توقعات بتخطي الطلب العالمي على الهيدروجين 700 مليار دولار

السعودية والإمارات وقطر ستستحوذ على حصة كبيرة في السوق بحلول عام 2050

محطة تموين بالهيدروجين (غيتي)
محطة تموين بالهيدروجين (غيتي)
TT

توقعات بتخطي الطلب العالمي على الهيدروجين 700 مليار دولار

محطة تموين بالهيدروجين (غيتي)
محطة تموين بالهيدروجين (غيتي)

توقّع مختصون في مجال النفط والطاقة أن تستحوذ دول السعودية والإمارات وقطر على حصة جيدة جداً من سوق الهيدروجين في 2050، مشيرين إلى أن الطلب العالمي على الهيدروجين سيزيد حينها على 500 مليون طن وبسوق تصل قيمتها إلى 700 مليار دولار.
أجمع المختصون خلال مشاركتهم مساء أول من أمس في ندوة نظمها مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، على أن أهداف الحياد الصفري لدول مجلس التعاون الخليجي المتوقع الوصول لها بين العامين 2050 و2060 واقعية، ومن الممكن تحقيقها والوصول إليها في ظل ما تشهده دول الخليج من تسارع في تنفيذ مشاريع الطاقة المتجددة والتوجه نحو الاستثمار في تقنيات الاستفادة من الهيدروجين وتخزين الكربون، وفي الاقتصاد الدائري للكربون.
وقال الدكتور يوسف الشمري الرئيس التنفيذي لشركة سي ماركتس لأبحاث النفط، خلال مشاركته في الندوة، إن السعودية تهدف إلى إنتاج 4 ملايين طن من الهيدروجين بحلول عام 2032، لافتاً إلى أن الطلب على الهيدروجين سيزيد على 500 مليون طن في حلول عام 2050 وستصل حينها القيمة السوقية للهيدروجين لنحو 700 مليار دولار.
وأضاف الشمري أن دول مجلس التعاون الخليجي سيكون لها نصيب كبير جدا من هذه السوق، وخاصة دول السعودية والإمارات وقطر، في حال نجاحها في تحقيق مستهدفاتها في الحياد الصفري لانبعاثات الكربون.
مرجعاً ذلك إلى الخطوات المهمة والمتقدمة التي اتخذتها الدول الخليجية في المبادرات والاستثمارات الداعمة كفاءة الطاقة والتحول للطاقة المتجددة، وكذلك انخفاض تكلفة إنتاج الهيدروجين لديها والتي تعتبر من الأقل عالمياً، وتتراوح بين دولار ودولارين للكيلو الواحد من الهيدروجين، مقارنةً بنحو 4 دولارات في أوروبا.
وأشار الشمري إلى دراسة حديثة صدرت عن قمة المناخ العالمية، تظهر أن 60 في المائة من انبعاثات الكربون من منطقة الخليج العربي، تنبعث من السعودية والإمارات، لافتاً إلى أن السعودية تخطط لخفض كمية الانبعاثات لنحو 278 مليون طن خلال 2030، من خلال مبادراتها المختلفة كمبادرة الشرق الأوسط الأخضر والسعودية الخضراء، كما تخطط الإمارات لخفض تلك الانبعاثات بنحو 214 مليون طن عام 2050.
من جهتها، وصفت الدكتورة عائشة السريحي الباحثة في معهد الشرق الأوسط بجامعة سنغافورة الوطنية، أهداف التزام جميع دول الخليج ما عدا قطر بالوصول إلى الحياد الصفري في عام 2050 أو 2060، بأنها واقعية ومن الممكن تحقيقها، مرجعةً ذلك إلى التطور المتسارع الذي شهدته دول الخليج، في الاستثمار في مشاريع الطاقة وزيادة السعة المركبة للهيدروجين بنحو 7 مرات خلال العقد الماضي والتوسع الكبير في اقتصاد الهيدروجين، وإطلاقها مبادرات جديدة لإنتاج وتصدير الهيدروجين للخارج، وكذلك إطلاق استراتيجيات متكاملة وشاملة للحد من انبعاث الغازات الدفينة والتأقلم مع التغير المناخي والحالات المناخية المتطرفة.
وأضافت السريحي أن دول الخليج خطت مبادرات مهمة في مجالات كفاءة الطاقة والطاقة المتجددة والتقاط وتخزين الكربون والهيدروجين وفي مجال التأقلم مع التغير المناخي، كما بدأت في تطوير علاقاتها الدولية في مجال الهيدروجين، وفي التركيز على مجال الابتكارات وتطوير التكنولوجيا الخاصة بعمليات إنتاج ونقل وتخزين الهيدروجين، كما تشارك دول الخليج دول العالم في عدد من المبادرات العالمية مثل تقليل انبعاثات غاز الميثان والحياد الصفري.
ودعت السريحي إلى التركيز على الاستثمار في تقنيات الهيدروجين وتقنيات تخزين الكربون ومشاريع الطاقة المتجددة على المديين، القصير والمتوسط، مشيرةً إلى أن السيناريوهات الدولية تظهر أن إنتاج النفط سيستمر حتى عند الوصول إلى مرحلة الحياد الصفري عند 2050 أو 2060 وسيلعب دوراً مهماً في المستقبل.


مقالات ذات صلة

معرض البناء السعودي يشدد على تبني تقنيات الطاقة الخضراء

الاقتصاد إحدى جلسات معرض البناء السعودي في الرياض (الشرق الأوسط)

معرض البناء السعودي يشدد على تبني تقنيات الطاقة الخضراء

ناقش المتحدثون على هامش ختام معرض البناء السعودي 2024 ملف الإسكان الذكي وفرص الأعمال في هذا المجال.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد المجلس اطلع على التقدم الذي أحرزته السعودية في المؤشرات الدولية (الهيئة الملكية لمدينة الرياض)

المجلس الاقتصادي السعودي يستعرض التطورات المحلية والعالمية

استعرض مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية السعودي تحديثاً للتطورات الاقتصادية المحلية والعالمية لشهر أكتوبر 2024، وما تضمّنه من تحليلٍ للمستجدّات.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد جانب من النسخة الثانية لمعرض «سيتي سكيب العالمي» في الرياض (واس)

«سيتي سكيب العالمي» بالسعودية سيضخ أكثر من 100 ألف وحدة سكنية 

من المقرر أن يضخ معرض «سيتي سكيب العالمي»، الذي يفتتح أبوابه للزوار يوم الاثنين المقبل في العاصمة السعودية الرياض، أكثر من 100 ألف وحدة سكنية.

زينب علي (الرياض)
الاقتصاد أحد قطارات خطوط السكك الحديدية السعودية (واس)

تحسن كبير في حركتي النقل البري والسكك الحديدية بالسعودية خلال 2023

شهدت السعودية تحسناً ملحوظاً في حركة النقل خلال العام السابق، مقارنة بعام 2022، حيث زاد عدد الركاب في السكك الحديدية بنسبة 33 في المائة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد المدير التنفيذي لبرنامج الربط الجوي ماجد خان خلال إحدى الجلسات الحوارية (الشرق الأوسط)

«الربط الجوي» السعودي يستعرض تطورات الطيران في هونغ كونغ

شارك برنامج الربط الجوي، اليوم الأربعاء، في أعمال مؤتمر كابا آسيا «CAPA» بمدينة هونغ كونغ الصينية؛ أحد أهم المؤتمرات لالتقاء قادة مجال الطيران.

«الشرق الأوسط» (هونغ كونغ)

المصارف المركزية الخليجية تحذو حذو «الفيدرالي» وتخفض الفائدة

البنك المركزي السعودي خفّض معدل اتفاقية إعادة الشراء 25 نقطة أساس (الشرق الأوسط)
البنك المركزي السعودي خفّض معدل اتفاقية إعادة الشراء 25 نقطة أساس (الشرق الأوسط)
TT

المصارف المركزية الخليجية تحذو حذو «الفيدرالي» وتخفض الفائدة

البنك المركزي السعودي خفّض معدل اتفاقية إعادة الشراء 25 نقطة أساس (الشرق الأوسط)
البنك المركزي السعودي خفّض معدل اتفاقية إعادة الشراء 25 نقطة أساس (الشرق الأوسط)

بعد قرار الاحتياطي الفيدرالي خفض سعر الفائدة الرئيسي بواقع 25 نقطة أساس، أعلنت مصارف مركزية خليجية عن خفض للفائدة.

إذ خفض البنك المركزي السعودي معدل اتفاقية إعادة الشراء «الريبو» بمقدار 25 نقطة أساس إلى 5.25 في المائة، ومعدل اتفاقية إعادة الشراء المعاكس (الريبو العكسي) بمقدار 25 نقطة أساس إلى 4.75 في المائة.

كما أعلن بنك الإمارات المركزي خفض سعر الأساس على تسهيلات الإيداع لليلة واحدة بمقدار 25 نقطة أساس إلى 4.65 في المائة، بدءاً من 8 نوفمبر (تشرين الثاني).

في حين خفض مصرف قطر المركزي أسعار فائدة الإيداع والإقراض وسعر إعادة الشراء بمقدار 30 نقطة أساس، لتبلغ الفائدة على الودائع إلى 4.9 في المائة، وسعر الإقراض إلى 5.4 في المائة، وسعر إعادة الشراء إلى 5.15 في المائة.

وذكر مصرف البحرين المركزي أنه خفض سعر الفائدة على ودائع الليلة الواحدة بمقدار 25 نقطة أساس من 5.50 في المائة إلى 5.25 في المائة، بدءاً من 10 نوفمبر.

وكان الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) خفّض، الخميس، سعر الفائدة الرئيسي بمقدار ربع نقطة مئوية إلى ما بين 4.50 في المائة و4.75 في المائة، في قرار يأتي غداة فوز الرئيس السابق دونالد ترمب في الانتخابات الرئاسية.

وقالت لجنة السياسات النقدية في البنك، في بيان صدر في ختام اجتماع بدأ الأربعاء، إنّ «ظروف سوق العمل آخذة في التحسّن»، وفي حين «أحرز التضخّم تقدّماً في عودته إلى هدف 2 في المائة (...) إلا أنه لا يزال مرتفعاً».