إقبال في مصر على اللحوم المدخنة باستخدام الخشب وليس الفحمhttps://aawsat.com/home/article/4138526/%D8%A5%D9%82%D8%A8%D8%A7%D9%84-%D9%81%D9%8A-%D9%85%D8%B5%D8%B1-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D9%84%D8%AD%D9%88%D9%85-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AF%D8%AE%D9%86%D8%A9-%D8%A8%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D8%AE%D8%AF%D8%A7%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%B4%D8%A8-%D9%88%D9%84%D9%8A%D8%B3-%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%AD%D9%85
إقبال في مصر على اللحوم المدخنة باستخدام الخشب وليس الفحم
اللحم المدخن له مذاقه الخاص - يدخن اللحم على خشب التفاح وليس على الفحم ليعطيه نكهة أفضل
تجاوزت مطاعم مصرية فكرة اقتصار اللحوم المدخنة على شرائح الضاني، وما شابهها، وأدخلت في قائمتها الطيور المختلفة مثل الدجاج والسمان، بجانب العكاوي، وذلك سعياً للتجديد والمنافسة والترويج بين شرائح المتذوقين، واجتذاب رواد جدد.
ولوحظ أن مطاعم عديدة في مصر باتت تتجه لفكرة «اللحوم المدخنة»، علماً بأن هذه الطريقة في الطهي تستغرق وقتاً طويلاً في تسوية الطعام، يصل إلى نحو عدة ساعات، لتخرج النتيجة مُرضية لمرتادي المطاعم.
ويُعد «لونجورن بريكست» بالتجمع الخامس «شرق القاهرة» واحداً من بين المطاعم التي تخصصت في مجال «اللحوم المدخنة»، ويقدم أنواعاً مختلفة، من بينها وجبة «بريكست مدخن»، وهي عبارة عن شرائح لحم بريكست مشوي بطريقة التدخين، كما أدخل أنواعاً مختلفة، فبجانب العكاوي والسمان، هناك طبق السجق الشهي. كما تضم قائمة الطعام ساندويتشات للعديد من أنواع اللحوم المدخنة، منها البيف، وصدور الدجاج المدخنة.
ويقول عبد النبي فرج، مدير مطعم «لونجورن بريكست» لـ«الشرق الأوسط» إن «اللحوم المدخنة تستغرق ما بين 12 إلى 16 ساعة للتسوية في فرن خاص، مشيراً إلى أنه بعد تتبيلها تتم عملية التدخين باستخدام الخشب وليس الفحم بعيداً عن الطريق التقليدية في الطهي».
من المطاعم التي تقدم اللحوم المدخنة
وأوضح فرج: «نستخدم نوعين من الأخشاب، الأول هو التفاح ويتم استيراده من الخارج، والثاني الأكاسيا وهذا موجود في مصر»، متابعاً: «يوضع الخشب في فرن خاص بالتدخين، كبير الحجم يبلغ طوله قرابة 10 أمتار»، قبل أن يلفت إلى أن «كل نوع خشب يعطي نكهة مختلفة للطعام».
ويشرح فرج، طريقة اختلاف تدخين اللحوم الحمراء عن منتجات اللحوم الأخرى قائلاً: «قطعة اللحم المدخن يمكن أن يصل وزن بعضها إلى نحو 3 كيلوغرامات، لذلك تحتاج إلى وقت كبير خلال التدخين، لكن مثلا (العكاوي) معظمها يتكون من الجيلاتين والدهون، فتستغرق فقط قرابة 8 ساعات، بينما السمان نحو 6 ساعات، والسجق 5 ساعات، وتختلف التوابل والإضافات بين كل هذه الأصناف».
ويركز مطعم «بريكست غريل ماستر» الذي يمتلك فروعاً في مناطق الرحاب والشروق ومدينة نصر، على المزج بين «تدخين اللحوم»، باعتبارها طريقة غير منتشرة، وبين خصوصية المطبخ المصري وأطباقه التقليدية، خاصة أن الزبون المصري يحب التنوع ووجود أكثر من صنف على المائدة. ويقول مدير المطعم، إنهم يقدمون قائمة الطعام عبارة عن صينية تجمع أنواعا مختلفة من اللحوم المدخنة، أطلق عليها اسم «صينية الشيف الشربيني»، وتتكون من لحم صاف من البريكست المدخن، ودجاج وسجق أيضاً، بجانب أرز بسمتي بالمكسرات، وسلطات وصوصات متنوعة.
كما تضم قائمة الطعام أصنافاً مختلفة من «اللحوم المدخنة» منها ساندويتش «سموكد مدخن»، ويتكون من بريكست مدخن وصوص الرانش وبصل وصوص الجبنة، و«فولتانو برجر»، ويتكون من برغر مدخن وفاير صوص وهاليبينو صوص جبنة وخس، و«باربكيو برغر مدخن» مع مايونيز وخس وخيار مخلل وصوص جبنة وبصل.
ويولي المطعم اهتماماً كبيراً بـ«الساندويتشات» بحسب مديره، باعتبارها «أسهل للزبائن»، حيث يقدم وجبة تحمل اسم «هابي ميل مدخنة»، وتتكون من تنويعة من ساندويتشات عديدة مدخنة، وساندويتش «سموكيد تركي مدخن»، مع إضافة مايونيز وخس وخيار وصوص جبنة.
وتماشيا مع خصوصية المطبخ المصري، خصص المطعم قسما خاصا لحساء «الشوربة»، لكنه أضاف إليها لمسة التخصص في تدخين اللحوم، فيقدمها مع إضافات متنوعة بنكهة التدخين، منها خضار مدخن، أو دجاج مدخن، أو مع بريكست اللحم المدخن.
وتتنوع السلطات لتناسب الطعام المدخن، وتمزج بين التقليدية والصوصات المستحدثة، ومنها السلطة الخضراء، وكولسلو، وسلطة الشيدر، وصوص العسل، والباربكيو، وفاير صوص الحارة.
لقمة خبز قد تأسر القلب، ترفع الحدود وتقرب الشعوب، هكذا يمكن وصف التفاعل الدافئ من المصريين تجاه المطبخ السوداني، الذي بدأ يغازلهم ووجد له مكاناً على سفرتهم.
بعد دخولي مطابخ مطاعم عالمية كثيرة، ومقابلة الطهاة من شتى أصقاع الأرض، يمكنني أن أضم مهنة الطهي إلى لائحة مهن المتاعب والأشغال التي تتطلب جهداً جهيداً
جوسلين إيليا (لندن)
المطاعم و«إنستغرام»... قصة حب غير مكتملةhttps://aawsat.com/%D9%8A%D9%88%D9%85%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%82/%D9%85%D8%B0%D8%A7%D9%82%D8%A7%D8%AA/5084699-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B7%D8%A7%D8%B9%D9%85-%D9%88%D8%A5%D9%86%D8%B3%D8%AA%D8%BA%D8%B1%D8%A7%D9%85-%D9%82%D8%B5%D8%A9-%D8%AD%D8%A8-%D8%BA%D9%8A%D8%B1-%D9%85%D9%83%D8%AA%D9%85%D9%84%D8%A9
في الماضي، كان الناس يخرجون لتناول الطعام في مطعمهم المفضل وتذوق طبقهم الألذ فيه، أما اليوم، وفي عصر وسائل التواصل الاجتماعي وتوفر كاميرا الهواتف الذكية في كل مكان وزمان، ونشر صور الطعام على منصات رقمية على رأسها «إنستغرام» أصبحت زيارة المطعم لالتقاط الصور ومشاركتها مع العالم، دون أكلها أحياناً. ولكن هل كل ما تأكله الكاميرا قبل المعدة لذيذ كما تراه في الصورة؟
هناك فئة من المطاعم التي تحمل مصطلح «إنستغرامابل» Instagrammable وتعني أنها تبدو جميلة على صفحات «إنستغرام» نظراً للتركيز على شكل الأطباق وطريقة تقديمها واستخدام الألوان فيها، بعيداً عن التركيز عن النكهة والمنتج المستخدم فيها.
وفي دراسة نشرت أخيراً على موقع رقمي متخصص بأخبار المطاعم والطعام، تبين أن تصوير مأكولات (تبدو شهية مثل الكيك وأنواع الحلوى المنمقة) قد تزيد من نكهتها قبل أكلها، والسبب قد يعود إلى أن مقولة «العين تعشق قبل القلب أحياناً» صحيحة، وذلك لأن العين هنا تقع في حب الطبق قبل تذوقه، فقط بسبب الصور التي نلتقطها.
في الآونة الأخيرة، وفي تغير واضح في طريقة تصرف الذواقة في المطاعم أصبح التقاط صور الطعام أمراً مبالغاً به، لدرجة أنه أصبح من الضروري الاستئذان من الجالسين على طاولتك قبل مد يدك لتناول الأكل بسبب اهتمام بعضهم بالتقاط الصور ونشرها على الإنترنت، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا: هل كل ما تلتقطه الكاميرا وينشر على الشبكة العنكبوتية يتمتع بنكهة لذيذة توازي الشكل الجميل؟
هذا السؤال يذكرني بحادثة وقعت معي، بعدما تحمست لزيارة أحد المطاعم الإيطالية في لندن، بعد رؤية العديد من المؤثرين ينشرون صوراً لثمار البحر يسيل لها اللعاب، فقررت الذهاب وتذوق تلك التحف الصالحة للأكل، وللأسف انتهى الحماس بمجرد تذوق أول لقمة من طبق الأسماك المشكلة الذي جئت حالمة بصورته وتذوقه، فالمذاق لم يكن على المستوى الذي توقعته، خاصة أن لائحة الانتظار للحصول على حجز في ذلك المطعم طويلة مما اضطرني للتكلم مع المدير المسؤول في هذا الخصوص، والاعتراض على نوعية المنتج.
الأكل في أيامنا هذه بالنسبة للأجيال الصاعدة مثل «جين زي» وجيل الألفية يعدّ نوعاً من التعبير عن المكانة الاجتماعية والمادية، فنشر صور الأكل بالنسبة لهم يتعدى مفهوم التهام الطعام والتمتع بمذاقه، وإنما يكون نوعاً من المفاخرة والتباهي في أوساط مجتمعاتهم ومعارفهم.
فالطعام نوعان؛ الأول يركز على المذاق والنكهة، أما الثاني فيعتمد على التصميم الخارجي، تماماً مثل ما حصل مع دوناتس قوز القزح، أقراص الحلوى التي غزت الإنترنت وشبكة التواصل الاجتماعي، وسميت بـRainbow Food Craze فكل من تذوق هذه الحلوى بوصفة الدونات المعدلة والمبتكرة قال إن النوع التقليدي يتمتع بمذاق ألذ بكثير.
هناك عدد من المطاعم حول العالم التي تشتهر بتقديم أطباق جميلة وجذابة بصرياً على «إنستغرام»، لكنها ليست بالضرورة لذيذة. غالباً ما يكون الهدف من هذه المطاعم هو جذب الانتباه من خلال الإبداع في العرض وتنسيق الألوان والتفاصيل الجمالية، ولكن عند تذوق الطعام قد يكون الطعم عادياً أو غير مميز.
فيما يلي بعض الأمثلة التي تُذكر عادة في هذا السياق، مثل مطعم «ذا أفو شو» في أمستردام المعروف بتقديم يعتمد بشكل كامل على الأفوكادو بطريقة مبهرة وجميلة، إنما هناك بعض الآراء التي تشير إلى أن الطعم لا يرقى إلى مستوى العرض البصري.
أما مطعم «سكيتش» في لندن ويعدّ من المطاعم ذائعة الصيت والمميز بديكوراته الجميلة وألوانه الزاهية، فهناك آراء كثيرة حول مذاق أطباقه الذي لا يكون على قدر التوقعات العالية التي يولدها المظهر الفاخر.
ومطعم «شوغر فاكتوري» في الولايات المتحدة الذي يملك فروعاً كثيرة، وشهير بحلوياته ومشروباته المزينة بألوان مشرقة على «إنستغرام»، إلا أن الكثير من الزبائن يصفونه بأنه مجرد «سكر على شكل جميل»، ولا يقدم شيئاً مميزاً من حيث المذاق.
«إيل أند أن كافيه» في لندن، وهو غني عن التعريف، خاصة أنه من أكثر المطاعم التي تنشر صورها على «إنستغرام»، ومن بين أول المطاعم التي استخدمت أسلوب الديكور الذي يعتمد على الورود، فهناك من يعتقد أن أكله ليس جيداً على عكس الصور التي تنشر هنا وهناك.
«فيش أند بابلز» Fish & Bubbles الواقع في نوتينغ هيل بلندن، من المطاعم الإيطالية التي انتشرت بسرعة البرق على وسائل التواصل الاجتماعي، والصور والفيديوهات التي نشرها المؤثرون جرّت الكثير للذهاب إلى المطعم وتذوق ثمار البحر كما رأوها في الصور، ولكن الحقيقة هي عكس ذلك؛ لأن المذاق أقل من عادي والأسماك ليست طازجة، ومن زار هذا المكان فلن يزوره مرة ثانية.
ولمحبي البرغر فقد أغرتهم الصور في مطعم «بلاك تاب كرافت برغرز» في نيويورك بعد الشهرة التي حصل عليها على «إنستغرام»، إلا أن الكثير من الزبائن يجدون أن النكهات عادية، ولا تتناسب مع الشهرة التي حصل عليها على الإنترنت. ولا يتفق الكثير من الذين زاروا «سيريال كيلار كافيه» Celear Killer Café في كامدن تاون بلندن، الذي يقدم حبوب الإفطار بألوان زاهية وتنسيقات مبتكرة تجعلها مثالية للصور، أن الطعم يوازي روعة الصور، مما عرّض المقهى للكثير من الانتقادات، خاصة أنه ليس رخيصاً.
لائحة أسماء المطاعم التي تعتمد على وسائل التواصل الاجتماعي لتسويق أطباقها التي لا ترتقي للجودة المطلوبة لا تنتهي، والسبب وفي عصرنا هذا هو التسويق البصري والجذب السريع للزبائن، حيث يعتمد هذا النوع من التسويق بشكل كبير على الصور والفيديوهات القصيرة، خاصة على منصات مثل «إنستغرام» و«تيك توك». الأشخاص يتأثرون بالصور الجميلة والجذابة أكثر من أي شيء آخر. لذلك، عندما تكون الأطباق مصممة بشكل جميل ومبهج، يسارع الناس إلى تصويرها ونشرها، مما يوفVر للمطعم تسويقاً مجانياً وانتشاراً واسعاً.V
الكثير من الزبائن في يومنا هذا يسعون إلى أماكن مثالية لتصوير أطباقهم ومشاركتها على وسائل التواصل الاجتماعي. بعض المطاعم تلبي هذا الاحتياج عبر تقديم أطباق مبهجة بصرياً، مما يجعل المطعم وجهة مفضلة رغم أن الطعم قد يكون عادياً.
في السنوات الأخيرة، بدأ الطعام يُعامل بوصفه نوعاً من الفنون البصرية. فهناك اتجاه كبير نحو تقديم الطعام بطريقة إبداعية وفنية، مما يجعل من الصعب أحياناً التوفيق بين الطعم والتصميم. فالبعض يرى أن تصميم الطبق الجميل يستهلك جهداً كبيراً قد يطغى على الاهتمام بالتفاصيل المتعلقة بالطعم.
ولكن، وفي النهاية، لا يصح إلا الصحيح، ويبقى هذا النوع من المطاعم التي تهتم بالشكل والديكور وطريقة تقديم الأطباق لتشد الكاميرا وتتحول إلى صور يتهافت عليها الزبائن حالة خاصة؛ لأنها ستكون مؤقتة وستجذب الزبون مرة واحدة على عكس المطاعم التي تعتمد على جودة المنتج ونوعية الطعام وطعمه. كما أنه لا يجوز وضع المسؤولية كاملة على كاهل المطاعم إنما يتحمل أيضاً الزبون وبعض المؤثرين المسؤولية في تضليل الرأي العام، والتسويق لمطعم لا يستحق الشهرة والانتشار.