لافروف لتعزيز حضور موسكو في الغرب الأفريقي

في أول زيارة لوزير خارجية روسي إلى مالي

جنود تابعون للأمم المتحدة في مالي (أ.ف.ب)
جنود تابعون للأمم المتحدة في مالي (أ.ف.ب)
TT

لافروف لتعزيز حضور موسكو في الغرب الأفريقي

جنود تابعون للأمم المتحدة في مالي (أ.ف.ب)
جنود تابعون للأمم المتحدة في مالي (أ.ف.ب)

تكثف روسيا تحركاتها في الغرب الأفريقي، عبر جولة لوزير خارجيتها سيرغي لافروف، تقوده إلى العاصمة المالية؛ باماكو، في زيارة هي الأولى من نوعها لمسؤول روسي رفيع المستوى، وفي خطوة يعدها مراقبون تعزيزاً للحضور الروسي في القارة السمراء، خصوصاً منطقة الغرب التي تشهد تراجعاً ملموساً للنفوذ الفرنسي.
وتتزامن زيارة لافروف مع قرار للمجلس العسكري في مالي بطرد رئيس بعثة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان. وأفادت وكالة الأنباء الفرنسية، الاثنين، بأن القرار جاء بعد أن ألقى ناشط حقوقي مالي الشهر الماضي كلمة أمام اجتماع للأمم المتحدة، اتهم فيها «الشركاء العسكريين الروس الجدد للنظام بارتكاب انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان».
من جانبها، ذكرت وزارة الخارجية المالية، الأحد، أن لافروف «سيزور البلاد لمدة يومين للبحث في تعزيز العلاقات بين الدولتين». وأشارت في بيان لها إلى أنها الزيارة الأولى من نوعها لوزير خارجية روسي إلى مالي، والتي تأتي «تماشياً مع الرؤية السياسية للحكومة الانتقالية لتوسيع وتنويع العلاقات الاستراتيجية».
ومن المنتظر أن يلتقي وزير الخارجية الروسي، رئيس الحكومة الانتقالية، أسيمي غويتا، وعدداً من المسؤولين البارزين في الحكومة الانتقالية المالية.
وتعد جولة لافروف الحالية في أفريقيا، هي الثانية من نوعها لدول بالقارة خلال أقل من عام، زار خلالها إريتيريا وأنغولا وإسواتيني وجنوب أفريقيا وبوتسوانا، إضافة إلى مالي، بينما شملت جولته الأولى التي قام بها في يوليو (تموز) من العام الماضي، مصر وإثيوبيا وأوغندا والكونغو.
وتأتي هذه الزيارة في الوقت الذي تشهد فيه العلاقات بين مالي وفرنسا تدهوراً، تمثل في إعلان الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، رسمياً في سبتمبر (أيلول) الماضي، انتهاء عملية «برخان» العسكرية التي تقودها بلاده في منطقة الساحل الأفريقي، وانتشر بموجبها جنود فرنسيون في الأراضي المالية لمكافحة الإرهاب.
كما تأتي الزيارة بعد نحو أسبوعين على مطالبة سلطات بوركينا فاسو للقوات الفرنسية بالانسحاب من البلاد التي تشير تقارير إلى استعانتها بعناصر تابعة لشركة «فاغنر» الروسية.
ويرى الدكتور محمد يوسف الحسن، المحلل السياسي المختص في الشؤون الأفريقية، أن زيارة وزير الخارجية الروسي تأتي في إطار التصعيد بين روسيا وفرنسا، وخصوصاً في أفريقيا الوسطى. وتوقع الحسن في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن تسعى روسيا لتكثيف حضورها خلال الفترة المقبلة في دول غرب أفريقيا «من أجل تثبيت نفسها كرقم كبير في معادلة النفوذ، على حساب الوجود الفرنسي المتراجع بالمنطقة».
وأضاف المحلل السياسي أن روسيا تعزز وجودها في الغرب الأفريقي، من خلال تحركات سياسية بموازاة التعاون الأمني والعسكري الذي تحتاجه المنطقة بشدة في الفترة الراهنة. ولفت إلى أنه تم الإعلان مؤخراً عن تدشين أول قاعدة جوية أفريقية بدعم روسي، بهدف مسح المنطقة ورصد جميع تحركات المجموعات الإرهابية «التي تزعزع أمن المنطقة، وكانت تستخدمها القوات الفرنسية ذريعةً لبقائها في المنطقة»، مشدداً على أن استمرار روسيا في تعزيز نفوذها في المنطقة سيقوي موقف الدول المناهضة للنفوذ الفرنسي، ويجذب دولاً جديدة لإعلان مواقف أكثر قوة باتجاه بناء علاقات أكثر متانة مع الحليف الروسي.
وبرزت خلال الآونة الأخيرة مؤشرات حول التنافس الأميركي الروسي في أفريقيا، واستضافت واشنطن قمة أميركية أفريقية منتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، شاركت فيها 49 دولة من أصل 54 أفريقية، وشكلت مواجهة تمدد الصين وروسيا جزءاً من الطرح الأميركي خلال القمة، بينما تستعد روسيا خلال العام الحالي لاستضافة القمة الروسية الأفريقية الثانية التي من المتوقع أن تُعقد في يوليو المقبل.
وتمتلك دول القارة الأفريقية نحو ثلث الكتلة التصويتية في الجمعية العامة للأمم المتحدة، وامتنعت 17 دولة من القارة في مارس (آذار) من العام الماضي عن التصويت على قرار أممي يدين روسيا لحربها على أوكرانيا، وهو ما مثَّل نصف عدد الممتنعين، ما اعتُبر مؤشراً على نمو التأثير الروسي في أفريقيا.
واعتبر الدكتور أحمد أمل، أستاذ العلوم السياسية بكلية الدراسات الأفريقية العليا بجامعة القاهرة، تكثيف روسيا تحركاتها الدبلوماسية في دول القارة جزءاً من التنافس الدولي وحالة الاستقطاب التي يشهدها العالم حالياً، ارتباطاً بمجريات الحرب الروسية الأوكرانية، ومساعي بعض القوى الدولية الصاعدة إلى بناء عالم متعدد الأقطاب.
وأضاف أمل لـ«الشرق الأوسط» أنه «من الخطأ النظر إلى الدور الروسي في القاهرة على أنه رد فعل للسياسات الغربية»، موضحاً أن موسكو «كانت حاضرة طوال الوقت، ولها تاريخ طويل في مساندة دول القارة خلال خمسينات وستينات القرن الماضي، عندما كان الاتحاد السوفياتي سابقاً القطب الثاني في المنظومة العالمية».
وأشار أستاذ العلوم السياسية إلى أن روسيا «تحاول استخدام ميراثها السياسي القديم الذي لا يحمل عبئاً استعمارياً في الذاكرة الوطنية للدول الأفريقية»، كما تسعى كذلك إلى استثمار الأوضاع الدولية الراهنة في اكتساب مزيد من الحلفاء والداعمين، أو على الأقل إفشال المخطط الغربي لمحاصرة روسيا، وهو ما يبدو أنها «تحقق تقدماً ملموساً فيه على الساحة الأفريقية»، ما استدعى تحركات عاجلة من الإدارة الأميركية؛ سواء بإعلان استراتيجية جديدة نحو أفريقيا، واستضافة القمة الأميركية الأفريقية، أو من خلال جولة موسعة لوزيرة الخزانة الأميركية في أفريقيا خلال الأسابيع الأخيرة.


مقالات ذات صلة

هل تتسع المواجهات بين التنظيمات المتطرفة في مالي؟

العالم هل تتسع المواجهات بين التنظيمات المتطرفة في مالي؟

هل تتسع المواجهات بين التنظيمات المتطرفة في مالي؟

وسط محاولات لإنقاذ «اتفاق سلام هش» مع جماعات مسلحة انفصالية، وتصاعد الصراع على النفوذ بين تنظيمات «إرهابية» في مالي، دعا تنظيم «داعش» جميع الجماعات المسلحة المتنافسة معه في البلاد، إلى إلقاء أسلحتها والانضمام إلى صفوفه. وهي الرسالة التي يرى خبراء أنها موجهة إلى «الجماعات المسلحة المحلية التي وقعت اتفاقية السلام لعام 2015، إضافة إلى تنظيم (القاعدة) في مالي ومنطقة الساحل»، الأمر الذي «يزيد من هشاشة الأوضاع الأمنية في البلاد، ويدفع نحو مواجهات أوسع بين التنظيمات المتطرفة».

العالم العربي عودة «النصرة» إلى الواجهة في مالي تعزز خوف الجزائر على «اتفاق السلام»

عودة «النصرة» إلى الواجهة في مالي تعزز خوف الجزائر على «اتفاق السلام»

بينما تبنى تنظيم تابع لـ«القاعدة» في مالي اغتيال مسؤول بارز في البلاد، كثَفت الجزائر لقاءاتها مع الأطراف السياسية الداخلية لإنقاذ «اتفاق السلم»، الذي ترعاه منذ التوقيع عليه فوق أرضها عام 2015، من الانهيار، وتفادي إحداث فراغ بالمنطقة يتيح للجماعات المسلحة الانتشار من جديد. وأعلنت جماعة «نصرة الإسلام والمسلمين»، التي تتبع لـ«القاعدة» في مالي، مقتل عمر تراوري، مدير ديوان الرئيس الانتقالي، العقيد عاصمي غويتا، وثلاثة جنود وأسر اثنين آخرين من الجيش المالي.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
العالم تحطم مروحية عسكرية بحي سكني في باماكو

تحطم مروحية عسكرية بحي سكني في باماكو

تحطمت مروحية عسكرية، السبت، في حي سكني بعاصمة مالي، باماكو، أثناء عودتها من عملية لمكافحة المتشددين، بحسب ما أفادت القوات المسلحة ومصادر. وسقط عشرات الضحايا بتفجير انتحاري ثلاثي في وسط البلاد. وجاء حادث المروحية إثر تعرض مهمة إمداد للجيش لهجوم في وقت سابق في شمال البلاد المضطرب. وقالت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة في بيان: «نحو الساعة الواحدة وعشر دقائق بعد الظهر، تحطمت مروحية هجومية تابعة للقوات المسلحة المالية في منطقة سكنية في باماكو أثناء عودتها من مهمة عملانية».

«الشرق الأوسط» (باماكو)
العالم جماعة تابعة لـ«القاعدة» تتبنّى اغتيال مدير مكتب رئيس مالي

جماعة تابعة لـ«القاعدة» تتبنّى اغتيال مدير مكتب رئيس مالي

تبنَّت جماعة «نصرة الإسلام والمسلمين» التابعة لتنظيم «القاعدة الإرهابي»، هجوماً قرب الحدود الموريتانية، أدى إلى مقتل عمر تراوري مدير ديوان رئيس المجلس العسكري الحاكم الانتقالي مع 3 من مرافقيه، إضافة إلى مسؤوليتها عن هجوم في كمين آخر نفذته (الأربعاء) الماضي أسفر عن مقتل 7 جنود ماليين. وأفادت الرئاسة المالية (الخميس) بأن عمر تراوري مدير ديوان الرئيس الانتقالي العقيد عاصمي غويتا، هو أحد القتلى الأربعة الذين سقطوا في هجوم استهدفهم (الثلاثاء) بالقرب من بلدة نارا. وأعلنت جماعة «نصرة الإسلام والمسلمين» أنها شنَّت هجوماً آخر (الأربعاء) أسفر عن مقتل 7 جنود في مكمن بين سوكولو وفرابوغو (وسط مالي)، فيما ق

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
العالم العربي الجزائر تخشى انهيار «اتفاق السلام» في مالي

الجزائر تخشى انهيار «اتفاق السلام» في مالي

بعد اغتيال مسؤول بارز في مالي على يد تنظيم متشدد، تكثّف الجزائر لقاءاتها مع الأطراف السياسية الداخلية في البلد الأفريقي لإنقاذ «اتفاق السلم» - الموقّع في 2015 - من الانهيار، وتفادي إحداث فراغ في المنطقة قد يتيح للجماعات المسلحة الانتشار من جديد. وأعلنت جماعة «نصرة الإسلام والمسلمين» التابعة لتنظيم «القاعدة» في مالي، اغتيال عمر تراوري مدير ديوان الرئيس الانتقالي العقيد عاصمي غويتا و3 جنود، إضافة إلى أسْر اثنين آخرين من الجيش. وذكرت الجماعة في بيان أنها نصبت «مكمناً للجيش بين نارا وغيري، الثلاثاء الماضي، وقتلت مدير الديوان و3 جنود وأسَرَت اثنين، واستحوذت على أسلحة، فيما أصيب عنصر من الجماعة»، وت

«الشرق الأوسط» (الجزائر)

الشرطة الأسترالية تحتجز ​7 لديهم «قواسم مشتركة» مع منفذيْ هجوم بونداي 

رجال شرطة يمرون أمام أكاليل زهور وُضعت على ممشى شاطئ بونداي في سيدني (أ.ف.ب)
رجال شرطة يمرون أمام أكاليل زهور وُضعت على ممشى شاطئ بونداي في سيدني (أ.ف.ب)
TT

الشرطة الأسترالية تحتجز ​7 لديهم «قواسم مشتركة» مع منفذيْ هجوم بونداي 

رجال شرطة يمرون أمام أكاليل زهور وُضعت على ممشى شاطئ بونداي في سيدني (أ.ف.ب)
رجال شرطة يمرون أمام أكاليل زهور وُضعت على ممشى شاطئ بونداي في سيدني (أ.ف.ب)

قالت الشرطة الأسترالية إن ​سبعة أشخاص جرى احتجازهم في جنوب غرب سيدني يوم الخميس لديهم صلات أيديولوجية بالشخصين المتهمين بإطلاق النار ‌على المئات خلال ‌احتفالهم ‌بعيد ⁠الأنوار ​اليهودي (‌حانوكا) في شاطئ بونداي والذي أسفر عن مقتل 15 شخصا.

وذكر ديف هدسون نائب مفوض شرطة ولاية ⁠نيو ساوث ويلز لراديو (‌إيه.بي.‍سي) يوم ‍الجمعة «لم نرصد ‍روابط محددة بين الشخصين اللذين ارتكبا هذه الفظائع يوم الأحد وهؤلاء ​الذين احتُجزوا أمس باستثناء القواسم المشتركة المحتملة ⁠في بعض الأفكار، ولكن لا توجد روابط في هذه المرحلة».

وأضاف هدسون أن التحقيقات لا تزال في مرحلة أولية، وأن أحد المواقع التي كانت المجموعة تخطط ‌لزيارتها هو بونداي.


أستراليا تشدد الرقابة على خطاب الكراهية

طائر نورس يقف على سيارة بها ثقب رصاصة بينما أعيد افتتاح حديقة «آرتشر» وجسر المشاة للجمهور في شاطئ بوندي بمدينة سيدني... 18 ديسمبر 2025 (إ.ب.أ)
طائر نورس يقف على سيارة بها ثقب رصاصة بينما أعيد افتتاح حديقة «آرتشر» وجسر المشاة للجمهور في شاطئ بوندي بمدينة سيدني... 18 ديسمبر 2025 (إ.ب.أ)
TT

أستراليا تشدد الرقابة على خطاب الكراهية

طائر نورس يقف على سيارة بها ثقب رصاصة بينما أعيد افتتاح حديقة «آرتشر» وجسر المشاة للجمهور في شاطئ بوندي بمدينة سيدني... 18 ديسمبر 2025 (إ.ب.أ)
طائر نورس يقف على سيارة بها ثقب رصاصة بينما أعيد افتتاح حديقة «آرتشر» وجسر المشاة للجمهور في شاطئ بوندي بمدينة سيدني... 18 ديسمبر 2025 (إ.ب.أ)

أعلن رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز، الخميس، إجراءات جديدة لمكافحة معاداة السامية، تشمل تشريعات من شأنها «التضييق على أولئك الذين ينشرون الكراهية والانقسام والتطرف».

تأتي هذه الإجراءات بعد أيام من قيام مسلحين بفتح النار خلال احتفال بعيد «حانوكا» (الأنوار) على الشاطئ يوم الأحد؛ مما أسفر عن مقتل 15 شخصاً، من بينهم طفلة تبلغ من العمر 10 سنوات.

يُعرب الأهل والأصدقاء عن حزنهم العميق خلال نقل نعش تيبور ويتزن من مركز شاباد بوندي خلال جنازته وذلك بعد حادثة إطلاق النار التي وقعت خلال احتفال يهودي بعيد «حانوكا» (رويترز)

وقالت السلطات إن الرجلين كانا مدفوعين - على ما يبدو - بمعاداة السامية المستوحاة من تنظيم «داعش» الإرهابي. وفي مؤتمر صحافي، ذكر ألبانيز أن حكومته تعتزم سنَّ تشريعات جديدة لمكافحة خطاب الكراهية ومروجيه، بما في ذلك إجراءات تستهدف الوعاظ الذين يحرِّضون على العنف، وإدراج المنظمات التي يروِّّج قادتها للعنف أو الكراهية العنصرية في قوائم محددة. كما سيتم تغليظ العقوبات المفروضة على خطاب الكراهية. وأضاف أن وزير الشؤون الداخلية سيُمنح صلاحيات جديدة لإلغاء أو رفض تأشيرات الأشخاص الذين يُعدّون عرضة لنشر الكراهية والانقسام في أستراليا.

وأوضح ألبانيز أن أستراليا شهدت زيادةً في معاداة السامية والهجمات على مجتمعها اليهودي منذ هجوم 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023 والحرب اللاحقة في غزة، قائلاً: «من الواضح أننا بحاجة إلى بذل مزيد لمكافحة هذه الآفة الخبيثة. مزيد للغاية». وفي الأيام التي أعقبت إطلاق النار في شاطئ بونداي، تعرَّض ألبانيز لضغوط متزايدة حول ما إذا كانت حكومته قد فعلت ما يكفي رداً على التحذيرات من تصاعد معاداة السامية الخطيرة في جميع أنحاء البلاد. وتحظر قوانين جرائم الكراهية الحالية في أستراليا الدعوة إلى العنف أو التهديد به ضد الأشخاص بناء على العرق أو الجنس أو الدين.

يغادر مايكل والد ماتيلدا البالغة من العمر 10 سنوات ضحية حادثة إطلاق النار في شاطئ بوندي بعد جنازتها في قاعة تشيفرا كاديشا التذكارية بمدينة سيدني... 18 ديسمبر 2025 (إ.ب.أ)

وفي فبراير (شباط) الماضي، واستجابة للمخاوف المتزايدة، أُضيفت مخالفات جديدة تشمل التهديد بإلحاق الضرر بأماكن العبادة، وزيادة العقوبات على عرض رموز النازية والمنظمات الإرهابية. ولم يتضح بعد بدقة ماهية السلوكيات أو الأقوال التي سوف يشملها التشريع الجديد، حيث لم تقدم الحكومة أمثلة محددة. إلا أن وزير الشؤون الداخلية، توني بيرك، صرح بأن التشريع سوف يستهدف الحالات التي يقف فيها الأفراد أو المنظمات «عند حدود القانون تماماً، لكنهم ينجحون في البقاء في الجانب القانوني منه (دون تجاوزه)». وأشار بيرك إلى أن التشريع الجديد سيخفض «العتبة القانونية» للمساءلة للأفراد الذين يستخدمون لغة «تجرّد الآخرين من إنسانيتهم بشكل واضح، وهي لغة غير مقبولة، ولا مكان لها في أستراليا، لكنها لم تصل تماماً إلى حد التحريض المباشر على العنف». وأكد أن المعيار نفسه سيطبَّق على المنظمات التي تتبنى سلوكاً أو فلسفة تثير الانقسام.


«داعش» يشيد بهجوم أستراليا ويصفه بالـ«مفخرة»

أكاليل الزهور على شاطئ بونداي في سيدني تكريماً لضحايا الهجوم الإرهابي 18 ديسمبر 2025 (أ.ب)
أكاليل الزهور على شاطئ بونداي في سيدني تكريماً لضحايا الهجوم الإرهابي 18 ديسمبر 2025 (أ.ب)
TT

«داعش» يشيد بهجوم أستراليا ويصفه بالـ«مفخرة»

أكاليل الزهور على شاطئ بونداي في سيدني تكريماً لضحايا الهجوم الإرهابي 18 ديسمبر 2025 (أ.ب)
أكاليل الزهور على شاطئ بونداي في سيدني تكريماً لضحايا الهجوم الإرهابي 18 ديسمبر 2025 (أ.ب)

قال تنظيم «داعش» عبر قناته على تطبيق «تلغرام»، الخميس، إن مقتل 15 شخصاً خلال هجوم بالرصاص على احتفال بعيد يهودي على شاطئ بونداي في سيدني في أستراليا «مفخرة».

ولم يعلن التنظيم صراحةً مسؤوليته عن الهجوم الذي وقع يوم الأحد.

وقُتل 15 شخصاً، يوم الأحد، في حادثة إطلاق نار استهدف احتفالاً يهودياً بعيد حانوكا على شاطئ بونداي في مدينة سيدني الأسترالية.

والحادثة هي أسوأ إطلاق نار جماعي في أستراليا منذ نحو 30 عاماً.

ونفّذ الهجوم رجل يُدعى ساجد أكرم (50 عاماً) وابنه نافد (24 عاماً). وقُتل الأب برصاص الشرطة، فيما كان لا يزال الابن يتلقى العلاج في المستشفى.

وأطلق الرجل وابنه النار على الحشد عند الشاطئ لمدة 10 دقائق قبل أن تفتح الشرطة النار على ساجد وتقتله. أما نافد الذي أُصيب برصاص الشرطة فنُقل إلى المستشفى في حالة غيبوبة. وقالت الشرطة الأسترالية الثلاثاء، إن السيارة التي استخدمها المسلحان، كانت تحتوي على عَلمين لتنظيم «داعش» بالإضافة إلى قنابل.

وقالت مفوضة الشرطة الاتحادية الأسترالية، كريسي باريت، الثلاثاء، إن إطلاق النار الجماعي الذي أودى بحياة 15 شخصاً على شاطئ بونداي في سيدني كان «هجوماً إرهابياً استُلهم من تنظيم داعش».