بحث طبي جديد يدعو لتحرّي سلامة تناول مكملات «الميلاتونين»

بحث طبي جديد يدعو لتحرّي سلامة تناول مكملات «الميلاتونين»
TT

بحث طبي جديد يدعو لتحرّي سلامة تناول مكملات «الميلاتونين»

بحث طبي جديد يدعو لتحرّي سلامة تناول مكملات «الميلاتونين»

سواء أكانت معاناتك من النوم ناتجة عن القلق أو اضطراب الرحلات الجوية الطويلة أم حالة نوم مزمنة، فقد واجه معظمنا مشكلة في الحصول على نوم عالي الجودة في مرحلة ما من حياتنا. يمكن أن يجعل هذا الأمر الكثير منا بحاجة الى مساعدة للحصول على نوم جيد سواء كانت العلاجات تقليدية أو طبيعية.
ولسوء الحظ، ربطت الأبحاث الحديثة الوصفات الطبية التي تساعد على النوم ولا تستلزم وصفة طبية بالتدهور المعرفي. ودعت الدراسات أيضًا إلى أن سلامة «الميلاتونين» (من الأدوية المساعدة على النوم شائعة الاستخدام في الولايات المتحدة) موضع تساؤل.
فإذا وجدت صعوبة في النوم والنوم الجيد فأنت لست وحدك؛ فالميلاتونين هو أحد أكثر المكملات الغذائية انتشارًا في الولايات المتحدة، حيث تتوفر أشكال مختلفة منه في معظم متاجر البقالة والصيدليات.
وتُظهر الأبحاث أنه بين عامي 1999 و 2018، تضاعف استخدام الميلاتونين في الولايات المتحدة أربع مرات غير انه (يتم تنظيمه بشكل أكثر صرامة في البلدان الأخرى).
ومع ذلك، يفيد الباحثون بأن الدراسات والأبحاث تظهر أننا لا نعرف حقًا ما يكفي عن سلامة المكملات التي تحتوي على الميلاتونين، خاصة استخدامها كل ليلة؛ وأحيانًا لسنوات متتالية.
وعلى الرغم من اعتبار الميلاتونين آمنًا بشكل عام، فقد تم الإبلاغ عن آثار ضارة مع ندرة البيانات المتعلقة بالاستخدام طويل الأمد والجرعات العالية. لذلك يشعر بعض خبراء النوم بالقلق من أن استخدامه بانتظام قد يقلل من إنتاجية الجسم الطبيعية لهرمون النوم المهم هذا، وفق ما يقول الدكتور سيما بوني المؤسس المدير الطبي لمركز مكافحة الشيخوخة وطول العمر في فيلادلفيا؛ حيث يؤكد «من المهم أن تتذكر أن الميلاتونين هو هرمون، واستخدام أي هرمون بانتظام يمكن أن يقلل من تنظيم إنتاجك الخاص منه»، وذلك وفق ما نشر موقع «Mbghealth» المهتم بالشؤون الطبية.
من جانبها، توضح الدكتور آشلي جوردان فيريرا نائبة رئيس الشؤون العلمية في «mbg» «لم أر بيانات جيدة تظهر أن الجرعات العالية من الميلاتونين لن تؤثر على إنتاجك الطبيعي من الميلاتونين».

مخاطر أخرى للميلاتونين!

أظهرت بعض الأبحاث أيضًا أن تناول الميلاتونين يؤدي إلى ضعف تحمل الغلوكوز، ما قد يضر بصحة السكر في الدم على المدى الطويل.
فقد نشر باحثون بمجلة «Sleep» بحثا استهدف 21 امرأة يتمتعن بصحة جيدة تناولن 5 مليغرامات من الميلاتونين أو دواء وهميا في الصباح والمساء، ثم تمت مراقبة تحمل الغلوكوز لديهن لمدة 3 ساعات بعد كل جرعة. ووجد الباحثون أن أولاء اللاتي تناولن الميلاتونين لديهن مستويات أعلى من السكر في الدم.
وهناك أيضًا نقاش مهم بين هرمون الميلاتونين والهرمونات الجنسية مثل الإستروجين والتستوستيرون، ما دفع بعض الخبراء إلى القلق بشأن الآثار الجانبية طويلة المدى المحتملة للميلاتونين على الصحة الإنجابية.

بدائل الميلاتونين؟

لسوء الحظ، لا نعرف ما إذا كان تناول الميلاتونين على المدى الطويل آمنًا. لكن الخبر السار هو أن هناك الكثير من وسائل المساعدة على النوم غير الهرمونية البديلة؛ فإذا كنت قلقًا بشأن سلامة استخدام الميلاتونين على المدى الطويل، إليك بعض البدائل التي تجب مراعاتها، بالإضافة إلى بعض تعديلات نمط الحياة المدعومة علميًا من أجل نوم أفضل:

* المغنيسيوم

يُعرف المغنيسيوم باسم «معدن الاسترخاء» الطبيعي نظرًا للدور الذي يلعبه في الجهاز العصبي؛ إذ يمكن أن يكون مفيدًا في الاسترخاء والنوم. لذا يوصي الخبراء بجرعة 100-200 ملغم تؤخذ قبل النوم بساعتين.

* العلاج السلوكي المعرفي (CBT)

يمكن أن يكون العلاج المعرفي السلوكي فعالًا في مساعدتك على النوم والحصول على نوم جيد وأكثر كفاءة فيما إذا كنت بالغًا أو مراهقًا مصابًا بالأرق.

زيت القنّب

ربما تكون قد سمعت عن نباتات الكانابينويد مثل CBD وهي مركبات طبيعية موجودة في زيت القنب يمكن أن تقلل مشاعر القلق والتوتر.

وفيما يلي بعض الخيارات لنوم أفضل:

* وضع حدود مع العمل

أظهرت دراسة أجرتها جامعة Virginia Tech عام 2018 أن مجرد توقع التحقق من البريد الإلكتروني الخاص بالعمل بعد ساعات يمكن أن يسبب القلق والتوتر الذي يمكن أن يفسد نومك.

* التأمل

أظهرت الأبحاث أن تأمل اليقظة يمكن أن يحسن نوعية النوم بشكل كبير.
لقد ارتفع استخدام الميلاتونين في السنوات الأخيرة، ولكن هناك الكثير لا نعرفه عن سلامته على المدى الطويل. لذلك يوصي الخبراء بالاعتماد على الميلاتونين كوسيلة مساعدة على النوم «من حين لآخر»؛ لكن هناك ضرورة لاستكشاف خيارات أخرى غير هرمونية للاستخدام اليومي.


مقالات ذات صلة

انطلاق «قمة الرياض العالمية للتقنية الحيوية الطبية» الثلاثاء

الخليج النسخة السابقة من القمة شهدت توقيع 11 اتفاقية تعاون مع جهات عالمية (وزارة الحرس الوطني)

انطلاق «قمة الرياض العالمية للتقنية الحيوية الطبية» الثلاثاء

يرعى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان النسخة الثالثة من «قمة الرياض العالمية للتقنية الحيوية الطبية» التي تنطلق أعمالها يوم الثلاثاء المقبل.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
صحتك رجل يمارس رياضة الركض أمام أحد الشواطئ (رويترز)

ممارسة النشاط البدني في هذه الأوقات تقلل خطر إصابتك بسرطان الأمعاء

أظهرت دراسة حديثة أن القيام بالنشاط البدني، مرتين في اليوم، في الساعة الثامنة صباحاً وفي الساعة السادسة مساء، قد يقلل خطر الإصابة بسرطان الأمعاء بنسبة 11 %.

«الشرق الأوسط» (برلين)
صحتك الأحماض الدهنية توجد بشكل طبيعي في عدة مصادر غذائية (الجمعية البريطانية للتغذية)

أحماض تساعد على الوقاية من 19 نوعاً من السرطان

كشفت دراسة أجرتها جامعة جورجيا الأميركية عن أن الأحماض الدهنية «أوميغا-3» و«أوميغا-6» قد تلعب دوراً في الوقاية من 19 نوعاً مختلفاً من السرطان.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
صحتك الزواج يقلل احتمالية الإصابة بالاكتئاب (رويترز)

دراسة: المتزوجون أقل عرضة للإصابة بالاكتئاب

كشفت دراسة جديدة أن الأشخاص غير المتزوجين قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب بنسبة 80 في المائة مقارنة بالمتزوجين.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك يلعب الضوء دوراً كبيراً في رفاهيتنا وصحتنا النفسية والعقلية (رويترز)

كيف يؤثر الضوء على صحتك العقلية؟

للضوء دور كبير في رفاهيتنا وصحتنا النفسية والعقلية. ولهذا السبب يميل كثير منا إلى الشعور بمزيد من الإيجابية في فصلَي الربيع والصيف.

«الشرق الأوسط» (لندن)

روبوتات ذكية تتفوق على البشر في مختبرات الدواء

تستخدم الروبوتات المتنقلة منطق الذكاء الاصطناعي لأداء مهام البحث الاستكشافي في مجال الكيمياء (جامعة ليفربول)
تستخدم الروبوتات المتنقلة منطق الذكاء الاصطناعي لأداء مهام البحث الاستكشافي في مجال الكيمياء (جامعة ليفربول)
TT

روبوتات ذكية تتفوق على البشر في مختبرات الدواء

تستخدم الروبوتات المتنقلة منطق الذكاء الاصطناعي لأداء مهام البحث الاستكشافي في مجال الكيمياء (جامعة ليفربول)
تستخدم الروبوتات المتنقلة منطق الذكاء الاصطناعي لأداء مهام البحث الاستكشافي في مجال الكيمياء (جامعة ليفربول)

طوّر باحثون من جامعة ليفربول الإنجليزية روبوتات متنقلة قادرة على الحركة تعمل بالذكاء الاصطناعي، ويمكنها إجراء أبحاث التركيب الكيميائي، وصناعة الدواء بكفاءة غير عادية.

وفي الدراسة المنُشورة في دورية «نيتشر»، الأربعاء، أظهر الباحثون كيف تمكنت تلك الروبوتات التي تستخدم الذكاء الاصطناعي في اتخاذ القرارات، من أداء مهام البحث الاستكشافي في الكيمياء بمستوى أداء البشر، ولكن في وقت أسرع بكثير.

وتم تصميم الروبوتات المتنقلة التي يبلغ ارتفاعها 1.75 متر بواسطة فريق ليفربول لمعالجة 3 مشاكل أساسية هي: إجراء التفاعلات، وتحليل المنتجات، وتحديد ما يجب القيام به بعد ذلك بناءً على البيانات الناتجة. وقامت الروبوتات بأداء هذه المهام بطريقة تعاونية، حيث تناولت تلك المشكلات في 3 مجالات مختلفة تتعلق بالتركيب الكيميائي ذي الصلة باكتشاف الأدوية الصيدلانية.

وأظهرت النتائج أنه باستخدام الذكاء الاصطناعي، اتخذت الروبوتات القرارات الجديدة أو قرارات مماثلة للباحث البشري، ولكن في إطار زمني أسرع بكثير من الإنسان، الذي قد يستغرق ساعات كثيرة لاتخاذ القرارات نفسها. وأوضح البروفسور أندرو كوبر من قسم الكيمياء ومصنع ابتكار المواد بجامعة ليفربول، الذي قاد المشروع البحثي أن «البحث في التركيب الكيميائي مكلف ويستغرق وقتاً طويلاً، سواء في أثناء التجارب أو عند الحاجة إلى اتخاذ القرارات حول التجارب التي يجب القيام بها بعد ذلك، لذا فإن استخدام الروبوتات الذكية يوفر طريقة لتسريع هذه العملية».

وقال في بيان صادر الأربعاء: «عندما يفكر الناس في الروبوتات وأتمتة الكيمياء، فإنهم يميلون إلى التفكير في إجراء التفاعلات وما إلى ذلك، وهذا جزء منها، ولكن اتخاذ القرار يمكن أن يستغرق وقتاً طويلاً». وتابع: «هذه العملية تنطوي على قرارات دقيقة بناءً على مجموعات من البيانات الغزيرة. إنها مهمة تستغرق وقتاً طويلاً من الباحثين، ولكنها كانت مشكلة صعبة للذكاء الاصطناعي كذلك».

ووفق الدراسة، فإن اتخاذ القرار هو مشكلة رئيسية في الكيمياء الاستكشافية. فعلى سبيل المثال، قد يقوم الباحث بإجراء عدة تفاعلات تجريبية، ثم يقرر توسيع نطاق بعض من تلك التجارب التي تعطي نتائج تفاعل جيدة أو منتجات مثيرة للاهتمام فقط.

من جهته، قال سريرام فيجاياكريشنان، طالب الدكتوراه السابق في جامعة ليفربول، وباحث ما بعد الدكتوراه في قسم الكيمياء الذي قاد هذه التجارب: «عندما حصلت على الدكتوراه، أجريت كثيراً من التفاعلات الكيميائية يدوياً. غالباً ما يستغرق جمع البيانات التحليلية وفهمها الوقت نفسه الذي يستغرقه إعداد التجارب. وتصبح مشكلة تحليل البيانات هذه أكثر حدة. فقد ينتهي بك الأمر إلى الغرق في البيانات».

وأضاف: «لقد عالجنا هذا هنا من خلال بناء منطق الذكاء الاصطناعي للروبوتات. ويعالج ذلك مجموعات البيانات التحليلية لاتخاذ قرار مستقل، على سبيل المثال، ما إذا كان يجب المضي قدماً إلى الخطوة التالية في التفاعل أم لا». وأكد قائلاً: «إذا أجرى الروبوت التحليل في الساعة 3:00 صباحاً، فسوف يكون قد قرر بحلول الساعة 3:01 أي التفاعلات يجب أن تستمر. وعلى النقيض من ذلك، قد يستغرق الأمر ساعات من الكيميائي لتصفح وتحليل مجموعات البيانات نفسها».

وفي الختام، شدّد البروفسور كوبر على أنه «بالنسبة للمهام التي أعطيناها للروبوتات هنا، فقد اتخذ منطق الذكاء الاصطناعي القرارات نفسها تقريباً مثل الكيميائي خلال تعاطيه مع هذه المشاكل الكيميائية الثلاث في غمضة عين»، مضيفاً أن هناك أيضاً مجالاً كبيراً لزيادة قدرات الذكاء الاصطناعي في فهم هذه الظواهر الكيميائية.