«خريطة طريق» بين أنقرة وواشنطن.. لمواجهة الأكراد و«داعش» معًا

التنظيم هاجم مركزًا حدوديًا.. وأنباء عن توغل الجيش التركي في الأراضي السورية

عنصر أمن تركي يقوم بحراسة المكان الذي شهد الهجوم على مركز حدودي في مدينة دياربكر أمس (رويترز)
عنصر أمن تركي يقوم بحراسة المكان الذي شهد الهجوم على مركز حدودي في مدينة دياربكر أمس (رويترز)
TT

«خريطة طريق» بين أنقرة وواشنطن.. لمواجهة الأكراد و«داعش» معًا

عنصر أمن تركي يقوم بحراسة المكان الذي شهد الهجوم على مركز حدودي في مدينة دياربكر أمس (رويترز)
عنصر أمن تركي يقوم بحراسة المكان الذي شهد الهجوم على مركز حدودي في مدينة دياربكر أمس (رويترز)

اختبر تنظيم داعش، أمس، «حدود الصبر» التركي، بمهاجمته مركزًا تركيًا عند الحدود مع سوريا، مما أدى إلى رد تركي عنيف تخلله توغل في الأراضي السورية لمسافة 5 كيلومترات بهدف ملاحقة المهاجمين، كما أبلغت مصادر محلية «الشرق الأوسط»، وهو ما لم يعلنه الجيش التركي الذي استقدم تعزيزات إلى المنطقة من بينها نحو 90 طائرة.
وتزامن الحادث الذي أدى إلى مقتل جندي تركي وعنصر من «داعش» مع معلومات عن توصل تركيا إلى تفاهم مع الولايات المتحدة يتضمن مهاجمة عدوي البلدين، وهما «داعش» والأكراد الذين ترى فيهما أنقرة تهديدًا أساسيًا، خصوصًا أن الوضع الكردي داخل تركيا يعتبر حاليًا الأسوأ منذ بدء عملية السلام مع الأكراد قبل نحو ثلاث سنوات. وتعرضت مراكز عسكرية تركية لهجمات كثيرة في المناطق ذات الغالبية الكردية، مما أدى إلى مقتل عسكري واحد على الأقل.
وتزامنت التطورات الميدانية مع اتصال وصفته مصادر رسمية تركية بأنه «مهم جدًا»، جرى بين الرئيس الأميركي باراك أوباما والرئيس التركي رجب طيب إردوغان. وقالت المصادر لـ«الشرق الأوسط»، إن «اتفاقًا كاملاً جرى بين الطرفين حول كيفية معالجة الوضع القائم في المنطقة الحدودية والتهديدات الإرهابية التي تطال تركيا. وقالت المصادر إن الإرهاب لا يقتصر على «داعش»، بل يتعداه إلى جماعات أخرى موجودة في الشمال السوري»، في إشارة إلى جماعات مسلحة كردية تعتبرها أنقرة تهديدًا مباشرًا لأمنها. ورفضت المصادر التركية تأكيد أو نفي معلومات أبلغتها مصادر غير رسمية لـ«الشرق الأوسط» عن أن أوباما وإردوغان اتفقا على {خريطة طريق} تتضمن مواجهة خطر «داعش» والتنظيمات الكردية معًا، بما يرضي الطرفين.
وكشفت مصادر تركية رسمية لـ«الشرق الأوسط»، أن أنقرة أبلغت واشنطن موافقتها على تسليح طائرات «الدرون» من دون طيار، الموجودة في قاعدة أنجرليك في جنوب تركيا. وأشارت المصادر إلى أن القوات الأميركية كانت تستعمل هذه القاعدة لإطلاق طائراتها من دون طيار فوق الأراضي السورية، وهي طلبت مؤخرًا السماح بتزويد هذه الطائرات بأسلحة بعدما كانت أنقرة تصر على عدم تسليحها.
...المزيد



بوادر أزمة جديدة بين روما وباريس

ميلوني تتحدث خلال مؤتمر صحافي في روما الثلاثاء الماضي (د.ب.أ)
ميلوني تتحدث خلال مؤتمر صحافي في روما الثلاثاء الماضي (د.ب.أ)
TT

بوادر أزمة جديدة بين روما وباريس

ميلوني تتحدث خلال مؤتمر صحافي في روما الثلاثاء الماضي (د.ب.أ)
ميلوني تتحدث خلال مؤتمر صحافي في روما الثلاثاء الماضي (د.ب.أ)

تكشفت، أمس، بوادر أزمة دبلوماسية جديدة بين باريس وروما على خلفية قضية الهجرة. وأعلن وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاجاني إلغاء زيارة كانت مقررة إلى باريس، بعدما وصف تصريحات وزير الداخلية الفرنسي بأنها «غير مقبولة» لاعتباره أن رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني «عاجزة عن حل مشاكل الهجرة» في بلادها.
وقارن جيرالد دارمانان، في تصريحات لإذاعة «آر إم سي»، بين ميلوني وزعيمة اليمين المتطرف الفرنسي مارين لوبن، قائلاً إن «ميلوني تشبه لوبن. يتمّ انتخابها على أساس قولها إنّها ستحقّق إنجازات، لكن ما نراه أنّ (الهجرة) لا تتوقف، بل تزداد».
من جانب آخر، حمّل دارمانان الطرف الإيطالي مسؤولية الصعوبات التي تواجهها بلاده التي تشهد ازدياد أعداد المهاجرين، ومنهم القاصرون الذين يجتازون الحدود، ويعبرون إلى جنوب فرنسا.
وكان رد فعل روما على تلك التصريحات سريعاً، مع إلغاء وزير الخارجية الإيطالي الاجتماع الذي كان مقرراً مساء أمس في باريس مع نظيرته كاترين كولونا. وكتب تاجاني على «تويتر»: «لن أذهب إلى باريس للمشاركة في الاجتماع الذي كان مقرراً مع الوزيرة كولونا»، مشيراً إلى أن «إهانات وزير الداخلية جيرالد دارمانان بحق الحكومة وإيطاليا غير مقبولة».
وفي محاولة لوقف التصعيد، أصدرت وزارة الخارجية الفرنسية توضيحاً قالت فيه إنها «تأمل» أن يُحدَّد موعد جديد لزيارة وزير الخارجية الإيطالي.