كيف سترد الصين على إسقاط المنطاد؟

مقاتلة تحلق أسفل منطاد التجسس الصيني (أ.ب)
مقاتلة تحلق أسفل منطاد التجسس الصيني (أ.ب)
TT

كيف سترد الصين على إسقاط المنطاد؟

مقاتلة تحلق أسفل منطاد التجسس الصيني (أ.ب)
مقاتلة تحلق أسفل منطاد التجسس الصيني (أ.ب)

انتقدت وزارة الخارجية الصينية في بيان، اليوم (الأحد)، قرار «البنتاغون» إسقاط منطاد صيني تشتبه واشنطن بأنه لأغراض التجسس وتم رصده فوق أميركا الشمالية، متهمة الولايات المتحدة بـ«المبالغة في رد الفعل وبانتهاك الممارسات الدولية بشكل خطير».
وفيما ينظر الكثيرون إلى هذه الأزمة بعين الريبة والحذر متوقعين ردا عمليا صارما من قبل بكين، يرى العديد من الخبراء السياسيين أن الرد الصيني سيقتصر على التنديدات الشفهية، وفقاً لما نقلته شبكة «فوكس نيوز» الأميركية.
وقال هينو كلينك، نائب مساعد وزير الدفاع الأميركي السابق لشؤون شرق آسيا إن الحزب الشيوعي الصيني «سيستمر في اتهام الولايات المتحدة بالقيام بأفعال استفزازية وباستخدام القوة لإزالة هذا المنطاد الصيني من المجال الجوي الأميركي».
وأضاف كلينك، الذي يعيش في بكين: «سوف يزعمون أن تصرفاتهم بريئة تماما وأنهم يلتزمون بالقانون الدولي، ويكررون مزاعمهم بأن المنطاد كان يستخدم لأغراض البحث العلمي، خاصةً في مجال الطقس والأرصاد الجوية. وكما هو معتاد بالنسبة لهم، سيطلقون اتهامات مضادة وينكرون أنهم كانوا مخطئين».
وقال كلينك إنه رغم أنه لا يعتقد أن الصين ستتخذ موقفاً عدوانيا «واضحا وعمليا»، فإنها قد تكون عدوانية من الناحية الخطابية أثناء محاولتها إبعاد اللوم عنها.
https://twitter.com/aawsat_News/status/1622199462121570305?s=20&t=dVD-4qlPfxF79WdZovEajg
ومن جهته، قال زاك كوبر، الباحث البارز في معهد أميركان إنتربرايز في الصين إنه «لا يتوقع أن ترد بكين عمليا على إسقاط المنطاد».
وأضاف كوبر «أعتقد أن القادة الصينيين سيرغبون في ترك هذه القضية وراءهم، لذلك لا أتوقع أنها ستفعل شيئا أبعد من إصدار بيانات تندد بالحادث».
أما جيمس أندرسون نائب وزير الدفاع الأميركي في عهد ترمب، فيرى أن «الصين ستستمر لفترة طويلة في الادعاء بأن الولايات المتحدة» بالغت في رد فعلها «بإسقاط منطاد التجسس».
وقال أندرسون «ستكون هذه مجرد محاولة من جانب الصينيين لصرف الانتباه عن حقيقة أنهم انتهكوا بشكل فاضح واستفزازي المجال الجوي الأميركي والقانون الدولي».
إلا أن أندرسون توقع أن تنخرط بكين في مزيد من الاستفزازات ضد الولايات المتحدة في الأيام المقبلة مؤكدا على ضرورة أن تكون واشنطن يقظة ومستعدة للدفاع بقوة عن مصالحها الأمنية الوطنية في الداخل والخارج.
وأعلن البنتاغون لأول مرة عن وجود منطاد المراقبة المشتبه به يوم الخميس الماضي، حيث حلق فوق ولاية مونتانا، والتي يخزن بها 150 صاروخا باليستيا عابرا للقارات مزودة برؤوس حربية نووية في قاعدة عسكرية في الشمال.
وألغى وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن زيارته لبكين، والتي كان من المقرر أن يقوم بها اليوم (الأحد)، ووصف دخول «منطاد المراقبة» المجال الجوي الأميركي بأنه أمر «غير مقبول».
وبينما لم تكن التوقعات بشأن الزيارة عالية، كانت هناك آمال في أنها ستساعد العلاقات الصعبة بين البلدين.
وشدد بلينكن على أن الولايات المتحدة تريد إبقاء قنوات الاتصال مفتوحة مع بكين وأن الزيارة يجب أن تتم «عندما تسمح الظروف بذلك».
ولمحت وسائل الإعلام الحكومية الصينية إلى أن بلينكن استخدم المنطاد كذريعة لإلغاء الزيارة.
وبعد أن «أعربت» الحكومة في بادئ الأمر عن «أسفها» لدخول المنطاد المجال الجوي الأميركي، وجه متحدث باسم وزارة الخارجية في بكين انتقادات وقال إن «بعض السياسيين ووسائل الإعلام في الولايات المتحدة استغلوا الوضع لمهاجمة الصين وتشويه سمعتها».


مقالات ذات صلة

بايدن يستضيف رئيس الفلبين لمواجهة تصاعد التوترات مع الصين

الولايات المتحدة​ بايدن يستضيف رئيس الفلبين لمواجهة تصاعد التوترات مع الصين

بايدن يستضيف رئيس الفلبين لمواجهة تصاعد التوترات مع الصين

في تحول كبير نحو تعزيز العلاقات الأميركية - الفلبينية، يستضيف الرئيس الأميركي جو بايدن، الرئيس الفلبيني فرديناند ماركوس جونيور، في البيت الأبيض مساء الاثنين، في بداية أسبوع من اللقاءات رفيعة المستوى، تمثل تحولاً في العلاقة بين البلدين التي ظلت في حالة من الجمود لفترة طويلة. زيارة ماركوس لواشنطن التي تمتد 4 أيام، هي الأولى لرئيس فلبيني منذ أكثر من 10 سنوات.

هبة القدسي (واشنطن)
العالم الحرب الباردة بين أميركا والصين... هل تتغيّر حرارتها؟

الحرب الباردة بين أميركا والصين... هل تتغيّر حرارتها؟

من التداعيات المباشرة والأساسية للحرب في أوكرانيا عودة أجواء الحرب الباردة وبروز العقلية «التناحرية» التي تسود حالياً العلاقة بين الولايات المتحدة والصين. ومع كل ما يجري في العالم، نلمح الكثير من الشرارات المحتملة التي قد تؤدي إلى صدام بين القوتين الكبريين اللتين تتسابقان على احتلال المركز الأول وقيادة سفينة الكوكب في العقود المقبلة... كان لافتاً جداً ما قالته قبل أيام وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين وشكّل انعطافة كبيرة في مقاربة علاقات واشنطن مع بكين، من حيّز المصالح الاقتصادية الأميركية إلى حيّز الأمن القومي.

أنطوان الحاج
الاقتصاد الشركات الأميركية في الصين  تخشى مزيداً من تدهور علاقات البلدين

الشركات الأميركية في الصين تخشى مزيداً من تدهور علاقات البلدين

تخشى الشركات الأميركية في الصين بشكل متزايد من مزيد من التدهور في العلاقات بين البلدين، وفقاً لدراسة استقصائية أجرتها غرفة التجارة الأميركية في الصين. وأعرب 87 في المائة من المشاركين في الدراسة عن تشاؤمهم بشأن توقعات العلاقة بين أكبر الاقتصادات في العالم، مقارنة بنسبة 73 في المائة في استطلاع ثقة الأعمال الأخير. ويفكر ما يقرب من ربع هؤلاء الأشخاص، أو بدأوا بالفعل، في نقل سلاسل التوريد الخاصة بهم إلى دول أخرى.

«الشرق الأوسط» (بكين)
الاقتصاد دعوات أميركية للحد من اعتماد الدول الغنية على السلع الصينية

دعوات أميركية للحد من اعتماد الدول الغنية على السلع الصينية

من المتوقع أن يبحث قادة مجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى في قمتهم المقررة باليابان الشهر المقبل، الاتفاق على تحديد رد على التنمر الاقتصادي من جانب الصين.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد الصين تنتقد «الإكراه الاقتصادي» الأميركي

الصين تنتقد «الإكراه الاقتصادي» الأميركي

انتقدت بكين الجمعة، عزم واشنطن فرض قيود جديدة على استثمارات الشركات الأميركية في نظيرتها الصينية، معتبرة أن خطوة كهذه هي أقرب ما يكون إلى «إكراه اقتصادي فاضح وتنمّر تكنولوجي». وتدرس إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، برنامجاً لتقييد استثمارات خارجية أميركية، بما يشمل بعض التقنيات الحسّاسة التي قد تكون لها آثار على الأمن القومي. وتعاني طموحات الصين التكنولوجية أساساً من قيود تفرضها الولايات المتحدة ودول حليفة لها، ما دفع السلطات الصينية إلى إيلاء أهمية للجهود الرامية للاستغناء عن الاستيراد في قطاعات محورية مثل أشباه الموصلات. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية وانغ ونبين، إن «الولايات المتحد

«الشرق الأوسط» (بكين)

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».