هيلاري كلينتون تتفوق على المشاهير في استطلاعات للرأي بين الناخبين الديمقراطيين

هيلاري كلينتون تتفوق على المشاهير في استطلاعات للرأي بين الناخبين الديمقراطيين
TT

هيلاري كلينتون تتفوق على المشاهير في استطلاعات للرأي بين الناخبين الديمقراطيين

هيلاري كلينتون تتفوق على المشاهير في استطلاعات للرأي بين الناخبين الديمقراطيين

تهيمن السيدة الاولى الاميركية السابقة هيلاري كلينتون على استطلاعات الرأي الخاصة بمرشح الحزب الديمقراطي لانتخابات الرئاسة المقبلة، حتى أنه لا يمكن لأسماء شهيرة مثل جورج كلوني أو ميشيل أوباما أو أوبرا وينفري أو ال غور أو حتى زوجها الرئيس الاسبق بيل كلينتون التفوق عليها.
وفي حين يسعى الجمهوريون جاهدين لاختيار مرشحهم من بين 16 مرشحًا، فإن استطلاعًا للرأي أجرته وكالة رويترز للأنباء وابسوس، بين الناخبين الديمقراطيين الذين يُختارون من مجموعة أصغر، أظهر أنهم يؤيدون بشدة هيلاري التي تولّت من قبل منصب وزيرة الخارجية حتى عند طرح مجموعة خيالية من الشخصيات الشهيرة. وأجري الاستطلاع على 1033 ديمقراطيا.
ويشير الاستطلاع إلى أن هيلاري لاتزال متفوقة على منافسيها الشرعيين وأنها ستنزل هزيمة منكرة بزوجها، إذا عُدّل الدستور بما يسمح له بخوض الانتخابات لولاية ثالثة.
وخلص الاستطلاع الى إن كلينتون سيحصل في حال ترشحه على 26 في المائة من الاصوات، ليحل في المركز الثاني بعد زوجته التي حصدت نسبة 51 في المائة.
وبحث الاستطلاع الذي أجري على الانترنت ويبلغ هامش الخطأ فيه 3,5 نقطة مئوية، ما إذا كان أي عضو بالحزب الديمقراطي، سواء كان سياسيا متمرسًا أم لا، يمكن أن يمثل تهديدًا لهيلاري في المنافسة الاولية.
وأظهر الاستطلاع أن عشرة في المائة سيصوتون للممثل الفائز بجائزة الاوسكار والناشط الليبرالي جورج كلوني، بينما سيحصل مقدم برنامج (ديلي شو) جون ستيوارت، على 16 في المائة، فيما ستحصل مقدمة البرامج التلفزيونية الشهيرة أوبرا وينفري على 11 في المائة.
أمّا السيدة الأولى الحالية ميشيل أوباما فاحتلت المركز الثاني بعد بيل كلينتون بنسبة 20 في المائة.
وحصل كل من المرشحين الديمقراطيين السابقين لانتخابات الرئاسة الاميركية ال غور وجون كيري على 15 في المائة.
وتعليقًا على الاستطلاع قالت بريتاني تومز (21 سنة)، وهي طالبة جامعية من ليفيتاون في بنسلفانيا، إن بعض الشخصيات في «فريق الاحلام» الذي يطرحه الاستطلاع غير واقعية. وأضافت «تنقصهم خبرة الوجود في الحكم والتعامل مع تلك القضايا حتى يكونوا جديرين بالثقة... في العادة يفتقر من يعملون بالتلفزيون لتلك الخلفية».
وفيما يتعلق بالسباق التمهيدي للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي لانتخابات الرئاسة الاميركية، يظهر استطلاع رويترز/ابسوس، استقطاب هيلاري نسبة 51,5 في المائة من تأييد الديمقراطيين حتى 21 يوليو (تموز)، مقابل 21،5 في المائة للسناتور بيرني ساندرز أقرب منافسيها.
كما أفاد 39 في المائة من الديمقراطيين بأنهم سيصوتون «بحماس» لهيلاري، لاعتقادهم أنها المرشحة الارجح أن تفوز بسباق انتخابات الرئاسة في نوفمبر (تشرين الثاني) 2016. بينما قال 20 في المائة إنهم لن يصوتوا لها «بالطبع».



رياح اليسار تهب مجدداً على أميركا اللاتينية

رياح اليسار تهب مجدداً على أميركا اللاتينية
TT

رياح اليسار تهب مجدداً على أميركا اللاتينية

رياح اليسار تهب مجدداً على أميركا اللاتينية

هل عادت رياح اليسار تهب من جديد على أميركا اللاتينية بعد موجة الانتصارات الأخيرة التي حصدتها القوى والأحزاب التقدمية في الانتخابات العامة والرئاسية؟
من المكسيك إلى الأرجنتين، ومن تشيلي إلى هندوراس والبيرو، ومؤخراً كولومبيا، خمسة من أقوى الاقتصادات في أميركا اللاتينية أصبحت بيد هذه الأحزاب، فيما تتجه كل الأنظار إلى البرازيل حيث ترجح الاستطلاعات الأولى فوز الرئيس الأسبق لولا دي سيلفا في انتخابات الرئاسة المقبلة، وإقفال الدائرة اليسارية في هذه المنطقة التي تتعاقب عليها منذ عقود شتى أنظمة الاستبداد العسكري والمدني، التي شهدت أبشع الديكتاتوريات اليسارية واليمينية.
بعض هذه الدول عاد إلى حكم اليسار، مثل الأرجنتين وهندوراس وبوليفيا، بعد أن جنح إلى الاعتدال، ودول أخرى لم تكن تتصور أنها ستقع يوماً في قبضة القوى التقدمية، مثل تشيلي وكولومبيا، فيما دول مثل المكسيك وبيرو ترفع لواء اليسار لكن اقتصادها يحتكم إلى أرسخ القواعد الليبرالية.
هذه الموجة تعيد إلى الأذهان تلك التي شهدتها المنطقة مطلع هذا القرن مع صعود هوغو تشافيز في فنزويلا، وتحت الظل الأبدي الوارف لفيديل كاسترو، فيما أطلق عليه يومها «اشتراكية القرن الحادي والعشرين». ومن المفارقة أن الدوافع التي كانت وراء ظهور هذه الموجة، نجدها غالباً في تمايزها عن تلك الموجة السابقة التي كان لارتفاع أسعار المواد الأولية والصادرات النفطية الدور الأساسي في صمودها. فيما محرك التغيير اليوم يتغذى من تدهور الوضع الاجتماعي الذي فجر احتجاجات عام 2019 وتفاقم مع ظهور جائحة «كوفيد». يضاف إلى ذلك أن تطرف القوى اليمينية، كما حصل في الأرجنتين وكولومبيا وتشيلي وبيرو، أضفى على الأحزاب اليسارية هالة من الاعتدال ساعدت على استقطاب قوى الوسط وتطمين المراكز الاقتصادية.
ومن أوجه التباين الأخرى بين الموجتين، أنه لم يعد أي من زعماء الموجة الأولى تقريباً على قيد الحياة، وأن القيادات الجديدة تتميز ببراغماتية ساعدت على توسيع دائرة التحالفات الانتخابية نحو قوى الوسط والاعتدال كما حصل مؤخراً في تشيلي وكولومبيا.
حتى لولا في البرازيل بحث عن حليفه الانتخابي في وسط المشهد السياسي واختار كمرشح لمنصب نائب الرئيس جيرالدو آلكمين، أحد زعماء اليمين المعتدل، الذي سبق أن هزمه في انتخابات عام 2006.
ولى زمن زعماء اليسار التاريخيين مثل الأخوين كاسترو في كوبا، وتشافيز في فنزويلا، وإيفو موراليس في بوليفيا، الذين اعتنقوا أصفى المبادئ الاشتراكية وحاولوا تطويعها مع مقتضيات الظروف المحلية، وجاء عهد قيادات جديدة تحرص على احترام الإطار الدستوري للأنظمة الديمقراطية، وتمتنع عن تجديد الولاية، وتلتزم الدفاع عن حقوق الإنسان والحفاظ على البيئة.
لكن مع ذلك لا يستقيم الحديث عن كيان واحد مشترك تنضوي تحته كل القوى التقدمية الحاكمة حالياً في أميركا اللاتينية، إذ إن أوجه التباين بين طروحاتها الاقتصادية والاجتماعية تزيد عن القواسم المشتركة بينها، الأمر الذي يدفع إلى التساؤل حول طبيعة العلاقات التي ستقيمها هذه القوى التقدمية مع محيطها، وأيضاً مع بقية دول العالم.
وتشير الدلائل الأولى إلى ظهور توتر يتنامى بين رؤية القوى التقدمية الواقعية والمتعددة الأطراف للعلاقات الدولية، والمنظور الجيوستراتيجي للمحور البوليفاري. ومن المرجح أن يشتد في حال فوز لولا في البرازيل، نظراً لتمايز نهجه الدبلوماسي عن خط كوبا وفنزويلا، في الحكم كما في المعارضة.
ويلاحظ أن جميع القوى اليسارية الحاكمة اليوم في أميركا اللاتينية، وخلافاً لتلك التي حكمت خلال الموجة السابقة، تعتمد أسلوباً دفاعياً يهدف إلى صون، أو إحداث، تغييرات معتدلة من موقع السلطة وليس من خلال التعبئة الاجتماعية التي كانت أسلوب الأنظمة اليسارية السابقة، أو البوليفارية التي ما زالت إلى اليوم في الحكم. ولا شك في أن من الأسباب الرئيسية التي تدفع إلى اعتماد هذا الأسلوب الدفاعي، أن القوى اليسارية والتقدمية الحاكمة غير قادرة على ممارسة الهيمنة السياسية والآيديولوجية في بلدانها، وهي تواجه صعوبات كبيرة في تنفيذ برامج تغييرية، أو حتى في الحفاظ على تماسكها الداخلي.
ويتبدى من التحركات والمواقف الأولى التي اتخذتها هذه الحكومات من بعض الأزمات والملفات الإقليمية الشائكة، أن العلاقات مع كوبا ونيكاراغوا وفنزويلا ستكون مصدراً دائماً للتوتر. ومن الأمثلة على ذلك أن الرئيس الكولومبي الجديد غوستافو بيترو، ونظيره التشيلي، اللذين كانا لأشهر قليلة خلت يؤيدان النظام الفنزويلي، اضطرا مؤخراً لإدانة انتهاكات حقوق الإنسان التي يمارسها نظام نيكولاس مادورو، علماً بأن ملايين الفنزويليين لجأوا في السنوات الأخيرة إلى كولومبيا وتشيلي.
وفي انتظار نتائج الانتخابات البرازيلية المقبلة، وبعد تراجع أسهم المكسيكي مانويل لوبيز لوبرادور والتشيلي بوريتش لقيادة الجبهة التقدمية الجديدة في أميركا اللاتينية، برزت مؤخراً صورة الرئيس الكولومبي المنتخب الذي يتولى مهامه الأحد المقبل، والذي كان وضع برنامجه الانتخابي حول محاور رئيسية ثلاثة تمهد لهذا الدور، وهي: الحفاظ على البيئة والموارد الطبيعية وتغير المناخ، والدور المركزي لمنطقة الكاريبي والسكان المتحدرين من أصول أفريقية، والميثاق الإقليمي الجديد الذي لا يقوم على التسليم بريادة الولايات المتحدة في المنطقة لكن يعترف بدورها الأساسي فيها.