مصادر أمنية: القوات المشتركة تشتبك مع «داعش» في جامعة الأنبار بالرمادي

اقتحام الفلوجة مرهون باكتمال تطهير القرى المحيطة بها

مصادر أمنية: القوات المشتركة تشتبك مع «داعش» في جامعة الأنبار بالرمادي
TT

مصادر أمنية: القوات المشتركة تشتبك مع «داعش» في جامعة الأنبار بالرمادي

مصادر أمنية: القوات المشتركة تشتبك مع «داعش» في جامعة الأنبار بالرمادي

أفاد مصدر أمني في محافظة الأنبار بأن القوات الأمنية بدأت، أمس، عملية عسكرية لتحرير جامعة الأنبار (10 كلم غرب الرمادي) من سيطرة تنظيم داعش.
وقال المصدر في حديث لـ«الشرق الأوسط» إن «قوة من مكافحة الإرهاب مسنودة بطيران الجيش العراقي، بدأت عملية عسكرية لتحرير جامعة الأنبار وتشتبك حاليًا مع مسلحي التنظيم الموجودين داخل أسوار الجامعة ويحتجزون فيها المئات من المعتقلين من أهالي مدن الأنبار». وأضاف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن «تلك القوات تتقدم وبدأت بالدخول إلى مجمع الجامعة وهناك اشتباكات مع عناصر التنظيم».
في غضون ذلك، نفذ طيران التحالف الدولي خمس غارات استهدفت مواقع لتنظيم داعش في منطقة «الطاش» جنوب الرمادي، مما أسفر عن مقتل خمسة مسلحين. وذكرت خلية «الإعلام الحربى» لقيادة العمليات المشتركة أن الضربات الجوية للتحالف أدت إلى تدمير موقعين لـ(داعش) ونفق كان يستخدمه عناصر التنظيم وقتل من كان بداخله».
من ناحية ثانية، أعلن مجلس قضاء الخالدية (23 كلم شرق الرمادي)، أن وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي عقد اجتماعًا مع المجلس وناقش معه الواقع الأمني وسير المعارك ضد تنظيم داعش. وقال رئيس المجلس، علي داود، لـ«الشرق الأوسط» إن «اجتماعًا عقد في القضاء، ضم وزير الدفاع خالد العبيدي وأعضاء المجلس، تمت فيه مناقشة الواقع الأمني وسير المعارك ضد تنظيم داعش ودعم المقاتلين المتطوعين من أبناء العشائر في الأنبار ومشاركتهم في عمليات التحرير وعملية مسك الأرض بعد التحرير». وأضاف داود أن «مجلس الخالدية ناقش مع وزير الدفاع الواقع الخدمي في المدينة واحتياجات أهلها والنازحين إليها من مناطق مختلفة من مدن الأنبار، وأن المجلس طالب وزير الدفاع بإيصال رسالة إلى رئيس الوزراء حيدر العبادي تدعوه لدعم الخالدية بالمواد الغذائية والمساعدات الإنسانية والوقود والاحتياجات الضرورية اللازمة الأخرى وإرسال المساعدات بأسرع وقت ممكن».
على صعيد آخر، أعلنت قيادة الشرطة الاتحادية، مقتل 19 مسلحًا من «داعش» خلال عمليات عسكرية في قاطع الأنبار. وقال قائد الشرطة الاتحادية رائد جودت شاكر لـ«الشرق الأوسط»، إن «مغاوير الشرطة الاتحادية قتلوا 19 مسلحًا من (داعش) واعتقلوا 15 آخرين خلال عمليات عسكرية في مناطق محيطة بمدينة الفلوجة وأخرى في حصيبة الشرقية شرق مدينة الرمادي»، مشيرًا إلى «تدمير 6 آليات مفخخة والاستيلاء على ثلاث عجلات تحمل أسلحة متوسطة وثقيلة تركها مسلحو التنظيم بعد هروبهم من أمام الضربات المستمرة لقواتنا باتجاه العدو».
من جانب آخر، أكد رئيس مجلس إسناد الفلوجة، عبد الرحمن النمراوي، أن «هناك هروبًا جماعي لقيادات تنظيم داعش من الفلوجة إلى خارج العراق». وأضاف أن «مدينة الفلوجة أصبحت خالية تمامًا من قيادات التنظيم الأجنبية بعد هروب كبار القادة منهم، بالتزامن مع محاصرة القوات الأمنية المشتركة وأبناء العشائر للفلوجة تمهيدًا لاقتحامها». وعزا النمراوي السبب وراء تأخر اقتحام الفلوجة إلى «كبر حجم المساحات للقرى التي تحيط بالقضاء»، مشيرًا إلى أن «تحرير الفلوجة بات قريبًا بعد تحرير غالبية هذه القرى المحيطة بالمدينة».



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.