«القاهرة للكتاب»: حضور لافت للأدباء الشباب

131 ألف شخص زاروا المعرض في أول أيام دورته الـ54

إقبال كبير في أول أيام معرض القاهرة للكتاب
إقبال كبير في أول أيام معرض القاهرة للكتاب
TT

«القاهرة للكتاب»: حضور لافت للأدباء الشباب

إقبال كبير في أول أيام معرض القاهرة للكتاب
إقبال كبير في أول أيام معرض القاهرة للكتاب

تحفل الدورة الـ54 من معرض القاهرة الدولي للكتاب، بحضور لافت للأدباء المصريين الشباب، في تجاربهم الأولى أو الثانية، وتتنوع أعمالهم ما بين تأليف الشعر والرواية والقصة القصيرة، والتجارب الشخصية، والكتابة الفنية. ويعجّ الكثير من صفحات «السوشيال ميديا» المصرية حالياً بصور أغلفة كتب المؤلفين الشباب، ومواعيد حفلات التوقيع داخل أروقة المعرض، ما يشير إلى وجود حراك شبابي لافت في المعرض، ليس من بوابة القراءة واقتناء الكتب هذه المرة، بل من زاوية التأليف.
وتقول هانم الشربيني، الصحافية بـمجلة «الإذاعة والتلفزيون» المصرية، والتي تشارك هذا العام في المعرض من خلال إصدارها الأول «أوراق أحمد زكي - خطابات الغرفة 2229»، إن «معرض القاهرة للكتاب يعد من بين مصادر قوة مصر الناعمة وظاهرة ثقافية تهم الوطن العربي كافة، بل إن معرض الكتاب بمنزلة عيد للقراء والمثقفين وتجربة ثرية لجميع الرواد ومناسبة مهمة لالتقاء القامات والأسماء الأدبية المرموقة».

وتضيف الشربيني: «المعرض يتميز هذا العام بزيادة أعداد رواده بشكل لافت رغم الأزمة الاقتصادية التي تمر بها مصر راهناً». وتوضح لـ«الشرق الأوسط» قائلة: «أرى أن الكتب التي يتم إصدارها قبل المعرض تأخذ حيزاً كبيراً من الانتشار إلى جانب الإصدارات الأخرى، وكتاب (أوراق أحمد زكي) يتميز بأنه كتابة أدبية عن طريق سرد الأوراق والخطابات الشخصية وكواليس الأعمال الفنية للفنان الراحل»، مشيرةً إلى أنها استفادت كثيراً من قراءاتها السابقة قبل طرح كتابها الأول، «فالقارئ الجيد هو كاتب جيد، وما تعلمته حرصت على دمجه مع خبرتي الصحافية بحس وشغف إنساني»، على حد تعبيرها.
وعن الحضور الشبابي الملاحَظ في المعرض خلال السنوات الأخيرة، يقول الناشر فتحي المزين: «الكُتاب الشباب هم من يعطون زخماً جماهيرياً كبيراً لمعرض القاهرة للكتاب»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط»: «معرض الكتاب له قيمة كبيرة، والمشاركة به مسؤولية ورغبة ملّحة لمحبي الكتابة والقراءة وعالم الورق، حيث عشرات الطبعات وحفلات التوقيع الضخمة، بالإضافة إلى خلق مساحة جديدة لدى مئات الآلاف من القراء الجدد».
وتعد هايدي ياسر، الطالبة بكلية الهندسة، جامعة القاهرة، من بين المؤلفين الشباب الذي يسجلون حضورهم في الدورة الجارية من المعرض، عبر ثاني أعمالهم الروائية «روبيانا». وتقول هايدي لـ«الشرق الأوسط»: «كانت بداياتي تتمثل في بعض المقالات على المواقع والصحف الإلكترونية وأيضاً مواقع التواصل الاجتماعي، ثم كانت أول تجربة روائية لي العام الماضي بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ53 من خلال رواية (فتاة مدينة الخطايا) والتي تدور أحداثها في مدينة لاس فيغاس الأميركية».

وتؤكد هايدي ياسر أن «التفاعل الذي حققته العام الماضي شجعها على إصدار ثاني عمل روائي». لافتة: «التجربة في حد ذاتها ممتعة، وحلم يتحقق وينمو عاماً بعد عام».
ويؤكد شهدي عطية، مؤلف كتاب «حدث في شارع الصحافة - أوراق ومعارك»، الذي يعد إصداره الأول، أن المعرض هذا العام شهد مشاركات أدبية شابة لافتة، قائلاً: «شهد معرض الكتاب هذا العام مشاركات متنوعة في مجالات الأدب والتاريخ من المؤلفين الشباب في مجالات الفن والأدب والتاريخ وحتى النوستالجيا».
ويضيف لـ«الشرق الأوسط»: «كتابي الأول (حدث في شارع الصحافة - أوراق ومعارك) هو مشروع أعمل عليه منذ عدة سنوات وسيكون هناك أكثر من جزء سيتم التركيز من خلاله على جوانب مجهولة من المعارك الصحافية، التي دارت من زمن ومع مرور الوقت أصبحت مجهولة».
ويشارك في الدورة الحالية من معرض القاهرة للكتاب 1047 ناشراً من 53 دولة من بينها السعودية، وشهد أول أيام فتحه للجمهور إقبالاً كبيراً بلغ 131 ألف زائر، حسب وزارة الثقافة المصرية.
ويحتفي المعرض هذا العام بالكاتب والشاعر الراحل صلاح جاهين (شخصية المعرض الرئيسية)، والكاتب كامل الكيلاني (شخصية معرض الطفل)، تحت شعار «على اسم مصر - معاً نقرأ، نفكر، نبدع».
في السياق نفسه، تشارك الكاتبة الشابة شيرين فكري للمرة الثالثة في المعرض، مضيفةً في تصريحات صحافية أن بداية رحلتها بالكتابة والنشر جاءت بمحض الصدفة عندما أقنعها زملاؤها بالتقديم في مسابقة إبداعية على مستوى الوطن العربي وفازت فيها بقصتها الأولى (لغة الخيول)، ونُشرت ضمن مجموعة قصصية للمبدعين الفائزين باسم (خيالات الظل) في معرض الكتاب عام 2019، لتكون نقطة انطلاقة مسيرتها الأدبية. وقالت شيرين: «في أعمالي أطرح دراما تمزج بين الواقعية والرومانسية، عبر حبكة جديدة وتكنيك مختلف»، موضحة أنها تهوى الكتابة منذ طفولتها.
وتشارك شيرين في المعرض بمجموعتها القصصية «لحظة سكون»، ورواية «أحلام صهيل الخيول»، و«شظايا القدر».


مقالات ذات صلة

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

يوميات الشرق رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

إنه «فضلو» في «بياع الخواتم»، و«أبو الأناشيد الوطنية» في مشواره الفني، وأحد عباقرة لبنان الموسيقيين، الذي رحل أول من أمس (الأربعاء) عن عمر ناهز 84 عاماً. فبعد تعرضه لأزمة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى، ودّع الموسيقي إيلي شويري الحياة. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أكدت ابنته كارول أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تعلم به عائلته. وتتابع: «كنت في المستشفى معه عندما وافاه الأجل. وتوجهت إلى منزلي في ساعة متأخرة لأبدأ بالتدابير اللازمة ومراسم وداعه.

يوميات الشرق ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

يعتمد الموسيقار المصري هشام خرما طريقة موحّدة لتأليف موسيقاه، تقتضي البحث في تفاصيل الموضوعات للخروج بـ«ثيمات» موسيقية مميزة. وهو يعتزّ بكونه أول موسيقار عربي يضع موسيقى خاصة لبطولة العالم للجمباز، حيث عُزفت مقطوعاته في حفل الافتتاح في القاهرة أخيراً.

محمود الرفاعي (القاهرة)
يوميات الشرق معرض «أحلام الطبيعة» في ألمانيا

معرض «أحلام الطبيعة» في ألمانيا

زائرون يشاهدون عرضاً في معرض «أحلام الطبيعة - المناظر الطبيعية التوليدية»، بمتحف «كونستبلاست للفنون»، في دوسلدورف، بألمانيا. وكان الفنان التركي رفيق أنادول قد استخدم إطار التعلم الآلي للسماح للذكاء الصناعي باستخدام 1.3 مليون صورة للحدائق والعجائب الطبيعية لإنشاء مناظر طبيعية جديدة. (أ ب)

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق «نلتقي في أغسطس»... آخر رواية لغارسيا ماركيز ترى النور العام المقبل

«نلتقي في أغسطس»... آخر رواية لغارسيا ماركيز ترى النور العام المقبل

ستُطرح رواية غير منشورة للكاتب غابرييل غارسيا ماركيز في الأسواق عام 2024 لمناسبة الذكرى العاشرة لوفاة الروائي الكولومبي الحائز جائزة نوبل للآداب عام 1982، على ما أعلنت دار النشر «راندوم هاوس» أمس (الجمعة). وأشارت الدار في بيان، إلى أنّ الكتاب الجديد لمؤلف «مائة عام من العزلة» و«الحب في زمن الكوليرا» سيكون مُتاحاً «عام 2024 في أسواق مختلف البلدان الناطقة بالإسبانية باستثناء المكسيك» و«سيشكل نشره بالتأكيد الحدث الأدبي الأهم لسنة 2024».

«الشرق الأوسط» (بوغوتا)

مشاجرة «مدرسة التجمع» تثير غضباً وانتقادات في مصر

وزارة التربية والتعليم في مصر (صفحة الوزارة على فيسبوك)
وزارة التربية والتعليم في مصر (صفحة الوزارة على فيسبوك)
TT

مشاجرة «مدرسة التجمع» تثير غضباً وانتقادات في مصر

وزارة التربية والتعليم في مصر (صفحة الوزارة على فيسبوك)
وزارة التربية والتعليم في مصر (صفحة الوزارة على فيسبوك)

أثارت مشاجرة وتلاسن بين فتيات في إحدى المدارس الخاصة الدولية بالتجمع الخامس (شرق القاهرة) غضباً وانتقادات، وطرحت تساؤلات حول مستوى التربية والتعليم، خصوصاً في المدارس الدولية التي يتطلّب الالتحاق بها مبالغ مالية كبيرة.

الواقعة -حسب ما رصدها متابعون نشروا مقاطع فيديو لها على «السوشيال ميديا»- جرت بين طالبة وثلاث طالبات، ويُظهر الفيديو جانباً من المعركة بين الطالبات، وإطلاق الشتائم بألفاظ نابية، في حين يقف زملاؤهن في حلقة مكتفين بمشاهدة المشاجرة.

وأصدرت المدرسة بياناً، السبت، بخصوص الواقعة، معلنةً أنها حدثت بعد نهاية اليوم الدراسي. وأوضحت في البيان أنه تمّ فصل الطالبات الثلاث اللاتي اعتدين على الطالبة، وتطبيق العقوبات الواردة في لائحة الانضباط الطلابي على الطلاب الذين صوّروا الواقعة والتفاعل معها بشكل سلبي. وأكد البيان أن المدرسة تحمّلت مسؤولياتها منذ اللحظة الأولى؛ حيث تمّ فض الشجار وتقديم الإسعافات الأولية إلى الطالبة المصابة، وسماع شهادتها وإخطار ولي أمرها، والتحقيق في الواقعة بالاستعانة بكاميرات المراقبة.

وعلّق كثير من مستخدمي «السوشيال ميديا» على تلك المشاجرة، وعدّوها دليلاً على تدهور مستوى التعليم، خصوصاً في المدارس الخاصة التي يحظى فيها الطلبة والطالبات بتعليم متميز ذي طابع دولي، كونهم ينتمون إلى طبقة ميسورة.

وكتب السيناريست المصري عبد الرحيم كمال، على حسابه في «فيسبوك»، معلقاً على المشاجرة: «ما حدث في مدرسة التجمع عار على التعليم كله في مصر».

كما كتب مصطفى عمار، رئيس تحرير جريدة «الوطن» المصرية، معلقاً على صفحته في «فيسبوك»، أن حادث مدرسة التجمع يكشف عن «أزمة غياب الأخلاق»، داعياً وزير التربية والتعليم إلى أن يكون هذا الحدث دافعاً لوضع خطة لتدريس مادة الأخلاق والمواطنة بالمدارس كلها من المرحلة الابتدائية إلى الثانوية، وتكون مادة نجاح ورسوب، متسائلاً عن إمكانية إلزام المدارس الدولية بتدريس تلك المادة.

وكتب صاحب حساب موثق على «فيسبوك» باسم «أحمد خالد»، أن ما يحدث في مدرسة التجمع «الإنترناشيونال» التي تتطلّب أموالاً كثيرة جداً، من سباب نابٍ وتكسير أنف طفلة في الصف السادس الابتدائي من زميلتها في الصف الثالث الثانوي، والأولاد الذين اكتفوا بتصوير الواقعة دون التدخل؛ كل ذلك يؤكد أن المسألة ليست لها علاقة بالأموال و«الكمبوندات» التي تدل على مستوى اجتماعي عالٍ، ولكن يُعيدنا إلى مسألة التربية والأخلاق.

وأصدرت وزارة التربية والتعليم المصرية بياناً حول الواقعة، ووجّه الوزير محمد عبد اللطيف بإرسال لجنة، الأحد، للتحقيق في واقعة التعدي على طالبة بمدرسة خاصة دولية بالقاهرة واتخاذ الإجراءات كافّة حيال المسؤولين عنها، وذلك في إطار الفيديو المتداول حول واقعة التعدي على طالبة في إحدى المدارس الخاصة الدولية بمحافظة القاهرة.

وأعلن المتحدث الإعلامي باسم وزارة التربية والتعليم، شادي زلطة، أن الوزير محمد عبد اللطيف أكد تعامل وزارة التربية والتعليم بحسم مع مثل هذه الظواهر، مشدداً على أن الدور التربوي للمدرسة يأتي في مقدمة الأولويات، ولا ينفصل عن تقديم منظومة تعليمية جيدة. وشدد الوزير على متابعته لنتائج التحقيق في الواقعة واتخاذ الإجراءات المناسبة كافّة حيال المسؤولين عنها، وفق بيان الوزارة.

وارتفع عدد المدارس الدولية في مصر من 168 مدرسة عام 2011 إلى 785 مدرسة في عام 2020، وفق تقرير لوزارة التربية والتعليم في عام 2021، وهو العام الذي شهد افتتاح 20 مدرسة أخرى خاصة، وحسب تقارير رسمية فقد كان عدد الملتحقين بالتعليم ما قبل الجامعي في مصر 22.5 مليون تلميذ في عام 2022، من بينهم 2.5 مليون طالب بالمدارس الخاصة، ووصل عدد الطلاب في عام 2024 إلى 28.5 مليون تلميذ، وفق بيان للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في مصر.