تلقت إيران عبر قطر رسائل من دول مشاركة في مفاوضات الملف النووي المتوقفة، وفق ما أعلن وزير خارجيتها حسين أمير عبداللهيان الأحد أثناء استقباله نظيره القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في طهران.
وقال عبداللهيان خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره القطري: «تسلمنا عبر وزير خارجية قطر الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني رسائل من جانب أطراف الاتفاق النووي».
لم يورد المسؤول الإيراني أي تفاصيل عن مضمون الرسائل، لكنه رحب بالجهود التي تبذلها الدوحة لإحياء المفاوضات النووية المتوقفة منذ أشهر. وأضاف: «تحاول قطر إعادة جميع الأطراف في الاتفاق النووي إلى التزاماتها» حسبما أوردت وكالة الصحافة الفرنسية. بدوره قال الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني: «نسعى دوماً إلى خلق بيئة ملائمة لعقد جولات تفاوض إضافية بشأن الاتفاق النووي». موضحاً أن الرسائل الأميركية إلى إيران، مرتبطة بالاتفاق النووي، ولكن قد لا تتعلق مباشرة بهذه المسألة.
ولم يكشف أي من الوزيرين تفاصيل الرسالة الأميركية، وما سيترتب عليها.
وكتب آل ثاني على تويتر أمس: «التقيت وزير خارجية الجمهورية الإسلامية في إيران، في طهران اليوم، حيث ناقشنا سبل تطوير العلاقات الثنائية، وآخر مستجدات ملف الاتفاق النووي». وأضاف: «تتطلع دولة قطر للعمل على تعزيز الجهود المشتركة التي تترك أثراً إيجابياً في المجتمع والمنطقة».
وخلال المؤتمر الصحافي قال عبداللهيان: «تجاوزنا مرحلة الحوار مع دول الجوار، وعلينا الدخول في الخطوة التالية المتمثلة في التعاون المستدام»، متهماً الولايات المتحدة وحلفاءها بـ«ممارسة الإرهاب الاقتصادي ضد إيران»، حسب تعبيره.
وقال عبداللهيان: «نشكر قطر على جهودها في مجال رفع العقوبات، وسعيها لإعادة جميع أطراف خطة العمل المشتركة الشاملة (الاتفاق النووي) إلى التزاماتها، واليوم تلقينا رسائل من الأطراف المقابلة عبر وزير خارجية قطر. نشكر قطر على حسن نيتها لإيصال جميع الأطراف إلى المراحل النهائية للاتفاق».
وسبق أن قامت الدوحة بجهود لتقريب وجهات النظر بين إيران والولايات المتحدة حول قضايا أبرزها الاتفاق النووي.
من جهة أخرى، تطرق آل ثاني إلى الأهمية التي توليها الدوحة من أجل تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري مع إيران، وقال: «تربطنا بالجمهورية الإيرانية مشتركات عديدة من أبرزها الدين والثقافة»، مشدداً على أهمية تعزيز الأمن الإقليمي وضرورة خفض التصعيد في المنطقة، وصرح: «نتطلع دوماً إلى تعزيز علاقاتنا مع كل دول الإقليم».
بدأت إيران والقوى الكبرى محادثات في نيسان (أبريل) 2021 في فيينا بهدف إحياء الاتفاق حول البرنامج النووي الإيراني المبرم عام 2015 بعد انسحاب الولايات المتحدة أحادياً منه عام 2018، لكن النقاشات لم تحرز أي تقدم ملموس. ويضمن الاتفاق الطابع المدني للبرنامج النووي لإيران المتهمة بالسعي لتطوير سلاح ذري رغم نفيها ذلك.
على صعيد متصل، أعلن رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل غروسي الثلاثاء أنه يعتزم زيارة إيران في فبراير (شباط) لإجراء مباحثات «أساسية» تهدف إلى حمل هذا البلد على استئناف التعاون حول أنشطته النووية.
وأشار غروسي إلى «الجمود الكبير، الكبير جداً» في تلك المفاوضات، وقال إنّ تراجع إيران عن الاتفاق، بما في ذلك فصلها 27 كاميرا تابعة للوكالة الدولية للطاقة الذرية تراقب مواقعها النووية المعلنة، يعني أن الوكالة الدولية لم تعد تراقب بشكل فعّال برنامج طهران النووي.
وأكّد أنّ الوكالة لم تعد قادرة على مراقبة ما يجري «منذ عام على الأقل»، معرباً عن أمله في «إحراز بعض التقدم» في استعادة التعاون الإيراني مع وكالته خلال زيارته.
وقال رافايل غروسي للنواب الأوروبيين في حديثه عن أنشطة إيران النووية الأخيرة، بما في ذلك تخصيب اليورانيوم إلى مستوى أعلى مما حدّدته خطة العمل الشاملة المشتركة: «هذا المسار ليس جيداً بالتأكيد».
وأضاف: «لقد جمعوا ما يكفي من المواد النووية لصنع عدد من الأسلحة النووية - وليس سلاحاً واحداً في هذه المرحلة»، مشيراً إلى أن لدى الجمهورية الإسلامية اليوم 70 كيلوغراماً من اليورانيوم المخصب بدرجة نقاء 60 في المائة و1000 كيلوغرام بدرجة نقاء 20 في المائة.
إيران تلقت عبر قطر رسائل من دول مشاركة في المفاوضات النووية
إيران تلقت عبر قطر رسائل من دول مشاركة في المفاوضات النووية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة