خبراء أمميون يتعقبون جرائم «فاغنر» في دولة مالي

إعدامات ومقابر جماعية وتعذيب واغتصاب واختفاء قسري

صورة غير مؤرخة وزعها الجيش الفرنسي لأربعة من المرتزقة الروس من مجوعة فاغنر بشمال مالي (أ.ب)
صورة غير مؤرخة وزعها الجيش الفرنسي لأربعة من المرتزقة الروس من مجوعة فاغنر بشمال مالي (أ.ب)
TT

خبراء أمميون يتعقبون جرائم «فاغنر» في دولة مالي

صورة غير مؤرخة وزعها الجيش الفرنسي لأربعة من المرتزقة الروس من مجوعة فاغنر بشمال مالي (أ.ب)
صورة غير مؤرخة وزعها الجيش الفرنسي لأربعة من المرتزقة الروس من مجوعة فاغنر بشمال مالي (أ.ب)

تعقبت مجموعة من الخبراء المفوضين من الأمم المتحدة، خلال الأشهر الماضية، ما قالت إنها «جرائم حرب محتملة» تقف خلفها مجموعة «فاغنر» الروسية ووحدات من الجيش الحكومي في دولة مالي، التي تشهد منذ أكثر من عشر سنوات حربا شرسة بين مجموعات إرهابية موالية لـ«القاعدة» و«داعش»، والحكومة المركزية في باماكو.
مجموعة الخبراء دعت أمس (الثلاثاء) إلى فتح تحقيق «مستقل وفوري»، فيما قالت إنها «جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية»، يشتبه في أن القوات الحكومية ومجموعة فاغنر الروسية تورطت فيها منذ عام 2021، حسب ما تشير إليه أدلة جمعها الخبراء المستقلون المفوضون من مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة.
وقال الخبراء إنهم حصلوا على «روايات مثيرة للقلق عن إعدامات مروعة ومقابر جماعية وعمليات تعذيب واغتصاب وعنف جنسي ونهب واحتجاز تعسفي واختفاء قسري، ارتكبتها القوات المسلحة المالية وحلفاؤها في منطقة موبتي وأماكن أخرى»، وتقع موبتي وسط البلاد حيث يحتدم القتال.
وجاءت هذه الروايات في تقرير موقع من طرف مجموعة العمل حول استخدام المرتزقة، والمقررة الخاصة المعنية بحقوق الإنسان ومكافحة الإرهاب، والمقرر الخاص المعني بالتعذيب وغيره من صنوف المعاملة القاسية واللاإنسانية والمهينة، ولكن التقرير أوضح أن هؤلاء الخبراء لا يتحدثون باسم الأمم المتحدة.
وعبر الخبراء عن قلقهم «بشكل خاص حول المعلومات الموثوقة التي تفيد بأنه في نهاية مارس (آذار) 2022، وعلى مدار عدة أيام، قامت القوات المسلحة المالية مصحوبة بجنود يشتبه في أنهم من مجموعة فاغنر، بإعدام مئات الأشخاص بعد تجميعهم في مورا، وهي قرية في وسط مالي»، مشيرين إلى أن معظم الضحايا ينتمون إلى قبائل الفولاني، وهي أقلية عرقية في مالي، أغلب أفرادها من البدو الرحل.
ورغم أن دولة مالي تعاني من خطر الإرهاب، فإنها في السنوات الأخيرة، واجهت مشكلة أكبر تتمثل في الصراعات العرقية المسلحة، إذ قتل المئات في مواجهات بين قبائل «الفولاني» و«الدونزو»، وكثيرا ما يتهم الجيش الحكومي بأنه منحاز لقبائل «الدونزو» التي شكلت ميليشيات مسلحة، يراد لها أن تواجه خطر الإرهاب في وسط مالي.
ولكن الخبراء قالوا في تقريرهم: «نحن مستاؤون من الزيادة الواضحة في تكليف مجموعة فاغنر بالمهام العسكرية التقليدية في مختلف العمليات العسكرية، بما في ذلك العمليات المتعلقة بمكافحة الإرهاب، ولا سيما في نيا أورو وغوني وفاكالا»، وهي مناطق من وسط مالي.
وطلب الخبراء من سلطات مالي «توخي أقصى درجات اليقظة لمنع جميع الأفراد العاملين على أراضيها من المشاركة مباشرة في الأعمال العدائية»، مشددين على أن «استخدام المرتزقة والفاعلين المماثلين للمرتزقة والشركات العسكرية والأمنية الخاصة، لن يؤدي سوى إلى تفاقم دوامة العنف والإفلات من العقاب السائدة في البلاد».
وكانت دولة مالي قد شهدت انقلابين عسكريين؛ كان الأول في شهر أغسطس (آب) 2020، والثاني في شهر مايو (أيار) 2021، ليحكمها ضباط شباب قرروا القطيعة مع فرنسا، المستعمر السابق والحليف العسكري في الحرب على الإرهاب، والتوجه نحو روسيا لعقد صفقات سلاح وإقامة اتفاقية للتعاون العسكري، فيما انتشرت وحدات من «فاغنر» في البلد الأفريقي لمساعدة الجيش في الحرب على الإرهاب. وأثار وجود «فاغنر» قلق الدول المجاورة لدولة مالي، فيما ارتفع عدد اللاجئين الذين فروا من مناطق القتال إلى الدول المجاورة، وخاصة موريتانيا، بينما صدر تقرير عن الفيدرالية الدولية لحقوق الإنسان يتهم الجيش الحكومي في مالي بارتكاب انتهاكات ضد المدنيين، وبالتحالف مع مرتزقة فاغنر والتمييز ضد مجتمع الفولاني، وهو ما رفضته سلطات مالي.


مقالات ذات صلة

هل تتسع المواجهات بين التنظيمات المتطرفة في مالي؟

العالم هل تتسع المواجهات بين التنظيمات المتطرفة في مالي؟

هل تتسع المواجهات بين التنظيمات المتطرفة في مالي؟

وسط محاولات لإنقاذ «اتفاق سلام هش» مع جماعات مسلحة انفصالية، وتصاعد الصراع على النفوذ بين تنظيمات «إرهابية» في مالي، دعا تنظيم «داعش» جميع الجماعات المسلحة المتنافسة معه في البلاد، إلى إلقاء أسلحتها والانضمام إلى صفوفه. وهي الرسالة التي يرى خبراء أنها موجهة إلى «الجماعات المسلحة المحلية التي وقعت اتفاقية السلام لعام 2015، إضافة إلى تنظيم (القاعدة) في مالي ومنطقة الساحل»، الأمر الذي «يزيد من هشاشة الأوضاع الأمنية في البلاد، ويدفع نحو مواجهات أوسع بين التنظيمات المتطرفة».

العالم العربي عودة «النصرة» إلى الواجهة في مالي تعزز خوف الجزائر على «اتفاق السلام»

عودة «النصرة» إلى الواجهة في مالي تعزز خوف الجزائر على «اتفاق السلام»

بينما تبنى تنظيم تابع لـ«القاعدة» في مالي اغتيال مسؤول بارز في البلاد، كثَفت الجزائر لقاءاتها مع الأطراف السياسية الداخلية لإنقاذ «اتفاق السلم»، الذي ترعاه منذ التوقيع عليه فوق أرضها عام 2015، من الانهيار، وتفادي إحداث فراغ بالمنطقة يتيح للجماعات المسلحة الانتشار من جديد. وأعلنت جماعة «نصرة الإسلام والمسلمين»، التي تتبع لـ«القاعدة» في مالي، مقتل عمر تراوري، مدير ديوان الرئيس الانتقالي، العقيد عاصمي غويتا، وثلاثة جنود وأسر اثنين آخرين من الجيش المالي.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
العالم تحطم مروحية عسكرية بحي سكني في باماكو

تحطم مروحية عسكرية بحي سكني في باماكو

تحطمت مروحية عسكرية، السبت، في حي سكني بعاصمة مالي، باماكو، أثناء عودتها من عملية لمكافحة المتشددين، بحسب ما أفادت القوات المسلحة ومصادر. وسقط عشرات الضحايا بتفجير انتحاري ثلاثي في وسط البلاد. وجاء حادث المروحية إثر تعرض مهمة إمداد للجيش لهجوم في وقت سابق في شمال البلاد المضطرب. وقالت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة في بيان: «نحو الساعة الواحدة وعشر دقائق بعد الظهر، تحطمت مروحية هجومية تابعة للقوات المسلحة المالية في منطقة سكنية في باماكو أثناء عودتها من مهمة عملانية».

«الشرق الأوسط» (باماكو)
العالم جماعة تابعة لـ«القاعدة» تتبنّى اغتيال مدير مكتب رئيس مالي

جماعة تابعة لـ«القاعدة» تتبنّى اغتيال مدير مكتب رئيس مالي

تبنَّت جماعة «نصرة الإسلام والمسلمين» التابعة لتنظيم «القاعدة الإرهابي»، هجوماً قرب الحدود الموريتانية، أدى إلى مقتل عمر تراوري مدير ديوان رئيس المجلس العسكري الحاكم الانتقالي مع 3 من مرافقيه، إضافة إلى مسؤوليتها عن هجوم في كمين آخر نفذته (الأربعاء) الماضي أسفر عن مقتل 7 جنود ماليين. وأفادت الرئاسة المالية (الخميس) بأن عمر تراوري مدير ديوان الرئيس الانتقالي العقيد عاصمي غويتا، هو أحد القتلى الأربعة الذين سقطوا في هجوم استهدفهم (الثلاثاء) بالقرب من بلدة نارا. وأعلنت جماعة «نصرة الإسلام والمسلمين» أنها شنَّت هجوماً آخر (الأربعاء) أسفر عن مقتل 7 جنود في مكمن بين سوكولو وفرابوغو (وسط مالي)، فيما ق

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
العالم العربي الجزائر تخشى انهيار «اتفاق السلام» في مالي

الجزائر تخشى انهيار «اتفاق السلام» في مالي

بعد اغتيال مسؤول بارز في مالي على يد تنظيم متشدد، تكثّف الجزائر لقاءاتها مع الأطراف السياسية الداخلية في البلد الأفريقي لإنقاذ «اتفاق السلم» - الموقّع في 2015 - من الانهيار، وتفادي إحداث فراغ في المنطقة قد يتيح للجماعات المسلحة الانتشار من جديد. وأعلنت جماعة «نصرة الإسلام والمسلمين» التابعة لتنظيم «القاعدة» في مالي، اغتيال عمر تراوري مدير ديوان الرئيس الانتقالي العقيد عاصمي غويتا و3 جنود، إضافة إلى أسْر اثنين آخرين من الجيش. وذكرت الجماعة في بيان أنها نصبت «مكمناً للجيش بين نارا وغيري، الثلاثاء الماضي، وقتلت مدير الديوان و3 جنود وأسَرَت اثنين، واستحوذت على أسلحة، فيما أصيب عنصر من الجماعة»، وت

«الشرق الأوسط» (الجزائر)

أميركا تفرض قيوداً على شركتين صينيتين لأسباب تتعلق بحقوق الأويغور

الولايات المتحدة تضيف شركتين صينيتين إلى إحدى قوائم القيود التجارية (إ.ب.أ)
الولايات المتحدة تضيف شركتين صينيتين إلى إحدى قوائم القيود التجارية (إ.ب.أ)
TT

أميركا تفرض قيوداً على شركتين صينيتين لأسباب تتعلق بحقوق الأويغور

الولايات المتحدة تضيف شركتين صينيتين إلى إحدى قوائم القيود التجارية (إ.ب.أ)
الولايات المتحدة تضيف شركتين صينيتين إلى إحدى قوائم القيود التجارية (إ.ب.أ)

أضافت الولايات المتحدة شركتين صينيتين إلى إحدى قوائم القيود التجارية، اليوم (الثلاثاء)، بسبب مزاعم تمكينهما ارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان، مع مواصلة الرئيس الأميركي جو بايدن الضغط على بكين في الأيام الأخيرة من إدارته.

ووفقاً لـ«رويترز»، ذكرت وزارة التجارة، التي تشرف على سياسة التصدير، في وثيقة، أنها أدرجت شركة «تشوجانغ يونيفيو تكنولوجيز» إلى قائمة الكيانات «لأنها تمكن انتهاكات حقوق الإنسان، بما في ذلك عن طريق المراقبة باستخدام التقنية العالية التي تستهدف عامة السكان والأويغور وأفراد الأقليات العرقية والدينية الأخرى».

وأُضيفت شركة «بكين تشونجدون سكيوريتي تكنولوجيز غروب» الصينية المحدودة إلى القائمة لبيعها منتجات «تمكن مؤسسة الأمن العام الصينية من ارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان».

ولم ترد شركة «يونيفيو» بعد على طلب للتعليق. ولم يتسنَّ الوصول إلى شركة «بكين تشونجدون سيكيوريتي» من أجل التعليق.

وتستخدم الولايات المتحدة منذ سنوات قليلة ماضية قائمة الكيانات لمعاقبة الشركات الصينية التي تتهمها بالمساعدة في قمع الصين للأويغور وغيرهم من الأقليات، بما في ذلك شركة المراقبة بالفيديو الصينية «هيكفيجن» في 2019.

وتجبر إضافة أي شركة إلى قائمة الكيانات الموردين الأميركيين للشركة المستهدفة على استصدار ترخيص يصعب الحصول عليه قبل الشحن إلى تلك الشركات. وأُضيفت 6 كيانات أخرى في روسيا وميانمار اليوم أيضاً.