الصومال: مقتل 40 من عناصر «الشباب» في عملية عسكرية

الحكومة أكدت القضاء على منفذي هجوم بلدية العاصمة

مؤتمر علماء الدين الصوماليين في مقديشو (الرئاسة الصومالية)
مؤتمر علماء الدين الصوماليين في مقديشو (الرئاسة الصومالية)
TT

الصومال: مقتل 40 من عناصر «الشباب» في عملية عسكرية

مؤتمر علماء الدين الصوماليين في مقديشو (الرئاسة الصومالية)
مؤتمر علماء الدين الصوماليين في مقديشو (الرئاسة الصومالية)

أعلن الجيش الصومالي، أمس، أنه قتل 40 من عناصر «حركة الشباب» المتطرفة في عملية عسكرية نفذها بمحافظة مدغ، بينما أكدت الحكومة الصومالية، أن قواتها الأمنية وجهاز الأمن والمخابرات التابعة له، قتلت جميع منفذي الهجوم الإرهابي الذي نفذته الحركة أول من أمس ضد مقر بلدية العاصمة مقديشو.
وقالت وكالة الصومال الرسمية للأنباء، إن ما وصفته بعملية عسكرية مخططة، تمت بالتعاون مع الشركاء الدوليين في منطقة بير فارح، شمالي مدينة حررطيري، التي شهدت خلال الأيام الأخيرة تجمع عناصر الحركة المرتبطة بتنظيم «القاعدة» فيها، مشيرة إلى سيطرة الجيش بشكل كامل على المنطقة، وبدء عملية تمشيط واسعة لتعزيز الأمن والاستقرار.
بدوره، أعلن صادق آدم، الناطق باسم الشرطة الصومالية، أن قوات الأمن التي تصدت لهجوم شنّته عناصر الحركة ضد مقر بلدية العاصمة كانت يقظة، وأحبطت محاولة الإرهابيين، لافتاً إلى مقتل ستة مدنيين جراء الهجوم.
وكانت وزارة الإعلام الصومالية، أعلنت في بيان، أن الشرطة التي أنقذت المسؤولين، وموظفي البلدية، تصدت للعناصر الإرهابية وتمكنت من تصفية المقاتلين البالغ عددهم 6 إرهابيين.
بدوره، تعهد القائم بأعمال محافظ بنادر عيسى غوري، لدى زيارته مساء أول من أمس، لجرحى الهجوم، بتكفل الحكومة بتكاليف علاجهم.
واقتحم انتحاري يقود سيارة محملة بالمتفجرات بوابة مبنى حكومي في العاصمة مقديشو، ثم اقتحم مقاتلون مسلحون من «حركة الشباب» الإرهابية مقر الحكومة الإقليمية، الذي يضم مكتب رئيس بلدية مقديشو وحاكم منطقة بنادير المحيطة بها.
وفتح المهاجمون النار فقتلوا ستة أشخاص على الأقل، في حين قال ضابط بالشرطة الصومالية لوكالة الأنباء الألمانية، إن من بين القتلى اثنين من قوات الأمن وثلاثة مدنيين والانتحاري، وتم إجلاء رئيس البلدية، وكذلك العديد من المسؤولين الآخرين.
وأعلنت «حركة الشباب» مسؤوليتها عن الهجوم عبر محطة الإذاعة «الأندلس» الموالية لها.
وافتتح، أمس، الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود، في مقديشو، مؤتمر علماء الصومال، الذي ينظمه وزير الأوقاف والشؤون الدينية مختار روبو، القيادي السابق بـ«حركة الشباب»، لمدة أربعة أيام؛ بهدف تسليط الضوء على موقف الدين الإسلامي من الأعمال الإجرامية لميليشيات الخوارج، وتصحيح المفهوم الخاطئ عن الدين الإسلامي. وقال رئيس المجلس الأعلى لعلماء الصومال الشيخ أويس عبدي، إن المؤتمر يسعى لتوضيح موقف الشرع الإسلامي من محاربة الخوارج، لافتاً إلى أنه سيتم أيضاً تشكيل المجلس الوطني للشؤون الإسلامية وقواعد عمله.
وتشهد الدولة، التي تعصف بها الأزمات في القرن الأفريقي والتي يبلغ عدد سكانها نحو 16 مليون نسمة، هجمات إرهابية وأعمال عنف أخرى منذ سنوات، وخاصة من قِبل «حركة الشباب».


مقالات ذات صلة

بدء محاكمة الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات الباكستانية

آسيا اللفتنانت جنرال فيض حميد (منصة إكس)

بدء محاكمة الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات الباكستانية

بدأ الجيش الباكستاني محاكمة الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات الباكستانية، في خطوة من المحتمل أن تؤدي إلى تفاقم التحديات القانونية ضد رئيس الوزراء السابق المسجون.

«الشرق الأوسط» (إسلام آباد)
أوروبا أمرت النيابة العامة الفيدرالية بألمانيا باعتقال رجل يشتبه في كونه عضواً بجماعة «حزب الله» اللبنانية بهانوفر حيث يُعتقد أنه يعمل لصالحها داخل ألمانيا (د.ب.أ)

ألمانيا: إيداع سوري مشتبه في تعاطفه مع «داعش» بالحبس الاحتياطي

بعد عملية واسعة النطاق نفذتها الشرطة البافارية الأحد تم إيداع شخص يشتبه في أنه من المتعاطفين مع «تنظيم داعش» قيد الحبس الاحتياطي.

«الشرق الأوسط» (ميونيخ - شتوتغارت )
آسيا شرطي يراقب أفراداً من الأقلية المسيحية الباكستانية وهم يستعرضون مهاراتهم في الاحتفال بأعياد الميلاد على أحد الطرق في كراتشي بباكستان 8 ديسمبر 2024 (إ.ب.أ)

باكستان: مقتل شخصين يحملان متفجرات بانفجار قرب مركز للشرطة

انفجرت عبوة ناسفة كان يحملها مسلحان مشتبه بهما على دراجة نارية في جنوب غربي باكستان، بالقرب من مركز للشرطة، الاثنين.

«الشرق الأوسط» (كويتا (باكستان))
أفريقيا وزير الدفاع الجديد تعهّد بالقضاء على الإرهاب في وقت قريب (وكالة أنباء بوركينا فاسو)

بوركينا فاسو: حكومة جديدة شعارها «الحرب على الإرهاب»

أعلن العسكريون الذين يحكمون بوركينا فاسو عن حكومة جديدة، مهمتها الأولى «القضاء على الإرهاب»، وأسندوا قيادتها إلى وزير أول شاب كان إلى وقت قريب مجرد صحافي.

الشيخ محمد (نواكشوط)
أوروبا أفراد من جهاز مكافحة الإرهاب في ألمانيا (أرشيفية - متداولة)

توقيف 3 متطرفين في ألمانيا للاشتباه بتخطيطهم لهجوم

أُوقِف 3 شبان يعتقد أنهم متطرفون بعد الاشتباه بتحضيرهم لهجوم في جنوب غربي ألمانيا، وفق ما أفادت به النيابة العامة والشرطة.

«الشرق الأوسط» (برلين)

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.