتقمص شخصية بائع اليانصيب (اللوتو) بكل أبعادها. فألّف لها قالباً خاصاً، بدأ مع قَصة شعره ولغة جسده وصولاً إلى أدائه المرفق بمصطلحات حفظها متابع العمل تلقائياً.
البعض قال إن دخول تيم عزيز معترك التمثيل هو نتيجة واسطة قوية تلقاها من مخرج العمل والده محمد عبد العزيز، إلا أن هذا الأخير رفض بداية مشاركة ابنه في العمل وحتى دخوله هذا المجال. ولكن المخرج المساعد له حسام النصر سلامة هو من يقف وراء ذلك بالفعل. ويقول تيم عزيز لـ«الشرق الأوسط»: «حتى أنا لم أحبذ الفكرة بداية. لم يخطر ببالي يوماً أن أصبح ممثلاً. توترت كثيراً في البداية وكان همي أن أثبت موهبتي. وفي اليوم الخامس من التصوير بدأت ألمس تطوري».
يحدثك باختصار ابن الـ15 سنة ويرد على السؤال بجواب أقصر منه. فهو يشعر أن الإبحار في الكلام قد يربكه ويدخله في مواقف هو بغنى عنها. على بروفايل حسابه الإلكتروني «واتساب» دوّن عبارة «اخسر الجميع واربح نفسك»، ويؤكد أن على كل شخص الاهتمام بما عنده، فلا يضيع وقته بما قد لا يعود ربحاً عليه معنوياً وفي علاقاته بالناس. لا ينكر أنه بداية، شعر بضعف في أدائه ولكن «مو مهم، لأني عرفت كيف أطور نفسي».
مما دفعه للقيام بهذه التجربة كما يذكر لـ«الشرق الأوسط» هو مشاركة نجوم في الدراما أمثال عابد فهد وكاريس بشار وجورج خباز. «كنت أعرفهم فقط عبر أعمالهم المعروضة على الشاشات. فغرّني الالتقاء بهم والتعاون معهم، وبقيت أفكر في الموضوع نحو أسبوع، وبعدها قلت نعم لأن الدور لم يكن سهلاً».
بنى تيم عزيز خطوط شخصيته (بارود) التي لعبها في «النار بالنار» بدقة، فتعرف إلى باعة اليناصيب بالشارع وراقب تصرفاتهم وطريقة لبسهم وأسلوب كلامهم الشوارعي. «بنيت الشخصية طبعاً وفق النص المكتوب ولونتها بمصطلحات كـ(خالو) و(حظي لوتو). حتى اخترت قصة الشعر، التي تناسب شخصيتي، ورسمتها على الورق وقلت للحلاق هكذا أريدها».
واثق من نفسه يقول تيم عزيز إنه يتمنى يوماً ما أن يصبح ممثلاً ونجماً بمستوى تيم حسن. ولكنه في الوقت نفسه لا يخفي إعجابه الكبير بالممثل المصري محمد رمضان. «لا أفوت مشاهدة أي عمل له فعنده أسلوبه الخاص بالتمثيل وبدأ في عمر صغير مثلي. لم أتابع عمله الرمضاني (جعفر العمدة)، ولكني من دون شك سأشاهد فيلمه السينمائي (هارلي)».
لم يتوقع تيم عزيز أن يحقق كل هذه الشهرة منذ إطلالته التمثيلية الأولى. «توقعت أن أطبع عين المشاهد في مكان ما، ولكن ليس إلى هذا الحد. فالناس باتت تناديني باسم بارود وتردد المصطلحات التي اخترعتها للمسلسل».
بالنسبة له التجربة كانت رائعة، ودفعته لاختيار تخصصه الجامعي المستقبلي في التمثيل والإخراج. «لقد غيرت حياتي وطبيعة تفكيري، صرت أعرف ماذا أريد وأركّز على هدف أضعه نصب عيني. هذه التجربة أغنتني ونظمت حياتي، كنت محتاراً وضائعاً أي اختصاص سأدرسه مستقبلاً».
يرى تيم في مشهد الولادة، الذي قام به مع شريكته في العمل فيكتوريا عون (رؤى) وكأنه يحصل في الواقع. «لقد نسيت كل ما يدور من حولي وعشت اللحظة كأنها حقيقية. تأثرت وبكيت فكانت من أصعب المشاهد التي أديتها. وقد قمنا به على مدى يومين فبعد نحو 14 مشهداً سابقاً مثلناه في الرابعة صباحاً صورنا المشهد هذا، في التاسعة من صباح اليوم التالي».
أما في المشهد الذي يقتل فيه عمران (عابد فهد) فترك أيضاً أثره عنده، ولكن هذه المرة من ناحية الملاحظات التي زوده بها فهد نفسه. «لقد ساعدني كثيراً في كيفية تلقف المشهد وتقديمه على أفضل ما يرام. وكذلك الأمر بالنسبة لكاريس بشار فهي طبعتني بحرفيتها. كانت تسهّل علي الموضوع وتقول لي (انظر إلى عيني). وفي المشهد الذي يلي مقتلها عندما أرمي الأوراق النقدية في الشارع كي يأخذها المارة تأثرت كثيراً، وكنت أشعر كأنها في مقام والدتي لاهتمامها بي لآخر حد»
ورغم الشهرة التي حصدها، فإن تيم يؤكد أن شيئاً لم يتبدل في حياته «ما زلت كما أنا وكما يعرفني الجميع، بعض أصدقائي اعتقد أني سأتغير في علاقتي بهم، لا أعرف لماذا؟ فالإنسان ومهما بلغ من نجاحات لن يتغير، إذا كان معدنه صلباً، ويملك الثبات الداخلي. فحالات الغرور قد تصيب الممثل هذا صحيح، ولكنها لن تحصل إلا في حال رغب فيها».
يشكر تيم والده المخرج محمد عبد العزيز لأنه وضع كل ثقته به، رغم أنه لم يكن راغباً في دخوله هذه التجربة. ويعلق: «استفدت كثيراً من ملاحظاته حتى أني لم ألجأ إلا نادراً لإعادة مشهد ما. لقد أحببت هذه المهنة ولم أجدها صعبة في حال عرفنا كيف نعيش الدور. والمطلوب أن نعطيها الجهد الكبير والبحث الجدّي، كي نحوّل ما كتب على الورق إلى حقيقة».
ويشير صاحب شخصية بارود إلى أنه لم ينتقد نفسه إلا في مشاهد قليلة شعر أنه بالغ في إبراز مشاعره. «كان ذلك في بداية المسلسل، ولكن الناس أثنت عليها وأعجبت بها. وبعدما عشت الدور حقيقة في سيارة (فولسفاكن) قديمة أبيع اليانصيب في الشارع، استمتعت بالدور أكثر فأكثر، وصار جزءاً مني».
تيم عزيز، الذي يمثل نبض الشباب في الدراما اليوم، يقول إن ما ينقصها هو تناول موضوعات تحاكي المراهقين بعمره. «قد نجدها في أفلام أجنبية، ولكنها تغيب تماماً عن أعمالنا الدرامية العربية».