البرازيل تستعد لكسر القاعدة التاريخية بتعيين مدرب أجنبي لمنتخبها

الإيطالي أنشيلوتي مرشح لتدريب البرازيل (أ.ب)
الإيطالي أنشيلوتي مرشح لتدريب البرازيل (أ.ب)
TT
20

البرازيل تستعد لكسر القاعدة التاريخية بتعيين مدرب أجنبي لمنتخبها

الإيطالي أنشيلوتي مرشح لتدريب البرازيل (أ.ب)
الإيطالي أنشيلوتي مرشح لتدريب البرازيل (أ.ب)

لم تحرز البرازيل لقب كأس العالم في كرة القدم منذ أكثر من عقدين، ما يدفعها إلى التفكير، رغم غياب الإجماع المحلي، في كسر القاعدة التاريخية بالبلاد والتعاقد مع مدرّب أجنبي.
بعد ست سنوات في منصبه، ترك المدرب تيتي المنتخب الشهر الماضي، إثر الخروج من ربع نهائي مونديال قطر 2022 أمام كرواتيا بركلات الترجيح.
ورغم علمه قبل أشهر من كأس العالم برحيل تيتي، فإن رئيس الاتحاد البرازيلي إدنالدو رودريغيز لم يجد بعد المدرب البديل، وقال قبل أسبوعين: «ليس لدينا رأي مسبق تجاه أي جنسية... نريد مدرباً محترماً يفرض مستوى لائقاً باللاعبين. نريد أن نقوم بما تحاول البرازيل دوماً القيام به، أن نكون هجوميين كثيراً».
بصرف النظر عن إنجلترا التي تعاقدت مع السويدي سفن غوران إريكسن والإيطالي فابيو كابيلو في العقد الأول من الألفية الثالثة، لم يتعاقد أي من المنتخبات الكبرى مع مدرب أجنبي منذ عقود.
لكن جفاف الألقاب الذي يطارد البرازيل منذ 2002، عندما قادها الثلاثي الهجومي الضارب (رونالدو - ريفالدو - رونالدينيو)، قد يجبر الدولة الأميركية الجنوبية المتوجة بخمسة ألقاب عالمية (رقم قياسي) في البحث عن خيارات من خارج البلاد. وقال المدرب لويز فيليبي سكولاري الذي قاد منتخب «السامبا» إلى لقبه الأخير في كوريا الجنوبية واليابان: «لدينا نوعية جيدة، لكن فيما مضى كنا ننتج مدربين أكثر. الجيل الجديد... لم يحرز ما يكفي من الألقاب».
اقترحت وسائل الإعلام البرازيلية عدداً من المرشحين المحتملين، مثل الإسبانيين جوسب غوارديولا ولويس إنريكي، والإيطالي كارلو أنشيلوتي، والفرنسي زين الدين زيدان، والبرتغالي جوزيه مورينيو، أو حتى الأرجنتينيين مارسيلو غاياردو وماوريسيو بوكيتينو.
واستبعد غوارديولا، مدرب مانشستر سيتي الإنجليزي، وأنشيلوتي مدرب ريال مدريد الإسباني، نفسيهما من السباق، رغم قول الأول قبل سنوات إنه يرحب بتدريب منتخب وطني بعد نهاية مشواره مع بطل إنجلترا.
بدوره، قال رئيس الاتحاد البرازيلي الذي يأمل في تعيين مدرب قبل حلول مارس (آذار): «منذ نهاية العام الماضي، أعتقد أني سمعت 26 اسماً. سنلاحق بعضها». لكن ليس سهلاً التعاقد مع مدرب عالمي في ظل القدرة الرهيبة للأندية الأوروبية على تسديد رواتب خيالية والمنافسة على دوري أبطال أوروبا والألقاب المحلية. كما ليس سهلاً إقناع الجماهير البرازيلية بالتعاقد مع أجنبي على رأس المنتخب الوطني.
وأظهر استفتاء في ديسمبر (كانون الأول) وقوف 48 % ضد هذه الفكرة، مع 41% لصالحها. لكن معدل الرفض كان أقل من الاستفتاءات السابقة.
ويقول فيكتور فيغولس، المؤرخ وناشر موقع لودوبيديو: «في البرازيل هناك فكرة واحدة: لدينا أفضل كرة قدم في العالم، لذا لسنا بحاجة لمدرب أجنبي يعلمنا كيف نلعب -نحن القادرين على تطوير لاعبين عظماء ابتكر بعضهم المراوغات- وطريقة ممارسة الكرة الجميلة».
كان للبرازيل مدربون أجانب في السابق، لكن فتراتهم كانت عابرة، حيث تولى الأوروغواياني رامون بلاتيرو المنصب في 1925، وتسلم البرتغالي جورج غوميز دي ليما المنصب بمشاركة البرازيلي فلافيو كوستا في 1944، ثم الأرجنتيني فيلبو نونييز لفترة وجيزة في 1965.
لكن تم استبعاد فكرة المدرّبين الأجانب مع إثبات البرازيل نفسها كواحدة أبرز القوى العالمية في كرة القدم.
في المقابل، اجتاح المدربون البرازيليون مختلف زوايا العالم، على غرار سكولاري، وفاندرلي لوكسمبورغو، وكارلوس ألبرتو باريرا، وريكاردو غوميز، وزيكو وغيرهم.
وأضاف فيغولس: «رُسمت صورة عبر التاريخ أننا قادرون على صناعة مدربين رائعين بما أننا قادرون على صناعة لاعبين رائعين، وهذا أمر خاطئ. إذا نظرنا إلى العشرة الأوائل في تصنيف فيفا، لا يحتل المدربون البرازيليون أي مركز». هناك بعض الأسماء المحلية التي تنال شعبية في وسائل الإعلام، على غرار دوريفال جونيور الذي أحرز كأس ليبرتادوريس 2022 مع نادي فلامنغو، أو فرناندو دينيز مدرب فلوميننزي، وريناتو بورتالوبي مدرب غريميو ومانو مينيزيز مدرب إنترناسيونال والمنتخب سابقاً بين 2010 و2012.
لكن أيا منهم لا يملك سيرة تيتي قبل توليه تدريب البرازيل في 2016. مع كورينثيانز، توّج تيتي بكأس ليبرتادوريس ولقبين في الدوري المحلي وكأس العالم للأندية في 2012.


مقالات ذات صلة

رونالدو ينسحب من سباق رئاسة الاتحاد البرازيلي

رياضة عالمية رونالدو ينسحب من سباق رئاسة الاتحاد البرازيلي

رونالدو ينسحب من سباق رئاسة الاتحاد البرازيلي

أعلن أسطورة كرة القدم البرازيلية رونالدو اليوم الأربعاء انسحابه من سباق رئاسة الاتحاد البرازيلي للعبة، إذ لم يتمكن من حصد الدعم الكافي من الاتحادات المحلية.

«الشرق الأوسط» (ريو دي جانيرو)
رياضة عالمية نيمار مع برونا زوجته في كرنفال ريو 2025 (حساب نيمار في إنستغرام)

بسبب حضوره كرنفال ريو... نيمار المصاب يثير غضب مشجعي سانتوس

ودَّع سانتوس بطولة باوليستا من نصف النهائي بعد خسارته أمام كورينثيانز، بينما تابع نيمار المباراة على مقاعد البدلاء بسبب شعوره بانزعاجات عضلية.

فاتن أبي فرج (بيروت)
رياضة عالمية نيمار (أ.ف.ب)

عودة نيمار إلى تشكيلة البرازيل بعد غياب 16 شهراً

عاد النجم البرازيلي نيمار إلى تشكيلة منتخب بلاده بعد غياب دام نحو العام ونصف العام، بسبب الإصابة، لخوض المباراتين أمام كولومبيا والأرجنتين.

«الشرق الأوسط» (ساوباولو )
رياضة عالمية نيمار (أ.ف.ب)

برشلونة يشترط على نيمار تسجيل 15 هدفاً مع سانتوس مقابل ضمه

كشفت صحيفة سبورت الكتالونية أن النجم البرازيلي نيمار جونيور تلقّى مهلة نهائية من مسؤولي نادي برشلونة، وسط التكهنات الدائرة بشأن إمكانية التعاقد معه مجدداً.

«الشرق الأوسط» (برشلونة)
رياضة عالمية البرازيلي فيتور روكي يترك برشلونة إلى بالميراس (رويترز)

البرازيلي فيتور روكي ينتقل من برشلونة إلى بالميراس

انتقل البرازيلي فيتور روكي، مهاجم برشلونة متصدر ترتيب الدوري الإسباني لكرة القدم، إلى بالميراس بعقد لخمسة أعوام.

«الشرق الأوسط» (برشلونة)

من الشغف إلى الاحتراف... الألعاب الإلكترونية في المغرب تلفت الانتباه

الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)
الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)
TT
20

من الشغف إلى الاحتراف... الألعاب الإلكترونية في المغرب تلفت الانتباه

الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)
الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)

 

انتشرت الألعاب الإلكترونية في المغرب، لا سيما بين الشبان، كوسيلة للترفيه، وقضاء الوقت، لكن سرعة تطور هذه الألعاب شكلت لدى الدولة والمؤسسات المعنية رؤية أوسع بشأن أهمية هذا القطاع، وسبل الاستفادة منه، وتحويله لقطاع جاذب للاستثمار.

ومن بين النماذج الواعدة التي حققت خطوات ملموسة في هذا المجال أنس موسى (21 عاماً) ابن مدينة الحسيمة الساحلية الذي بدأ هاوياً قبل سنوات قليلة حتى استطاع أن يصل إلى نهائي كأس العالم لكرة القدم الإلكترونية 2024 في الرياض.

كذلك نجحت ابتسام فرحان، التي نشأت في حي شعبي بالدار البيضاء، في تحقيق منجز مغربي بمجال الألعاب الإلكترونية حين فازت بالمركز الأول في بطولة البحر المتوسط للرياضات الإلكترونية التي أقيمت في ليبيا شهر أغسطس (آب) الماضي.

وقالت ابتسام لوكالة (رويترز) للأنباء: «قرار الاحتراف جاء بشكل طبيعي بعدما لاحظت أنني قادرة على المنافسة في مستويات عالية، كنت دائماً أبحث عن التحديات، وعندما بدأت في تحقيق نتائج جيدة في البطولات، شعرت بأن هذا المجال يمكن أن يكون أكثر من مجرد هواية».

هذا الشغف المتزايد تردد صداه في أروقة المؤسسات والوزارات المعنية التي شرعت في وضع القواعد التنظيمية، وإقامة البطولات المحلية، وتأسيس منتخبات وطنية، مع الانفتاح على الاستثمار في البنى التحتية لتحويل المغرب إلى مركز إقليمي وعالمي للألعاب الإلكترونية، ليس على مستوى الممارسة فحسب، بل في مجال الابتكار، والبرمجة.

وفي هذا الصدد، تقول نسرين السويسي، المسؤولة عن تطوير صناعة الألعاب الإلكترونية بوزارة الشباب والثقافة والتواصل: «هذا الشغف ليس مجرد ظاهرة مؤقتة كما يعتقد البعض، بل هو تعبير عن جيل يبحث عن هوية رقمية خاصة به، سواء من خلال اللعب التنافسي الذي يجمع الملايين، أو من خلال الإبداع في تطوير الألعاب». وأضافت: «دورنا هو تحويل هذا الحماس إلى فرص عمل، وإنجازات ملموسة من خلال توفير البنية التحتية، والتدريب اللازم لهم ليصبحوا جزءاً من هذه الصناعة».

مبادرات حكومية

وتشيد نسرين بالمبادرات التي أطلقتها الدولة لدعم القطاع الناشئ، ومنها مشروع (مدينة الألعاب الإلكترونية) في الرباط الذي بدأ في الآونة الأخيرة بالشراكة مع فرنسا بهدف توفير منصات تدريبية وإبداعية حديثة، وخلق بيئة متكاملة لدعم صناعة وتطوير الألعاب.

وتستطرد قائلة: «نحن لا نبني مدينة الألعاب على أنه مجرد مبنى، أو مشروع عقاري، بل إنه جزء من استراتيجية متكاملة لتحويل المغرب إلى مركز إقليمي وعالمي في صناعة الألعاب الإلكترونية، حيث ستكون هذه المدينة فضاء شاملاً يضم استوديوهات تطوير متطورة، ومساحات عمل مشتركة للمبرمجين، وورش عمل لمصممي الغرافيكس، وكتاب السيناريوهات، بهدف خلق 6000 فرصة عمل بحلول 2030، وإنتاج ألعاب بجودة عالمية تنافس في الأسواق الدولية، وتضع المغرب على الخريطة العالمية».

وتشرف نسرين أيضاً على (معرض المغرب لصناعة الألعاب الإلكترونية) الذي انطلق لأول مرة العام الماضي وجذب 250 مشاركاً في نسخته الأولى، لكن هذا العدد ارتفع إلى أربعة أمثال في النسخة الثانية، مما عكس اهتماماً متزايداً من المطورين المحليين والشركات الدولية.

قاعدة أوسع

تعمل الجامعة الملكية المغربية للألعاب الإلكترونية على تعزيز الجانب التنافسي بقيادة حسناء الزومي التي تقول إن «الاهتمام بالرياضات الإلكترونية في المغرب شهد تطوراً ملحوظاً في السنوات الأخيرة، حيث لاحظنا زيادة كبيرة في عدد اللاعبين، والمسابقات، والجمهور الذي يتابع هذه الفعاليات، سواء بشكل مباشر، أو عبر الإنترنت».

وأوضحت أن بطولات مثل «البطولة» و«الدوري» نمت بشكل كبير، حيث ارتفع عدد المشاركين في «الدوري» من 180 لاعباً و21 جمعية إلى أكثر من 1200 لاعب و51 جمعية، مع زيادة الألعاب من اثنتين إلى سبع.

كما ترى اللاعبة ابتسام فرحان أن الألعاب الإلكترونية تتيح الفرصة للفتيات لإبراز إمكاناتهن، إذ تقول إن «مستقبل الرياضات الإلكترونية للنساء في المغرب واعد جداً، خاصة مع تزايد عدد اللاعبات المشاركات في البطولات المحلية والدولية».

وتعتبر أن فوزها ببطولة البحر المتوسط للرياضات الإلكترونية لم يكن مجرد إنجاز شخصي، بل بداية لتحفيز جيل جديد من اللاعبات إذ تسعى إلى تغيير الصورة النمطية للمرأة في الألعاب وتصبح نموذجاً يلهم الفتيات الأخريات لاقتحام هذا المجال.

الجانب الثقافي للألعاب

ولا تجذب الألعاب الإلكترونية اللاعبات في المغرب فحسب، بل اقتحمت الفتيات مجال البرمجة، والتصميم، ومنهن سلمى محضر التي تحلم بصنع ألعاب تعكس الروح والهوية المغربية.

وقالت سلمى: «لدينا اهتمام العديد من الشبان المغاربة الذين يريدون تحويل شغفهم إلى مهنة في تطوير الألعاب، أو ببساطة تعلم مهارات إنشاء ألعاب الفيديو، مما دفعهم للانضمام إلى مجتمعات تطوير الألعاب المخصصة، مثل مجموعة (مطوري الألعاب المغاربة)، مما أظهر أن المزيد من الشبان مهتمون بصناعة الألعاب، وليس فقط لعبها». وأضافت: «من تجربتي الشخصية، تمكنت من التعرف أكثر على جغرافية وتاريخ العديد من الدول، وأرى كيف يمكن للألعاب المغربية أن تتناسب مع هذه الصورة باستخدام ثقافتنا الجميلة، وتاريخنا الغني، وجمالنا المحلي في الألعاب».

وتابعت قائلة: «لماذا لا ننشئ لعبة عن عمارتنا في المدن القديمة مثل مراكش وفاس المعروفة بتصاميمها التفصيلية، والأسواق الملونة، والمعالم التاريخية، حيث يتبع اللاعب قصة جيدة بينما يزور أماكن تاريخية مثل مسجد الكتبية، ساحة جامع الفنا، قصر الباهية في مراكش، وجامعة القرويين، المدينة، والمدرسة البوعنانية في فاس».

وختمت بالقول: «لضمان نجاح عالمي للعبة... يجب أن تتابع اتجاهات الألعاب الحديثة، ما هو جديد في الصناعة، وتستمع إلى آراء اللاعبين في كل مراجعة للعبة لفهم ما حدث من خطأ، أو ما حدث بشكل صحيح... ببساطة، يجب أن تكون شخصاً مبدعاً، تحليلياً، صبوراً ومتفهماً».

سوق واعد

وبحسب التقديرات الرسمية تبلغ قيمة سوق الألعاب المغربية 2.24 مليار درهم (نحو 230 مليون دولار)، مع التطلع لمضاعفة هذه القيمة إلى خمسة مليارات درهم بحلول 2023.

ورغم التطور السريع، والانتشار الواسع للألعاب الإلكترونية في المغرب، فإن ثمة تحديات تواجه القطاع الواعد من وجهة نظر المتخصصين.

ويقول الإعلامي المتخصص في الألعاب والرياضات الإلكترونية الطيب جبوج إن البنية التحتية للإنترنت في المغرب شهدت تطوراً كبيراً في السنوات القليلة الماضية، لا سيما في المدن الكبرى، مثل الدار البيضاء، والرباط، ومراكش، لكن لا تزال هناك تفاوتات في المناطق الريفية، أو الأقل تطوراً.

وأضاف أنه من أجل تحقيق نتائج أفضل مستقبلاً يحتاج الأمر إلى تعزيز البنية التحتية الرقمية، وتشجيع تدريب المواهب، والاستثمار في التدريب، والبحث، وإقامة أحداث رياضية إلكترونية منظمة تسمح بتوحيد مجتمع يتزايد عدده باستمرار.