يواجه كل من الرئيس الأميركي الحالي جو بايدن والرئيس السابق دونالد ترمب تحقيقات بسبب احتفاظهما بوثائق سرية في مكاتبهما أو منازلهما الخاصة.
فبعد أشهر من اقتحام عملاء مكتب التحقيقات الفدرالي منزل ترمب في منتجع مالارغو في فلوريدا في يوليو (تموز) الماضي، تم الكشف عن احتفاظ بايدن بوثائق سرية في مكتبه الخاص وفي منزله بولاية ديلاوير. وترجع هذه الوثائق إلى الفترة التي كان يشغل فيها منصب نائب الرئيس الأسبق أوباما.
https://twitter.com/aawsat_News/status/1612975388904366087?s=20&t=QwNTITFflr4fgcYblkRN3g
والأسبوع الماضي، اعترف نائب الرئيس السابق مايك بنس أيضاً بأن مساعديه اكتشفوا حفنة من الوثائق السرية في منزله في ولاية إنديانا. وقد أرسلت إدارة المحفوظات والسجلات الوطنية خطاباً إلى الرؤساء ونواب الرؤساء الآخرين تطلب منهم فحص السجلات الموجودة في منازلهم أيضاً.
وخلال التحقيقات الجارية حاليا في هذا الشأن، يتساءل الكثيرون عن كيفية نقل الوثائق السرية والحساسة للبيت الأبيض وكيفية التعامل معها بعد ذلك لضمان سريتها؟
وفي هذا السياق، كشف عدد من المسؤولين السابقين والحاليين الذين عملوا في ظل الرؤساء الديمقراطيين والجمهوريين على حد سواء، لصحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية، سبل التعامل مع الوثائق الحساسة للغاية مثل الموجز اليومي للرئيس، وهو ملخص استخباراتي يتم إعداده كل صباح من قبل كبار رجال المخابرات والمحللين في البلاد.
* «متجر إنتل» التابع للمجلس الوطني للسلامة:
المواد الأكثر سرية وحساسية، مثل الموجز الاستخباراتي اليومي، عادة ما يتم إنشاؤها خارج البيت الأبيض وداخل وكالات التجسس في البلاد: وهي وكالة المخابرات المركزية، ووكالة استخبارات الدفاع، ووكالة الأمن القومي.
وعندما تكون جاهزة للتسليم إلى الرئيس أو نائب الرئيس أو أي مسؤول كبير آخر في البيت الأبيض، يتم إرسالها عادةً من خلال نظام البريد الإلكتروني السري للحكومة إلى مكتب داخل المجلس الوطني للسلامة يسمى «متجر إنتل».
ويقع هذا المكتب في مبنى المكتب التنفيذي لرئيس الولايات المتحدة، بجوار البيت الأبيض ويديره حفنة من ضباط المخابرات السابقين وغيرهم من ذوي الخبرة في حراسة أسرار الأمة.
وباستخدام طابعات خاصة متصلة بنظام بريد إلكتروني سري مصنف، يقوم متجر إنتل بطباعة المستندات وتجميعها في ملف، وفقاً لأشخاص مطلعين على العملية.
وبمجرد أن يصبح الملف جاهزاً، يأتي أحد مسؤولي البيت الأبيض لتسلمه حيث يضعه في حقيبة مغلقة بقفل، قبل تقديمه للرئيس أو نائب الرئيس.
بعد ذلك، يسجل موظفو «متجر إنتل» على أجهزة الكومبيوتر الخاصة بهم اسم الملف وهوية الشخص الذي تسلمه ووقت تسلمه.
وبعد انتهاء الرئيس من قراءة الموجز الاستخباراتي، من المفترض أن يحزم المساعد الملف في الحقيبة المغلقة ويعيده إلى متجر إنتل، حيث يتم تسجيل عودته - وفي معظم الحالات - توضع المستندات في أكياس يتم حرقها لاحقاً، وفقاً للعديد من الأشخاص المطلعين على العملية.
ومع ذلك، في بعض الحالات، يختار الرئيس أو نائب الرئيس الاحتفاظ بالوثائق لأيام أو حتى أسابيع. وفي هذه الحالات، من المفترض أن يتتبع مسؤولو متجر المعلومات المستندات المعلقة وأن يظلوا على اتصال بالشخص الذي تسلم المواد حتى يمكن إعادتها والتخلص منها في النهاية.
وقال مسؤول سابق إنه إذا تم الكشف عن أن هذا النوع من المعلومات (الموجز اليومي) كان جزءاً من الوثائق التي تم العثور عليها في منازل بايدن أو ترمب أو بنس، فسيكون ذلك انتهاكاً لقواعد التعامل مع المعلومات السرية.
وقال المسؤول إن ذلك سيعني إما أن الموظفين في «متجر إنتل» فشلوا في أداء واجبهم لتتبع الوثائق أو أن شخصاً ما احتفظ بها عمداً بطريقة غير مصرح بها.
*الوثائق التي تتم مناقشتها في الاجتماعات:
غالبا ما تحتوي الوثائق السرية التي تتم مناقشتها في اجتماعات البيت الأبيض على معلومات دبلوماسية أو عسكرية، أو مناقشات حساسة حول إنفاذ القانون، ستكون ضارة إذا تم تسريبها، وفقاً لمسؤولين سابقين بالبيت الأبيض.
ويتمتع العديد من مسؤولي البيت الأبيض بتصريح للتعامل مع هذه المواد السرية، مع إمكانية الوصول إلى شبكة الكومبيوتر الحكومية السرية المتصلة بوكالات الاستخبارات.
ويتم توزيع الوثائق السرية بشكل روتيني على الحضور قبل الاجتماع في غرفة العمليات أو أحد المكاتب الآمنة في الجناح الغربي للبيت الأبيض أو مبنى المكتب التنفيذي للرئيس.
وأثناء الاجتماع، يتم تصنيف أي ملاحظات يتم قولها وكتابتها على المستندات على أنها «سرية» أيضاً، حيث ينبغي الحفاظ عليها وتأمينها.
لكن المسؤولين قالوا إن معظم المعلومات التي تتم مناقشتها وتداولها في مثل هذه الاجتماعات كل يوم لا يديرها متجر المعلومات، ولا يتم ترقيم المستندات أو تعقبها. وبينما يفترض أن يوضع معظمها في أكياس كبيرة لفرمها وتمزيقها، فإن هذا الأمر لا يحدث في كثير من الحالات.
فقد قال العديد من الأشخاص الذين سبق أن شاركوا في مثل هذه الاجتماعات إن المسؤولين كثيراً ما يأخذون هذه الوثائق إلى مكاتبهم، مما يسهل عليهم إعادة النظر في المعلومات.
*التعامل مع الوثائق خلال عطلة نهاية الأسبوع:
يسافر معظم الرؤساء بشكل متكرر في عطلات نهاية الأسبوع.
فقد أمضى ترمب العديد من أيام السبت والأحد خلال فترة رئاسته في منتجع مارالاغو في فلوريدا أو في منزله في بيدمينستر بنيوجيرسي.
وأمضى الرئيس الأسبق جورج دبليو بوش الكثير من عطلات نهاية الأسبوع في مزرعته في كراوفورد بتكساس.
وغالباً ما كان رونالد ريغان يدير الكثير من الأعمال الرئاسية في منزله في جنوب كاليفورنيا خلال العطلة الأسبوعية.
لكن القليل منهم فعل ذلك بانتظام شديد مثل بايدن.
فخلال معظم العقود الخمسة الماضية، وأثناء عمله أولاً كعضو في مجلس الشيوخ، ثم كنائب للرئيس، والآن كرئيس، اعتاد بايدن على مغادرة واشنطن أيام الجمع متوجهاً إلى ويلمنغتون بولاية ديلاوير، قبل أن يعود للعاصمة مجددا يوم الأحد أو الاثنين.
ويرافق مساعدو الأمن القومي والعسكريون بايدن إلى ويلمنغتون كلما ذهب إلى هناك، ليكونوا متاحين لتقديم أي إحاطة له إذا لزم الأمر.
ويبدو أن هذا هو سبب تواجد الوثائق السرية في منزل الرئيس الحالي في ديلاوير.
وبينما تعهد محامو بايدن بأن يكونوا أكثر تعاوناً بكثير من محامي ترمب في هذا الشأن، إلا أنهم لم يقدموا حتى الآن سوى القليل من المعلومات حول الوثائق وكيف وصلوا إليها.
ويصر مسؤولو البيت الأبيض على أن الوثائق التي تم اكتشافها في منزل بايدن تركت هناك عن غير قصد ودون علم الرئيس.
يأتي ذلك بعد أن قال الرئيس الحالي في تصريح لأحد المراسلين الصحافيين في شهر أغسطس (آب) الماضي، إنه يُسمح أحيانا للرئيس بأخذ وثائق حساسة معه إلى منزله، وذلك حسب «الظروف» وحسب طبيعة هذه الوثائق.
وأضاف أن «بروتوكولات التعامل مع المعلومات الحساسة تعتمد على نوع الوثيقة ومدى أمان المنطقة التي تتم قراءتها فيها».
كيف يتعامل البيت الأبيض مع الوثائق السرية؟
كيف يتعامل البيت الأبيض مع الوثائق السرية؟
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة