قبل نحو أسبوعين من الزيارة المرتقبة لوزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى بكين، أعلنت إدارة الرئيس جو بايدن أنها ستضاعف ضغوطها على الصين لوقف شراء النفط من إيران، في وقت تسعى فيه الولايات المتحدة إلى فرض عقوبات ترمي إلى لجم النشاطات النووية الإيرانية.
وقال المبعوث الأميركي الخاص لإيران روبرت مالي لتلفزيون «بلومبرغ» إن «الصين هي الوجهة الرئيسية للصادرات غير المشروعة من إيران»، مضيفاً أن الولايات المتحدة مستعدة لـ«تكثيف» المحادثات بغية إقناع الصين بوقف مثل هذه المشتريات. ويأتي ذلك في ظل مساعٍ أميركية لوقف انتهاك العقوبات التي فرضتها واشنطن على طهران وصادراتها النفطية منذ عام 2018 بعد إعلان الرئيس السابق دونالد ترمب انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي، الذي يعرف رسمياً باسم خطة العمل الشاملة المشتركة لعام 2015.
ويهدف الاتفاق إلى احتواء برنامج إيران النووي مقابل رفع العقوبات الدولية والأميركية عنها. ورداً على الانسحاب الأميركي، كثفت طهران تخصيب اليورانيوم ونشاطاتها النووية الأخرى.
وتفيد تقارير بأن شحنات إيران من النفط الخام والمنتجات المكررة زادت في الأشهر الأخيرة، علماً بأن الكثير من النفط يتجه إلى الصين، وهي أكبر مستورد للنفط في العالم. وارتفع إنتاج النفط في إيران إلى نحو 1.4 مليون برميل يومياً الشهر الماضي، في أعلى مستوى له منذ أربع سنوات، وفقًا لشركة «فورتيكسا» لتحليلات الشحن.
ونفى مالي أن تكون الولايات المتحدة - كما يتكهن بعض تجار الطاقة - سعيدة بوجود النفط الإيراني في الأسواق العالمية طالما أنه يساعد في إبقاء الأسعار تحت السيطرة. وارتفع خام برنت إلى نحو 130 دولاراً للبرميل في أعقاب غزو روسيا لأوكرانيا في فبراير (شباط) الماضي، مما تسبب في ارتفاع حاد في أسعار البنزين في الولايات المتحدة وأضر بالرئيس جو بايدن سياسياً. وانخفض خام برنت منذ ذلك الحين إلى 88 دولاراً، لكن العديد من المحللين، وبعضهم يعمل لدى مجموعة غولدمان ساكس ومورغان ستانلي، توقعوا أن يرتفع السعر إلى أكثر من مائة دولار مرة أخرى في وقت لاحق من هذا العام.
وقال مالي عن صادرات النفط الإيرانية المتزايدة: «لا، لسنا بخير. هل يمكننا تنفيذ عقوباتنا بشكل مثالي؟ لا. لكننا سنفعل كل ما في وسعنا للتأكد من أنها تطبق». وأضاف: «قلقون من صادرات النفط الإيرانية إلى الصين»، مؤكداً أن بلاده «ستتخذ الخطوات التي يتعين علينا اتخاذها لوقف تصدير النفط الإيراني. لم نخفف أياً من عقوباتنا ضد إيران، خاصة تلك المتعلقة ببيع إيران للنفط». وكرر تصريحات مسؤولين أميركيين أن المحادثات مع إيران في شأن إحياء الاتفاق النووي انهارت إلى حد كبير. وأكد أن الولايات المتحدة تركز على منع إيران من استخدام العنف ضد المتظاهرين في الداخل ومنعها من دعم العمليات الروسية في أوكرانيا. وقال: «تحول تركيزنا إلى قتل إيران لمواطنيها وما يمكننا القيام به لمواجهة ذلك، وإلى مساعدة إيران في قتل روسيا لمواطنين أوكرانيين وما يمكننا القيام به لردع ووقف ذلك». وشدد على أن «الاتفاق النووي ليس على جدول أعمالنا».
واشنطن تضغط على الصين لوقف شراء النفط الإيراني
واشنطن تضغط على الصين لوقف شراء النفط الإيراني
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة