سمية فالي: «بينالي» جدة يعيد تعريف مفهوم الفن الإسلامي

المديرة الفنية للعرض أكدت أهمية الحفاظ على الحرف التقليدية

سجادات صلاة حديثة الصنع مطرّزة بالخرز ومزركشة بالألوان (الشرق الأوسط)
سجادات صلاة حديثة الصنع مطرّزة بالخرز ومزركشة بالألوان (الشرق الأوسط)
TT

سمية فالي: «بينالي» جدة يعيد تعريف مفهوم الفن الإسلامي

سجادات صلاة حديثة الصنع مطرّزة بالخرز ومزركشة بالألوان (الشرق الأوسط)
سجادات صلاة حديثة الصنع مطرّزة بالخرز ومزركشة بالألوان (الشرق الأوسط)

جمعٌ غفير من الناس من جميع أنحاء العالم، يتحدثون بلغات ولهجات مختلفة، أمّوا صالة الحجاج الغربية في مطار جدة لمعاينة قاعات «بينالي الفنون الإسلامية»، وبدوا بحضاراتهم ولغاتهم وثقافاتهم يتماشون تماماً مع فكرة البينالي «أول بيت» أو البيت الحرام، حيث يزوره الناس من جميع أنحاء العالم. هكذا كان الحال أمس، حين توافد أهل الفن على البينالي لرؤية ما أبدعته الأنامل المسلمة، وليروا تنويعات على موضوعات الانتماء والوطن والحنين وغيرها.

شواهد قبور أثرية (الشرق الوسط)

وعبر جولات مع القيمين على البينالي تعرف الزائرون على أهم القطع والمقتنيات.
قادت القيمة سمية فالي مجموعة من الزائرين وجالت معهم بين القاعات المخصصة لموضوع «القبلة»، فمرّت على المعروضات المختلفة موضحة أهميتها وجمالياتها، ومنحت الزائرين الفرصة لتكوين الانطباع الأول عن محتويات الجناح.
التقيت مع فالي بعد انتهاء الجولة وتحدثت معها عن عملها في تنسيق البينالي، وعن المواضيع الأساسية التي دارت حولها القطع، وتعريف الفن الإسلامي في عالم معاصر، وأخيراً حدثتني عن الحركة الفنية في جنوب أفريقيا، موطنها الأم.

صندوق مصحف من القرن الثامن الهجري (الشرق الأوسط)

تعرّف عن وظيفتها بأنها المديرة الفنية للبينالي، وتوضح أساسيات عملها الذي يتعلق بالمفهوم العام للبينالي ومدلولات عنوانه «أول بيت». شاركت في رسم السرد الفني لجانبي العرض، وهما «القبلة» و«الهجرة»، كما أشرفت على بعض التكليفات الفنية المعاصرة وشاركت في اختيار بعض القطع الأثرية مع باقي المنسقين.
هنا سألتها عن عملية المزج بين القطع المعاصرة والتاريخية، «كيف اختيرت الأعمال لتدخل في حوار فني ثري بين الماضي والحاضر؟»، تقول: «كانت فكرتي أن يعتمد العرض على خط روائي متصاعد، يبدأ من أساسيات ممارسات كل مسلم ينطلق من الأذان لينتهي بفكرة الأبدية». وتتابع: «(أول بيت)، تتمحور فكرته حول (كيف يمكننا أن نقيم بيتاً داخلنا ونخلق الإحساس بالانتماء إليه)، ورغبتي كانت في أن يكون العرض عالمياً، أي أن يلامس كل مسلم ومسلمة، وهكذا تطور التسلسل الذي يبدأ بالأذان ويمر بمراحل الممارسات الأساسية للمسلمين التي توحد بينهم مثل الوضوء، والصلاة، وصلاة الجماعة، ومن ثَمّ الأجل، ونهاية الحياة لننتهي بأول بيت وهو الكعبة المشرفة في القاعة الأخيرة».


مكبرات صوت عمل للفنان جو نعمة (الشرق الأوسط)

وللجمع بين التاريخي والمعاصر، تقول فالي إنها قامت برحلة تعليمية أخذتها لمؤسسات تاريخية إسلامية، وقبلها حديث مستفيض مع أحد أهم خبراء الآثار في السعودية، وهو الدكتور سعد الراشد أحد القيمين على البينالي: «سنحت لي الفرصة للعمل مع الدكتور سعد الراشد الذي عرفنا على أهمية هذه المنطقة الجغرافية والطرق التاريخية للحجاج، مثل درب زبيدة بوصفها أيضاً مكاناً للتواصل الثقافي. في بداية المشروع، قضيت وقتاً طويلاً في زيارة المؤسسات التاريخية، وكانت تجربة تعليمية مذهلة وساحرة لشخص مثلي يعمل في مجال الفن المعاصر ومستقبل المتاحف، ولدي خلفية بحثية قوية وأصبحت هذه الرحلة التعليمية بمثابة حجر الأساس الذي بنيت عليه أفكاري في سردية البينالي».
من منطلق الخبيرة في الفن المعاصر، حملت فالي قناعتها بأن الفن الإسلامي لا يجب حصره في تعريف أو إطار معين، «أعتقد أن الأعمال الحديثة تأخذنا نحو التجربة المعاصرة، وتعرفنا على معنى أن يكون المرء مسلماً، كما أنها تقيم حواراً مع القطع التاريخية».

شمعدان نحاسي من صنع علي بن إبراهيم السنفري الموصلي (الشرق الأوسط)

رمزية المكان
المكان، كان من بين أهم العوامل الأساسية في صياغة سرد البينالي، تقول فالي: «صالة الحجاج أيضاً كانت مؤثرة وملهمة، خصوصاً في سياق السرد الفني. فأنا أرى أن فرصة العمل هنا أيقظت داخلي ذكريات كثيرة، من رحلتي الشخصية إلى الحج، ومعنى أن يتمكن هذا المكان من حشد العالم بأسره والطاقة الروحية التي يخلقها جمع الحجاج بمختلف لغاتهم وعاداتهم وأطعمتهم. تيقنت وقتها أنني أريد بثّ الطاقة الإيجابية نفسها في البينالي، بشكل نستطيع أن نرى من خلاله التنوع والطاقة نفسها التي تنبعث من فكرة الهجرة». وتصف صالة الحجاج بأنها «عامل توحيد»، وتستطرد: «كل هؤلاء الفنانين القادمين من جميع أنحاء العالم إلى هنا، إلى جدة بوابة مكة، حيث كان يجتمع الناس منذ أكثر من ألف عام في هذا الجزء من العالم». وتشير إلى أن هناك أشياء أخرى تجمع بين الفنانين والزائرين، تماماً كما يتوحّد الحجاج، «بالممارسات الاجتماعية، بالصلاة أو العمل أو الطعام أو التعبير عن الفرح أو الحزن والفقد، كلها أمور نفعلها معاً بصفتنا مجتمعاً واحداً، وأيضاً يمكن القول إن تلك الممارسات تشكلت في هذا المكان الذي يمر عليه الجميع، وقد حمل الناس معهم قطعاً أو لمحات من هذه الحضارة والثقافة إلى بلدانهم وعبروا عنها، وبهذا أصبحوا أجزاءً مهمة في هذه الثقافة».
فن إسلامي من جنوب أفريقيا
أشير إلى المشاركات الفنية من جنوب أفريقيا التي رأيناها في قاعات الجناح الأول من البينالي وأسألها، بوصفك من جنوب أفريقيا، أخبرينا عن الحركة الفنية الإسلامية هناك. تقول: «أراها من أقوى الحركات الفنية في العالم، محظوظة أنا لأنني ابنة أرض فيها مشهد فني غني جداً، خصوصاً أن بلادنا مرت بكثير من التحديات والتوتر. فنانون كثيرون من جنوب أفريقيا يشاركون في البينالي مثل هارون جان سالي، وجيمس ويب، وإهشان آدامز، وكل واحد منهم لديه تاريخ من الممارسة في نطاق الفن الإسلامي، ولم تكن مشاركتهم بعيدة عن ممارساتهم الفنية».
تشير فالي إلى عمل للفنان جيمس ويب معروض في المساحات الخارجية، يحمل عنوان «سلسلة من الأسئلة الشخصية الموجهة إلى مركب أبحر في رحلته الأخيرة عبر البحر الأحمر»، نستمع إلى الأسئلة الموجهة للقارب عبر الميكروفون عن رحلاته وتفاصيل وجوده كأنما الفنان يمنحنا الفرصة لنكرّر الأسئلة على أنفسنا».
وماذا عن عمل الفنان هارون جان سالي «بين الرجال»؟ تقول: «عرض ألف كوفية بيضاء يرتديها الرجال في جنوب أفريقيا وترتبط بالحداد، شهد العمل تفاعلاً كبيراً من الزائرين الذين أُدهشوا به، وبعضهم تعامل معه على أنه تنسيق طفولي (مثل حلوى المارشميلو)، حسبما وصفته إحدى الزائرات، وآخرون التقطوا صور سيلفي معه». وتتابع: «ولّد هذا العمل في القاعة طاقة إيجابية بسبب التفاعل معه، وفي رأيي، إن الزيارات المقبلة للبينالي ستعطي الجمهور فرصة للتأمل في موضوع هذا العمل العميق، عندما يعودون في يوم آخر سيكون لديهم وقت للتأمل، وأعتقد أن الرسالة ستصل إليهم منه، خصوصاً مع المادة الصوتية المرافقة له». أشير إلى فاعلية وضع عمل يحمل أحاسيس بالحزن والفقد لجانب عدد كبير من شواهد القبور الأثرية كان فعالاً وترك إحساساً مؤثراً لدى الكثيرين.
في تقدير الحرف الإسلامية
عند الحديث عن عمل هارون وعمل الفنانة هدى لطفي المبهر (لنا حديث لاحق عنه)، تشير إلى أهمية الحرف اليدوية، كُلّف هارون بصنع ألف كوفية، في حين تعاونت هدى لطفي مع حرفيين كان لهم تاريخ في تطريز كسوة الكعبة. الحرف تبدو خطاً متواصلاً بين المعروضات أقول لها، وتجيب: «نعم، أعتقد أنه أمر مهم أن نركز على هذا الإرث». وتشير إلى سجادات الصلاة الملونة في قاعة الصلاة، وتقول: «تعاون الفنان مع سيدات إحدى القرى لحياكة هذه القطع، ليعرض هذا النوع من الأعمال والحرفة في البينالي، عندما علمت النساء بأن القطع ستعرض قريباً من مكة في البينالي حمل الأمر لهن معنى جديداً».
إعادة تعريف الفن الإسلامي
تصف أعمال الفنانين المعاصرين في العرض بأنها تعكس الروحانية وعملية التأمل، «اخترنا فنانين لهم روح إسلامية في أعمالهم». أتوقف لأسألها: «هل تعتقدين أن البينالي سيعيد تعريف الفن الإسلامي؟»، تجيب: «أتمنى ذلك. عندما قبلت العمل كنت عازمة على أن يكون الحوار إضافة للفن الإسلامي، وكوني مسلمة كان من المهم بالنسبة لي أن أستطيع نقل هذه الرؤية بالفن الإسلامي للعالم أعتقد أننا انتظرنا وقتاً طويلاً لنرى أنفسنا وممارساتنا متمثلة في العالم من حولنا، وأعتقد أن لدينا محتوى فائقاً ومساهمة قوية لنقدمها للعالم، وأشعر بأن الفن الإسلامي عندما يقدّم للعالم سيتعرض للتنميط، ولهذا أتمنى أن تكون هذه فرصة لنا للمساهمات الفنية المعاصرة لعكس التجارب المرتبطة بحياتنا».


مقالات ذات صلة

«تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر في تشجيع الشباب على القراءة

يوميات الشرق «تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر  في تشجيع الشباب على القراءة

«تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر في تشجيع الشباب على القراءة

كشفت تقارير وأرقام صدرت في الآونة الأخيرة إسهام تطبيق «تيك توك» في إعادة فئات الشباب للقراءة، عبر ترويجه للكتب أكثر من دون النشر. فقد نشرت مؤثرة شابة، مثلاً، مقاطع لها من رواية «أغنية أخيل»، حصدت أكثر من 20 مليون مشاهدة، وزادت مبيعاتها 9 أضعاف في أميركا و6 أضعاف في فرنسا. وأظهر منظمو معرض الكتاب الذي أُقيم في باريس أواخر أبريل (نيسان) الماضي، أن من بين مائة ألف شخص زاروا أروقة معرض الكتاب، كان 50 ألفاً من الشباب دون الخامسة والعشرين.

أنيسة مخالدي (باريس)
يوميات الشرق «تيك توك» يقلب موازين النشر... ويعيد الشباب إلى القراءة

«تيك توك» يقلب موازين النشر... ويعيد الشباب إلى القراءة

كل التقارير التي صدرت في الآونة الأخيرة أكدت هذا التوجه: هناك أزمة قراءة حقيقية عند الشباب، باستثناء الكتب التي تدخل ضمن المقرّرات الدراسية، وحتى هذه لم تعد تثير اهتمام شبابنا اليوم، وهي ليست ظاهرة محلية أو إقليمية فحسب، بل عالمية تطال كل مجتمعات العالم. في فرنسا مثلاً دراسة حديثة لمعهد «إبسوس» كشفت أن شاباً من بين خمسة لا يقرأ إطلاقاً. لتفسير هذه الأزمة وُجّهت أصابع الاتهام لجهات عدة، أهمها شبكات التواصل والكم الهائل من المضامين التي خلقت لدى هذه الفئة حالةً من اللهو والتكاسل.

أنيسة مخالدي (باريس)
يوميات الشرق آنية جزيرة تاروت ونقوشها الغرائبية

آنية جزيرة تاروت ونقوشها الغرائبية

من جزيرة تاروت، خرج كم هائل من الآنية الأثرية، منها مجموعة كبيرة صنعت من مادة الكلوريت، أي الحجر الصابوني الداكن.

يوميات الشرق خليل الشيخ: وجوه ثلاثة لعاصمة النور عند الكتاب العرب

خليل الشيخ: وجوه ثلاثة لعاصمة النور عند الكتاب العرب

صدور كتاب مثل «باريس في الأدب العربي الحديث» عن «مركز أبوظبي للغة العربية»، له أهمية كبيرة في توثيق تاريخ استقبال العاصمة الفرنسية نخبةً من الكتّاب والأدباء والفنانين العرب من خلال تركيز مؤلف الكتاب د. خليل الشيخ على هذا التوثيق لوجودهم في العاصمة الفرنسية، وانعكاسات ذلك على نتاجاتهم. والمؤلف باحث وناقد ومترجم، حصل على الدكتوراه في الدراسات النقدية المقارنة من جامعة بون في ألمانيا عام 1986، عمل أستاذاً في قسم اللغة العربية وآدابها في جامعة اليرموك وجامعات أخرى. وهو يتولى الآن إدارة التعليم وبحوث اللغة العربية في «مركز أبوظبي للغة العربية». أصدر ما يزيد على 30 دراسة محكمة.

يوميات الشرق عمارة القاهرة... قصة المجد والغدر

عمارة القاهرة... قصة المجد والغدر

على مدار العقود الثلاثة الأخيرة حافظ الاستثمار العقاري في القاهرة على قوته دون أن يتأثر بأي أحداث سياسية أو اضطرابات، كما شهد في السنوات الأخيرة تسارعاً لم تشهده القاهرة في تاريخها، لا يوازيه سوى حجم التخلي عن التقاليد المعمارية للمدينة العريقة. ووسط هذا المناخ تحاول قلة من الباحثين التذكير بتراث المدينة وتقاليدها المعمارية، من هؤلاء الدكتور محمد الشاهد، الذي يمكن وصفه بـ«الناشط المعماري والعمراني»، حيث أسس موقع «مشاهد القاهرة»، الذي يقدم من خلاله ملاحظاته على عمارة المدينة وحالتها المعمارية.

عزت القمحاوي

«الحريفة 2» ينعش إيرادات السينما المصرية في موسم «رأس السنة»

فيلم «الحريفة 2» اعتمد على البطولة الشبابية (الشركة المنتجة)
فيلم «الحريفة 2» اعتمد على البطولة الشبابية (الشركة المنتجة)
TT

«الحريفة 2» ينعش إيرادات السينما المصرية في موسم «رأس السنة»

فيلم «الحريفة 2» اعتمد على البطولة الشبابية (الشركة المنتجة)
فيلم «الحريفة 2» اعتمد على البطولة الشبابية (الشركة المنتجة)

شهدت دور العرض السينمائي في مصر انتعاشة ملحوظة عبر إيرادات فيلم «الحريفة 2... الريمونتادا»، الذي يعرض بالتزامن مع قرب موسم «رأس السنة»، حيث تصدر الفيلم شباك التذاكر بعد اليوم الثامن لعرضه في مصر، محققاً إيرادات تقارب الـ45 مليون جنيه (الدولار يساوي 50.78 جنيه مصري).

وينافس «الحريفة 2» على إيرادات شباك التذاكر بجانب 7 أفلام تعرض حالياً في السينمات، هي: «الهوى سلطان»، و«مين يصدق»، و«اللعب مع العيال»، و«وداعاً حمدي»، و«المخفي»، و«الفستان الأبيض»، و«ولاد رزق 3» والأخير تم طرحه قبل 6 أشهر.

وأزاح فيلم «الحريفة 2» الذي تقوم ببطولته مجموعة من الشباب، فيلم «الهوى سلطان»، الذي يعدّ أول بطولة مطلقة للفنانة المصرية منة شلبي في السينما، وكان يتصدر إيرادات شباك التذاكر منذ بداية عرضه مطلع شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

ويعد الجزء الثاني من الفيلم «الحريفة» هو التجربة الإخراجية الأولى للمونتير المصري كريم سعد، ومن تأليف إياد صالح، وبطولة نور النبوي، وأحمد بحر الشهير بـ«كزبرة»، ونور إيهاب، وأحمد غزي، وخالد الذهبي، كما يشهد الفيلم ظهور مشاهير عدة خلال الأحداث بشخصياتهم الحقيقية أو «ضيوف شرف» من بينهم آسر ياسين، وأحمد فهمي.

لقطة من فيلم «الحريفة 2» (الشركة المنتجة)

وتدور أحداث الفيلم في إطار كوميدي اجتماعي شبابي، حول المنافسة في مسابقات خاصة بكرة القدم، كما يسلط الضوء على العلاقات المتشابكة بين أبطال العمل من الشباب.

الناقدة الفنية المصرية مها متبولي ترجع سبب تصدر فيلم «الحريفة 2» لإيرادات شباك التذاكر إلى أن «أحداثه تدور في إطار كوميدي»، وقالت لـ«الشرق الأوسط» إن «الشباب الذين يشكلون الفئة الكبرى من جمهور السينما في حاجة لهذه الجرعة المكثفة من الكوميديا».

كما أكدت متبولي أن «سر الإقبال على (الحريفة 2) يعود أيضاً لتقديمه حكاية من حكايات عالم كرة القدم المحبب لدى الكثيرين»، لافتة إلى أن «هذا العالم يمثل حالة خاصة ونجاحه مضمون، وتاريخ السينما يشهد على ذلك، حيث تم تقديم مثل هذه النوعية من قبل وحققت نجاحاً لافتاً في أفلام مثل (الحريف) و(رجل فقد عقله)، من بطولة عادل إمام، وكذلك فيلم (سيد العاطفي)، من بطولة تامر حسني وعبلة كامل».

ونوهت متبولي إلى أن الفنان أحمد بحر الشهير بـ«كزبرة» يعد من أهم عوامل نجاح الفيلم؛ نظراً لتمتعه بقبول جماهيري كبير، مشيرة إلى أن «السينما المصرية بشكل عام تشهد إقبالاً جماهيرياً واسعاً في الموسم الحالي، وأن هذه الحالة اللافتة لم نلمسها منذ فترة طويلة».

وتضيف: «رواج السينما وانتعاشها يتطلب دائماً المزيد من الوجوه الجديدة والشباب الذين يضفون عليها طابعاً مختلفاً عبر حكايات متنوعة، وهو ما تحقق في (الحريفة 2)».

الملصق الترويجي لفيلم «الحريفة 2» (الشركة المنتجة)

وأوضحت أن «الإيرادات اللافتة للفيلم شملت أيام الأسبوع كافة، ولم تقتصر على يوم الإجازة الأسبوعية فقط، وذلك يعد مؤشراً إيجابياً لانتعاش السينما المصرية».

وبجانب الأفلام المعروضة حالياً تشهد السينمات المصرية طرح عدد من الأفلام الجديدة قبيل نهاية العام الحالي 2024، واستقبال موسم «رأس السنة»، من بينها أفلام «الهنا اللي أنا فيه» بطولة كريم محمود عبد العزيز ودينا الشربيني، و«بضع ساعات في يوم ما» بطولة هشام ماجد وهنا الزاهد، و«البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو» بطولة عصام عمر، و«المستريحة»، بطولة ليلى علوي وبيومي فؤاد.