الزهاوي... لاجئ عراقي محظوظ

ناظم الزهاوي في مؤتمر حزب المحافظين، في برمنغهام 5 أكتوبر 2022 (أ.ب)
ناظم الزهاوي في مؤتمر حزب المحافظين، في برمنغهام 5 أكتوبر 2022 (أ.ب)
TT

الزهاوي... لاجئ عراقي محظوظ

ناظم الزهاوي في مؤتمر حزب المحافظين، في برمنغهام 5 أكتوبر 2022 (أ.ب)
ناظم الزهاوي في مؤتمر حزب المحافظين، في برمنغهام 5 أكتوبر 2022 (أ.ب)

أُقيل ناظم الزهاوي من منصب رئاسة حزب المحافظين البريطاني، بعد تزايد الضغوط عليه بشأن تسوية ضريبية دفع فيها ملايين الجنيهات مقابل عدم سداده ضرائب مُستحَقة عليه.
وكان الزهاوي شغل منصب وزير التعليم ومنصب وزير المالية في حكومة رئيس الوزراء السابق، بوريس جونسون. وبالنسبة للزهاوي، البالغ من العمر 55 عاماً، ربما اعتلاء بعض من أهم المناصب في الدولة البريطانية أمر لم يكن يتجرأ حتى على الحلم به في طفولته.
وكان قد نُقِل عن الزهاوي، النائب عن دائرة ستراتفورد أبون إيفون، في وسط إنجلترا، قوله في هذا الصدد: «ربما كنتُ أحد أكثر الناس حظاً».
في تقرير لـ«بي بي سي»، فإن الزهاوي وُلِد في العراق عام 1967، ولذا فقد كان من الممكن جداً أن يُجبَر على المشاركة في الحرب التي دارت مع إيران، في ثمانينات القرن الماضي. وقال للصحافي البريطاني نِك روبنسون، في مقابلة بُثّت عبر بودكاست «الفكر السياسي»، العام الماضي: «كنت سأُجند في الجيش العراقي، وأُرسَل للقتال في الخطوط الأمامية، وربما أُقتل هناك».
ولكن، عوضاً عن ذلك، أُجبر ناظم ووالداه على الهرب من العراق إلى بريطانيا، حيث نشأ. كانت أسرته ذات نفوذ لا بأس به في العراق؛ فقد شغل جدّه منصب محافظ «المصرف المركزي العراقي»، وكانت الأوراق النقدية العراقية تحمل توقيعه.
ولكن عندما تولى صدّام حسين زمام السلطة عام 1979، شعرت أسرة الزهاوي بالتهديد.
فقد علم والد ناظم، وكان رجل أعمال، أن السلطات كانت تنوي اعتقاله، ولذا قرر الهرب بسرعة.
ويتذكر ناظم القلق الذي انتاب أفراد الأسرة وهم ينتظرون إقلاع طائرتهم من مطار بغداد؛ فبعد صعود كل المسافرين، اقتربت عربة عسكرية من الطائرة. وأجهشت أمه بالبكاء، عندما شاهدوا الجنود وهم يعتقلون أحد المسافرين وينزلونه من الطائرة.
لم يكن والده ذلك المسافر سيئ الطالع، ولكن المسافر الذي كان يجلس خلفه في الطائرة.
يصف ناظم تلك الحادثة بأنها كانت «لحظة طفولة مؤلمة» لم تغب عن ذاكرته أبداً. وبذلك، وبدل أن يترعرع في العراق، نشأ ناظم في مقاطعة ساسكس الإنجليزية. وتلقى تعليمه في مدارس خاصة، وأصبح فارساً ماهراً.
ولكن كارثة أخرى كانت بانتظار الأسرة؛ فعندما كان ناظم على وشك الالتحاق بالجامعة، انهار أحد مشاريع والده التجارية، مما أدى إلى فقدانه كل ما يملك (عدا سيارة «فوكسهول» بنية اللون). في ذلك الوقت، قرر ناظم الشاب استخدام تلك السيارة المتهالكة كسيارة أجرة يقودها من أجل توفير القوت لأسرته.
ولكن والدته كانت مصرّة على أن يتلقى ولدها تعليماً جامعياً، ولذا رهنت مجوهراتها كي لا يقلق ناظم على وضع الأسرة المالي.
وبذا التحق ناظم الشاب بـ«كلية لندن الجامعية»، حيث درس الهندسة الكيميائية، ثم اقتفى أثر والده، وولج عالم المال والأعمال، حيث أسس شركة متخصصة في بيع منتجات تتعلق ببرنامج «تيليتابيز» للأطفال، الذي كان رائجاً في ثمانينات القرن الماضي، وهي الشركة التي استثمر فيها السياسي جيفري آرتشر (اللورد آرتشر الآن) الذي كان من كبار سياسيي حزب المحافظين آنذاك. ومن خلال الحفلات والولائم التي كان يقيمها آرتشر، التقى ناظم عدداً من أبرز زعماء وشخصيات حزب المحافظين، ومنهم رئيسة الحكومة السابقة مارغريت ثاتشر.
وفي عام 1994، أصبح ناظم عضواً محافظاً في مجلس بلدية منطقة واندسوورث جنوب لندن. وبعد سنوات ثلاث، ترشح لخوض الانتخابات النيابية عن دائرة إيريث وتايمزميد، ولكنه لم يُوفق ولم يُنتخب لمجلس العموم.
وعندما أطلق اللورد آرتشر حملته الانتخابية لعمودية مدينة لندن، التحق ناظم الزهاوي بفريقه الانتخابي.
ولكن آرتشر أُجبر على الانسحاب من سباق العمودية، ولذا تعيّن على الزهاوي البحث عن عمل آخر.
أطلق الزهاوي، مع شريك، شركة «يوغوف» المتخصصة في مجال استطلاعات الرأي عبر الإنترنت. حقق المشروع نجاحاً كبيراً؛ فحسب ما نشرته صحيفة «إيفنينغ ستاندارد» اللندنية، باع الزهاوي أسهمه في الشركة بـ1.2 مليون جنيه إسترليني.
وبعد أن أصبح متمكناً مالياً، رفض مؤخراً البوح بحجم ثروته، ولكن يُعتقد بأنه من أغنى السياسيين في مجلس العموم، وقد تمكَّن، عام 2010، من تحقيق حلمه؛ إذ فاز بمقعد برلماني عن دائرة سترتفورد أبون إيفون، وهي دائرة ما برح المحافظون يحتفظون بها منذ أكثر من مائة سنة.


مقالات ذات صلة

شرطة لندن تقبض على «مسلّح» أمام قصر باكنغهام

العالم شرطة لندن تقبض على «مسلّح» أمام قصر باكنغهام

شرطة لندن تقبض على «مسلّح» أمام قصر باكنغهام

أعلنت شرطة لندن، الثلاثاء، توقيف رجل «يشتبه بأنه مسلّح» اقترب من سياج قصر باكينغهام وألقى أغراضا يعتقد أنها خراطيش سلاح ناري إلى داخل حديقة القصر.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق شاشة لتوفير خصوصية خلال اللحظة الأهم في تتويج الملك تشارلز

شاشة لتوفير خصوصية خلال اللحظة الأهم في تتويج الملك تشارلز

قال قصر بكنغهام وصناع شاشة جديدة من المقرر استخدامها خلال مراسم تتويج الملك تشارلز الأسبوع المقبل إن الشاشة ستوفر «خصوصية مطلقة» للجزء الأكثر أهمية من المراسم، مما يضمن أن عيون العالم لن ترى الملك وهو يجري مسحه بزيت. فالشاشة ثلاثية الجوانب ستكون ساترا لتشارلز أثناء عملية المسح بالزيت المجلوب من القدس على يديه وصدره ورأسه قبل وقت قصير من تتويجه في كنيسة وستمنستر بلندن في السادس من مايو (أيار) المقبل. وقال قصر بكنغهام إن هذه اللحظة تاريخيا كان ينظر إليها على أنها «لحظة بين الملك والله» مع وجود حاجز لحماية قدسيته.

«الشرق الأوسط» (لندن)
العالم استقالة رئيس هيئة «بي بي سي» على خلفية ترتيب قرض لجونسون

استقالة رئيس هيئة «بي بي سي» على خلفية ترتيب قرض لجونسون

قدّم رئيس هيئة «بي بي سي» ريتشارد شارب، أمس الجمعة، استقالته بعد تحقيق وجد أنه انتهك القواعد لعدم الإفصاح عن دوره في ترتيب قرض لرئيس الوزراء آنذاك بوريس جونسون. وقال شارب، «أشعر أن هذا الأمر قد يصرف التركيز عن العمل الجيد الذي تقدّمه المؤسسة إذا بقيت في المنصب حتى نهاية فترة ولايتي». تأتي استقالة شارب في وقت يتزايد التدقيق السياسي في أوضاع «بي بي سي».

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد كبير الاقتصاديين في «بنك إنجلترا»: على البريطانيين القبول بصعوباتهم المالية

كبير الاقتصاديين في «بنك إنجلترا»: على البريطانيين القبول بصعوباتهم المالية

أكد كبير الاقتصاديين في «بنك إنجلترا»، اليوم (الثلاثاء)، أنه يتعين على البريطانيين القبول بتراجع قدرتهم الشرائية في مواجهة أزمة تكاليف المعيشة التاريخية من أجل عدم تغذية التضخم. وقال هيو بيل، في «بودكاست»، إنه مع أن التضخم نجم عن الصدمات خارج المملكة المتحدة من وباء «كوفيد19» والحرب في أوكرانيا، فإن «ما يعززه أيضاً جهود يبذلها البريطانيون للحفاظ على مستوى معيشتهم، فيما تزيد الشركات أسعارها ويطالب الموظفون بزيادات في الرواتب». ووفق بيل؛ فإنه «بطريقة ما في المملكة المتحدة، يجب أن يقبل الناس بأن وضعهم ساء، والكف عن محاولة الحفاظ على قدرتهم الشرائية الحقيقية».

«الشرق الأوسط» (لندن)
«التنمر» يطيح نائب رئيس الوزراء البريطاني

«التنمر» يطيح نائب رئيس الوزراء البريطاني

قدّم نائب رئيس الوزراء البريطاني، دومينيك راب، استقالته، أمس، بعدما خلص تحقيق مستقلّ إلى أنّه تنمّر على موظفين حكوميين. وفي نكسة جديدة لرئيس الوزراء ريشي سوناك، خلص تحقيق مستقلّ إلى أنّ راب، الذي يشغل منصب وزير العدل أيضاً، تصرّف بطريقة ترقى إلى المضايقة المعنوية خلال تولّيه مناصب وزارية سابقة. ورغم نفيه المستمر لهذه الاتهامات، كتب راب في رسالة الاستقالة الموجّهة إلى سوناك: «لقد طلبتُ هذا التحقيق، وتعهدتُ الاستقالة إذا ثبتت وقائع التنمّر أياً تكن»، مؤكّداً: «أعتقد أنه من المهم احترام كلمتي». وقبِل سوناك هذه الاستقالة، معرباً في رسالة وجهها إلى وزيره السابق عن «حزنه الشديد»، ومشيداً بسنوات خدمة

«الشرق الأوسط» (لندن)

عطل يضرب تطبيقي «فيسبوك» و«إنستغرام»

انقطعت خدمة منصة «إنستغرام» عن أكثر من 23 ألف مستخدم (د.ب.أ)
انقطعت خدمة منصة «إنستغرام» عن أكثر من 23 ألف مستخدم (د.ب.أ)
TT

عطل يضرب تطبيقي «فيسبوك» و«إنستغرام»

انقطعت خدمة منصة «إنستغرام» عن أكثر من 23 ألف مستخدم (د.ب.أ)
انقطعت خدمة منصة «إنستغرام» عن أكثر من 23 ألف مستخدم (د.ب.أ)

أظهر موقع «داون ديتيكتور» الإلكتروني لتتبع الأعطال أن منصتي «فيسبوك» و«إنستغرام» المملوكتين لشركة «ميتا» متعطلتان لدى آلاف من المستخدمين في الولايات المتحدة، اليوم (الأربعاء).

وأبلغ أكثر من 27 ألف شخص عن وجود أعطال في منصة «فيسبوك»، وما يزيد على 28 ألفاً عن وجود أعطال في «إنستغرام»، وبدأ العطل في نحو الساعة 12:50 مساء بتوقيت شرق الولايات المتحدة.

وذكر موقع «داون ديتيكتور» أن «واتساب»، تطبيق التراسل المملوك لـ«ميتا»، توقف عن العمل أيضاً لدى أكثر من ألف مستخدم. وتستند أرقام «داون ديتيكتور» إلى بلاغات مقدمة من مستخدمين.

وربما يتفاوت العدد الفعلي للمستخدمين المتأثرين بالأعطال. وقالت «ميتا» إنها على علم بالمشكلة التقنية التي تؤثر في قدرة المستخدمين على الوصول إلى تطبيقاتها. وذكرت في منشور على منصة التواصل الاجتماعي «إكس»: «نعمل على إعادة الأمور إلى طبيعتها بأسرع ما يمكن ونعتذر عن أي إزعاج».

وكتب بعض مستخدمي «فيسبوك» و«إنستغرام» على منصة «إكس» منشورات تفيد بمواجهتهم عطلاً يعرض لهم رسالة «حدث خطأ ما»، وأن «ميتا» تعمل على إصلاح العطل. وأدّت مشكلة تقنية في وقت سابق من العام الحالي إلى عطل أثّر في مئات الألوف من مستخدمي «فيسبوك» و«إنستغرام» عالمياً. وواجهت المنصتان عطلاً آخر في أكتوبر (تشرين الأول)، لكنهما عادتا إلى العمل إلى حدّ كبير في غضون ساعة.