أعاد الزلزالان اللذان ضربا ولاية كهرمان ماراش في جنوب تركيا، فجر الاثنين، وامتد تأثيرهما إلى 10 ولايات تركية في جنوب وشرق وجنوب شرقي تركيا، إلى الأذهان التحذيرات المتكررة على مدى السنوات الماضية من وقوع زلزال مدمر، واتخاذ تدابير لمواجهة احتمالات وقوعه في أي وقت، بما في ذلك إجراءات التأكد من سلامة المباني.
وبحسب بيان لإدارة الكوارث والطوارئ التركية وقع زلزالان مركزهما بلدتا بازارجيك وألبيستان في ولاية كهرمان ماراش بقوة 7.7 و7.6 درجة على مقياس ريختر، وأنه لا يوجد حالياً أي خطر حدوث موجات تسونامي في سواحل البلاد شرق البحر المتوسط عقب الزلزالين.
وهذه هي المرة الأولى التي تشهد فيها ولاية كهرمان ماراش وقوع زلازل بها. وكانت التحذيرات المتتالية من الخبراء تشير إلى أن زلزلاً مدمراً بقوة أكثر من 7 درجات سيقع في إسطنبول وحدوث كارثة في المدينة.
وفي عام 2021، قال نائب الأمين العام لبلدية إسطنبول التركية، ماهر بولات، في إفادة أمام البرلمان، إن عدد المباني المتوقع انهيارها بسبب زلزال مرتقب ارتفع إلى 200 ألف مبنى، حيث سيتأثر 3 ملايين شخص بسبب ذلك.
وبحسب مسؤول آخر، فإن زلزال إسطنبول المحتمل الذي ستبلغ شدته 7.5 درجة بمقياس ريختر، سيدمر مبنى من كل 5 مبان في المدينة.
وأشار مدير أعمال التحول الحضري بإسطنبول، إبراهيم أصلان، إلى أن وضع المباني الحالي في المدينة وخاصة بمنطقة أسنلار، معرضة لخطر الانهيار، حيث تفتقر إلى الخدمات الهندسية.
وكانت وكالة تخطيط إسطنبول قالت إنه في حالة وقوع زلزال إسطنبول من دون اتخاذ الدولة أي إجراءات للتطوير، ستخسر تركيا 120 مليار ليرة تركية.
وفي وقت سابق، حذر مدير معهد «قنديللي» لدراسات الزلازل في تركيا، خلوق أوزانار، من الزلزال المدمر الذي تنتظره إسطنبول، مشيراً إلى أن آخر الدراسات أوضحت أن الزلزال سيكون بقوة 7.2 درجة بمقياس ريختر، على الأقل، وسيكون مركزه قاع بحر مرمرة (غرب)، وقد يحدث الآن، وقد يحدث خلال 5 إلى 20 عاماً.
وأشار أوزانار إلى أن منطقة الأناضول تنجرف نحو الغرب بمقدار 2.5 - 3 سنتيمترات سنوياً، وأن هذه السرعة تصل إلى 3.5 - 4 سنتيمترات في منطقة بحر إيجه (غرب).
وتبذل السلطات في تركيا، منذ زلزال مرمرة عام 1999 الذي خلف أكثر من 17 ألف شخص، لرفع قدرة أبنيتها على التحمل، ونشر الوعي السلوكي أثناء الزلازل، كما تم تخصيص 2864 مركزاً للإيواء موزعة على 39 منطقة في المدينة.
لكن أكاديميين، ومنهم د. بولنت كايباك، يرون أنه بعد زلزالي الاثنين على السلطات أن تستوعب الدرس لأنه لا يمكن التنبؤ بمتى أو أين يقع الزلزال، ويجب أن تكون هناك خطة متكاملة لرفع قدرة المباني على التحمل.
وتقع تركيا على قمة واحدة من أكثر المناطق الزلزالية نشاطاً في العالم، وتعد تركيا عبارة عن كتلة من القشرة الأرضية تقع في إطار جيوفيزيائي بين الصفيحة التكتونية العربية، التي تتجه نحو الشمال بمعدل حوالي بوصة واحدة في السنة، وبين الصفيحة الأوراسية، التي تعد، نسبياً، جسماً غير قابل للحركة.
ويعتقد علماء الجيوفيزياء أن كل ما يحدث لتركيا هو نتاج تحرك شبه الجزيرة العربية باتجاه كل من تركيا وإيران والعراق، وأن المحركات التي تقود هذا التحرك البطيء للجزيرة العربية باتجاه الشمال توجد أسفل البحر الأحمر وخليج عدن. إذ إن هاتين المنطقتين تستضيفان صدوعاً في القشرة الأرضية أسفل المياه. وعلى طول هذه الصدوع تحدث تحركات يميناً ويساراً، وبالتالي تتسرب قشرة جديدة وتنتشر باتجاه أي من الجانبين.
وبمعنى آخر، فإن وجود شق في منطقة ما يعني أن الشق يتوسع نتيجة خروج أجزاء جديدة من القشرة من أسفل الشق، وبالتالي يزداد تحرك كلتا الكتلتين اللتين يفصل بينهما الشق أكثر وأكثر. يعطي هذا الانتشار والحركة للصفيحة العربية دفعة باتجاه الشمال نحو تركيا والعراق وإيران، مما يجعل الصفيحة التي تضم هذه البلاد تحت الضغط وعدم الاستقرار.
تصاعد المطالبات في تركيا لتعزيز قدرة المباني على مواجهة الزلازل
خبراء دعوا إلى أخذ الدرس بعد زلزالي كهرمان ماراش
تصاعد المطالبات في تركيا لتعزيز قدرة المباني على مواجهة الزلازل
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة