واصلت شمس كرة القدم العربية سطوعها على المسابقات العالمية في الفترة الأخيرة، وذلك بعد تأهل فريقَي الهلال السعودي والأهلي المصري للدور قبل النهائي في بطولة كأس العالم للأندية، المقامة حالياً في المغرب.
وبعد أقل من شهرين على الإنجاز الأسطوري للمنتخب المغربي الذي صعد للمربع الذهبي في نهائيات كأس العالم في قطر 2022، ليصبح أول فريق عربي وأفريقي يحقق هذا الأمر، منح الهلال والأهلي بريقاً جديداً للكرة العربية على الصعيد العالمي، بعدما حافظ الفريقان على مقعديهما بالدور قبل النهائي لمونديال الأندية، للنسخة الثانية على التوالي.
وضرب الهلال موعداً ثأرياً مع فلامنغو البرازيلي بالدور المقبل في المونديال، عقب فوزه المثير على الوداد البيضاوي المغربي 5-3 بركلات الترجيح التي لجأ إليها الفريقان بعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل 1-1 في الدور الثاني للمسابقة.
في المقابل، يخوض الأهلي مواجهة من العيار الثقيل أمام ريال مدريد الإسباني في الدور قبل النهائي، عقب انتصاره الثمين 1-صفر على سياتل ساوندرز الأميركي، في الدور الثاني للمونديال أيضاً.
الأهلي المصري سيلتقي ريال مدريد الإسباني في أصعب مواجهة في تاريخه (الموقع الرسمي للأهلي المصري)
وربما تشهد البطولة مواجهة عربية خالصة في المباراة النهائية للمرة الأولى في التاريخ، حال نجاح الهلال والأهلي في اجتياز منافسيهما، ليحقق أحدهما حلم الجماهير العربية بالحصول على لقب كروي عالمي.
وفي ثاني بطولة كروية عالمية تجرى على الملاعب العربية في غضون الأشهر الثلاثة الماضية، واصل العرب إثبات قدرتهم على حسن التنظيم، واستضافة أقوى المسابقات الدولية، ومنحها «خاتم النجاح».
وشهدت النسخة العاشرة لكأس العالم للأندية التي تجرى على الأراضي العربية، حضوراً مكثفاً من الجماهير المغربية التي لم تدعم فقط فريق الوداد البيضاوي -ممثلها في البطولة- بل أيضاً دعمت فريقي الهلال والأهلي، لتثبت أنها عاشقة للعب الجميل.
وتعد هذه هي النسخة السادسة على التوالي التي تقام فيها كأس العالم للأندية بملاعبنا العربية، بعدما استضافت الإمارات نسخ 2017 و2018 و2021، بينما نظمت قطر نسختي 2019 و2020، علماً بأن المغرب سبق له استضافة البطولة في نسختي 2013 و2014، ومن قبله الإمارات عامي 2009 و2010.
وفي المواجهة الثانية التي تجرى بينهما في مونديال الأندية، واصلت الكرة السعودية تفوقها على نظيرتها المغربية في البطولة التي سبق أن شهدت فوز النصر السعودي 4-3 على الرجاء البيضاوي المغربي في دور المجموعتين، بأول نسخة للمسابقة بالبرازيل عام 2000، والتي جرت آنذاك بمشاركة 8 فرق تم تقسيمها لمجموعتين.
كما واصلت كرة القدم الآسيوية تكريس عقدتها للمنتخبات والفرق المغربية في المسابقات الدولية؛ حيث خسر منتخب «أسود الأطلس» مرتين أمام منتخبات القارة الصفراء، في نسختي كأس العالم: 1994 بالولايات المتحدة الأميركية أمام السعودية (1-2)، و2018 في روسيا أمام إيران (صفر-1).
وسبق للوداد أن خسر 2-3 أمام أوراوا ريد دياموندز الياباني في مباراة تحديد المركزين الخامس والسادس بنسخة مونديال الأندية عام 2017. وأصبحت هذه هي المرة الثالثة التي يبلغ فيها الهلال الدور قبل النهائي في كأس العالم للأندية بعد نسختي 2019 و2021، ليصبح أكثر فريق آسيوي يبلغ المربع الذهبي في البطولة.
وأحرز الهلال هدفه الـ11 في مسيرته بمونديال الأندية، ليتقدم للمركز الثاني في قائمة أكثر الأندية الآسيوية تسجيلاً في البطولة، بفارق هدفين خلف كاشيما أنتلرز الياباني (المتصدر) الذي أحرز 13 هدفاً في نسختين، في حين سكنت شباك الفريق السعودي 12 هدفاً في المسابقة حتى الآن.
وبات الهلال الذي يشارك في المونديال الحالي ممثلاً للقارة الآسيوية بعد تتويجه بآخر نسخة لدوري أبطال آسيا عام 2021، أول فريق من القارة الصفراء يتمكن من هز الشباك في 3 نسخ مختلفة بالمسابقة.
دياز أمام مهمة صعبة لتجاوز فلامنغو البرازيلي (تصوير: علي الظاهري)
وخلال 7 لقاءات خاضها في مونديال الأندية حتى الآن، حقق الهلال انتصارين وتعادلين، بينما تلقى 3 هزائم، ويتطلع الفريق الأزرق للوقوف على منصة التتويج للمرة الأولى بتلك النسخة، بعدما اكتفى بحصد المركز الرابع في نسختي 2019 و2021.
وستكون المواجهة أمام فلامنغو، بطل كأس ليبرتادوريس لأندية أميركا الجنوبية، غداً الثلاثاء، في الدور قبل النهائي للمونديال، ثأرية لفريق المدرب الأرجنتيني رامون دياز الذي يتطلع لرد اعتباره من خسارته 1-3 أمام منافسه البرازيلي في قبل نهائي نسخة 2019.
من جانبه، أثبت الأهلي أنه «كبير القوم»، ليس في كرة القدم المصرية فحسب؛ بل في القارة السمراء أيضاً، بعدما واصل تشريف الكرة الأفريقية في المونديال بصعوده للدور قبل النهائي للمسابقة، للمرة الخامسة في تاريخه، والثالثة على التوالي.
وأصبح الأهلي، الممثل الوحيدة للكرة الأفريقية في المونديال الآن، على موعد مع مواجهة نارية يوم الأربعاء المقبل أمام الريال، حامل لقب دوري أبطال أوروبا، وصاحب الرقم القياسي بوصفه أكثر الفرق فوزاً بلقب مونديال الأندية، برصيد 4 ألقاب.
ويحلم الأهلي الذي يشارك للمرة الثامنة في تاريخه بالبطولة والثالثة على التوالي، بأن يصبح أول نادٍ أفريقي يتغلب على أحد أندية القارة العجوز في كأس العالم للأندية.
وحمل الانتصار الثمين الذي حققه نادي القرن في أفريقيا، على بطل اتحاد أميركا الشمالية والوسطى والكاريبي (كونكاكاف)، كثيراً من الأرقام المثيرة.
وانتزع الأهلي فوزه الثامن في مسيرته بكأس العالم للأندية، ليفض شراكته مع برشلونة الإسباني، وينفرد بالمركز الثاني في قائمة أكثر الفرق تحقيقاً للانتصارات في تاريخ البطولة، بفارق انتصارين خلف ريال مدريد (المتصدر).
وواصل الفريق المصري التحليق في صدارة قائمة أكثر الفرق خوضاً للمباريات في تاريخ البطولة، بعدما لعب مباراته رقم 20 بكأس العالم للأندية، ومن المنتظر أن يعزز رقمه القياسي خلال تلك النسخة التي ضمن خلالها لعبه في مباراتين، ليرفع رصيده إلى 22 مباراة في المسابقة.
وسجل الأهلي هدفه الـ21 في مسيرته بمونديال الأندية، ليعزز موقعه في المركز الرابع بقائمة أكثر الأندية إحرازاً للأهداف في تاريخ المسابقة خلف ريال مدريد (31 هدفاً) ومونتيري المكسيكي (25) وبرشلونة الإسباني (23).
ويعد هذا هو الانتصار الثالث على التوالي للأهلي في كأس العالم للأندية، ليحقق أكبر سلسلة انتصارات في تاريخه بالمونديال، كما حافظ على نظافة شباكه خلال لقاءاته الثلاثة الأخيرة في البطولة. ولم يستقبل الأهلي أهدافاً أمام الهلال السعودي في مباراة تحديد المركز الثالث بالنسخة الماضية للمونديال، بالإضافة لمباراتي أوكلاند وسياتل بتلك النسخة، وهو الأمر الذي يحدث للمرة الأولى.
وحافظ محمد الشناوي، حارس مرمى الأهلي، على نظافة شباكه في المونديال للمباراة الرابعة؛ حيث لم يتلقَّ أهدافاً أمام الدحيل القطري وبالميراس البرازيلي (نسخة 2020) بالإضافة لمباراتي أوكلاند وسياتل بتلك النسخة، ليعادل إنجاز الألماني مانويل نوير، حارس مرمى بايرن ميونيخ الذي خاض أكبر عدد من اللقاءات في كأس العالم للأندية بشباك نظيفة.
وفي لقائه السادس مع أندية قارة أميركا الشمالية بمونديال الأندية، حقق الأهلي الذي أصبح أول فريق مصري يفوز على أحد فرق الولايات المتحدة الأميركية في مباراة رسمية، انتصاره الثالث على أندية «كونكاكاف» مقابل 3 هزائم، رافعاً رصيده التهديفي أمامها إلى 7 أهداف.
وانضم محمد مجدي أفشة الذي أحرز هدف الأهلي الوحيد في سياتل، إلى قائمة هدافي «المارد الأحمر» في مونديال الأندية، بعدما أصبح اللاعب الثاني عشر الذي يتمكن من هز الشباك بقميص الفريق المصري في تاريخ البطولة.
وبات السويسري مارسيل كولر، المدير الفني للأهلي، أول مدرب للفريق الأحمر يتمكن من الفوز في أول مباراتين بكأس العالم للأندية؛ لكنه ثالث مدرب يحقق انتصارين مع الفريق، بعد البرتغالي مانويل جوزيه والجنوب أفريقي بيتسو موسيماني.
وحافظ كولر على انطلاقته الناجحة مع الأهلي الذي تولى قيادته في سبتمبر (أيلول) الماضي، في ظل عدم تلقيه أي خسارة خلال لقاءاته الـ22 الأولى مع الفريق في كل البطولات؛ حيث حقق خلالها 17 فوزاً و5 تعادلات.
ويأمل الأهلي في الحصول على ميدالية جديدة في مشواره الحافل بمونديال الأندية، بعدما نال الميدالية البرونزية في نسخ 2006 و2020 و2021.