لماذا يهاجم باسيل قائد الجيش اللبناني؟

العماد جوزيف عون (غيتي)
العماد جوزيف عون (غيتي)
TT

لماذا يهاجم باسيل قائد الجيش اللبناني؟

العماد جوزيف عون (غيتي)
العماد جوزيف عون (غيتي)

لا يتعب رئيس «التيار الوطني الحرّ» النائب اللبناني جبران باسيل من محاولات تطويق الشخصيات المارونية المرشحة جدياً لرئاسة الجمهورية، وأبرزها قائد الجيش العماد جوزيف عون، إذ شكّل هجومه أمس (الأحد) عليه التفافاً واضحاً على الاتصالات واللقاءات الهادفة إلى إيجاد مساحة مشتركة بين بعض الكتل النيابية والأحزاب، ومنها الاجتماع الأخير الذي جمع رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط مع وفد من «حزب الله» خصص للبحث في الملفّ الرئاسي وطرح أسماء جديدة قابلة للتوافق في مقدمها اسم العماد عون الذي يواجه رفضاً شديداً من باسيل وفريقه.
وشنّ باسيل، خلال مؤتمر صحافي، هجوماً عنيفاً على قائد الجيش، واتهمه بأنه «يخالف قوانين الدفاع والمحاسبة العمومية، ويأخذ بالقوّة صلاحيات وزير الدفاع (موريس سليم)، ويتصرّف على هواه بالملايين بصندوق للأموال الخاصة وبممتلكات الجيش».
حملة باسيل على قائد الجيش، أتت بعد أيام قليلة على حديث صحافي لوزير الدفاع موريس سليم هاجم فيه العماد جوزيف عون، وأكد فيه أنه بـ«صدد طرح إقالته على مجلس الوزراء»، علماً بأن وزير الدفاع عاد وتراجع عن هذا الكلام بعد ثلاثة أيام إثر زيارته للبطريرك الماروني بشارة الراعي في بكركي.
لكنّ رئيس «لقاء سيدة الجبل» النائب السابق فارس سعيد اعتبر أن هذا الهجوم «يندرج ضمن صراع الديوك الموارنة على رئاسة الجمهورية». وشدد في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، على أن «هجوم باسيل غير مبرر على شخص عيّنه الرئيس السابق ميشال عون على رأس المؤسسة العسكرية، وكان ضمن فريقه»، واضعاً الأمر «في سياق خصومة باسيل للعماد جوزيف عون في رئاسة الجمهورية». وسخر سعيد مما سماها «مزاعم باسيل وحرصه على الجيش وعلى القوانين والشفافية، لأن ممارساته في السلطة أفقدته الأهلية لتسويق شعارات الحرص على المؤسسات».
ولفت سعيد إلى أن باسيل «يستكمل اليوم الهجوم الممنهج للرئيس السابق ميشال عون على ثلاث شخصيات مارونية، هي حاكم مصرف لبنان رياض سلامة وقائد الجيش جوزيف عون ورئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي سهيل عبّود، وأراد بذلك أن يحمّل مسؤولية الانهيار المالي والاقتصادي لحاكم مصرف لبنان والانهيار القضائي لرئيس مجلس القضاء، والانهيار الأمني لاحقاً - إذا وقع لا سمح الله - لقائد الجيش». ورأى سعيد، المعروف بمعارضته الشديدة لعهد الرئيس السابق ميشال عون، أن «كلام باسيل لا تأثير له في وجدان المسيحيين، ولا ينتقص من قيمة قائد الجيش، لأن قيادة الجيش بالنسبة للمسيحيين قد تكون أكثر أهمية من رئاسة الجمهورية، وإذا تهجّمت عليها شخصية مثل باسيل لا يعني أنها أثرت بالمسيحيين أو بدّلت في قناعاتهم».
ويأتي الموقف التصعيدي لباسيل، عشية زيارة مرتقبة لكتلة «اللقاء الديمقراطي» برئاسة النائب تيمور وليد جنبلاط إلى الصرح البطريركي في بكركي للقاء البطريرك الراعي، ووضعه في أجواء لقاء قيادتي «الاشتراكي» و«حزب الله». ورأى الخبير في الشؤون السياسية والأمنية العميد المتقاعد خالد حمادة أن باسيل «يفتح النار على جميع المرشحين لرئاسة الجمهورية ومن بينهم قائد الجيش».
وأكد في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن الجيش «حالة قائمة بذاتها وهي موضع احترام وتأييد جميع اللبنانيين أياً كان قائد هذه المؤسسة». ولفت حمادة إلى أن رئيس التيار الحرّ «وضع في الصورة التي خلفه (خلال المؤتمر الصحافي) كلمة (وحدنا)، أي أنه متروك لوحده في المعركة الرئاسية، ويحاول أن يتلمّس عطفاً من (رئيس حزب القوات اللبنانية سمير) جعجع، تحت ذريعة التحذير من استفراد المسيحيين في استحقاق رئاسة الجمهورية، لكنّ ذلك لن يغيّر في قناعات جعجع وغالبية الأطراف المسيحية التي حاربها باسيل لسنوات طويلة».
من جهته، رفض عضو المجلس السياسي في «التيار الوطني الحرّ» وليد الأشقر ربط كلام باسيل عن قائد الجيش بالمعركة الرئاسية، ولفت إلى أن رئيس التيار «ليس مرشحاً حتى الآن لرئاسة الجمهورية، بدليل أنه يطرح مجموعة أسماء للتوافق على أي منها، إلّا إذا حصلت تطورات استدعت ترشيح نفسه كما أوضح في مؤتمره الصحافي».
وأكد الأشقر لـ«الشرق الأوسط»، أن «هناك مشكلة في إدارة قائد الجيش لجهة الاستئثار في إدارة الأموال والتعيينات في المؤسسة العسكرية التي تتخطى صلاحياته، وتشكل تعدياً على صلاحيات وزير الدفاع»، مشيراً إلى أن «إدارة الملفّ المالي والإداري تعود لوزير الدفاع وليس لقائد الجيش، وهذا ما ننبّه إليه دائماً من أجل الحفاظ على الجيش ووحدته ودوره».


مقالات ذات صلة

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

المشرق العربي رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

تُوفّي الموسيقار اللبناني إيلي شويري، عن 84 عاماً، الأربعاء، بعد تعرُّضه لأزمة صحية، نُقل على أثرها إلى المستشفى، حيث فارق الحياة. وأكدت ابنته كارول، لـ«الشرق الأوسط»، أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، قبل أن تعلم به العائلة، وأنها كانت معه لحظة فارق الحياة.

المشرق العربي القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

وجّه المجلس التأديبي للقضاة في لبنان ضربة قوية للمدعية العامة في جبل لبنان القاضية غادة عون، عبر القرار الذي أصدره وقضى بطردها من القضاء، بناء على «مخالفات ارتكبتها في إطار ممارستها لمهمتها القضائية والتمرّد على قرارات رؤسائها والمرجعيات القضائية، وعدم الامتثال للتنبيهات التي وجّهت إليها». القرار التأديبي صدر بإجماع أعضاء المجلس الذي يرأسه رئيس محكمة التمييز الجزائية القاضي جمال الحجار، وجاء نتيجة جلسات محاكمة خضعت إليها القاضية عون، بناء على توصية صدرت عن التفتيش القضائي، واستناداً إلى دعاوى قدمها متضررون من إجراءات اتخذتها بمعرض تحقيقها في ملفات عالقة أمامها، ومخالفتها لتعليمات صادرة عن مرجع

يوسف دياب (بيروت)
المشرق العربي جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

رأى رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع أن فرص انتخاب مرشح قوى 8 آذار، رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، «باتت معدومة»، مشيراً إلى أن الرهان على الوقت «لن ينفع، وسيفاقم الأزمة ويؤخر الإصلاح». ويأتي موقف جعجع في ظل فراغ رئاسي يمتد منذ 31 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، حيث فشل البرلمان بانتخاب رئيس، وحالت الخلافات السياسية دون الاتفاق على شخصية واحدة يتم تأمين النصاب القانوني في مجلس النواب لانتخابها، أي بحضور 86 نائباً في دورة الانتخاب الثانية، في حال فشل ثلثا أعضاء المجلس (86 نائباً من أصل 128) في انتخابه بالدورة الأولى. وتدعم قوى 8 آذار، وصول فرنجية إلى الرئاسة، فيما تعارض القوى المسيحية الأكثر

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

جدد سفير المملكة العربية السعودية لدى لبنان، وليد بخاري، تأكيد موقف المملكة من الاستحقاق الرئاسي اللبناني بوصفه «شأناً سياسياً داخلياً لبنانياً»، حسبما أعلن المتحدث باسم البطريركية المارونية في لبنان بعد لقاء بخاري بالبطريرك الماروني بشارة الراعي، بدأ فيه السفير السعودي اليوم الثاني من جولته على قيادات دينية وسياسية لبنانية. وفي حين غادر السفير بخاري بكركي من دون الإدلاء بأي تصريح، أكد المسؤول الإعلامي في الصرح البطريركي وليد غياض، أن بخاري نقل إلى الراعي تحيات المملكة وأثنى على دوره، مثمناً المبادرات التي قام ويقوم بها في موضوع الاستحقاق الرئاسي في سبيل التوصل إلى توافق ويضع حداً للفراغ الرئا

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

تأتي جولة سفيرة الولايات المتحدة الأميركية لدى لبنان دوروثي شيا على المرجعيات الروحية والسياسية اللبنانية في سياق سؤالها عن الخطوات المطلوبة لتفادي الشغور في حاكمية مصرف لبنان بانتهاء ولاية رياض سلامة في مطلع يوليو (تموز) المقبل في حال تعذّر على المجلس النيابي انتخاب رئيس للجمهورية قبل هذا التاريخ. وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر نيابية ووزارية أن تحرك السفيرة الأميركية، وإن كان يبقى تحت سقف حث النواب على انتخاب رئيس للجمهورية لما للشغور الرئاسي من ارتدادات سلبية تدفع باتجاه تدحرج لبنان من سيئ إلى أسوأ، فإن الوجه الآخر لتحركها يكمن في استباق تمدد هذا الشغور نحو حاكمية مصرف لبنان في حال استحال عل

محمد شقير (بيروت)

ضربات إسرائيلية تستهدف جسوراً عدة بحمص السورية

صورة التُقطت من الجانب السوري للحدود مع لبنان تُظهر آثار غارة إسرائيلية على معبر جوسية الحدودي مع القصير بمحافظة حمص 25 أكتوبر 2024 (أ.ف.ب)
صورة التُقطت من الجانب السوري للحدود مع لبنان تُظهر آثار غارة إسرائيلية على معبر جوسية الحدودي مع القصير بمحافظة حمص 25 أكتوبر 2024 (أ.ف.ب)
TT

ضربات إسرائيلية تستهدف جسوراً عدة بحمص السورية

صورة التُقطت من الجانب السوري للحدود مع لبنان تُظهر آثار غارة إسرائيلية على معبر جوسية الحدودي مع القصير بمحافظة حمص 25 أكتوبر 2024 (أ.ف.ب)
صورة التُقطت من الجانب السوري للحدود مع لبنان تُظهر آثار غارة إسرائيلية على معبر جوسية الحدودي مع القصير بمحافظة حمص 25 أكتوبر 2024 (أ.ف.ب)

أفادت وسائل إعلام رسمية سورية بأن هجوماً إسرائيلياً، اليوم (الاثنين)، أدى إلى إصابة شخصين وألحق أضراراً بجسور عدة في القصير بريف حمص بالقرب من الحدود مع لبنان.

وسُمع دوي انفجارات، في وقت سابق، في بلدة القصير وحولها في محافظة حمص بسوريا، وقالت السلطات إنها تجري تحقيقات.

وأكد الجيش الإسرائيلي، في وقت سابق اليوم، تنفيذ سلسلة غارات استهدفت ما وصفها بأنها طرق تهريب أسلحة إيرانية عبر سوريا إلى «حزب الله» في لبنان، مضيفاً أن العمليات عطلت إمدادات الأسلحة عبر الأراضي السورية. ودأبت إسرائيل على استهداف مواقع في سوريا يُعتقد أنها مرتبطة بإيران، كما كثّفت ضرباتها منذ هجوم حركة «حماس» على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتقول إسرائيل إن تلك العمليات جزء من حملة واسعة للحد من نفوذ إيران وحليفتها جماعة «حزب الله» في المنطقة.