الجميل يلوح بتعطيل الانتخاب لمنع وصول رئيس يغطي سلاح «حزب الله»

قال إنه لم يعد ممكناً الخضوع لإرادة الحزب

النائب سامي الجميل
النائب سامي الجميل
TT

الجميل يلوح بتعطيل الانتخاب لمنع وصول رئيس يغطي سلاح «حزب الله»

النائب سامي الجميل
النائب سامي الجميل

قرر رئيس حزب «الكتائب اللبنانية» النائب سامي الجميل، اتخاذ خطوة تصعيدية، ملوحاً بتعطيل الانتخابات الرئاسية في حال قرر «حزب الله» إيصال رئيس «يغطي سلاحه»، وهي خطوة لا تبدو مؤثرة إلى حد كبير في حال لم تكن منسقة مع قوى المعارضة، وسط تأكيد «القوات اللبنانية» أنه في حال نجح فريق الممانعة بتأمين أكثرية 65 نائباً لمرشح يدعمه، «سنسعى لتفكيك أكثرية الـ65 نائباً عبر تعطيل النصاب لمرات محدودة»، قبل الانتقال لخطة مواجهة مختلفة.
وصعد الجميل هجومه على «حزب الله» في افتتاح مؤتمر حزب «الكتائب»، وأشار إلى أن «المعركة اليوم ليست على فئة من اللبنانيين، بل على معنى وجود هذا البلد بمسيحييه ومسلميه، ومن يحاول القضاء عليه هي مجموعة مسلحة تأخذ طائفتها رهينة وتحاول تحويل الصراع إلى تحريك العصبيات بين الطوائف». وتابع: «نشهد ضرباً للقضاء والمؤسسات وحرية التعبير والإعلام الحر، ونُريد الحفاظ على حرية بلدنا وهويته، لكن لن ننجح إلا إذا كنا يداً واحدة».
وانتقد الجميل «التيار الوطني الحر» من غير أن يسميه بالقول: «سلموا البلد واللبنانيين لـ(حزب الله) تحت شعار الحفاظ على المسيحيين، ولم نشهد هجرة بقدر ما شهدنا في العهد المسيحي القوي». وشدد الجميل على أنه «لم نستطع تحقيق انسحاب الجيش السوري إلا عندما توحدنا في ساحة الشهداء، ولن نحافظ على لبنان إلا إذا توحدنا جميعاً».
وأشار إلى أن هنالك «شراء أراضٍ ممنهجاً، تغييراً ديمغرافياً ممنهجاً، ضرباً للمؤسسات ممنهجاً، ضرباً للإعلام الحر ممنهجاً، ضرباً للسياحة في لبنان، يطال اللبنانيين الأحرار وسنواجهها جميعاً ولن ننجح إلا إذا كنا يداً واحدة». وقال: «هناك دولتان على أرض واحدة هما الجمهورية اللبنانية وجمهورية (حزب الله)»، آسفاً أننا «نختبئ وراء بعض الشعارات للهروب من واقع أن هذه (الجمهورية الإسلامية) تُحاول القضاء على روح الجمهورية اللبنانية». وشدد الجميل على أنه «لم يعد ممكناً أن نخضع لإرادة (حزب الله) في لبنان، وندعو جميع اللبنانيين لتحمل مسؤولياتهم، فالحزب يقول لنا بوضوح (بدي الطلاق معكم) ونحن لن نخضع».
ويدفع «حزب الله» و«حركة أمل» باتجاه انتخاب رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية للرئاسة، الذي تعده المعارضة «مرشح محور الممانعة»، وترفض وصوله. وعلى هذا الأساس، قال سامي الجميل، في تصريح له خلال مؤتمر حزب «الكتائب» الـ32، «سنعطل الانتخابات إذا قررتم إيصال رئيس جديد يغطي سلاح (حزب الله) لمدة 6 سنوات».
وعملياً لا يستطيع حزب «الكتائب» وحده الذي له 4 نواب في البرلمان، تعطيل النصاب من غير تنسيق مع المعارضة، ودعم منها لتشكيل كتلة من 43 نائباً تنسحب من الجلسة لإفقادها النصاب، ولو أنه يتشارك مع «القوات اللبنانية» بخطة مشابهة ضمن آلية مختلفة طرحها «القوات» في وقت سابق، تسعى لتعطيل تأمين الحزب وحلفائه أكثرية 65 صوتاً لفرنجية.
وتقول مصادر «القوات» لـ«الشرق الأوسط»، إن فريق الممانعة «لا يمتلك 65 صوتاً في ظل خلافه مع (التيار الوطني الحر)، وعدم إمكانية (الحزب التقدمي الاشتراكي) أن يسير بمرشح من (8 آذار)، وفي ظل تأكيد نواب الاعتدال الوطني أنهم ليسوا في هذا الوارد».
وتؤكد المصادر أنه «في حال نجح فريق الممانعة بتأمين أكثرية 65 نائباً، وهي فرضية صعبة التحقق في ظل خلافات الفريق، عندها يُبنى على الشيء مقتضاه لأنه من غير المسموح أن يعطل هذا الفريق الدستور والآليات الانتخابية ويمنع جلسات متتالية، وأن يتم التعاطي معه بشكل عادي وطبيعي».
وأضافت المصادر: «في حال استطاعت (الممانعة) أن تؤمن 65 صوتاً لمرشحها، فإننا نكرر ما قلناه سابقاً بأننا سنسعى، وسنضع كل قوتنا لتفكيك هذه الأكثرية عبر تعطيل جلسة أو اثنتين وثلاثة أو أربعة»، وقالت: «إذا أنها أكثرية صلبة، ولم نتمكن من تعطيلها، عندها سننتقل إلى خطة مواجهة مختلفة لأننا لسنا من يمتهن ثقافة التعطيل الدستورية».
وقالت المصادر، إنه في حال حصل ذلك، «تصبح التركيبة اللبنانية بأكملها يسيطر عليها (حزب الله)، وعندها ستدفعنا للتفكير بمنطلقات مختلفة، لأنه طالما أن الحزب مسيطر على التركيبة اللبنانية، فهي ستكون فاشلة ومارقة وستضع لبنان في عزلة خارجية».
وفي ظل تعثر اللبنانيين عن الاتفاق على شخصية واحدة، جدد «حزب الله» مطالبته، على لسان رئيس الهيئة الشرعية في الحزب الشيخ محمد يزبك، بالتوافق، واعتبر أن «لا خروج من الواقع المأزوم إلا بتبادل الثقة والحوار والتفاهم على انتخاب رئيس للجمهورية يكون جامعاً قادراً على استيعاب الأزمة، ووضع برنامج للخروج منها ويحمل هموم اللبنانيين وتطلعاتهم، وجدية العمل لبناء الدولة القوية العادلة ذات السيادة الوطنية والانفتاح على العالم من موقع الندية والاحترام المتبادل والجهوزية التامة لمواجهة التهديدات الإسرائيلية». وقال: «اللبنانيون قادرون على الاختيار المطلوب بأنفسهم بتقديم المصلحة الوطنية بعيداً من الأنانية».


مقالات ذات صلة

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

المشرق العربي رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

تُوفّي الموسيقار اللبناني إيلي شويري، عن 84 عاماً، الأربعاء، بعد تعرُّضه لأزمة صحية، نُقل على أثرها إلى المستشفى، حيث فارق الحياة. وأكدت ابنته كارول، لـ«الشرق الأوسط»، أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، قبل أن تعلم به العائلة، وأنها كانت معه لحظة فارق الحياة.

المشرق العربي القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

وجّه المجلس التأديبي للقضاة في لبنان ضربة قوية للمدعية العامة في جبل لبنان القاضية غادة عون، عبر القرار الذي أصدره وقضى بطردها من القضاء، بناء على «مخالفات ارتكبتها في إطار ممارستها لمهمتها القضائية والتمرّد على قرارات رؤسائها والمرجعيات القضائية، وعدم الامتثال للتنبيهات التي وجّهت إليها». القرار التأديبي صدر بإجماع أعضاء المجلس الذي يرأسه رئيس محكمة التمييز الجزائية القاضي جمال الحجار، وجاء نتيجة جلسات محاكمة خضعت إليها القاضية عون، بناء على توصية صدرت عن التفتيش القضائي، واستناداً إلى دعاوى قدمها متضررون من إجراءات اتخذتها بمعرض تحقيقها في ملفات عالقة أمامها، ومخالفتها لتعليمات صادرة عن مرجع

يوسف دياب (بيروت)
المشرق العربي جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

رأى رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع أن فرص انتخاب مرشح قوى 8 آذار، رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، «باتت معدومة»، مشيراً إلى أن الرهان على الوقت «لن ينفع، وسيفاقم الأزمة ويؤخر الإصلاح». ويأتي موقف جعجع في ظل فراغ رئاسي يمتد منذ 31 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، حيث فشل البرلمان بانتخاب رئيس، وحالت الخلافات السياسية دون الاتفاق على شخصية واحدة يتم تأمين النصاب القانوني في مجلس النواب لانتخابها، أي بحضور 86 نائباً في دورة الانتخاب الثانية، في حال فشل ثلثا أعضاء المجلس (86 نائباً من أصل 128) في انتخابه بالدورة الأولى. وتدعم قوى 8 آذار، وصول فرنجية إلى الرئاسة، فيما تعارض القوى المسيحية الأكثر

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

جدد سفير المملكة العربية السعودية لدى لبنان، وليد بخاري، تأكيد موقف المملكة من الاستحقاق الرئاسي اللبناني بوصفه «شأناً سياسياً داخلياً لبنانياً»، حسبما أعلن المتحدث باسم البطريركية المارونية في لبنان بعد لقاء بخاري بالبطريرك الماروني بشارة الراعي، بدأ فيه السفير السعودي اليوم الثاني من جولته على قيادات دينية وسياسية لبنانية. وفي حين غادر السفير بخاري بكركي من دون الإدلاء بأي تصريح، أكد المسؤول الإعلامي في الصرح البطريركي وليد غياض، أن بخاري نقل إلى الراعي تحيات المملكة وأثنى على دوره، مثمناً المبادرات التي قام ويقوم بها في موضوع الاستحقاق الرئاسي في سبيل التوصل إلى توافق ويضع حداً للفراغ الرئا

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

تأتي جولة سفيرة الولايات المتحدة الأميركية لدى لبنان دوروثي شيا على المرجعيات الروحية والسياسية اللبنانية في سياق سؤالها عن الخطوات المطلوبة لتفادي الشغور في حاكمية مصرف لبنان بانتهاء ولاية رياض سلامة في مطلع يوليو (تموز) المقبل في حال تعذّر على المجلس النيابي انتخاب رئيس للجمهورية قبل هذا التاريخ. وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر نيابية ووزارية أن تحرك السفيرة الأميركية، وإن كان يبقى تحت سقف حث النواب على انتخاب رئيس للجمهورية لما للشغور الرئاسي من ارتدادات سلبية تدفع باتجاه تدحرج لبنان من سيئ إلى أسوأ، فإن الوجه الآخر لتحركها يكمن في استباق تمدد هذا الشغور نحو حاكمية مصرف لبنان في حال استحال عل

محمد شقير (بيروت)

ترمب يلتقي نتنياهو وينتقد تصريحات هاريس عن إسرائيل

ترمب مستقبلاً نتنياهو في «بالم بيتش» أمس (آموس بن - غيرشوم / جي بي أو / د.ب.أ)
ترمب مستقبلاً نتنياهو في «بالم بيتش» أمس (آموس بن - غيرشوم / جي بي أو / د.ب.أ)
TT

ترمب يلتقي نتنياهو وينتقد تصريحات هاريس عن إسرائيل

ترمب مستقبلاً نتنياهو في «بالم بيتش» أمس (آموس بن - غيرشوم / جي بي أو / د.ب.أ)
ترمب مستقبلاً نتنياهو في «بالم بيتش» أمس (آموس بن - غيرشوم / جي بي أو / د.ب.أ)

نفى الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب وجود أي توتر في العلاقات بينه وبين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، معرباً عن تأييده ومساندته لإسرائيل. وهاجم المرشح الجمهوري لسباق الرئاسة الأميركي منافسته المحتملة كامالا هارس، مشيراً إلى أن تصريحاتها عقب لقائها بنتنياهو، مساء الخميس، في البيت الأبيض، تنم عن عدم احترام، وطالب حركة «حماس» بإطلاق سراح الرهائن «فوراً».

وقال ترمب، في بداية الاجتماع الموسع مع نتنياهو في مقر إقامته بمنتجع مارلارغو بولاية فلوريدا، إنه لا يعرف كيف يمكن لأي أميركي يهودي أن يصوّت لكامالا هاريس، لأن تصريحاتها تنم عن عدم الاحترام لإسرائيل.

وأشار إلى علاقته الوثيقة بإسرائيل، مؤكداً أنه تمتع كرئيس للولايات المتحدة بعلاقات مع إسرائيل أفضل من أي رئيس أميركي على الإطلاق. وقال: «لقد أيّدت حق إسرائيل في مرتفعات الجولان والقدس، ونقلنا السفارة، وأوقفنا الاتفاق النووي الإيراني، وهو ربما أفضل شيء قمنا به، ولم نمنحهم أموالاً في ظل إدارة ترمب، ولم يكن أحد يشتري نفطهم، والآن أصبحوا دولة غنية، وهذا أمر مؤسف».

ووعد ترمب، إذا فاز في الانتخابات، بإنهاء كل الحروب في منطقة الشرق الأوسط، محذراً من أنه إن لم يفز، فإن الأمر سينتهي إلى حروب كبرى، وربما حرب عالمية ثالثة.

من جانبه، أشار رئيس الوزراء نتنياهو إلى صعوبة مفاوضات إطلاق سراح الرهائن، وفي إجابته عن أسئلة حول مفاوضات وقف إطلاق النار وإرسال فريق إسرائيلي إلى المفاوضات في العاصمة الإيطالية روما، أوضح أنه يتوقع بعض التحركات التي تأتي بسبب الضغوط العسكرية التي قام بها الجيش الإسرائيلي ضد «حماس».

وقال: «الموقف صعب للغاية للرهائن، وهم ليسوا في حالة جيدة، ومن الواضح أنهم لا يعاملون بشكل صحيح، ونأمل أن يكونوا بخير، لكن هناك كثيراً من الرهائن، وأنا غير متأكد من صحتهم، وهذا الوضع غير مقبول».

من جهة أخرى، استمع أعضاء مجلس الأمن في نيويورك الجمعة إلى ما سمّاه دبلوماسيون «رجع صدى تقشر له الأبدان» لنساء فلسطينيات يستغثن في غزة لإنقاذ أطفالهن الذين يتضورون جوعاً وتفتك بهم الأمراض إذا نجوا من المستويات الرهيبة من الحملة العسكرية الإسرائيلية في كل أنحاء القطاع.

وكان أعضاء مجلس الأمن يستمعون إلى مساعد الأمين العام لـ«الأمم المتحدة» مهند هادي، الذي يتولى أيضاً مهمة نائب المنسق الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط، مكرراً المناشدة من أجل وقف إطلاق النار، وتمكين المنظمات الدولية من تقديم المساعدات للفلسطينيين، بما يتماشى مع المبادئ الإنسانية، والإطلاق الفوري وغير المشروط للرهائن، في مطالبات ردّدتها أيضاً نائبة المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث اللاجئين الفلسطينيين وتشغيلهم في الشرق الأدنى «الأونروا» لشؤون الدعم العملياتي، أنطونيا دي ميو.