ناشرون مغاربة: جمالية الغلاف تثير فضول القارئ لاكتشاف الكتاب

غلاف الكتاب العربي في سوق نشر ضعيفة (2-2)

عبد القادر عُرابي   -    يوسف كرماح
عبد القادر عُرابي - يوسف كرماح
TT

ناشرون مغاربة: جمالية الغلاف تثير فضول القارئ لاكتشاف الكتاب

عبد القادر عُرابي   -    يوسف كرماح
عبد القادر عُرابي - يوسف كرماح

في الحلقة الأولى من هذا الملف، تحدث ناشرون من مصر ولبنان عن الأهمية الاستثنائية التي يحظى بها غلاف الكتاب باعتباره «العتبة» التي يخطو عبرها القارئ إلى مضمون العمل، و«الهوية البصرية» التي ترسم ملامحه، وتشكل عنصر الجذب الذي يساعد على اتخاذ قرار الشراء من عدمه، وتناولوا في الوقت نفسه التحديات الجدية التي تواجه صناعة أغلفة الكتب في سوق نشر ضعيفة مقارنة بالغرب.
هنا الحلقة الأخيرة التي يشارك فيها ناشرون من المغرب والسعودية:

يتفق الناشرون المغاربة على أهمية الغلاف في صناعة الكتاب والترويج له؛ لأنه البوابة الأولى والعتبة المهمة لدخول المتن واكتشافه، بل يذهبون إلى أن الأغلفة المميزة تكون مستفزة، وجماليتها تبث الفضول في القارئ لاكتشاف الكتاب. إن الأغلفة قد تصبح، في بعض الأحيان، كما يقولون، علامة تجارية تميز دار نشر عن أخرى.
ولا شك أن للكتاب، بوصفه نصاً، علاقة بكاتبه الذي يحرص على الصيغة التي سيجري اقتراحه بها على قارئه، ما دام الغلاف عتبة يتداخل فيها الإبداع والسلعة، وفق رأي الكاتب المغربي عبد الكريم جويطي؛ أي «بين ما لا يمكن تقويمه مادياً وما له ثمن في السوق»، مما يعني أن للغلاف «عيناً على النص وعلى السوق». ويتحدث جويطي، في هذا السياق، عن «أشكال لا حصر لها من الأغلفة، تبدأ من الخجول والمتكتم، لتصل إلى المتبرج والصارخ»، قبل أن يشدد على أن «الغلاف شيء مهم جداً»، و«أول تحية يوجهها الكتاب للقارئ»، ولذلك «على هذه التحية أن تكون حارّة ومضيافة».
ونظراً لأهمية أغلفة الكتب، في علاقتها بالإبداع والتسويق، فقد تحوَّل تصميمها إلى تخصص مهم ضمن تخصصات مهن صناعة الكتاب. بشأن الأهمية التي يعطيها الناشرون المغاربة لأغلفة كتبهم لجذب اهتمام القارئ، وكيف ينعكس ذلك على قيمة الإصدار، وإن كان يجري تكليف فنانين معينين للقيام بالمهمة، أم يتم الاكتفاء بلوحات أو رسومات جاهزة، وأحياناً أجنبية عند وضع الغلاف، استقينا رأييْ ناشريْن مغربيين في الموضوع.
- كرماح: الأغلفة علامة تجارية
يرى يوسف كرماح، صاحب دار النشر «أكورا»، بطنجة، أن الغلاف من العتبات المهمة للكتاب، وأنه المحفز الأساس لاكتشاف المتون.
يشير كرماح إلى أن جُلّ دُور النشر تسعى جادة لابتكار أسلوب جديد يميّز أغلفتها، إلى حد أن هذه الأغلفة تصبح، في بعض الأحيان، علامة تجارية تميز دار نشر عن أخرى، من حيث الشكل والتصميم والتنسيق، الشيء الذي يجعل المتلقي يستطيع تمييز أغلفة الدار من رمزها. وكما هو ملاحَظ ولهذه الأسباب، يسعى جُلّ دُور النشر إلى توحيد شكل أغلفتها، لحفظ خصوصية الدار ورمزيتها.
ينطلق كرماح من تجربة «دار أكورا للنشر والتوزيع»، فيقول: «نركز كثيراً على الغلاف؛ لأنه يبقى، شئنا أم أبينا، البوابة الأولى والعتبة المهمة لدخول المتن واكتشافه. الأغلفة المميزة تكون مستفزة، وجماليتها تبث الفضول في القارئ لاكتشاف الكتاب، حتى وإن كان صاحب الكتاب كاتباً لامعاً. هناك كتب تسهم أسماؤها اللامعة في تسويقها، ولكن عندما تكون أغلفتها منفّرة أو ليست بجودة عالية، لا تترك أي خيار للقارئ العادي أو القارئ الذي لم يتعرف بعدُ على هذه الأسماء».

وعن تكليف فنانين لإنجاز أغلفة الكتب، يقول كرماح إنه ليس بالضرورة أن يكون المصمم فناناً، بل يكفي أن يمتلك من ينجز الغلاف الحس الفني، وأن يكون على دراية بالمجال الثقافي لكي يصمم أغلفة تتلاءم مع مضمون الكتاب. ويقول كرماح إن «دار أكورا» تعتمد، في الغالب، على مصمم واحد موظف لدى الدار أو مستقل بذاته، ينجز أغلفة مقابل مقدار مادي حتى يجري الحفاظ على خصوصية الدار الفنية والجمالية والرمزية.
وعن اختيار الغلاف يرى كرماح أن هذا الاختيار يختلف من دار لأخرى، وفق تدابير وخصوصيات كل دار.
وعن تجربة «دار أكورا»، يقول: «نرحب باقتراحات الكُتاب أولاً، إذا كان الكاتب يفضل لوحة معينة لكتابه، فهذا جيد. وإن لم تكن لديه أي فكرة، نترك للمصمم حرية الإبداع ليبتكر لنا أربعة أو خمسة أغلفة متنوعة، ليختار منها الكاتب الغلاف الذي يناسبه، لنناقش تفاصيله، قبل أن نستقر في النهاية على غلاف بإمكانه فرض حضوره في سوق الكتاب».
- عُرابي: الغلاف واجهة
أما عبد القادر عرابي، مدير مؤسسة «آفاق للدراسات والنشر» بمراكش، فيرى أن النشر من الصناعات المكونة من تخصصات مختلفة، بدءاً بالمؤلف أو المترجم، مروراً بالراقن والمصحح أو المراجع، والمصفف الفني، ومصمم الغلاف، وراسم لوحته، أو الخطّاط كاتب عنوان الكتاب إذا كان الأمر يتطلب خطاً يدوياً، ثم المطبعي، ثم الناشر والموزع، والمسوِّق التجاري، والمروِّج الثقافي، والكتبي، وصولاً إلى القارئ، إلى غيرها من الصنائع المختلفة، وهي أشغال وصنائع تتطلب التخصص والمعرفة والدراية.
ويتساءل عُرابي: «هل لدى منشأة النشر المغربية الإمكانيات والكفاءات لجمع هذه الصنائع داخل مقاولاتها لتتمكن من إنتاج كتب تحترم الصناعة؟ وهل هذه المهن قائمة بذاتها منظمة ومستقلة وتختص بعملها؟»، ويجيب بـ«لا».
وفي المجمل، يضيف عُرابي أنه يجري تكليف شخص قد يكون هو مدير المنشأة أو موظفاً بها، بأعمال المصحح والمراجع والمصفف ومصمم الغلاف والموزع ومتابع العمل مع المطبعة وغيرهم. وهذا طبعاً لا يحقق تميزاً للدار الناشرة في سوقها الوطنية، فبالأحرى في الأسواق التنافسية، حيث تقدم الكتب في حُلَل جميلة تعكس مهارة صُناعها.
ويتفق عرابي مع الرأي القائل إن الغلاف واجهة صناعة الكتاب كلها، ورغم ذلك فإن صناعته تعتمد على تقنيين وليس على فنانين أو متخصصين خريجي معاهد فنون، مشيراً إلى أن السبب يعود إلى ندرة هؤلاء وارتفاع متطلباتهم، في حين أن موارد دُور النشر محدودة، وعائدات مبيعاتها ضعيفة، لذلك تنتج كتباً وأغلفة بما هو متوفر.
بدوره يشدد كرماح على أن موضوع الأغلفة يثير أمراً آخر مهمّاً يتعلق بمسألة حقوق الملكية الفكرية؛ ذلك أن ما ينتجه التقنيون أو الفنيون أو الخطاطون أو أصحاب اللوحات المستعملة لا يتقاضون أجوراً أو عائداتٍ محترمة عنه، كما تنتشر القرصنة والقطع واللصق.
«كيف يمكن أن تتطور لدينا صناعة نشر تنتج أعمالاً يتوفر فيها الحد الأدنى من شروط المهنية؟»، يتساءل عرابي، الذي يخلص إلى أن صناعة النشر في العالم العربي ضحية شروط مجتمعية لا تنتج قُراء، كما أنها ضحية سياسات لا ثقافية، وإن كانت لدينا وزارات ومؤسسات مهامُّها إدارة وتدبير الثقافة، ومن الطبيعي أن يكون لهذه الصناعة ضحاياها أيضاً؛ وهم الفنيون والتقنيون الذين تُهدَر حقوقهم.
- سليكي: وجه يحمل ملامح القبول
يعود طارق سليكي، مسؤول دار النشر «سليكي أخوين»، بطنجة، إلى طفولته، فيقول: «منذ الصغر كانت تُردَّد على آذاننا: (لا تحكم على الكتاب أبدًا من غلافه)، لكن في الواقع، تُقدِّم الأغلفة أدلة قيِّمة للقراء المحتملين حول ما قد يجدونه بين دفتي الغلاف».
يرى سليكي أنه غالباً ما يحدث «اقتناء الكتاب من رفوف المكتبات بفضل الأغلفة، فهي تمارس الغواية على القارئ (أو النقر عليها عند التصفح عبر الإنترنت)، وهذه هي الخطوة الأولى التي يتخذها القارئ قبل شراء أي كتاب».
بالنسبة لتجربتهم في دار النشر، يقول سليكي: «قبل البدء في تصميم أي غلاف، نقوم بدراسة الغلاف لتصميمه اعتباراً من مجموعة من المقاييس التي يمكن تحديدها»، والتي تتمثل في «جمع العناصر المهمة والملهمة لتصميم غلاف الكتاب، وتحديد الخطوط العريضة للموضوعات الرئيسية للكتاب» و«النظر في النوع الأدبي للكتاب» و«احترام التسلسل الهرمي لعناصر الغلاف» و«التخلص من الفوضى» و«التفكير في الغلاف عندما يتم تصغيره في الكتالوغات أو الدعايات» و«اختيار الخطوط والألوان المناسبة» و«جعل العنوان بارزاً» و«الاهتمام كذلك بكعب الكتاب والغلاف الرابع».
يعتقد سليكي أن «الغلاف لا يقل أهمية عن الكتاب نفسه»؛ فهو «الوجه الذي يحمل ملامح القبول»، قبل أن يستدرك بضرورة الاهتمام بشكل كبير بالكتاب من الداخل، إخراجاً وخطّاً ومسافة وهوامش، ما دام الأمر أنه إذا كان الغلاف ذا أهمية، فالعلاقة تكون أقوى وأطول مع صفحات الكتاب.


مقالات ذات صلة

«تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر في تشجيع الشباب على القراءة

يوميات الشرق «تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر  في تشجيع الشباب على القراءة

«تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر في تشجيع الشباب على القراءة

كشفت تقارير وأرقام صدرت في الآونة الأخيرة إسهام تطبيق «تيك توك» في إعادة فئات الشباب للقراءة، عبر ترويجه للكتب أكثر من دون النشر. فقد نشرت مؤثرة شابة، مثلاً، مقاطع لها من رواية «أغنية أخيل»، حصدت أكثر من 20 مليون مشاهدة، وزادت مبيعاتها 9 أضعاف في أميركا و6 أضعاف في فرنسا. وأظهر منظمو معرض الكتاب الذي أُقيم في باريس أواخر أبريل (نيسان) الماضي، أن من بين مائة ألف شخص زاروا أروقة معرض الكتاب، كان 50 ألفاً من الشباب دون الخامسة والعشرين.

أنيسة مخالدي (باريس)
يوميات الشرق «تيك توك» يقلب موازين النشر... ويعيد الشباب إلى القراءة

«تيك توك» يقلب موازين النشر... ويعيد الشباب إلى القراءة

كل التقارير التي صدرت في الآونة الأخيرة أكدت هذا التوجه: هناك أزمة قراءة حقيقية عند الشباب، باستثناء الكتب التي تدخل ضمن المقرّرات الدراسية، وحتى هذه لم تعد تثير اهتمام شبابنا اليوم، وهي ليست ظاهرة محلية أو إقليمية فحسب، بل عالمية تطال كل مجتمعات العالم. في فرنسا مثلاً دراسة حديثة لمعهد «إبسوس» كشفت أن شاباً من بين خمسة لا يقرأ إطلاقاً. لتفسير هذه الأزمة وُجّهت أصابع الاتهام لجهات عدة، أهمها شبكات التواصل والكم الهائل من المضامين التي خلقت لدى هذه الفئة حالةً من اللهو والتكاسل.

أنيسة مخالدي (باريس)
يوميات الشرق آنية جزيرة تاروت ونقوشها الغرائبية

آنية جزيرة تاروت ونقوشها الغرائبية

من جزيرة تاروت، خرج كم هائل من الآنية الأثرية، منها مجموعة كبيرة صنعت من مادة الكلوريت، أي الحجر الصابوني الداكن.

يوميات الشرق خليل الشيخ: وجوه ثلاثة لعاصمة النور عند الكتاب العرب

خليل الشيخ: وجوه ثلاثة لعاصمة النور عند الكتاب العرب

صدور كتاب مثل «باريس في الأدب العربي الحديث» عن «مركز أبوظبي للغة العربية»، له أهمية كبيرة في توثيق تاريخ استقبال العاصمة الفرنسية نخبةً من الكتّاب والأدباء والفنانين العرب من خلال تركيز مؤلف الكتاب د. خليل الشيخ على هذا التوثيق لوجودهم في العاصمة الفرنسية، وانعكاسات ذلك على نتاجاتهم. والمؤلف باحث وناقد ومترجم، حصل على الدكتوراه في الدراسات النقدية المقارنة من جامعة بون في ألمانيا عام 1986، عمل أستاذاً في قسم اللغة العربية وآدابها في جامعة اليرموك وجامعات أخرى. وهو يتولى الآن إدارة التعليم وبحوث اللغة العربية في «مركز أبوظبي للغة العربية». أصدر ما يزيد على 30 دراسة محكمة.

يوميات الشرق عمارة القاهرة... قصة المجد والغدر

عمارة القاهرة... قصة المجد والغدر

على مدار العقود الثلاثة الأخيرة حافظ الاستثمار العقاري في القاهرة على قوته دون أن يتأثر بأي أحداث سياسية أو اضطرابات، كما شهد في السنوات الأخيرة تسارعاً لم تشهده القاهرة في تاريخها، لا يوازيه سوى حجم التخلي عن التقاليد المعمارية للمدينة العريقة. ووسط هذا المناخ تحاول قلة من الباحثين التذكير بتراث المدينة وتقاليدها المعمارية، من هؤلاء الدكتور محمد الشاهد، الذي يمكن وصفه بـ«الناشط المعماري والعمراني»، حيث أسس موقع «مشاهد القاهرة»، الذي يقدم من خلاله ملاحظاته على عمارة المدينة وحالتها المعمارية.

عزت القمحاوي

البروفسور ماجد شرقي يحصد جائزة «نوابغ العرب» عن فئة العلوم الطبيعية

تسلط جائزة «نوابغ العرب» الضوء على قصص نجاح عباقرة مبدعين بارزين في تخصصاتهم (الشرق الأوسط)
تسلط جائزة «نوابغ العرب» الضوء على قصص نجاح عباقرة مبدعين بارزين في تخصصاتهم (الشرق الأوسط)
TT

البروفسور ماجد شرقي يحصد جائزة «نوابغ العرب» عن فئة العلوم الطبيعية

تسلط جائزة «نوابغ العرب» الضوء على قصص نجاح عباقرة مبدعين بارزين في تخصصاتهم (الشرق الأوسط)
تسلط جائزة «نوابغ العرب» الضوء على قصص نجاح عباقرة مبدعين بارزين في تخصصاتهم (الشرق الأوسط)

حصد البروفسور ماجد شرقي جائزة «نوابغ العرب 2025» عن فئة العلوم الطبيعية، تقديراً لإسهاماته في فهم تفاعلات الضوء مع المادة، وتطوير أدوات وتجارب مكّنت العلماء من رصد الحركة فائقة السرعة داخل الجزيئات والمواد على المستوى الذري بدقة غير مسبوقة.

وأكد الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، أن المساهمات العلمية والبحثية والإنجازات المعرفية العربية تمثل ركيزة أساسية في تقدّم المجتمعات البشرية، وأن العلوم كانت عبر العصور أحد أعمدة التقدم الحضاري في العالم العربي.

وقال في منشور على منصة «إكس» إن «الحضارات لا تعيش على أمجادها، بل تُجدّد مكانتها بعلمائها اليوم»، مهنئاً الفائز بصفته أستاذاً فخرياً في المعهد الفيدرالي السويسري للتكنولوجيا.

وأشار محمد بن راشد إلى أن شرقي كرّس مسيرته لتطوير أدوات وتجارب مكّنت العلماء من مراقبة حركة الجزيئات والمواد بدقة «فيمتوثانية»، وأسهم في تطوير تقنيات الأشعة السينية فائقة السرعة، ونشر أكثر من 450 بحثاً علمياً، محققاً ما يزيد على 23 ألف استشهاد علمي عالمياً، ليعد من أبرز المؤثرين في مجالات المطيافية فائقة السرعة وعلوم المواد والطاقة. وأضاف أن الجائزة تؤكد أن الإبداع العلمي العربي ليس «حبيس الماضي»، بل يمتلك أسماءً حاضرة لا تقل أثراً وطموحاً.

البروفسور ماجد شرقي

وبحسب القائمين على «نوابغ العرب»، فإن أعمال شرقي فتحت مجالات تجريبية جديدة في الكيمياء والفيزياء وعلوم المواد والطاقة المتجددة، وأتاحت رصد ظواهر لم تكن قابلة للملاحظة بالأساليب التقليدية. كما أسهم في ابتكار أدوات بحثية حديثة، من بينها تقنيات الأشعة فوق البنفسجية ثنائية الأبعاد وثنائية الانكسار الدائري فائق السرعة، بما عزز قدرة الباحثين على دراسة الأنظمة الحيوية المعقدة والمواد الصلبة المتقدمة.

وتطرق البيان إلى أدواره الأكاديمية، من بينها مشاركاته في لجان علمية دولية، ورئاسته تحرير مجلة «الفيزياء الكيميائية» الصادرة عن «إلسفير»، وتأسيسه مجلة «الديناميكيات الهيكلية» التابعة للمعهد الأميركي للفيزياء، إضافة إلى تطويره مطياف الأشعة السينية فائق السرعة القادر على التقاط الإشارات آنياً بدقة عالية.

من جهته، أجرى محمد القرقاوي، وزير شؤون مجلس الوزراء رئيس اللجنة العليا لمبادرة «نوابغ العرب»، اتصالاً مرئياً مع شرقي أبلغه خلاله بالفوز، مشيداً بما قدمه من بحوث ودراسات باتت مرجعاً لآلاف الباحثين وطلاب الدراسات العليا حول العالم، ومؤكداً أن الجائزة تستهدف تكريم الرواد العرب وإبراز قصص نجاحهم بوصفهم قدوة ملهمة للأجيال الجديدة.


المسرح المصري يراهن على إعادة «العروض الناجحة» لاجتذاب الجمهور

مسرحية «كارمن» حصدت عدة جوائز (البيت الفني للمسرح)
مسرحية «كارمن» حصدت عدة جوائز (البيت الفني للمسرح)
TT

المسرح المصري يراهن على إعادة «العروض الناجحة» لاجتذاب الجمهور

مسرحية «كارمن» حصدت عدة جوائز (البيت الفني للمسرح)
مسرحية «كارمن» حصدت عدة جوائز (البيت الفني للمسرح)

يراهن المسرح المصري على إعادة تقديم العروض الناجحة لاجتذاب الجمهور من كل الفئات، وفي هذا الصدد أعلن البيت الفني للمسرح عن أسبوع حافل بالعروض في مسارح الدولة، من بينها «الملك لير» و«سجن النساء» و«كارمن» وهي عروض حققت نجاحات لافتة وحصدت جوائز بمهرجانات مصرية وعربية خلال الفترة الماضية.

ويستمر عرض رائعة ويليام شكسبير «الملك لير» على خشبة المسرح القومي بالعتبة (وسط القاهرة) بطولة يحيى الفخراني، ويشاركه البطولة طارق دسوقي، وحسن يوسف، وأحمد عثمان، وتامر الكاشف، وأمل عبد الله، وإيمان رجائي، ولقاء علي، وبسمة دويدار، وطارق شرف، ومحمد العزايزي، وعادل خلف، ومحمد حسن، والمسرحية تعتمد على ترجمة الدكتورة فاطمة موسى، وإخراج شادي سرور.

وسبق تقديم عرض «الملك لير» في عدة مواسم منذ عام 2001، وعزز حضوره في الحركة المسرحية العربية عبر اختياره كعرض الافتتاح في الدورة الـ26 من مهرجان أيام قرطاج المسرحية في تونس، التي أقيمت في الفترة من 22 إلى 29 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

ويسعى البيت الفني للمسرح إلى تقديم أنشطة مسرحية تعكس تنوع الحركة الفنية، حيث تتوزع العروض بين الكلاسيكيات العالمية والنصوص المعاصرة وعروض الأطفال، مشيراً، في بيان، الأربعاء، إلى حرصه على تقديم عروض جادة ومتنوعة تخاطب جميع الفئات العمرية.

وتقدم فرقة المسرح الحديث عرض «سجن النسا»، من تأليف فتحية العسال وإخراج يوسف مراد منير، وبطولة صفاء جلال، رباب طارق، شريهان الشاذلي، آية أبو زيد، عبير الطوخي، صافي فهمي، شريهان قطب، ليلى مراد، إيريني مجدي، ساندرا مُلقي، زينة قُطري، ولاء الجندي، إكرامي وزيري، مع بطولة غنائية للفنانة هبة سليمان.

وسبق تقديم العرض منذ موسم عيد الفطر الماضي، وحظي بقبول جماهيري كبير ورفع لافتة «كامل العدد»، وترشح العرض لحصد عدة جوائز في المهرجان القومي للمسرح، العام الحالي.

مسرحية «سجن النساء» يعاد تقديمها على مسرح السلام (البيت الفني للمسرح)

كما تشهد قاعة يوسف إدريس عرض «يمين في أول شمال» تأليف محمود جمال حديني، وإخراج عبد الله صابر، بطولة إيهاب محفوظ، أمنية حسن، عبد الله صابر، طارق راغب.

بينما تعرض مسرحية «كارمن» على مسرح الطليعة، وهي مأخوذة عن رواية بروسبير ميريميه، دراماتورج محمد علي إبراهيم، وتتناول حياة كارمن، الفتاة الغجرية المتمردة، وصراعها مع ثقافة المجتمع الإسباني القائمة على النظام والقانون. والعرض من بطولة ريم أحمد، وميدو عبد القادر، ومحمد حسيب، وعبد الرحمن جميل، وميار يحيى، ولمياء الخولي، وأحمد علاء، وعصام شرف الدين، وأحمد بدالي، إعداد موسيقي لحازم الكفراوي، استعراضات: سالي أحمد، وإخراج ناصر عبد المنعم، وحصد العرض عدة جوائز في المهرجان القومي للمسرح 2025.

ويرى الناقد الفني المصري، أحمد السماحي، أن «إعادة العروض الناجحة تقليد ثابت في المسرح المصري والعربي، خصوصاً أن عروض (الملك لير) و (كارمن) و(سجن النسا) وغيرها حققت نجاحات لافتة»، وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن «هذه العروض متجددة وقادرة على جذب الجمهور، فقد شاهدت هذه العروض على فترات مختلفة، ووجدت أنها تجدد دماءها»، ولفت السماحي إلى أن هذه الأعمال الثلاثة تحديداً مأخوذة عن أعمال أدبية، وربما يكون هذا سر نجاحها لما تتضمنه من عمق، وعدّ إعادة هذه الأعمال «انتصاراً للقيمة الراقية وللجمهور الواعي وللأدب وقيمته الفنية العالية وحضوره على المسرح».

مسرحية «كارمن» حصدت عدة جوائز (البيت الفني للمسرح)

وضمن الأسبوع المسرحي، يقدم مسرح الغد عرض «حفلة الكاتشب» من إنتاج فرقة الغد، ضمن مشروع مدرسة العصفوري، تحت إشراف المخرج الكبير سمير العصفوري، وإخراج أحمد صبري. وهو من تأليف وأشعار محمد زناتي، بطولة بسمة شوقي، وفكري سليم، وضياء الدين زكريا، ووليد فوزي، ومحمد عشماوي، وياسمين أسامة.

وقال الناقد الفني المصري، أحمد سعد الدين عن إعادة هذه العروض: «أمر جيد تقديم عروض الريبرتوار أو المخزون المسرحي من الأعمال الناجحة فيذهب لها الجمهور وفقاً لنجاحها السابق». ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «على جانب آخر يحمل هذا الأمر نقطة سلبية لأنه يشير إلى عدم وجود أعمال جديدة، وهي أمر مهم يجب الانتباه له، فعلى المدى الطويل يجب أن نتوقف ونسأل عن الإنتاج المسرحي الجديد».

كما تقدم فرقة القاهرة للعرائس عرض «ذات الرداء الأحمر» على مسرح القاهرة للعرائس، والأداء الصوتي لإسعاد يونس وهالة فاخر، والبطولة على خشبة المسرح للفنانة ريم طارق، من تأليف وأشعار وليد كمال، وإخراج نادية الشويخ.

ويقدم المسرح القومي للأطفال عرض «عبور وانتصار» على خشبة مسرح متروبول، من تأليف وإخراج محمد الخولي، ويقدّم العرض رؤية وطنية للأطفال في إطار فني استعراضي.


حزن في الوسط الفني المصري لدراما رحيل بطلة «اللي بالي بالك»

الفنانة نيفين مندور (حسابها على «فيسبوك»)
الفنانة نيفين مندور (حسابها على «فيسبوك»)
TT

حزن في الوسط الفني المصري لدراما رحيل بطلة «اللي بالي بالك»

الفنانة نيفين مندور (حسابها على «فيسبوك»)
الفنانة نيفين مندور (حسابها على «فيسبوك»)

خيَّم الحزن على الوسط الفني المصري عقب الإعلان عن وفاة الفنانة نيفين مندور بطلة فيلم «اللي بالي بالك»، التي رحلت صباح الأربعاء، إثر اختناقها في حريق بشقتها، بأحد أحياء محافظة الإسكندرية الساحلية، حيث فوجئ الجيران بتصاعد الأدخنة، قبل وجود قوات الحماية المدنية والإسعاف بموقع الحادث.

وحسب وسائل إعلام محلية، فإن المعاينة الأولية تشير إلى أن الحريق تسبب في انتشار دخان كثيف داخل الشقة، ما أدى إلى إصابة نيفين مندور باختناق، بينما لم تنجح محاولات إنقاذها، وتم نقل الجثمان للمشرحة بعد المعاينة، والحادث قيد التحقيقات.

وتصدّر اسم نيفين مندور «الترند»، على موقعَي «غوغل»، و«إكس»، بمصر، الأربعاء، حيث وصف متابعون الخبر بالصدمة.

وعقب مشاركتها في فيلم «اللي بالي بالك»، قبل 22 عاماً، مع الفنان محمد سعد، اختفت نيفين، وعادت لتقديم بعض الأدوار القليلة، إلا أنها اختفت مجدداً، بينما ظهرت إعلامياً في برنامج «كلام الناس»، تقديم المذيعة ياسمين عز، على قناة «إم بي سي»، قبل سنوات، وأوضحت أن الفنان الراحل حسن حسني، والفنان والمنتج الراحل سامي العدل كانا وراء دخولها المجال الفني، والأخير أقنع أسرتها بالأمر نظراً للصداقة التي كانت تجمعه بوالدها.

وأرجعت نيفين مندور سبب ابتعادها عن الفن لمرض والدتها لسنوات، وتفضيلها الوجود بقربها، بجانب شعورها بالكسل، والخوف بعد النجاح الكبير الذي حققه فيلم «اللي بالي بالك»، مؤكدة أنها عندما قررت الرجوع اعترض والدها، كما أنه لم يعرض عليها سيناريوهات مناسبة.

نيفين مندور ومحمد سعد في فيلم «اللي بالي بالك» (حسابها على «فيسبوك»)

وقبل ساعات من الحادث نشر حساب يحمل اسم نيفين مندور على «فيسبوك»، ويتابعه ما يقرب من نصف مليون شخص صورة لها بالحجاب، كما نعاها عدد من الفنانين، من بينهم ليلى علوي، ولقاء الخميسي، ونهال عنبر، وشريف إدريس، وسيمون، وغيرهم.

وتحدثت الناقدة الفنية المصرية ماجدة خير الله عن موهبة الراحلة، وجماهيرية فيلم «اللي بالك بالك»، مؤكدة أنها «لم تعمل بالفن كثيراً، كما أنها لم تكن ضمن أسباب نجاح الفيلم الشهير، بل محمد سعد الذي قدم شخصيتين بالعمل، وأن وجودها كان ثانوياً، وحضورها كان بسبب جمالها».

وعن سبب اختفائها قالت ماجدة في حديثها لـ«الشرق الأوسط»: «السبب غير معلوم، ولكن الموهبة الفنية عامة لأي شخص تفرض الوجود بكثافة بعد ذلك، ويبدو أن الفنانة الراحلة لم تهتم بهذا الجانب ولم تستغل نجاح (اللي بالي بالك) لصالحها».

وشاركت نيفين مندور في أعمال فنية أخرى عقب تقديمها شخصية «فيحاء»، في فيلم «اللي بالي بالك»، قبل 22 عاماً، بجانب محمد سعد، وعبلة كامل، وحسن حسني، تأليف نادر صلاح الدين، وسامح سر الختم، وإخراج وائل إحسان، من بينها مشاركتها في مسلسل «راجعلك يا إسكندرية»، مع خالد النبوي قبل 20 عاماً.

من جانبه وصف الكاتب والناقد الفني المصري محمد عبد الرحمن الفنانة الراحلة بأنها «نموذج تكرر كثيراً في الوسط الفني، حيث النجاح في عمل أو عملين، والاختفاء لظروف مختلفة»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط»، أن «نيفين لم تحصل على فرصة كاملة للحكم على موهبتها، لكن ظهورها في فيلم من أشهر الأفلام وهو (اللي بالي بالك)، جعل الجمهور يحفظها عن ظهر قلب، لذلك كان خبر وفاتها صادماً للجميع».