صور أقمار صناعية تظهر اتساع حجم مقبرة «فاغنر» في أوكرانيا

صورة جرى التقاطها في 24 يناير تظهر اتساع حجم مقبرة قوات «فاغنر» (ماكسار)
صورة جرى التقاطها في 24 يناير تظهر اتساع حجم مقبرة قوات «فاغنر» (ماكسار)
TT
20

صور أقمار صناعية تظهر اتساع حجم مقبرة «فاغنر» في أوكرانيا

صورة جرى التقاطها في 24 يناير تظهر اتساع حجم مقبرة قوات «فاغنر» (ماكسار)
صورة جرى التقاطها في 24 يناير تظهر اتساع حجم مقبرة قوات «فاغنر» (ماكسار)

اتسع حجم مقبرة تستخدمها مجموعة «فاغنر» الروسية لدفن جنودها المقتولين في حرب أوكرانيا، بشكل كبير خلال الأشهر الماضية، وفقاً لما أظهرته صور جرى التقاطها عبر الأقمار الصناعية.
وتُظهر الصور، التي جرى التقاطها في 24 يناير (كانون الثاني) وحصلت عليها صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية، زيادة عدد القبور في المقبرة المعروفة باحتواء مقاتلي «فاغنر»، إلى حوالي 170 قبراً؛ أي بنحو 7 أضعاف ما شُوهد في صور الأقمار الصناعية قبل شهرين فقط.

ويُعدّ هذا الاتساع دليلاً مرئياً نادراً يُظهر الخسائر التي تلقّتها المجموعة، التي دائماً ما يشيد رئيسها يفغيني بريغوجين بجهودها في الحرب ويرجع الفضل إليها في السيطرة على عدد من المدن؛ من بينها مدينة سوليدار في شرق أوكرانيا.
وتقول الحكومة الأميركية إن خسائر «فاغنر» في ساحة المعركة هي بالآلاف، وأن 90 % منهم هم من السجناء الذين جرى تجنيدهم للقتال، مقابل إطلاق سراحهم من السجن.
وجرى الكشف عن وجود القبور بالقرب من منشأة التدريب الأولية للمجموعة في قرية مولكين الجنوبية الشرقية، لأول مرة في ديسمبر (كانون الأول)، من قِبل فيتالي وتانوفسكي، الناشط والضابط السابق في القوات الجوية الروسية.
وقال وتانوفسكي (51 عاماً)، لـ«نيويورك تايمز»، إن موقع المقبرة كان غير معروف حتى أخبره السكان المحليون بأن المنطقة كانت تُستخدم لدفن جثث مقاتلي «فاغنر» التي لم يطالب بها أحد.
وعلى مدار عدة زيارات، قام وتانوفسكي بتصوير القبور ووضع الصور على قناته بتطبيق «تلغرام»، وأشار إلى أن السكان المحليين أخبروه بأن عدد القتلى أكبر بكثير، وأن الكثيرين من المقاتلين جرى إحراقهم على الأرجح.
وفي مقطع فيديو ظهر في سبتمبر (أيلول) الماضي، ألمح بريغوجين إلى وجود المقبرة أثناء تجنيد نزلاء من نظام السجون الروسي، ووعد بالعناية برفاتهم إذا ماتوا في القتال.
وبعد 10 أيام من كشف وتانوفسكي عن موقع المقبرة، نشرت وسائل الإعلام المُوالية لـ«الكرملين» عدة مقاطع فيديو تُظهر بريغوجين وهو يضع الزهور على قبر في المقبرة.
https://www.youtube.com/watch?v=kMj5DT3K5zk
وأظهرت مقاطع الفيديو أيضاً صفوفاً من القبور المحفورة حديثاً، كل منها مزيَّن بأكاليل الزهور في شكل وألوان شعار «فاغنر».
ووفقاً لـ«نيويورك تايمز»، ظهر ما لا يقل عن 16 من الأسماء وتواريخ الميلاد التي شُوهدت على القبور التي جرى تصويرها في مقاطع الفيديو في قواعد بيانات على الإنترنت لأشخاص أدينوا بجرائم في روسيا.
ويوم الجمعة الماضي، صنَّفت الولايات المتحدة «فاغنر» على أنها «منظمة إجرامية دولية»، وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي إن المجموعة «تُواصل ارتكاب فظائع وانتهاكات لحقوق الإنسان على نطاق واسع»، وأنها تنشر نحو «خمسين ألف» شخص في أوكرانيا، معظمهم سجناء صدرت بحقّهم أحكام في روسيا.
https://twitter.com/aawsat_News/status/1616537298086101001?s=20&t=Ckak2fQObdJ89nF4XbTBPg
وأضاف كيربي: «لا نزال نعتبر أن لدى مجموعة (فاغنر) حالياً نحو 50 ألف شخص منتشرين في أوكرانيا؛ 10 آلاف منهم من المرتزقة، و40 ألف سجين»، إلى درجة أن لدى وزارة الدفاع الروسية «تحفظات» عن «سبل التجنيد» التي تعتمدها المجموعة.
وأعلن المسؤول أن واشنطن لن تكتفي بإعلان المجموعة منظمة إجرامية، وستفرض عليها عقوبات أخرى.
وحذر كيربي أي دولة أو شركة تقدم الدعم لمجموعة «فاغنر»، وحذر بشكل خاص كوريا الشمالية واتهمها بمساعدة المجموعة بشكل مباشر عن طريق نقل الأسلحة إليها.
وكانت واشنطن قد فرضت قيوداً على التجارة مع مجموعة «فاغنر» في عام 2017، ومرة أخرى في ديسمبر (كانون الأول)؛ في محاولة لتقييد وصولها إلى الأسلحة.
وفرض الاتحاد الأوروبي عقوباته الخاصة في ديسمبر 2021 على المجموعة التي تنشط في سوريا وليبيا وأفريقيا الوسطى والسودان وموزمبيق ومالي، وكذلك أوكرانيا.


مقالات ذات صلة

زيلينسكي: روسيا لا تريد السلام وتضع شروطاً غير ضرورية

أوروبا صورة ملتقطة في 15 فبراير 2025 في ميونيخ بألمانيا تظهر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في مؤتمر صحافي على هامش مؤتمر ميونيخ الأمني ​​(د.ب.أ)

زيلينسكي: روسيا لا تريد السلام وتضع شروطاً غير ضرورية

اتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اليوم (الاثنين)، روسيا بأنها لا تريد السلام، وقال إنها تضع شروطاً غير ضرورية لوقف إطلاق النار.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا امرأة من منطقة غونتشاروفكا على مشارف سودجا (يمين) تتفاعل خلال لقاء قريبة لها في نقطة إغاثة تابعة لوزارة الطوارئ الروسية غرب كورسك الاثنين (أ.ف.ب)

كيف انهار الجيب الأوكراني في كورسك الروسية؟

انسحبت القوات الأوكرانية على نحو شبه كامل من منطقة كورسك الروسية، لتنهي بذلك هجوماً فاجأ الكرملين الصيف الماضي بسرعته وجسارته.

الولايات المتحدة​ الرئيس ترمب وبوتين سيعقدان محادثة هاتفية الثلاثاء لمناقشة الحرب في أوكرانيا (أ.ف.ب)

 ترمب وبوتين يناقشان «تبادل أراضٍ» لإنهاء حرب أوكرانيا

من المقرر أن يجري الرئيس الأميركي دونالد ترمب، محادثة هاتفية مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين الثلاثاء، تتطرق إلى سبل إنهاء حرب أوكرانيا.

هبة القدسي (واشنطن)
العالم كير ستارمر رئيس الوزراء البريطاني خلال مؤتمر صحافي عقب اجتماع افتراضي مع زعماء دوليين بشأن دعم أوكرانيا في لندن 15 مارس 2025 (إ.ب.أ)

استعداد «عدد كبير» من الدول لإرسال جنود لضمان وقف النار في أوكرانيا

أعلنت الحكومة البريطانية، الاثنين، أن «عدداً كبيراً» من البلدان أعرب عن استعداده لإرسال قوّات بغية ضمان وقف محتمل لإطلاق النار في أوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (لندن)
أوروبا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال حضوره اجتماعاً مع قادة أركان جيوش الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي في باريس في 11 مارس (أ.ف.ب)

تساؤلات حول نشر قوة سلام في حال إبرام هدنة بأوكرانيا

تتقاسم باريس ولندن الدور الريادي لجهة الدفع باتجاه تشكيل قوة مشتركة يمكن أن تنضم إليها دول أخرى للإشراف على هدنة محتملة في الحرب بين روسيا وأوكرانيا.

ميشال أبونجم (باريس)

صحافيون معرّضون للخطر بعد تفكيك ترمب وسائل إعلام مموّلة أميركياً

مبنى المقر الرئيسي لإذاعة «صوت أميركا» قرب مبنى الكابيتول الأميركي في واشنطن (إ.ب.أ)
مبنى المقر الرئيسي لإذاعة «صوت أميركا» قرب مبنى الكابيتول الأميركي في واشنطن (إ.ب.أ)
TT
20

صحافيون معرّضون للخطر بعد تفكيك ترمب وسائل إعلام مموّلة أميركياً

مبنى المقر الرئيسي لإذاعة «صوت أميركا» قرب مبنى الكابيتول الأميركي في واشنطن (إ.ب.أ)
مبنى المقر الرئيسي لإذاعة «صوت أميركا» قرب مبنى الكابيتول الأميركي في واشنطن (إ.ب.أ)

حذّرت منظمة «مراسلون بلا حدود»، الاثنين، من أن الخطوات التي يتّخذها الرئيس الأميركي دونالد ترمب لتفكيك وسائل إعلام عالمية تموّلها الولايات المتحدة على غرار إذاعة «صوت أميركا»، من شأنها تعريض صحافيي هذه المؤسسات للخطر.

باشرت إدارة ترمب، الأحد، عمليات تسريح واسعة النطاق في إذاعة «صوت أميركا» (فويس أوف أميركا) ووسائل إعلام أخرى تمولها الولايات المتحدة، بعد يومين على توقيع سيّد البيت الأبيض أمراً تنفيذياً يوقف عمل «الوكالة الأميركية للإعلام العالمي»، المشرفة على الإذاعة، وذلك في أحدث تدابيره لخفض الإنفاق في الحكومة الفيدرالية.

وقالت منظمة «مراسلون بلا حدود» إنها «تطلق جرس الإنذار على خلفية مخاطر تواجه طواقم الوكالة الأميركية للإعلام العالمي حول العالم، بينهم تسعة صحافيين مسجونين حالياً في الخارج بسبب عملهم».

وجاء في بيان للمدير العام لـ«مراسلون بلا حدود» تيبو بروتان أن «إدارة ترمب ترسل إشارة تقشعرّ لها الأبدان: الأنظمة الاستبدادية على غرار بكين وموسكو باتت لديها الحرية لنشر دعايتها من دون رادع».

وقال بروتان إن القرار ينطوي على «خيانة» لصحافيي الوكالة الأميركية للإعلام العالمي التسعة المسجونين في أذربيجان وبيلاروس وبورما وروسيا وفيتنام و«يجعل آلافاً آخرين عاطلين عن العمل ومعرّضين للخطر» بسبب عملهم.

تشرف الوكالة الأميركية للإعلام العالمي على وسائل إعلام عدة بينها «إذاعة أوروبا الحرة - راديو ليبرتي» التي تأسست خلال الحرب الباردة للوصول إلى التكتل السوفياتي السابق، وإذاعة «آسيا الحرة» التي تأسست لتوفير تغطية للصين وكوريا الشمالية وبلدان آسيوية أخرى يخضع الإعلام فيها لقيود مشددة.

إضافة إلى «مراسلون بلا حدود»، حذّرت منظّمات إعلامية في أوروبا من مخاطر التدابير التي يتّخذها ترمب على صعيد تجميد التمويل.

وجاء في بيان لـ«فرانس ميديا موند» و«دويتشه فيلي» أن «هذه الخطوة تهدّد بحرمان ملايين الأشخاص حول العالم من مصدر حيوي للمعلومات المتوازنة التي تم التحقق منها، خصوصاً في بلدان تعد فيها الصحافة المستقلة نادرة أو معدومة».

وتابع البيان: «هذه الخطوة تثير قلقاً بالغاً؛ نظراً إلى الدور الذي تؤديه الولايات المتحدة منذ زمن في الدفاع عن حرية الصحافة».