مستهلكو أميركا يقودون «نمواً يفوق التوقعات»

مخاوف التراجع لا تزال قائمة

العلم الأميركي يرفرف خارج بورصة وول ستريت بمدينة نيويورك (رويترز)
العلم الأميركي يرفرف خارج بورصة وول ستريت بمدينة نيويورك (رويترز)
TT
20

مستهلكو أميركا يقودون «نمواً يفوق التوقعات»

العلم الأميركي يرفرف خارج بورصة وول ستريت بمدينة نيويورك (رويترز)
العلم الأميركي يرفرف خارج بورصة وول ستريت بمدينة نيويورك (رويترز)

حافظ الاقتصاد الأميركي على وتيرة نمو قوية في الربع الرابع مع زيادة إنفاق المستهلكين على شراء السلع، لكن الزخم تباطأ بشكل ملموس فيما يبدو قرب نهاية العام، إذ أدى رفع أسعار الفائدة إلى تراجع الطلب.
وقالت وزارة التجارة الأميركية في تقديرات أولية لنمو الناتج المحلي الإجمالي خلال الربع الرابع، يوم الخميس، إن «الناتج المحلي نما بوتيرة معدلة سنويا بلغت 2.9 في المائة خلال الربع الماضي، ونما الاقتصاد 3.2 في المائة في الربع الثالث». وكان اقتصاديون توقعوا في استطلاع أجرته «رويترز» نمو الناتج المحلي بنسبة 2.6 في المائة فقط.
وربما يكون هذا هو آخر ربع سنوي يحقق فيه الاقتصاد نمواً قوياً قبل أن يظهر التأثير المتأخر لأسرع دورة تشديد نقدي ينفذها مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) منذ الثمانينات. ويتوقع معظم الاقتصاديين أن يشهد النصف الثاني من العام ركوداً، إلا أنه سيكون متوسطاً مقارنة بنوبات ركود سابقة.
وتراجعت مبيعات التجزئة بشدة خلال الشهرين الماضيين، ودخل قطاع الصناعات التحويلية في ركود، فيما يبدو مقتفياً أثر سوق الإسكان. وفي حين أن سوق العمل ما زالت قوية، فإن معنويات الأعمال تواصل تراجعها، وهو ما قد ينال في نهاية المطاف من عمليات التوظيف.
ومحا النمو القوي في النصف الثاني من العام أثر انكماش الاقتصاد 1.1 في المائة في الستة شهور الأولى. وبالنسبة لعام 2022 ككل، نما الاقتصاد 2.1 في المائة انخفاضاً من 5.9 في المائة في 2021. ورفع المركزي الأميركي أسعار الفائدة بمقدار 425 نقطة أساس خلال العام الماضي من مستوى يقترب من الصفر إلى نطاق بين 4.25 و4.5 في المائة، وهي أكبر زيادة منذ 2007.
وكان إنفاق المستهلكين، الذي يشكل أكثر من ثلثي النشاط الاقتصادي في الولايات المتحدة، هو الدافع الرئيسي للنمو، وشهد طفرة في الإنفاق على السلع في بداية الربع. واستمد الإنفاق الدعم من متانة سوق العمل إلى جانب فائض المدخرات الذي تراكم خلال جائحة «كوفيد - 19».
لكن الطلب على السلع المعمرة، التي يتم شراؤها بالآجل في غالب الأحوال، تراجعت واستنفدت بعض الأسر، لا سيما منخفضة الدخل، مدخراتها. وفقد إنفاق الشركات بعض قوته هو الآخر مع نهاية الربع الرابع.
وأظهر تقرير منفصل من وزارة العمل، يوم الخميس، انخفاض عدد الطلبات الجديدة للحصول على إعانة البطالة ستة آلاف طلب إلى مستوى معدل لاستيعاب العوامل الموسمية، بنسبة قدرها 186 ألفاً في الأسبوع المنتهي في 21 يناير (كانون الثاني) الحالي. وارتفع عدد الأشخاص الذين يتلقون إعانات بعد أول أسبوع من المطالبات بواقع 20 ألفاً إلى 1.675 مليون في الأسبوع المنتهي في 14 يناير.


مقالات ذات صلة

الكونغرس الأميركي يُحقّق في «أخلاقيات» المحكمة العليا

الولايات المتحدة​ الكونغرس الأميركي يُحقّق في «أخلاقيات» المحكمة العليا

الكونغرس الأميركي يُحقّق في «أخلاقيات» المحكمة العليا

تواجه المحكمة العليا للولايات المتحدة، التي كانت تعدّ واحدة من أكثر المؤسّسات احتراماً في البلاد، جدلاً كبيراً يرتبط بشكل خاص بأخلاقيات قضاتها التي سينظر فيها مجلس الشيوخ اليوم الثلاثاء. وتدور جلسة الاستماع، في الوقت الذي وصلت فيه شعبية المحكمة العليا، ذات الغالبية المحافظة، إلى أدنى مستوياتها، إذ يرى 58 في المائة من الأميركيين أنّها تؤدي وظيفتها بشكل سيئ. ونظّمت اللجنة القضائية في مجلس الشيوخ، التي يسيطر عليها الديمقراطيون، جلسة الاستماع هذه، بعد جدل طال قاضيين محافظَين، قبِل أحدهما وهو كلارنس توماس هبة من رجل أعمال. ورفض رئيس المحكمة العليا جون روبرتس، المحافظ أيضاً، الإدلاء بشهادته أمام الك

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الجمود السياسي بين البيت الأبيض والكونغرس يثير ذعر الأسواق المالية

الجمود السياسي بين البيت الأبيض والكونغرس يثير ذعر الأسواق المالية

أعلن رئيس مجلس النواب الأميركي كيفين مكارثي قبول دعوة الرئيس جو بايدن للاجتماع (الثلاثاء) المقبل، لمناقشة سقف الدين الأميركي قبل وقوع كارثة اقتصادية وعجز الحكومة الأميركية عن سداد ديونها بحلول بداية يونيو (حزيران) المقبل. وسيكون اللقاء بين بايدن ومكارثي في التاسع من مايو (أيار) الجاري هو الأول منذ اجتماع فبراير (شباط) الماضي الذي بحث فيه الرجلان سقف الدين دون التوصل إلى توافق. ودعا بايدن إلى لقاء الأسبوع المقبل مع كل من زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ تشاك شومر (ديمقراطي من نيويورك)، وزعيم الأقلية في مجلس النواب ميتش ماكونيل (جمهوري من كنتاكي)، وزعيم الأقلية في مجلس النواب حكيم جيفريز (ديمقراطي م

هبة القدسي (واشنطن)
الولايات المتحدة​ شاهد.... مراهق أميركي ينقذ حافلة مدرسية بعد فقدان سائقها الوعي

شاهد.... مراهق أميركي ينقذ حافلة مدرسية بعد فقدان سائقها الوعي

تمكّن تلميذ أميركي يبلغ 13 سنة من إيقاف حافلة مدرسية تقل عشرات التلاميذ بعدما فقد سائقها وعيه. وحصلت الواقعة الأربعاء في ولاية ميشيغان الشمالية، عندما نهض مراهق يدعى ديلون ريفز من مقعده وسيطر على مقود الحافلة بعدما لاحظ أنّ السائق قد أغمي عليه. وتمكّن التلميذ من إيقاف السيارة في منتصف الطريق باستخدامه فرامل اليد، على ما أفاد المسؤول عن المدارس الرسمية في المنطقة روبرت ليفرنوا. وكانت الحافلة تقل نحو 70 تلميذاً من مدرسة «لويس أي كارتر ميدل سكول» في بلدة وارين عندما فقد السائق وعيه، على ما ظهر في مقطع فيديو نشرته السلطات.

يوميات الشرق أول علاج بنبضات الكهرباء لمرضى السكري

أول علاج بنبضات الكهرباء لمرضى السكري

كشفت دراسة أجريت على البشر، ستعرض خلال أسبوع أمراض الجهاز الهضمي بأميركا، خلال الفترة من 6 إلى 9 مايو (أيار) المقبل، عن إمكانية السيطرة على مرض السكري من النوع الثاني، من خلال علاج يعتمد على النبضات الكهربائية سيعلن عنه للمرة الأولى. وتستخدم هذه الطريقة العلاجية، التي نفذها المركز الطبي بجامعة أمستردام بهولندا، المنظار لإرسال نبضات كهربائية مضبوطة، بهدف إحداث تغييرات في بطانة الجزء الأول من الأمعاء الدقيقة لمرضى السكري من النوع الثاني، وهو ما يساعد على التوقف عن تناول الإنسولين، والاستمرار في التحكم بنسبة السكر في الدم. وتقول سيلين بوش، الباحثة الرئيسية بالدراسة، في تقرير نشره الجمعة الموقع ال

حازم بدر (القاهرة)
آسيا شويغو: روسيا تعزز قواعدها في آسيا الوسطى لمواجهة أميركا

شويغو: روسيا تعزز قواعدها في آسيا الوسطى لمواجهة أميركا

نقلت وكالة الإعلام الروسية الحكومية عن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو قوله، اليوم (الجمعة)، إن موسكو تعزز الجاهزية القتالية في قواعدها العسكرية بآسيا الوسطى لمواجهة ما قال إنها جهود أميركية لتعزيز حضورها في المنطقة. وحسب وكالة «رويترز» للأنباء، تملك موسكو قواعد عسكرية في قرغيزستان وطاجيكستان، لكن الوكالة نقلت عن شويغو قوله إن الولايات المتحدة وحلفاءها يحاولون إرساء بنية تحتية عسكرية في أنحاء المنطقة، وذلك خلال حديثه في اجتماع لوزراء دفاع «منظمة شنغهاي للتعاون» المقام في الهند. وقال شويغو: «تحاول الولايات المتحدة وحلفاؤها، بذريعة المساعدة في مكافحة الإرهاب، استعادة حضورها العسكري في آسيا الوسطى

«الشرق الأوسط» (موسكو)

صدام جديد بين الديمقراطيين والجمهوريين لتجنب إغلاق الحكومة الفيدرالية

جانب من خطاب ترمب أمام الكونغرس في 4 مارس (د.ب.أ)
جانب من خطاب ترمب أمام الكونغرس في 4 مارس (د.ب.أ)
TT
20

صدام جديد بين الديمقراطيين والجمهوريين لتجنب إغلاق الحكومة الفيدرالية

جانب من خطاب ترمب أمام الكونغرس في 4 مارس (د.ب.أ)
جانب من خطاب ترمب أمام الكونغرس في 4 مارس (د.ب.أ)

يُصوّت المُشرّعون في مجلس النواب، الثلاثاء، على مشروع قانون للإنفاق الحكومي تقدّم به الجمهوريون لتوفير التمويل للوكالات الاتحادية لمدة ستة أشهر حتى نهاية سبتمبر (أيلول) المقبل، وتجنب إغلاق الحكومة مع نفاذ التمويل بحلول منتصف ليل الجمعة المقبل. وحظي مشروع القانون بتأييد الرئيس دونالد ترمب، لكنه أثار توقعات بصدام محتمل مع الديمقراطيين حول معايير الإنفاق الحكومي، وعدم وجود نصّ يُقنّن سلطات إيلون ماسك وإدارة كفاءة الحكومة في خطط خفض الإنفاق.

ويقترح مشروع القانون، المُكوّن من 99 صفحة، زيادة الإنفاق الدفاعي بنحو 6 مليارات دولار، وخفض الإنفاق غير الدفاعي بمقدار 13 مليار دولار عن مستوى التمويل لعام 2024. كما يتيح مشروع القانون المزيد من التمويل لتنفيذ أهداف الرئيس ترمب في تعزيز أمن الحدود. ويتطلب تمرير مشروع القانون تصويت الديمقراطيين الذين من المتوقَّع أن يعارضوه في غالبيتهم. وحتى إذا تمكن الجمهوريون من تمرير المشروع في مجلس النواب، فإنه سيواجه تحدياً أكبر في مجلس الشيوخ؛ حيث يحتاج إلى 60 صوتاً على الأقل لتمريره، وهو ما يتطلب ضمان 7 أصوات ديمقراطية على الأقل، مع ضمان تصويت كل الجمهوريين البالغ عددهم 53 مشرعاً.

رئيس مجلس النواب مايك جونسون يحاول تمرير مشروع قانون لتجنب إغلاق الحكومة الفيدرالية (أ.ف.ب)
رئيس مجلس النواب مايك جونسون يحاول تمرير مشروع قانون لتجنب إغلاق الحكومة الفيدرالية (أ.ف.ب)

وأكّد مايك جونسون، رئيس مجلس النواب، أن الرئيس ترمب يُؤيّد مشروع القانون في محاولة لجذب الجمهوريين لتأييده والحصول على ما يكفي من الأصوات لتمريره في مجلس النواب، مع وجود 218 نائباً جمهورياً مقابل 214 ديمقراطياً.

وقال ترمب عبر منصة «تروث سوشيال»، السبت: «لقد وضع مجلس النواب والشيوخ مشروع قانون تمويل جيد للغاية، ويجب على جميع الجمهوريين التصويت بــ(نعم)، الأسبوع المقبل»، مضيفاً بأحرف كبيرة: «لا معارضة».

جانب من خطاب ترمب أمام الكونغرس في 4 مارس (د.ب.أ)
جانب من خطاب ترمب أمام الكونغرس في 4 مارس (د.ب.أ)

وقد التقى ترمب مع المشرعين الجمهوريين في البيت الأبيض الأربعاء، لمناقشة كيفية تمرير أجندة الرئيس التشريعية، وتمرير مشروع قانون جمهوري يجمع بين تخفيضات الضرائب وخفض الإنفاق، في وقت لاحق من هذا العام.

اعتراضات جمهورية

يحتاج الجمهوريون إلى البقاء مُتّحدين لتمرير مشروع القانون، لكن رئيس مجلس النواب مايك جونسون يواجه اعتراضات من داخل الحزب يهدد هذه الوحدة. وقد أعلن النائب الجمهوري عن ولاية كنتاكي، توماس ماسي، أنه سيعارض مشروع القانون. وأعلن السيناتور الجمهوري راند بول أنه يعارض مشروع القانون، فيما أعلن السيناتور الديمقراطي من ولاية بنسلفانيا جون فيزمان أنه يساند مشروع القانون، مما يمنح الحزب الجمهوري صوتاً ديمقراطياً واحداً حتى الآن.

وأشارت قيادات الحزب الديمقراطي في مجلس النواب إلى أنّها ستعارض مشروع القانون، وجهود الحزب الجمهوري لإبقاء الحكومة مفتوحة. وطالبوا بتغييرات تضمن تمويل برامج الضمان الاجتماعي، والرعاية الطبية، وصحة المحاربين القدامى. وقال الديمقراطيون في بيان: «لا يمكننا دعم إجراء يهدد الرعاية الصحية، وفوائد التقاعد للأميركيين العاديين، كجزء من المخطط الجمهوري لدفع ثمن تخفيض الضرائب على الأثرياء، مثل إيلون ماسك». وأضاف البيان أن «الرعاية الصحية هي خطنا الأحمر».

زعيم الأقلية في مجلس النواب حكيم جيفريز متحدّثاً في مؤتمر صحافي 6 مارس (أ.ف.ب)
زعيم الأقلية في مجلس النواب حكيم جيفريز متحدّثاً في مؤتمر صحافي 6 مارس (أ.ف.ب)

وقال زعيم الأقلية، في مجلس النواب، حكيم جيفريز الديمقراطي عن نيويورك، إنه يعارض مشروع القانون. وتشكّك في قدرة الجمهوريون على الحصول على ما يكفي من الأصوات لتمريره. ويثير العديد من الديمقراطيين معارضتهم لما يتضمنه مشروع القانون من تخفيضات في الوظائف الفيدرالية، والبرامج الحكومية التي يحاربها ترمب وماسك.

ويواجه الديمقراطيون تحدياً كبيراً؛ فإنْ صوّت بعضهم لصالح مشروع القانون، فسيظهر صدع في موقف موحد للحزب، ويُقوّض حجّة أن مشروع القانون يُهدّد بخفض برامج الرعاية الصحية والضمان الاجتماعي. وإذا عارضوه، فإنهم سيواجهون هجمات من الجمهوريين تتهمهم بتأييد إغلاق الحكومة الفيدرالية.

بدورهم، يواجه الجمهوريون تحدياً من نوع آخر. فإذا فشلوا في تمرير مشروع القانون، فإن الحكومة الفيدرالية ستواجه خطر الإغلاق، مما سيضع إدارة الرئيس دونالد ترمب في حرج، خاصة أن مشروع القانون قدّمه الحزب الجمهوري الذي يسيطر على جميع أذرع السلطة في واشنطن، وسيعطي الفرصة للديمقراطيين لشن مزيد من الهجمات ضد سياسات ترمب وحزبه.