محمد أبي سمرا: توهّم اللبنانيون أنّ العالم لن يدعهم يسقطون... لكنه فعل

يرى أنّ «النفق طويل في عالم شديد الارتجاج»

محمد أبي سمرا
محمد أبي سمرا
TT

محمد أبي سمرا: توهّم اللبنانيون أنّ العالم لن يدعهم يسقطون... لكنه فعل

محمد أبي سمرا
محمد أبي سمرا

يرى الروائي محمد أبي سمرا أن الحياة الثقافية في لبنان شبه متوارية، وأن «هالة بيروت بدأت تخفت، لكن اللبنانيين بحاجة للوهم، الذي أصبح ضرورة للاستمرار، أو هم ابتلعوا الصدمة». أهي نظرة تشاؤمية، أم أن هناك أسباباً واقعية تدفع الروائي محمد أبو سمرا للتفكير بهذا الشكل؟ هنا حوار معه:
> نلتقي في بيروت الرازحة تحت تحولات مصيرية تطال إنسانها وهويتها. إلى أين تمضي بيروت؟ كيف عبرت من الحداثة إلى حالة الانطفاء؟
- كأنّ الناس في بيروت بدأوا يجيدون التأقلم مع الأزمة ونوع الحياة المستجد. لطالما ارتبط المشهد الثقافي البيروتي بالصحف الأساسية، وهذه سبقت المدينة إلى الانطفاء. بعضها أقفل، وهوى بعض آخر كمقدّمة لتآكل الأثر الثقافي. لكن اللبنانيين بدأوا «يبتلعون» الصدمة. ارتفعت أصواتهم طوال سنة ونصف السنة ولم يتوقفوا عن إدانة الانهيار. كل حديث في الصحافة بدأ منه وانتهى به. اليوم، يحل ما يشبه «اللااكتراث». لعلهم ظنوا أنّ الأزمة كالحرب، تنتهي بعد جولتين أو ثلاث. امتدّت الصدمة، وها هو انفلاشها يتقلّص. تبدأ بالتكرّس كحياة دائمة وحقبة طويلة، وهذا ما يفسّر التأقلم.
في مسألة الحياة الثقافية، أستعيد ما فعله اللبنانيون بفوز فرقة «مياس» بلقب «أميركاس غوت تالنت». كادوا يصابون بالجنون. لم يعودوا يتقبلون الفشل، فيبحثون عن ذريعة للنجاح. المسألة مجرد برنامج تلفزيوني. أحمد بيضون كتب منشوراً يشكك في فنية الرقص، فانهالت التعليقات الغاضبة أشبه بهستيريا.
المجالات الأخرى للحياة الثقافية تقريباً متوارية. تقلّص حجم معرض الكتاب ولم يكن جمهوره نفسه ممن يشتري الكتاب ويقرأه. كأنه أتى بدفع من أحد، مشكلاً نوعاً من عراضة. أفكر بهالة بيروت وأقول إنه من الجيد أنها بدأت تخفت. أعلم أنّ البشر لا يستمرون من دون وهم، وقد بدأ يسيطر شعور بأنّ اللبنانيين عاجزون عن صناعة الاستعراض والتميّز الفارغ. هذا مفيد ومؤلم. كل مَن يتعاطون الشأن الثقافي من صحافيين وكتّاب وروائيين... يتبيّن أنهم ينكفئون على أنفسهم. قلّما يلتقون بغياب المكان أو الحدث الجامع.
عمّقت السنوات الأخيرة القطيعة بين جيلنا المهتم بالثقافة، وأجيال جديدة يبدو أنّ هذه الحياة ما عادت تهمها. كانت للفنون المعاصرة مراكز منها «بيروت آرت سنتر» و«أشكال ألوان»، أسدلت ستائرها. أما النشاطات الثقافية الآتية من الخارج فمعدومة تقريباً.
> لكن ثمة حركة تشكيلية ومسرحية وإصدارات روائية. المبادرات الفردية تحاول خرق الجمود الثقافي...
- مَن بدأ بكتابة رواية فسيكمل كتابتها. وغاليريهات الفن التشكيلي تفتح أبوابها منذ سنة تقريباً. النشاطات موجودة كالمعارض، منها «بيت بيروت» الاستعادي للمدينة في الستينات، إلى معرض استعادي لصحافة بيروت في القرن العشرين من تنظيم «أمم». هذه معارض مهمة، تستعيد الماضي بنظرة نقدية. لكن الحنين لصورة بيروت الزمن الجميل بدأ يفقد ألقه.
> تحدثت في مقالات وكتب، بينها «وداع لبنان» (2019 - دار رياض الريس)، عن الهويات المبعثرة وخوض الجماعات نزاعات تمتد من أزمنة الحرب إلى السلم الهش. هل التقاتل قدر لبناني؟
- لا مجال للتنبؤ إن كان للتقاتل اللبناني زمن أو نهاية. فكرة كتاب «وداع لبنان» أنها ليست مباشرة، بمعنى أن أكون شاهداً على نهايته. كتبته قبل الانهيار الكبير. هو سير أشخاص في عقديهم السابع والثامن، ينتمون إلى مناطق وأحزاب وخلفيات ثقافية متباينة، يُظهر أنّ الحياة اللبنانية لم تكن يوماً خارج حالة النزاع. تحت مسمّى السلم الأهلي، يكمن الاحتقان. لماذا «وداع لبنان» آنذاك؟ لأن التنافر بين اللبنانيين قائم، وهذا لم أجد تعبيراً واضحاً عنه سوى فكرة الوداع.
> سمّيت طرابلس «المدينة القتيلة»، ولك كتابات عن بيروت ودمشق وطهران اليوم... أين تلتقي هذه المدن؟
- تختلف هذه المدن، وإن يُلمح مصير مشترك لمجرد إلقاء نظرة عليها من بعيد. تلتقي باضطرابها وقلقها وشقاء حياتها السياسية، إلى نزاعاتها الدائمة وانهياراتها الاقتصادية. تُضخّم الأزمة العالمية جراء الحرب الأوكرانية المآسي، لتؤكد عدم امتلاك هذه البلدان خططاً لمواجهة الوضع المضطرب.
داخل كل منها، جماعة متسلّطة على الدولة والمجتمع. تأسست هذه الوضعية منذ اندلاع الحرب الأهلية اللبنانية التي تبيّن أنها نبوءة للمنطقة. شكّل «الربيع العربي» محاولة جامعة للناس على شيء، لكنه جاء آنياً وظهرت تشققات المجتمعات. وسط هذه الأجواء، حيث بيروت، لا أدري إن كان التفكير ممكناً في ماهية الحياة الثقافية. كل شيء معلّق... وإقامة معارض ونشر كتب، يشبهان الدفاع عن النفس حتى الرمق الأخير.
> ألا يمتلك المثقف رؤية مستقبلية لمدينته؟
- التجربة اللبنانية الحالية طويلة. لم يكن لبنان يوماً منفصلاً عن محيطه المصاب بالخراب. توهّم اللبنانيون أنّ العالم لن يدعهم يسقطون، لكنه فعل. ولا صيغة داخلية لحل الأزمات، لذا التنبؤ بالغد المضيء صعب، وما يجري مفتوح على التشاؤم.
بعد اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري، اشتعلت انتفاضة في 2005. تطلّب الأمر نحو 15 عاماً حتى اندلع احتجاج الشباب في 2019. لا تحدث الثورات كل يوم وإن تدهورت الليرة مقابل الدولار. الانتفاضات تصنعها أجيال، فيبدو النفق طويلاً في عالم شديد الارتجاج.
> مسارك الأدبي يتخذ شكل السيرة التي تراها «فعل حرية في الأدب». هل تتقاطع السيرة عندك مع الرواية؟
- موضوع السير الشفوية أو الكتابية، يجعل الشخص ينفصل بعض الشيء عن حياته فيراها من الخارج. الرواية هي أن ترسم مصيراً للشخصية الروائية منفصلاً عن الكاتب نفسه. لكي يمتلك شخصٌ فكرة عن حياته، عليه التحلّي بطبيعة روائية. نفهم حياتنا عندما تكتسب شكلاً ونستطيع رؤيتها كتجربة معيشة. ثم إنني أكتب السيرة والرواية أيضاً. أحياناً تتقاطعان. والكتابة الروائية أو السيرية تصبّان في نهاية واحدة: صناعة الشخص وإعادة تركيبه.


مقالات ذات صلة

«تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر في تشجيع الشباب على القراءة

يوميات الشرق «تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر  في تشجيع الشباب على القراءة

«تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر في تشجيع الشباب على القراءة

كشفت تقارير وأرقام صدرت في الآونة الأخيرة إسهام تطبيق «تيك توك» في إعادة فئات الشباب للقراءة، عبر ترويجه للكتب أكثر من دون النشر. فقد نشرت مؤثرة شابة، مثلاً، مقاطع لها من رواية «أغنية أخيل»، حصدت أكثر من 20 مليون مشاهدة، وزادت مبيعاتها 9 أضعاف في أميركا و6 أضعاف في فرنسا. وأظهر منظمو معرض الكتاب الذي أُقيم في باريس أواخر أبريل (نيسان) الماضي، أن من بين مائة ألف شخص زاروا أروقة معرض الكتاب، كان 50 ألفاً من الشباب دون الخامسة والعشرين.

أنيسة مخالدي (باريس)
يوميات الشرق «تيك توك» يقلب موازين النشر... ويعيد الشباب إلى القراءة

«تيك توك» يقلب موازين النشر... ويعيد الشباب إلى القراءة

كل التقارير التي صدرت في الآونة الأخيرة أكدت هذا التوجه: هناك أزمة قراءة حقيقية عند الشباب، باستثناء الكتب التي تدخل ضمن المقرّرات الدراسية، وحتى هذه لم تعد تثير اهتمام شبابنا اليوم، وهي ليست ظاهرة محلية أو إقليمية فحسب، بل عالمية تطال كل مجتمعات العالم. في فرنسا مثلاً دراسة حديثة لمعهد «إبسوس» كشفت أن شاباً من بين خمسة لا يقرأ إطلاقاً. لتفسير هذه الأزمة وُجّهت أصابع الاتهام لجهات عدة، أهمها شبكات التواصل والكم الهائل من المضامين التي خلقت لدى هذه الفئة حالةً من اللهو والتكاسل.

أنيسة مخالدي (باريس)
يوميات الشرق آنية جزيرة تاروت ونقوشها الغرائبية

آنية جزيرة تاروت ونقوشها الغرائبية

من جزيرة تاروت، خرج كم هائل من الآنية الأثرية، منها مجموعة كبيرة صنعت من مادة الكلوريت، أي الحجر الصابوني الداكن.

يوميات الشرق خليل الشيخ: وجوه ثلاثة لعاصمة النور عند الكتاب العرب

خليل الشيخ: وجوه ثلاثة لعاصمة النور عند الكتاب العرب

صدور كتاب مثل «باريس في الأدب العربي الحديث» عن «مركز أبوظبي للغة العربية»، له أهمية كبيرة في توثيق تاريخ استقبال العاصمة الفرنسية نخبةً من الكتّاب والأدباء والفنانين العرب من خلال تركيز مؤلف الكتاب د. خليل الشيخ على هذا التوثيق لوجودهم في العاصمة الفرنسية، وانعكاسات ذلك على نتاجاتهم. والمؤلف باحث وناقد ومترجم، حصل على الدكتوراه في الدراسات النقدية المقارنة من جامعة بون في ألمانيا عام 1986، عمل أستاذاً في قسم اللغة العربية وآدابها في جامعة اليرموك وجامعات أخرى. وهو يتولى الآن إدارة التعليم وبحوث اللغة العربية في «مركز أبوظبي للغة العربية». أصدر ما يزيد على 30 دراسة محكمة.

يوميات الشرق عمارة القاهرة... قصة المجد والغدر

عمارة القاهرة... قصة المجد والغدر

على مدار العقود الثلاثة الأخيرة حافظ الاستثمار العقاري في القاهرة على قوته دون أن يتأثر بأي أحداث سياسية أو اضطرابات، كما شهد في السنوات الأخيرة تسارعاً لم تشهده القاهرة في تاريخها، لا يوازيه سوى حجم التخلي عن التقاليد المعمارية للمدينة العريقة. ووسط هذا المناخ تحاول قلة من الباحثين التذكير بتراث المدينة وتقاليدها المعمارية، من هؤلاء الدكتور محمد الشاهد، الذي يمكن وصفه بـ«الناشط المعماري والعمراني»، حيث أسس موقع «مشاهد القاهرة»، الذي يقدم من خلاله ملاحظاته على عمارة المدينة وحالتها المعمارية.

عزت القمحاوي

شكري سرحان يعود للأضواء بعد «انتقاد موهبته»

الفنان شكري سرحان (حساب الإعلامي محسن سرحان على «فيسبوك»)
الفنان شكري سرحان (حساب الإعلامي محسن سرحان على «فيسبوك»)
TT

شكري سرحان يعود للأضواء بعد «انتقاد موهبته»

الفنان شكري سرحان (حساب الإعلامي محسن سرحان على «فيسبوك»)
الفنان شكري سرحان (حساب الإعلامي محسن سرحان على «فيسبوك»)

عاد الفنان المصري شكري سرحان الملقب بـ«ابن النيل» إلى الأضواء مجدداً بعد مرور 27 عاماً على رحيله، وذلك عقب «انتقاد موهبته»، والإشارة إلى أن نجوميته كانت أكبر من موهبته، وفق ما قاله الفنان الشاب عمر متولي، نجل شقيقة الفنان المصري عادل إمام، في إحدى حلقات برنامجه «السوشياليليك لوك2» عبر موقع «يوتيوب»، استضاف خلالها الفنان أحمد فتحي، الأمر الذي أثار استياء أسرة الفنان الراحل، ودعاهم للرد على متولي.

الناقد والمؤرخ الفني المصري محمد شوقي تحدث عن موهبة شكري سرحان الفنية، مؤكداً أنه «أحد أهم نجوم الشاشة العربية وفنان تميز كثيراً عن نجوم جيله، فقد قدم أدواراً مختلفة ومنتقاة، وشارك في أهم أفلام المخرجين يوسف شاهين وكمال الشيخ وصلاح أبو سيف وبركات وحسن الإمام وعز الدين ذو الفقار، وجميعهم أشادوا بموهبته».

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن «سرحان ابتعد عن النمطية ولم يَعْتَد السير على وتيرة واحدة، بل قدم الأعمال الدينية والوطنية والتاريخية والاجتماعية والرومانسية، وحتى الكوميدية قدمها في بدايته مع إسماعيل ياسين ونعيمة عاكف».

شكري سرحان وسعاد حسني (حساب الإعلامي محسن سرحان على «فيسبوك»)

بدأ شكري سرحان مشواره الفني في أربعينات القرن الماضي، وتجاوزت أفلامه 100 فيلم، منها أكثر من 90 فيلماً تصدر بطولتها، لكنّ مشاركته الفنية الأبرز كانت عبر بطولته فيلم «ابن النيل» في بدايته، وبعد ذلك قدم أفلاماً كثيرة من بينها «الستات ميعرفوش يكدبوا» و«أهل الهوى» و«شباب امرأة» و«رد قلبي» و«قنديل أم هاشم» و«السفيرة عزيزة» و«اللص والكلاب» و«البوسطجي» و«عودة الابن الضال» بالإضافة إلى عدد كبير من المسلسلات الإذاعية والسهرات التلفزيونية والمسرحيات.

ولفت شوقي إلى أن «شكري سرحان شارك مع أجيال نسائية عدة في مشواره الفني، وحتى مع تقدمه في العمر ظهر في أدوار محدودة لكنها مؤثرة، فقد كانت موهبته لا حدود لها، فهو النجم الوحيد الأكثر عطاءً في تاريخ السينما، والحاصل على لقب (نجم القرن العشرين) عام 1996 من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي».

ونشرت أسرة الفنان الراحل بياناً عبر صفحة الإعلامي محسن سرحان، المتحدث باسم الأسرة، للرد على متولي، أكد خلاله أن «شكري سرحان كان فناناً أكاديمياً وقف في بدايته أمام عمالقة المسرح المصري، من بينهم زكى طليمات وجورج أبيض ويوسف وهبي»، مؤكداً أن «الفنان الراحل شارك في أفلام عالمية منها (قصة الحضارة) و(ابن كليوباترا)، كما حققت أعماله إيرادات لافتة».

شكري سرحان ومريم فخر الدين (حساب الإعلامي محسن سرحان على «فيسبوك»)

وكشف سرحان في تصريح خاص لـ«الشرق الأوسط» أنه «بصدد تقديم شكوى رسمية ضد متولي وفتحي في نقابة المهن التمثيلية خلال أيام»، مؤكداً «تصعيد الأمر واتخاذ إجراءات قانونية في حال عدم اعتذارهما عمّا بدر منهما والذي يقع تحت بند (الإهانة أو السب والقذف) حسب الرؤية القانونية»، وفق قوله. مؤكداً استياء نجل الفنان شكري سرحان المقيم في أستراليا مما قيل في حق والده، ومطالبته باتخاذ الإجراءات اللازمة نيابةً عنه.

ونوّه سرحان بأن معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته القادمة سيحتفي بمئوية ميلاد الفنان الراحل من خلال إقامة ندوة يوم 30 يناير (كانون الثاني) الجاري لتناول سيرة حياة الفنان الراحل ومشواره الفني.

وأوضح سرحان أنه بدأ في كتابة «السيرة الذاتية» للفنان الراحل بالتعاون مع نجله من أجل تقديمها في عمل درامي سيتم إنتاجه قريباً، لكنهم لم يستقروا على اسم فنان بعينه لتجسيد شخصيته.

شكري سرحان قدم أدواراً متنوعة في السينما والمسرح والتلفزيون (فيسبوك)

وشارك شكري سرحان بطولة أفلامه أشهر فنانات مصر، من بينهم شادية وسعاد حسني ونادية لطفي وفاتن حمامة وماجدة وسميرة أحمد وتحية كاريوكا ولبنى عبد العزيز وشمس البارودي ونيللي ونجلاء فتحي.

وحصل سرحان على جوائز عدة واختير أفضل فنان في القرن العشرين بوصفه صاحب أعلى رصيد في قائمة «أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية» التي ضمت 16 فيلماً من بطولته من بينها «اللص والكلاب» و«شباب امرأة» و«البوسطجي» و«عودة الابن الضال».