مستقبل غامض لمصير «بعثة السلام» الأممية في مالي

الأمم المتحدة تحدثت عن مخاطر تواجهها بينها تصاعد «نفوذ فاغنر»

صورة غير مؤرخة وزعها الجيش الفرنسي تظهر عناصر من «فاغنر» يصعدون إلى مروحية شمال مالي (أ.ب)
صورة غير مؤرخة وزعها الجيش الفرنسي تظهر عناصر من «فاغنر» يصعدون إلى مروحية شمال مالي (أ.ب)
TT

مستقبل غامض لمصير «بعثة السلام» الأممية في مالي

صورة غير مؤرخة وزعها الجيش الفرنسي تظهر عناصر من «فاغنر» يصعدون إلى مروحية شمال مالي (أ.ب)
صورة غير مؤرخة وزعها الجيش الفرنسي تظهر عناصر من «فاغنر» يصعدون إلى مروحية شمال مالي (أ.ب)

يكتنف الغموض مصير بعثة «الأمم المتحدة» لحفظ السلام في مالي، بعد إعلان المنظمة الدولية عن «مخاطر وعقبات» تواجهها، من بينها «تصاعد نفوذ قوات فاغنر الروسية».
وخلال جلسة لمجلس الأمن (الجمعة)، بحث «مجلس الأمن» للمرة الأولى تقرير الأمين العام أنطونيو غوتيريش الذي يؤكد أن استمرار المهمة في شكلها الحالي «غير ممكن» دون زيادة عدد الجنود، مشيراً إلى ضرورة سحب القوات إذا لم يتم توفير الشروط الأساسية لبقائها.
وخلال الجلسة عرض غوتيريش نتائج «مراجعة داخلية» لبعثة الأمم المتحدة المتكاملة متعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في مالي «مينوسما»، وصفت البعثة بأنها تشهد «واحدة من أصعب بيئات العمل لعمليات حفظ السلام».
وقال غوتيريش خلال عرضه النتائج التي خلصت إليها المراجعة إن «شراكة مالي الأمنية طويلة الأمد مع فرنسا وآخرين تدهورت بسبب مخاوف بشأن أفراد مجموعة (فاغنر) الذين يعملون لدعم القوات المسلحة المالية» وهو ما قال إن «المسؤولين الروس اعترفوا به علناً».
وأعلن غوتيريش أن المراجعة خلصت إلى وجود قيود جوية وبحرية تفرضها السلطات الأمنية المالية، تعوق عمل البعثة، وتعرّض أفراد حفظ السلام لمخاطر أمنية في بيئة خطرة بالفعل قتل فيها 165 من قوات حفظ السلام، وأصيب 687 في أعمال عدائية منذ يوليو (تموز) 2013».
وقال الأمين العام إن «عمليات البعثة ستتعرض لضغوط إضافية؛ لأن أربع دول كانت تسهم بقوات تقوم بسحبها، ما يعني خسارة أكثر من 2250 جندياً».
وأضاف غوتيريش أن قدرة البعثة على تنفيذ مهامها «ستعتمد على التقدم في الانتقال السياسي، والتقدم في تنفيذ اتفاقية السلام وحرية التنقل لقوات حفظ السلام واستخباراتها، وما يتعلق بذلك من مهام المراقبة والاستطلاع». واقترح خيارات للقيام بذلك: زيادة القوة إما بـ 3680 أو 2000 من الأفراد النظاميين، وإما إعادة تشكيل القوة والتركيز بشكل أساسي على دعم اتفاقية السلام؛ وإما إنهاء مهمة حفظ السلام وتحويلها إلى مهمة سياسية.
ورفض عبد الله ديوب، وزير خارجية مالي الخيارات التي طرحها الأمين العام، وقال إنها «لا تأخذ في الاعتبار التطلعات المشروعة للشعب المالي، والتي هي قبل كل شيء ذات طابع أمني». مضيفاً أن بلاده «لن تستمر في تبرير شراكتها مع روسيا، التي توفر التدريب والمعدات للجيش».
وخلال الجلسة، قال نائب السفير الأميركي ريتشارد ميلز إن الولايات المتحدة ترحب باعتراف الأمم المتحدة في المراجعة الداخلية بوجود مجموعة «فاغنر» في مالي، واصفاً إياها بأنها «منظمة إجرامية ترتكب فظائع وانتهاكات لحقوق الإنسان على نطاق واسع في مالي وأماكن أخرى».
وقالت ناتالي برودهيرست نائبة السفير الفرنسي في المجلس إن «الأشهر القليلة المقبلة ستكون حاسمة بالنسبة لمستقبل مينوسما»، وأشارت إلى أن مستقبل البعثة يعتمد على «التزامات واضحة» و«خطوات ملموسة» من المجلس العسكري الحاكم في مالي.
في المقابل، شدد السفير الروسي فاسيلي نيبينزيا على أن «موقف الدولة المضيفة يمثل أولوية رئيسية»، مستنكراً ما سماه «نهج الغرب الاستعماري الجديد». ورأى أن «عجز الغرب عن تحقيق نتائج ملموسة في محاربة الإرهاب في مالي هو ما دفع باماكو إلى البحث عن شركاء جدد».
وفي تصريحات لـ«الشرق الأوسط» رأى الخبير في شؤون الساحل الأفريقي محمد ولد الداه، أن «انسحاب البعثة الأممية من مالي سيكون خطيراً على الحكومة المالية على كل المستويات الأمنية والسياسية، وربما لن تستطيع تحمل نتائجه».
وقال ولد الداه: «بعد انسحاب القوات الفرنسية، وعدم فاعلية قوات تاكوبا، وانسحاب مالي من قوات G5 والانسحاب المحتمل لمينوسما، ستكون المواجهة مع قوى الإرهاب بالغة الصعوبة».
وأضاف ولد الداه أن «وجود القوات الأممية له أيضاً رمزية سياسية؛ فهي تمثل حضوراً شرعياً دولياً في البلاد، وقد يعني غيابها إقراراً ضمنياً بعدم قابلية الوضع السياسي في مالي للتحسن والتوجه نحو الشرعية».
ورأى ولد الداه كذلك أن «مالي قد توافق على زيادة عدد قوات البعثة»، مشيراً إلى أن «الطلب مبرر ومنطقي بعد انسحاب قوات العديد من الدول من (مينوسما)، بالإضافة إلى الانسحاب الفرنسي».


مقالات ذات صلة

هل تتسع المواجهات بين التنظيمات المتطرفة في مالي؟

العالم هل تتسع المواجهات بين التنظيمات المتطرفة في مالي؟

هل تتسع المواجهات بين التنظيمات المتطرفة في مالي؟

وسط محاولات لإنقاذ «اتفاق سلام هش» مع جماعات مسلحة انفصالية، وتصاعد الصراع على النفوذ بين تنظيمات «إرهابية» في مالي، دعا تنظيم «داعش» جميع الجماعات المسلحة المتنافسة معه في البلاد، إلى إلقاء أسلحتها والانضمام إلى صفوفه. وهي الرسالة التي يرى خبراء أنها موجهة إلى «الجماعات المسلحة المحلية التي وقعت اتفاقية السلام لعام 2015، إضافة إلى تنظيم (القاعدة) في مالي ومنطقة الساحل»، الأمر الذي «يزيد من هشاشة الأوضاع الأمنية في البلاد، ويدفع نحو مواجهات أوسع بين التنظيمات المتطرفة».

العالم العربي عودة «النصرة» إلى الواجهة في مالي تعزز خوف الجزائر على «اتفاق السلام»

عودة «النصرة» إلى الواجهة في مالي تعزز خوف الجزائر على «اتفاق السلام»

بينما تبنى تنظيم تابع لـ«القاعدة» في مالي اغتيال مسؤول بارز في البلاد، كثَفت الجزائر لقاءاتها مع الأطراف السياسية الداخلية لإنقاذ «اتفاق السلم»، الذي ترعاه منذ التوقيع عليه فوق أرضها عام 2015، من الانهيار، وتفادي إحداث فراغ بالمنطقة يتيح للجماعات المسلحة الانتشار من جديد. وأعلنت جماعة «نصرة الإسلام والمسلمين»، التي تتبع لـ«القاعدة» في مالي، مقتل عمر تراوري، مدير ديوان الرئيس الانتقالي، العقيد عاصمي غويتا، وثلاثة جنود وأسر اثنين آخرين من الجيش المالي.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
العالم تحطم مروحية عسكرية بحي سكني في باماكو

تحطم مروحية عسكرية بحي سكني في باماكو

تحطمت مروحية عسكرية، السبت، في حي سكني بعاصمة مالي، باماكو، أثناء عودتها من عملية لمكافحة المتشددين، بحسب ما أفادت القوات المسلحة ومصادر. وسقط عشرات الضحايا بتفجير انتحاري ثلاثي في وسط البلاد. وجاء حادث المروحية إثر تعرض مهمة إمداد للجيش لهجوم في وقت سابق في شمال البلاد المضطرب. وقالت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة في بيان: «نحو الساعة الواحدة وعشر دقائق بعد الظهر، تحطمت مروحية هجومية تابعة للقوات المسلحة المالية في منطقة سكنية في باماكو أثناء عودتها من مهمة عملانية».

«الشرق الأوسط» (باماكو)
العالم جماعة تابعة لـ«القاعدة» تتبنّى اغتيال مدير مكتب رئيس مالي

جماعة تابعة لـ«القاعدة» تتبنّى اغتيال مدير مكتب رئيس مالي

تبنَّت جماعة «نصرة الإسلام والمسلمين» التابعة لتنظيم «القاعدة الإرهابي»، هجوماً قرب الحدود الموريتانية، أدى إلى مقتل عمر تراوري مدير ديوان رئيس المجلس العسكري الحاكم الانتقالي مع 3 من مرافقيه، إضافة إلى مسؤوليتها عن هجوم في كمين آخر نفذته (الأربعاء) الماضي أسفر عن مقتل 7 جنود ماليين. وأفادت الرئاسة المالية (الخميس) بأن عمر تراوري مدير ديوان الرئيس الانتقالي العقيد عاصمي غويتا، هو أحد القتلى الأربعة الذين سقطوا في هجوم استهدفهم (الثلاثاء) بالقرب من بلدة نارا. وأعلنت جماعة «نصرة الإسلام والمسلمين» أنها شنَّت هجوماً آخر (الأربعاء) أسفر عن مقتل 7 جنود في مكمن بين سوكولو وفرابوغو (وسط مالي)، فيما ق

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
العالم العربي الجزائر تخشى انهيار «اتفاق السلام» في مالي

الجزائر تخشى انهيار «اتفاق السلام» في مالي

بعد اغتيال مسؤول بارز في مالي على يد تنظيم متشدد، تكثّف الجزائر لقاءاتها مع الأطراف السياسية الداخلية في البلد الأفريقي لإنقاذ «اتفاق السلم» - الموقّع في 2015 - من الانهيار، وتفادي إحداث فراغ في المنطقة قد يتيح للجماعات المسلحة الانتشار من جديد. وأعلنت جماعة «نصرة الإسلام والمسلمين» التابعة لتنظيم «القاعدة» في مالي، اغتيال عمر تراوري مدير ديوان الرئيس الانتقالي العقيد عاصمي غويتا و3 جنود، إضافة إلى أسْر اثنين آخرين من الجيش. وذكرت الجماعة في بيان أنها نصبت «مكمناً للجيش بين نارا وغيري، الثلاثاء الماضي، وقتلت مدير الديوان و3 جنود وأسَرَت اثنين، واستحوذت على أسلحة، فيما أصيب عنصر من الجماعة»، وت

«الشرق الأوسط» (الجزائر)

عطل يضرب تطبيقي «فيسبوك» و«إنستغرام»

انقطعت خدمة منصة «إنستغرام» عن أكثر من 23 ألف مستخدم (د.ب.أ)
انقطعت خدمة منصة «إنستغرام» عن أكثر من 23 ألف مستخدم (د.ب.أ)
TT

عطل يضرب تطبيقي «فيسبوك» و«إنستغرام»

انقطعت خدمة منصة «إنستغرام» عن أكثر من 23 ألف مستخدم (د.ب.أ)
انقطعت خدمة منصة «إنستغرام» عن أكثر من 23 ألف مستخدم (د.ب.أ)

أظهر موقع «داون ديتيكتور» الإلكتروني لتتبع الأعطال أن منصتي «فيسبوك» و«إنستغرام» المملوكتين لشركة «ميتا» متعطلتان لدى آلاف من المستخدمين في الولايات المتحدة، اليوم (الأربعاء).

وأبلغ أكثر من 27 ألف شخص عن وجود أعطال في منصة «فيسبوك»، وما يزيد على 28 ألفاً عن وجود أعطال في «إنستغرام»، وبدأ العطل في نحو الساعة 12:50 مساء بتوقيت شرق الولايات المتحدة.

وذكر موقع «داون ديتيكتور» أن «واتساب»، تطبيق التراسل المملوك لـ«ميتا»، توقف عن العمل أيضاً لدى أكثر من ألف مستخدم. وتستند أرقام «داون ديتيكتور» إلى بلاغات مقدمة من مستخدمين.

وربما يتفاوت العدد الفعلي للمستخدمين المتأثرين بالأعطال. وقالت «ميتا» إنها على علم بالمشكلة التقنية التي تؤثر في قدرة المستخدمين على الوصول إلى تطبيقاتها. وذكرت في منشور على منصة التواصل الاجتماعي «إكس»: «نعمل على إعادة الأمور إلى طبيعتها بأسرع ما يمكن ونعتذر عن أي إزعاج».

وكتب بعض مستخدمي «فيسبوك» و«إنستغرام» على منصة «إكس» منشورات تفيد بمواجهتهم عطلاً يعرض لهم رسالة «حدث خطأ ما»، وأن «ميتا» تعمل على إصلاح العطل. وأدّت مشكلة تقنية في وقت سابق من العام الحالي إلى عطل أثّر في مئات الألوف من مستخدمي «فيسبوك» و«إنستغرام» عالمياً. وواجهت المنصتان عطلاً آخر في أكتوبر (تشرين الأول)، لكنهما عادتا إلى العمل إلى حدّ كبير في غضون ساعة.