الفساد في أوكرانيا يلقي بظلاله على مناقشات المسؤولين الأميركيين

TT

الفساد في أوكرانيا يلقي بظلاله على مناقشات المسؤولين الأميركيين

ألقت قضية الفساد في الأجهزة الحكومية الأوكرانية بظلالها على مناقشات المسؤولين الأميركيين، خوفاً من أن تكون المساعدات التي تقدمها الولايات المتحدة عرضة لعمليات الاختلاس. وقالت فيكتوريا نولاند، وكيلة وزارة الخارجية للشؤون السياسية، في شهادتها، خلال جلسة استماع أمام لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ حول أوكرانيا، إن الإطاحة بالعديد من المسؤولين الأوكرانيين، الأسبوع الماضي «ترسل إشارة قوية للغاية». وأضافت: «لقد كنا واضحين للغاية في أننا بحاجة إلى رؤية خطوات مكافحة الفساد، بما في ذلك الحوكمة الرشيدة للشركات والإجراءات القضائية، أثناء ملاحقتهم هذه الحرب، للمضي قدماً». وكانت نولاند ترد على سؤال من السيناتور الديمقراطي، جيف ميركلي، الذي قال إنه قلق من أن الفساد في الحكومة الأوكرانية يمكن أن يكون «نوعاً من السرطان ينخر الدعم الذي يحتاجون إليه من جميع أنحاء العالم».
ويبدي المسؤولون الأميركيون، منذ بداية الحرب، قلقهم من الفساد في أوكرانيا، ويراقبون، بدقة، كيفية إنفاق المساعدات، المالية والعسكرية، خصوصاً أنهم على دراية بتاريخ الفساد السياسي فيها، وكيفية تحقيق مكاسب شخصية من خلال اختلاس المساعدات. ورغم تأكيدات المسؤولين الأميركيين والأوروبيين على أنه لا يوجد دليل على سرقة المساعدة لأوكرانيا، فإن طرح القضية من شأنه أن يهدد الدعم السياسي، سواء في واشنطن أو بروكسل، للمساعدة المستمرة في زمن الحرب، ولجهود إعادة الإعمار بعد الحرب.
وعبّر المسؤولون الأميركيون عن ارتياحهم للإجراءات التي اتخذها الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، مشيرين إلى أنها تظهر التزامه بمكافحة الفساد. وهو الشعار الذي رفعه زيلينسكي في حملته الانتخابية عام 2019، في مواجهة تقاليد موروثة من الفساد، منذ انفصال البلاد عن الاتحاد السوفياتي قبل أكثر من 30 سنة.
ورغم ذلك، تطلب الولايات المتحدة من المسؤولين الأوكرانيين تسجيل جميع المعدات العسكرية التي يتلقونها، وتتابع وصولها إلى الخطوط الأمامية، والإبلاغ عن استهلاك الذخائر وأي ضرر أو تدمير للأسلحة، بحسب «البنتاغون». وقام مسؤولو وزارة الدفاع بتدريب القوات الأوكرانية على أساليب للمساعدة في تتبع الأسلحة الأميركية، ويقوم أفراد أميركيون بإجراء عمليات تفتيش داخل أوكرانيا، حين تسمح الظروف الأمنية بذلك.
وقالت سيليست والاندر، مساعدة وزير الدفاع لشؤون الأمن الدولي، في جلسة الاستماع نفسها، إن الإدارة «لم ترَ دليلاً موثوقاً على أي تحويل للأسلحة التي قدمتها الولايات المتحدة خارج أوكرانيا». وأضافت أن «البنتاغون» كان يستخدم «آليات إشراف تتجاوز ممارساتنا المعيارية».


مقالات ذات صلة

كيف غيّر وصول ترمب لسدة الرئاسة بأميركا العالم؟

العالم الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث مع رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو خلال الجلسة العامة لقمة حلف شمال الأطلسي شمال شرقي لندن يوم 4 ديسمبر 2019 (أ.ف.ب) play-circle 01:00

كيف غيّر وصول ترمب لسدة الرئاسة بأميركا العالم؟

بدأ التأثير العالمي لولاية ترمب الرئاسية الثانية في الولايات المتحدة حيث يُشعر به بالفعل حتى قبل انطلاق العهد الجديد.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الولايات المتحدة​ جانب من لقاء بين بوتين وترمب في اليابان عام 2019 (أرشيفية - رويترز)

بوتين يهنّئ ترمب ويؤكد انفتاحه على الحوار بشأن أوكرانيا لتحقيق «سلام دائم»

سارع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى تهنئة دونالد ترمب، الاثنين، قبل ساعات من تنصيبه رئيساً، قائلاً إنه «منفتح على الحوار» بشأن أوكرانيا لتحقيق «سلام دائم».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا رجال الإطفاء يظهرون في موقع تعرض لهجوم صاروخي روسي على كييف (أ.ب)

روسيا: قصف كييف يأتي رداً على هجوم بصواريخ أميركية

ذكرت وزارة الدفاع الروسية أن هجوماً صاروخياً أسفر عن مقتل أربعة أشخاص في كييف، خلال الليل، جاء رداً على هجوم أوكراني في وقت سابق من الأسبوع.

«الشرق الأوسط» (كييف)
الولايات المتحدة​ الاستعدادات جارية لحفل تنصيب ترمب أمام مبنى الكابيتول في 12 يناير 2025 (أ.ف.ب)

ترمب في عهده الثاني: نسخة جديدة أم تكرار لولايته الأولى؟

يأمل كبار السياسيين بواشنطن في أن تكون إدارة دونالد ترمب الثانية مختلفة عن الأولى، وأن يسعى لتحقيق توازن في الحكم ومدّ غصن زيتون للديمقراطيين.

رنا أبتر (واشنطن)
أوروبا أفراد من القوات العسكرية البولندية خلال العرض العسكري لإحياء ذكرى انتصار بولندا على الجيش الأحمر السوفياتي عام 1920 في وارسو 15 أغسطس 2023 (رويترز)

كيف تستعد بولندا لإعادة التسلح الأوروبي؟

بوصفها «أفضل طالب» في حلف الناتو، تحاول بولندا إشراك شركائها في مواجهة تحدي زيادة الإنفاق الدفاعي ومواجهة التهديد الروسي، حسب تقرير لصحيفة «لوفيغارو».

«الشرق الأوسط» (وارسو)

ثروات ملياديرات العالم زادت تريليوني دولار في 2024

ناشطة ترفع لافتة تطالب بفرض الضرائب على الأثرياء خلال مظاهرة في لاهور بباكستان (إ.ب.أ)
ناشطة ترفع لافتة تطالب بفرض الضرائب على الأثرياء خلال مظاهرة في لاهور بباكستان (إ.ب.أ)
TT

ثروات ملياديرات العالم زادت تريليوني دولار في 2024

ناشطة ترفع لافتة تطالب بفرض الضرائب على الأثرياء خلال مظاهرة في لاهور بباكستان (إ.ب.أ)
ناشطة ترفع لافتة تطالب بفرض الضرائب على الأثرياء خلال مظاهرة في لاهور بباكستان (إ.ب.أ)

أظهرت دراسة نشرتها منظمة «أوكسفام» التنموية، الاثنين، أن ثروات أغنى أثرياء العالم تزداد بوتيرة أسرع من أي وقت مضى، وذلك قبيل انطلاق المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس.

ووفقاً للتقرير، فقد بلغ عدد المليارديرات في العالم 2769 مليارديراً في عام 2024، بزيادة قدرها 204 مقارنات بالعام السابق.

وفي الوقت نفسه، ظل عدد الأشخاص الذين يعيشون تحت خط الفقر الذي حدده البنك الدولي ثابتاً، بينما ارتفع عدد الأشخاص الذين يعانون من الجوع، وفقاً لـ«وكالة الأنباء الألمانية».

وتوقعت «أوكسفام» أنه سيكون هناك ما لا يقل عن خمسة ممن ستبلغ ثرواتهم تريليون دولار حول العالم بعد عشر سنوات.

ويعتمد تقرير «أوكسفام» على بيانات من مصادر مختلفة، بما في ذلك تقديرات لثروة المليارديرات التي أجرتها مجلة «فوربس» الأميركية وبيانات من البنك الدولي.

ووفقاً للتقرير، ارتفع مجموع ثروات أصحاب المليارات من 13 تريليون دولار إلى 15 تريليون دولار في عام 2024 وحده، بمعدل نمو أسرع ثلاث مرات من العام السابق.

وفي المتوسط، زادت ثروة الملياردير الواحد بمقدار 2 مليون دولار يومياً. كما أصبح أغنى 10 مليارديرات أكثر ثراء بمقدار 100 مليون دولار يومياً.

ماكينة طباعة النقود تقص أوراقاً نقدية من فئة 1 دولار في واشنطن (أ.ب)

حتى لو فقدوا 99 في المائة من ثروتهم بين عشية وضحاها، فسيظلون من أصحاب المليارات، بحسب «أوكسفام».

وبحسب التقرير فإن مصدر 60 في المائة من أموال المليارديرات تأتي من «الميراث أو السلطة الاحتكارية أو علاقات المحسوبية». ووفقاً لمنظمة «أوكسفام»، فإن 36 في المائة من ثروة المليارديرات في العالم تأتي من الوراثة. ويتضح هذا بشكل أكبر في الاتحاد الأوروبي، حيث يأتي 75 في المائة من الثروة من مصادر غير مكتسبة، و69 في المائة يأتي من الميراث وحده.

وقالت خبيرة الضرائب في «أوكسفام» الاتحاد الأوروبي، كيارا بوتاتورو: «ثروة أصحاب المليارات متزايدة، والخلاصة هي أن معظم الثروة ليست مكتسبة، بل موروثة».

وأضافت: «في الوقت نفسه، لم يتغير عدد الأشخاص الذين يعيشون في فقر في جميع أنحاء العالم تقريباً منذ تسعينيات القرن الماضي. ويحتاج قادة الاتحاد الأوروبي إلى فرض ضرائب أكثر على ثروة شديدي الثراء، بما في ذلك الميراث. ومن دون ذلك، فإننا نواجه خطر رؤية فجوة متزايدة الاتساع بين شديدي الثراء والأوروبيين العاديين».