أجرى رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان عبد الفتاح البرهان، ورئيس الفترة الانتقالية في تشاد محمد إدريس ديبي، في العاصمة أنجمينا، أمس الأحد، مباحثات ثنائية مشتركة سيطرت عليها تطورات الأزمة في ليبيا وأفريقيا الوسطى.
ورافق البرهان، خلال زيارته إلى تشاد، وزير الخارجية المكلف علي الصادق، ومدير جهاز المخابرات العامة الفريق إبراهيم علي مفضل، ورئيس هيئة الاستخبارات العسكرية اللواء ركن محمد علي أحمد صبير.
وأعرب البرهان وديبي، في بيان مشترك، تلاه وزيرا خارجية البلدين عقب الزيارة التي استغرقت يوماً واحداً، عن قلقهما من «خطر زعزعة الاستقرار والأوضاع الأمنية في ليبيا على دول الجوار». وذكر البيان أن «الرئيسين عبّرا عن قلق عميق من استمرار الجماعات الإرهابية في منطقة الساحل وانتشارها في القارة الأفريقية». وشدد الرئيسان على «أهمية تعزيز القدرة العملياتية للقوات التشادية السودانية المشتركة، لمواجهة التحديات الأمنية التي تزداد توتراً في المنطقة الحدودية للبلدين من خلال إقامة علاقات مباشرة ومستمرة بين الجهات المختلفة المعنية في الدفاع والأمن وحماية اللاجئين والنازحين».
واتفق الجانبان السوداني والتشادي على «تبادل المعلومات والاستخبارات بين أجهزة الأمن في البلدين، واتخاذ إجراءات قوية ومتسقة لاحتواء الهجرة غير النظامية وتهريب الأسلحة».
ووفقاً للبيان، تطرّق الرئيسان إلى التوترات الأمنية على الحدود المشتركة بين البلدين، وقررا عقد المنتدى عبر الحدود حول الأمن والتنمية قبل نهاية العام الحالي في مدينة أبشي التشادية. وأكد البرهان وديبي، في البيان الرئاسي المشترك، «تفعيل القوة الثلاثية المشتركة بين السودان وتشاد وأفريقيا الوسطى لمكافحة انعدام الأمن على الحدود المشتركة للدول الثلاث».
وقال إعلام مجلس السيادة السوداني، في بيان صحافي، إن البرهان وديبي اتفقا، خلال المحادثات المشتركة، على مساعدة الأطراف في ليبيا للوصول إلى سلام، والتنسيق المشترك بين الأجهزة المختصة حول الأوضاع في أفريقيا الوسطى بما يحقق الأمن والاستقرار في الإقليم.
وأكد البرهان حرص بلاده على التنسيق مع تشاد في القضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك، داعياً إلى تطوير تجربة القوات المشتركة التشادية وتبادل الدعم فيما يتعلق بتطورات الأوضاع في ليبيا وأفريقيا الوسطى وجنوب السودان. وأبدى استعداد السودان الكامل للتعاون مع تشاد لمكافحة التطرف الديني والتنظيمات الإرهابية وتهريب البشر والهجرة غير الشرعية.
وبحث البرهان وديبي الأوضاع الأمنية في الحدود المشتركة بين البلدين، وأبديا قلقهما من تكاثر النزاعات بين المجتمعات، والتي تسببت في الكثير من الخسائر في الأرواح. وهنّأ البرهان ديبي على نجاح الحوار التشادي، والذي أعقبه تشكيل الحكومة وتكوين مؤسسات الانتقال، مؤكداً دعم السودان للاستقرار السياسي ومُخرجات الحوار الوطني والتوافق الذي جرى بين الفُرقاء التشاديين.
بدوره أكد ديبي التزام بلاده ضامناً لاتفاقية جوبا للسلام بين الحكومة السودانية والحركات المسلَّحة في أكتوبر (تشرين الأول) 2020.طوكان في استقبال البرهان لدى وصوله إلى مطار أنجمينا الدولي، ديبي وأعضاء حكومته وطاقم السفارة السودانية بأنجمينا. وفي 20 من يناير (كانون الثاني) تلقّى البرهان رسالة خطية من الرئيس التشادي يدعوه لزيارة أنجمينا.
وفي عام 2009 وقّع السودان وتشاد على اتفاق أمني وعسكري، بموجبه جرى تشكيل قوات عسكرية مشتركة تنتشر على طول الحدود بين البلدين.
وتأتي زيارة البرهان لتشاد بعد أقل من شهر من كشف نائبه محمد حمدان دقلو، الشهير بــ«حميدتي» عن محاولة لتغيير النظام في أفريقيا الوسطى انطلاقاً من الأراضي السودانية، وجّه فيه أصابع الاتهام إلى جهات داخلية وخارجية، معلناً إغلاق الحدود تماماً بين البلدين.
وإبان زيارة حميدتي إلى تشاد، في أغسطس (آب) الماضي، قُتل 18 شخصاً من الرعاة السودانيين داخل إقليم دارفور من قِبل ميليشيات تشادية مسلّحة عبَرت إلى داخل الحدود السودانية، وكادت الحادثة تتسبب في أزمة دبلوماسية بين البلدين.
اتفاق سوداني ـ تشادي على مكافحة التطرف وحماية النازحين
البرهان وديبي أعربا عن قلقهما من خطورة الأوضاع الأمنية في ليبيا
اتفاق سوداني ـ تشادي على مكافحة التطرف وحماية النازحين
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة