مقتل 50 شخصا بهجمات لـ«بوكو حرام» في الكاميرون ونيجيريا

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية
TT

مقتل 50 شخصا بهجمات لـ«بوكو حرام» في الكاميرون ونيجيريا

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

قتل اكثر من 50 شخصا، يوم أمس (الاربعاء)، في هجمات مفترضة لحركة بوكو حرام في الكاميرون ونيجيريا التي حذر رئيسها الولايات المتحدة من ان سياستها تضر بالجهود لمكافحة الحركة المتطرفة.
والهجوم المزدوج في مروة بشمال الكاميرون، اسفر عن مقتل 11 شخصا على الاقل فيما لقي نحو 42 مصرعهم في تفجيرين استهدفا محطتي حافلات في غومبيه بشمال شرقي نيجيريا.
وتأتي الهجمات الدموية الاخيرة بعد ان نشرت بوكو حرام شريط فيديو على تويتر اعلنت فيه انها لم تمن بالهزيمة، متوعدة بقولها "سنأتيكم من حيث لا تتوقعون، أقوى من قبل".
ومن المتوقع ان تقوم قوة جديد من خمس دول --نيجيريا والنيجر وتشاد والكاميرون وبينين -- بالانتشار بحلول 30 يوليو (تموز) الحالي لقتال المجموعة التي اعلنت ولاءها لتنظيم "داعش" المتطرف، والتي ادى تمردها المستمر منذ ست سنوات الى مقتل 15 الف شخص على الاقل وزيادة التهديد للأمن القومي.
والهجومان في الكاميرون نفذتهما فتاتان "يقل عمرهما عن 15 عاما"، قامتا بتفجير نفسيهما في السوق المركزي في مروة وحي مجاور مكتظ سكانه من الهاوسا، بحسب حاكم المنطقة مدجياوا بكاري.
وقال مصدر مقرب من السلطات المحلية ان "فتاتين كانتا تتسولان، فجرتا نفسيهما" حوالى الساعة 03:00 بعد الظهر (14:00 تغ) مما اثار "حالة ذعر عارمة" ومشاهد مروعة لجثث واشلاء، بحسب احد الصحافيين.
وقال مكتب الرئيس بول بيا ان 11 شخصا قتلوا و32 أصيبوا بجروح، مدينا الهجمات بحق المدنيين الابرياء التي وصفها بـ"الجبانة والمشينة".
ودعا الرئيس المواطنين الى "اليقظة ... والتعاون الوثيق مع قوات الامن"، واعدا بـ"القضاء على هؤلاء المجرمين الدمويين".
وفي 12 يوليو (تموز) الماضي قامت انتحاريتان منقبتان بتفجير نفسيهما في فوتوكول على الحدود مع نيجيريا، ما ادى الى مقتل 10 مدنيين وجندي من تشاد المجاورة. وحظرت السلطات المحلية منذ ذلك الوقت النقاب.
وفي مدينة غومبيه وقع انفجار في محطة للحافلات في دادين كوا حوالى الساعة 07:30 مساء (18:30 تغ) تلاه انفجار في محطة دوكو بعد حوالى 20 دقيقة. وقال شهود عيان انهم سمعوا دوي الانفجارين في الموقعين.
وبسبب انقطاع الكهرباء في المنطقة كان من غير الممكن تحديد ما اذا كانا تفجيرين انتحاريين او قنابل بدائية الصنع زرعت في المكانين.
وقال احد المسعفين في موقع الانفجار الاول، طالبا عدم ذكر اسمه "نقلنا حتى الآن 12 جثة من المكان".
واكد المتحدث باسم شرطة ولاية غومبيه فواجي اتاجيري الانفجار الاول دون الاعلان عن حصيلة للقتلى.
ولم تكن لدى المتحدث تفاصيل بشأن التفجير الثاني لكن صاحب احد المتاجر قرب محطة دوكو قال "وقع انفجاران بعد ان اغلقت متجري". مضيفا "عدنا مع اشخاص كانوا في الجوار ورحنا ننتشل الجثث. احصيت 30 جثة. شعرت بالغثيان وغادرت".
والخميس الماضي قتل 49 شخصا في هجوم بقنبلة في سوق بمدينة غومبيه.
ومنذ تولي الرئيس النيجيري محمد بخاري - الذي توعد بسحق التمرد - الحكم في 29 مايو (ايار)، قتل اكثر من 750 شخصا بحسب تعداد لوكالة الصحافة الفرنسية.
وحذر بخاري الموجود حاليا في واشنطن حيث يقوم باول زيارة منذ توليه مهامه، يوم أمس، من ان رفض الولايات المتحدة تزويد جيش نيجيريا بالاسلحة بسبب "الانتهاكات لحقوق الانسان" يسهم فقط في مساعدة بوكو حرام.
وكان بخاري يأمل في الحصول على مساعدة عسكرية اكبر خلال زيارته، غير انه لمح الى انه سيعود الى بلاده خالي الوفاض بسبب قانون اميركي يمنع ارسال اسلحة الى دول لا تعالج قضايا انتهاكات حقوق الانسان. وقال امام مشرعين ونشطاء واكاديميين في واشنطن "للاسف، تحت غطاء هذا القانون وبسبب تأكيدات لا أساس لها بانتهاك قواتنا لحقوق الانسان لا يمكننا الحصول على الاسلحة اللازمة لخوض هذه الحرب".
واضاف ان قوات الامن النيجيرية تركت "عاجزة الى حد كبير" امام حملة الخطف والتفجيرات التي ترتكبها المجموعة المتطرفة.
وقال "الجنود النيجيريون لا يملكون الاسلحة والتكنولوجيا المناسبة التي يفترض ان يحصلوا عليها لولا العقبة المتمثلة بما يسمى انتهاكات حقوق الانسان".



تونس: إيقاف متهمين بالانتماء إلى «تنظيم إرهابي»

وزير الدفاع التونسي خالد السهيلي بجلسة عمل مع ممثل البنتاغون في سياق التنسيق الأمني والعسكري بين سلطات البلدين (من موقع وزارة الدفاع التونسية)
وزير الدفاع التونسي خالد السهيلي بجلسة عمل مع ممثل البنتاغون في سياق التنسيق الأمني والعسكري بين سلطات البلدين (من موقع وزارة الدفاع التونسية)
TT

تونس: إيقاف متهمين بالانتماء إلى «تنظيم إرهابي»

وزير الدفاع التونسي خالد السهيلي بجلسة عمل مع ممثل البنتاغون في سياق التنسيق الأمني والعسكري بين سلطات البلدين (من موقع وزارة الدفاع التونسية)
وزير الدفاع التونسي خالد السهيلي بجلسة عمل مع ممثل البنتاغون في سياق التنسيق الأمني والعسكري بين سلطات البلدين (من موقع وزارة الدفاع التونسية)

كشفت مصادر أمنية رسمية تونسية عن أن قوات مكافحة الإرهاب والحرس الوطني أوقفت مؤخراً مجموعة من المتهمين بالانتماء إلى «تنظيم إرهابي» في محافظات تونسية عدة، دون توضيح هوية هذا التنظيم، وإن كان على علاقة بالموقوفين سابقاً في قضايا إرهابية نُسبت إلى فروع جماعتي «داعش» و«القاعدة» في شمال أفريقيا، مثل تنظيم «جند الخلافة» و«خلية عقبة بن نافع».

وحدات مكافحة الإرهاب التونسية ترفع حالة التأهب (صورة من مواقع وزارة الداخلية التونسية)

ووصف بلاغ الإدارة العامة للحرس الوطني في صفحته الرسمية الموقوفين الجدد بـ«التكفيريين»، وهي الصيغة التي تُعتمد منذ سنوات في وصف من يوصفون بـ«السلفيين المتشددين» و«أنصار» الجهاديين المسلحين.

من محافظات عدة

وأوضح المصادر أن قوات تابعة للحرس الوطني أوقفت مؤخراً في مدينة طبربة، 20 كلم غرب العاصمة تونس، عنصراً «تكفيرياً» صدرت ضده مناشير تفتيش صادرة عن محكمة الاستئناف بتونس بتهمة الانتماء إلى تنظيم إرهابي، ومحكوم غيابياً بالسجن لمدة 6 أعوام.

كما أعلن بلاغ ثانٍ صادر عن الإدارة العامة عن الحرس الوطني أن قواتها أوقفت مؤخراً في منطقة مدينة «مساكن»، التابعة لمحافظة سوسة الساحلية، 140 كلم جنوب شرقي العاصمة، متهماً بالانتماء إلى تنظيم إرهابي صدرت ضده أحكام غيابية بالسجن.

وحدات مكافحة الإرهاب التونسية ترفع حالة التأهب (صورة من مواقع وزارة الداخلية التونسية)

بالتوازي مع ذلك، أعلنت المصادر نفسها أن الحملات الأمنية التي قامت بها قوات النخبة ومصالح وزارة الداخلية مؤخراً براً وبحراً في محافظات عدة أسفرت عن إيقاف مئات المتهمين بالضلوع في جرائم ترويج المخدرات بأنواعها من «الحشيش» إلى «الحبوب» و«الكوكايين».

في السياق نفسه، أعلنت مصادر أمنية عن إيقاف ثلاثة متهمين آخرين بـ«الانتماء إلى تنظيم إرهابي» من محافظة تونس العاصمة وسوسة وبنزرت سبق أن صدرت ضدهم أحكام غيابية بالسجن في سياق «الجهود المتواصلة للتصدي للعناصر المتطرفة» وتحركات قوات مصالح مكافحة الإرهاب في وزارة الداخلية ووحدات من الحرس الوطني.

المخدرات والتهريب

وفي سياق تحركات خفر السواحل والوحدات الأمنية والعسكرية المختصة في مكافحة تهريب البشر والسلع ورؤوس الأموال، أعلنت المصادر نفسها عن إيقاف عدد كبير من المهربين والمشاركين في تهريب المهاجرين غير النظاميين، وغالبيتهم من بلدان أفريقيا جنوب الصحراء، وحجز عشرات مراكب التهريب ومحركاتها.

كما أسفرت هذه التدخلات عن إنقاذ نحو 83 مهاجراً غير نظامي من الموت بعد غرق مركبهم في السواحل القريبة في تونس؛ ما تسبب في موت 27 ممن كانوا على متنهما.

في الأثناء، استأنفت محاكم تونسية النظر في قضايا عشرات المتهمين في قضايا «فساد إداري ومالي» وفي قضايا أخرى عدّة، بينها «التآمر على أمن الدولة». وشملت هذه القضايا مجموعات من الموقوفين والمحالين في حالة فرار أو في حالة سراح، بينهم من تحمل مسؤوليات مركزية في الدولة خلال الأشهر والأعوام الماضية.

وفي سياق «الإجراءات الأمنية الوقائية» بعد سقوط حكم بشار الأسد في سوريا والمتغيرات المتوقعة في المنطقة، بما في ذلك ترحيل آلاف المساجين المغاربيين المتهمين بالانتماء إلى تنظيمات مسلحة بينها «داعش» و«القاعدة»، تحدثت وسائل الإعلام عن إجراءات «تنظيمية وأمنية جديدة» في المعابر.

في هذا السياق، أعلن عن قرار مبدئي بهبوط كل الرحلات القادمة من تركيا في مطار تونس قرطاج 2، الذي يستقبل غالباً رحلات «الشارتير» و«الحجيج والمعتمرين».

وكانت المصادر نفسها تحدثت قبل أيام عن أن وزارة الدفاع الأميركية أرجعت إلى تونس الاثنين الماضي سجيناً تونسياً كان معتقلاً في غوانتانامو «بعد التشاور مع الحكومة التونسية».

وأوردت وزارة الدفاع الأميركية أن 26 معتقلاً آخرين لا يزالون في غوانتانامو بينهم 14 قد يقع نقلهم، في سياق «تصفية» ملفات المعتقلين خلال العقدين الماضيين في علاقة بحروب أفغانستان والباكستان والصراعات مع التنظيمات التي لديها علاقة بحركات «القاعدة» و«داعش».

حلول أمنية وسياسية

بالتوازي مع ذلك، طالب عدد من الحقوقيين والنشطاء، بينهم المحامي أحمد نجيب الشابي، زعيم جبهة الخلاص الوطني التي تضم مستقلين ونحو 10 أحزاب معارضة، بأن تقوم السلطات بمعالجة الملفات الأمنية في البلاد معالجة سياسية، وأن تستفيد من المتغيرات في المنطقة للقيام بخطوات تكرّس الوحدة الوطنية بين كل الأطراف السياسية والاجتماعية تمهيداً لإصلاحات تساعد الدولة والمجتمع على معالجة الأسباب العميقة للازمات الحالية.