يُرتقب إعلان لائحة المرشحين لنيل جوائز الأوسكار، اليوم الثلاثاء، بينما يُتوقَّع أن تكافئ الأكاديمية أفلاماً حققت نجاحات بارزة وإيرادات عالية لصالات السينما التي تضررت بشدة جراء جائحة «كوفيد - 19»، أبرزها تتمة فيلم «توب غَن» الشهير.
ويبدو أنّ العمل الذي يؤدي فيه توم كروز دور البطولة هو الأوفر حظاً لترشيحه في فئة «أفضل فيلم»، وهي الجائزة الأبرز في السينما الأميركية، والعالمية أيضاً.
ويُرتقب أن تُعلن لائحة الترشيحات الثلاثاء اعتباراً من الساعة 13,30 بتوقيت غرينتش، قبل حفلة توزيع الجوائز المُعتزم إقامتها في 12 مارس (آذار).
ومن بين الأعمال الأخرى المُتوقّع ترشيحها لنيل جائزة أفضل فيلم، «أفاتار: ذي واي أوف ووتر» و«بلاك بانثر: واكاندا فوريفر» والعمل السريالي «إيفريثينغ إيفريوير أول آت وانس» و«ذي فيبلمانز» المُستوحى بصورة كبيرة من طفولة ستيفن سبيلبرغ.
مشهد من فيلم «إيفريثينغ إيفريوير أول آت وانس»
ويتوقّع آخرون ترشيح الفيلم الكوميدي التراجيدي الآيرلندي «ذي بانشيز أوف إنيشيرين»، وفيلم «إلفيس» عن ملك موسيقى «الروك أند رول»، إلفيس بريسلي، وفيلم «تار» الذي تؤدي كيت بلانشيت دور البطولة فيه.
ويقول الصحافي المتخصص كلايتن دايفس لمجلة «فرايتي» إنّ «هذه السنة هي إحدى أكثر السنوات غموضاً فيما يتعلّق بالترشيحات»، مشيراً إلى أنّه تحدّث «أكثر من أي عام مضى» إلى مصادر عدة بين أعضاء أكاديمية فنون السينما وعلومها، الذين يصوّتون لاختيار لائحة الأعمال المُرشحة، في محاولة لمعرفة توجهاتهم.
ويقول دايفس في حديث إلى «وكالة الصحافة الفرنسية»: «هذه المرة الأولى في مسيرتي المهنية التي لا أحوز فيها سوى القليل من المعطيات والمعلومات».
ومن بين العوامل التي تجعل اختيار الأعمال المرشحة عملية معقدة، انضمام أعضاء جدد من خارج الولايات المتحدة إلى الأكاديمية، الذين ينسب إليهم البعض نجاحات غير أميركية مثل فيلم «باراسايت» الكوري الجنوبي عام 2020 مثلاً.
توم كروز في «توب غن: مافريك»
ويضيف دايفس: «شهدنا ترشيحات لأعمال أجنبية كثيرة خلال السنوات الأخيرة، وأعتقد بأنّ هذا الأمر سيستمر».
ويحقق الفيلم الألماني «أول كوايت أون ذي ويسترن فرونت» زخماً كبيراً مع نيله ترشيحات عدة لجوائز «بافتا» البريطانية، بينما يحظى فيلم «آر آر آر» الهندي، الذي لاقى نجاحاً وشعبية، بدعم قوي جداً.
أما في الفئات الفردية، فيُرجّح ترشيح بريندان فرايزر (ذي وايل)، وكولين فاريل (ذي بانشيز أوف إنيشيرين)، وأوستن بتلر (إلفيس) لنيل «أوسكار أفضل ممثل عن عمل درامي».
أما في فئة أفضل ممثلة، فتبدو واضحة حظوظ كل من كيت بلانشيت (تار)، وميشيل يوه (إيفريثينغ إيفريوير أول آت وانس).
كيت بلانشيت في فيلم «تار»
* ختام لموسم سينمائي لا يزال متأثراً بالجائحة
ويُتوقّع أن يبرز بين الأسماء المرشحة في فئة «أفضل ممثل في دور مساعد»، الفيتنامي كي هوي (إيفريثينغ إيفريوير أول آت وانس)، الذي أدّى عندما كان طفلاً أحد الأدوار في فيلم «إنديانا جونز أند ذي تامبل أوف دوم» قبل أربعين عاماً.
ومن المُرجح ترشيح أنجيلا باسيت (بلاك بانثر: واكاندا فوريفر) لنيل جائزة أفضل ممثلة في دور مساعد. وستصبح في حال حظيت بالترشيح أول نجمة من فيلم ينتمي إلى عالم مارفل تنال ترشيحاً في جوائز الأوسكار.
وفي فئة «أفضل مُخرج»، يُتوقع أن يبرز بين المرشحين ستيفن سبيلبرغ عن فيلمه «ذي فيبلمانز» القريب من السيرة الذاتية.
مشهد من فيلم «ذي فيبلمانز»
وسيعلن الممثلان ريز أحمد (ساوند أوف ميتل) وأليسون ويليانز (غيرلز) قائمة ترشيحات الأوسكار من لوس أنجليس اعتباراً من الساعة 5,30 بالتوقيت المحلي (13,30 بتوقيت غرينتش).
وتشهد نسب المتابعة التلفزيونية لحفلات توزيع الجوائز، وبينها الأوسكار، انخفاضاً، علماً بأنّ الأكاديمية منحت مكافآتها في السنوات الأخيرة إلى أفلام مستقلة لا تحظى بشهرة كبيرة منها «نومادلاند» و«كودا».
ويبدي لاعبون كثر في المجال السينمائي آمالهم في أن تُوزَّع الترشيحات بصورة متساوية بين الأفلام الرائجة لعام 2022، التي كان ينتظرها محبو السينما بحماسة بعد الجائحة.
وفي شباك التذاكر نهاية الأسبوع الماضي، تجاوزت عائدات الجزء الثاني من فيلم الخيال العلمي للمخرج جيمس كامرون ملياري دولار حول العالم.
وحقق «توب غن: مافريك»، الذي بدأ عرضه في مايو (أيار) عندما لم يكن النجاح مضموناً للعروض داخل صالات السينما، إجمالي إيرادات تقدر بـ1,5 مليار دولار. ويتوقع كلايتن دايفس احتمال أن يفوز هذا العمل بـ«أوسكار أفضل فيلم درامي».
وتختتم حفلة الأوسكار موسماً سينمائياً لا يزال متأثراً بالجائحة، التي بسببها لا تزال دور سينما كبرى تواجه صعوبات للتعافي، بينها مجموعة «سينيوورلد»، ثاني أكبر سلسلة لدور السينما في العالم.