رئيس الجزائر يلتقي جنرالاته وقائد الجيش يشدد على «الجاهزية القتالية»

جانب من اجتماع «المجلس الأعلى للأمن» برئاسة تبون (الرئاسة الجزائرية)
جانب من اجتماع «المجلس الأعلى للأمن» برئاسة تبون (الرئاسة الجزائرية)
TT

رئيس الجزائر يلتقي جنرالاته وقائد الجيش يشدد على «الجاهزية القتالية»

جانب من اجتماع «المجلس الأعلى للأمن» برئاسة تبون (الرئاسة الجزائرية)
جانب من اجتماع «المجلس الأعلى للأمن» برئاسة تبون (الرئاسة الجزائرية)

في حين شدد قائد الجيش الجزائري، الفريق أول سعيد شنقريحة، على «الجاهزية القتالية» للقوات المسلحة خلال اجتماع مع كوادر عسكريين، عقد الرئيس عبد المجيد تبون، أول من أمس، اجتماعاً لـ«المجلس الأعلى للأمن»، حضره كل القيادات العسكرية والأمنية في البلاد، لكن لم يعلَن عن نتائجه.
وأكد بيان من وزارة الدفاع أن رئيس أركان الجيش، سعيد شنقريحة، أشرف، أمس، على إطلاق «أشغال الاجتماع السنوي لكوادر العتاد العسكري»، في «الناحية العسكرية الأولى (وسط)»، حيث خاطب الكوادر العسكريين بخصوص «قواعد الجاهزية التي نهدف إلى تحقيقها وتجسيدها ميدانياً، على مستوى قوام المعركة للجيش الوطني الشعبي، وفق مبدأ التكامل المطلق والانسجام التلقائي وظيفياً وعملياتياً، بين مختلف المكونات الموجودة بطريقة يصبح معها هذا القوام بمثابة الجسد الواحد، الذي لا يستقيم حاله إلا إذا استقامت كافة أعضائه دون استثناء»؛ وفق البيان ذاته.
وأشار شنقريحة إلى أن «شبكات الإسناد هي بمثابة الشريان الذي يمد قوام المعركة للجيش الوطني الشعبي، بكل ما يحتاجه في الوقت المناسب والمكان المناسب بالكمية المطلوبة، ولذلك نحن على يقين تام بأن قدرة الفرد العسكري ومستواه المعنوي والنفسي والقتالي، ترتبط كثيراً بكفاءة هذه الشبكات الإسنادية وبمصداقية أدائها»، مشجعاً العسكريين على «تثمين التجارب المتراكمة، وصقل الخبرات المكتسبة، والوصول بالتالي إلى تحقيق أعلى درجات الاستيعاب العميق للمهام المنوطة بكم، ضمن سلسلة الدعم الفني والحفاظ على الجاهزية على مستوى مجمل مكونات الجيش»، وفق ما أورده بيان وزارة الدفاع.
واللافت أن رئيس أركان الجيش كثف في المدة الأخيرة من زياراته للهياكل العسكرية، ولقاءاته وخطاباته التي تحمل في الغالب مضموناً سياسياً. ويربط محللون نشاط القائد العسكري بمخاوف ترددها السلطات بخصوص «تهديدات على الحدود، ومؤامرات تحاك ضد الأمن القومي انطلاقاً من الخارج».
في سياق ذي صلة، لم تصدر عن رئاسة الجمهورية نتائج اجتماع «المجلس الأعلى للأمن»، الذي أعلنت عقده أول من أمس عبر بيان نشرته على حسابها بمنصات التواصل الاجتماعي. وظهر في صور الاجتماع الرئيس عبد المجيد تبون بصفته وزير الدفاع، وقيادات الجيش والأمن الداخلي والخارجي، والشرطة والدرك الوطني.
و«المجلس الأعلى للأمن» هيئة «استشارية»؛ وفق الدستور، تلتئم لبحث قضايا مرتبطة بأمن البلاد وسلامة ترابها. ومنذ وصول تبون إلى الحكم قبل 3 سنوات، تكررت اجتماعات الهيئة الأمنية التي يبحث أعضاؤها عادة الأوضاع على الحدود مع مالي وليبيا بشكل خاص، وأيضاً مع المغرب الذي تصاعدت حدة التوتر معه، منذ أن قطعت الجزائر علاقاتها الدبلوماسية معه في 21 أغسطس (آب) 2021.
إلى ذلك، أعلن المحامون بمحافظة قسنطينة بشرق البلاد عن مظاهرة اليوم (الأربعاء) احتجاجاً على قتل زميل لهم يسمى جمال الدين شاوي، عثرت عليه قوات الأمن جثة مدفونة ببلدة بمحافظة سكيكدة القريبة. وأدانت «منظمة المحامين لناحية قسنطينة»، أمس في بيان، «العمل الهمجي الذي تعرض له الأستاذ جمال الدين شاوي، منذ يوم اختطافه إلى يوم العثور عليه جثة هامدة».
واختفى الضحية السبت الماضي، بعد فترة قصيرة من خروجه من بيته إلى مكتبه ببلدية تابعة لمحافظة سكيكدة، والتي انتخب على رأسها في 2021، وبعد يومين، عثر الدرك على سيارته وقد تضررت بفعل إضرام النار فيها، وبجانبها جبته الخاصة بالمحاماة وبعض أغراضه. وقد عُثر على جثته في مكان آخر، وآثار الذبح بادية عليه، وفق ما نقلته الصحف أمس.
وقبل عامين، نشر المحامي عبر حسابه على «فيسبوك» أنه أودع شكوى لدى القضاء، يذكر فيها أنه «تعرض لمحاولة اغتيال فاشلة». وقال لاحقاً إن شكواه «لم تؤخذ بعين الاعتبار».


مقالات ذات صلة

القاهرة لإطلاع حفتر وصالح على نتائج زيارة شكري لتركيا

العالم العربي القاهرة لإطلاع حفتر وصالح على نتائج زيارة شكري لتركيا

القاهرة لإطلاع حفتر وصالح على نتائج زيارة شكري لتركيا

كشفت مصادر ليبية ومصرية متطابقة لـ«الشرق الأوسط» عن سلسلة اتصالات، ستجريها القاهرة مع السلطات في شرق ليبيا، بما في ذلك مجلس النواب و«الجيش الوطني»، لإطلاع المعنيين فيهما على نتائج زيارة وزير الخارجية المصري سامح شكري إلى تركيا أخيراً. وأدرجت المصادر هذه الاتصالات «في إطار التنسيق والتشاور بين السلطات المصرية والسلطات في المنطقة الشرقية». ولم تحدد المصادر توقيت هذه الاتصالات، لكنها أوضحت أنها تشمل زيارة متوقعة إلى القاهرة، سيقوم بها عقيلة صالح رئيس مجلس النواب، والمشير خليفة حفتر القائد العام لـ«الجيش الوطني». وكان خالد المشري رئيس المجلس الأعلى الدولة الليبي، ناقش مساء السبت مع وزير الخارجية ا

خالد محمود (القاهرة)
العالم العربي خطة حكومية عاجلة لوقف هجرة الأطباء الجزائريين إلى أوروبا

خطة حكومية عاجلة لوقف هجرة الأطباء الجزائريين إلى أوروبا

أعلنت الحكومة الجزائرية عن «خطة عاجلة» لوقف نزيف الأطباء الذين يهاجرون بكثرة، كل عام، إلى أوروبا وبخاصة فرنسا، بحثاً عن أجور عالية وعن ظروف جيدة لممارسة المهنة. وتفيد إحصاءات «مجلس أخلاقيات الطب»، بأن 15 ألف طبيب يشتغلون في المصحات الفرنسية حالياً، وقد درسوا الطب في مختلف التخصصات في الجزائر. ونزل موضوع «نزيف الأطباء» إلى البرلمان، من خلال مساءلة لوزير الصحة وإصلاح المستشفيات عبد الحق سايحي، حول ما إذا كانت الحكومة تبحث عن حل لهذه المشكلة التي تتعاظم من سنة لأخرى.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
العالم العربي تونس تتهيأ لاستقبال وزير الخارجية السوري تتويجاً لإعادة العلاقات

تونس تتهيأ لاستقبال وزير الخارجية السوري تتويجاً لإعادة العلاقات

يبدأ وزير الخارجية السوري فيصل المقداد اليوم زيارة إلى تونس تستمر حتى الأربعاء بدعوة من نظيره التونسي نبيل عمار، لإعلان استكمال المراحل المؤدية إلى إعادة العلاقات الثنائية بين البلدين، والبحث في كثير من الملفات الشائكة والعالقة على رأسها ملف الإرهاب، واستقبال الساحة السورية لآلاف من الشباب التونسيين المنضوين في صفوف التنظيمات الإرهابية. وأوردت مختلف وسائل الإعلام التونسي أخباراً حول الزيارة، وبقراءات عدة، من بينها التأكيد على أنها «ترجمة للتوازنات الجيوسياسية الإقليمية التي تعرفها المنطقة العربية، ومن بينها السعي نحو عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية». وكانت مؤسسة الرئاسة التونسية صورت عودة ا

المنجي السعيداني (تونس)
العالم العربي المغرب: دعوة لإسقاط مشروع قانون «اللجنة المؤقتة» لتسيير مجلس الصحافة

المغرب: دعوة لإسقاط مشروع قانون «اللجنة المؤقتة» لتسيير مجلس الصحافة

دعت «الفيدرالية المغربية لناشري الصحف بالمغرب» -أحد ممثلي ناشري الصحف في البلاد- أعضاء البرلمان بغرفتيه (مجلس النواب ومجلس المستشارين)، إلى إسقاط مشروع قانون صادقت عليه الحكومة، يقضي بإنشاء لجنة مؤقتة لتسيير «المجلس الوطني للصحافة» المنتهية ولايته، بدل إجراء انتخابات. وجاءت هذه الدعوة في وقت ينتظر فيه أن يشرع مجلس النواب في مناقشة المشروع قريباً. وذكر بيان لـ«الفيدرالية» مساء السبت، أنه تلقى «بارتياح، التصدي القوي والتلقائي لهذا المشروع من طرف الرأي العام المهني، والمجتمع المدني، وفاعلين جمعويين وسياسيين، وشخصيات مشهود لها بالنزاهة والكفاءة»، معتبراً: «إن هذا الموضوع لا يهم باستهداف منظمات مهن

«الشرق الأوسط» (الرباط)
العالم العربي باشاغا: ترشحي للرئاسة الليبية سيتحدد بعد صدور القوانين المنظمة للانتخابات

باشاغا: ترشحي للرئاسة الليبية سيتحدد بعد صدور القوانين المنظمة للانتخابات

قال فتحي باشاغا، رئيس حكومة «الاستقرار» الليبية، إنه باقٍ في منصبه «إلى أن تتفق الأطراف الليبية كافة على قوانين انتخابية يُرحب بها دولياً، والبدء في الإعلان عن مواعيد محددة للاستحقاق الانتخابي...

جاكلين زاهر (القاهرة)

غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

بعد غياب عن صنعاء دام أكثر من 18 شهراً وصل المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى العاصمة اليمنية المختطفة، الاثنين، في سياق جهوده لحض الحوثيين على السلام وإطلاق سراح الموظفين الأمميين والعاملين الإنسانيين في المنظمات الدولية والمحلية.

وجاءت الزيارة بعد أن اختتم المبعوث الأممي نقاشات في مسقط، مع مسؤولين عمانيين، وشملت محمد عبد السلام المتحدث الرسمي باسم الجماعة الحوثية وكبير مفاوضيها، أملاً في إحداث اختراق في جدار الأزمة اليمنية التي تجمدت المساعي لحلها عقب انخراط الجماعة في التصعيد الإقليمي المرتبط بالحرب في غزة ومهاجمة السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

وفي بيان صادر عن مكتب غروندبرغ، أفاد بأنه وصل إلى صنعاء عقب اجتماعاته في مسقط، في إطار جهوده المستمرة لحث الحوثيين على اتخاذ إجراءات ملموسة وجوهرية لدفع عملية السلام إلى الأمام.

وأضاف البيان أن الزيارة جزء من جهود المبعوث لدعم إطلاق سراح المعتقلين تعسفياً من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية.

صورة خلال زيارة غروندبرغ إلى صنعاء قبل أكثر من 18 شهراً (الأمم المتحدة)

وأوضح غروندبرغ أنه يخطط «لعقد سلسلة من الاجتماعات الوطنية والإقليمية في الأيام المقبلة في إطار جهود الوساطة التي يبذلها».

وكان المبعوث الأممي اختتم زيارة إلى مسقط، التقى خلالها بوكيل وزارة الخارجية وعدد من كبار المسؤولين العمانيين، وناقش معهم «الجهود المتضافرة لتعزيز السلام في اليمن».

كما التقى المتحدث باسم الحوثيين، وحضه (بحسب ما صدر عن مكتبه) على «اتخاذ إجراءات ملموسة لتمهيد الطريق لعملية سياسية»، مع تشديده على أهمية «خفض التصعيد، بما في ذلك الإفراج الفوري وغير المشروط عن المعتقلين من موظفي الأمم المتحدة والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية باعتباره أمراً ضرورياً لإظهار الالتزام بجهود السلام».

قناعة أممية

وعلى الرغم من التحديات العديدة التي يواجهها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، فإنه لا يزال متمسكاً بقناعته بأن تحقيق السلام الدائم في اليمن لا يمكن أن يتم إلا من خلال المشاركة المستمرة والمركزة في القضايا الجوهرية مثل الاقتصاد، ووقف إطلاق النار على مستوى البلاد، وعملية سياسية شاملة.

وكانت أحدث إحاطة للمبعوث أمام مجلس الأمن ركزت على اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، مع التأكيد على أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام ليس أمراً مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وأشار غروندبرغ في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

الحوثيون اعتقلوا عشرات الموظفين الأمميين والعاملين في المنظمات الدولية والمحلية بتهم التجسس (إ.ب.أ)

وقال إن العشرات بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

يشار إلى أن اليمنيين كانوا يتطلعون في آخر 2023 إلى حدوث انفراجة في مسار السلام بعد موافقة الحوثيين والحكومة الشرعية على خريطة طريق توسطت فيها السعودية وعمان، إلا أن هذه الآمال تبددت مع تصعيد الحوثيين وشن هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

ويحّمل مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الجماعة المدعومة من إيران مسؤولية تعطيل مسار السلام ويقول رئيس المجلس رشاد العليمي إنه ليس لدى الجماعة سوى «الحرب والدمار بوصفهما خياراً صفرياً».