في عام 1965، قاد القس الدكتور مارتن لوثر كينغ الابن مسيرة من روكسبري، (حي أغلب سكانه من السود في بوسطن)، إلى متنزه بوسطن كومون، مع حشد جماهيري من 20 ألف شخص يغنون ويرددون أغاني الحرية، كانت هذه المسيرة واحدة من أولى مسيرات الحقوق المدنية في شمال شرقي البلاد. يوم الجمعة، بعد أكثر من 50 عاماً، أُميط اللثام عن نصب تذكاري ارتفاعه 20 قدماً في أقدم حديقة عامة في البلاد تكريماً لتراث دكتور كينغ وكوريتا سكوت كينغ. وترمز هذه المنحوتة، التي تحمل اسم «العناق»، إلى الحضن الذي اشترك فيه الزوجان بعد فوز الدكتور كينغ بجائزة نوبل للسلام عام 1964.
الفنان هانك ويليس توماس، الذي اختير عام 2019 مع مجموعة التصميم الجماعي من بين 126 مشاركة، قال إنه مع العديد من المعالم الفنية المخصصة للحرب، صنع منحوتة تنشر رسالة حب وتكرر رسالة الدكتور كينغ بالتضامن ونبذ العنف.
قال توماس: «لا تستيقظ أبداً وتعتقد أنك ستكون قادراً على المساهمة بشكل هادف في إرث الدكتور مارتن لوثر كينغ وكوريتا سكوت كينغ. ولهذا وحده، الواقع أنني تمكنت من أن أكون جزءاً من ذلك، إنما هو مجرد تواضع وإفحام».
وعلى الرغم من أن توماس (46 عاماً) لم يكن على قيد الحياة خلال حياة الدكتور كينغ، فإنه قال إنه عاش ليرى الجهود الحثيثة التي تبذلها السيدة كينغ من أجل تحديد يوم مارتن لوثر كينغ عطلة وطنية. ومع إطلاق ستيفي واندر لأغنية «عيد ميلاد سعيد»، للاحتفاء بالدكتور كينغ، ورفع التماس موقّع من ستة ملايين شخص مُقدم من السيدة كينغ والسيد واندر إلى مجلس الشيوخ الأميركي، تمكن الاثنان من زيادة الوعي دعماً لعطلة وطنية. وفي السنوات المقبلة، واصلت السيدة كينغ الضغط من أجل الاعتراف الوطني.
قال توماس: «في تلك الصورة لهما سنة 1964، كانت ذراعاه ملفوفتين حولها، وكان وكأنه متكئ عليها. إن رؤيتها وهي تحمل هذا الوزن برشاقة ومحبة إلى هذا الحد، كانت بمثابة استعارة لما تمكنت من فعله طوال جزء كبير من حياتي».
يتكون العمل الفني، الذي يزن 19 طناً من البرونز، من نحو 609 قطع ملفوفة معاً في واشنطن بواسطة مسبك «والا والا»، ومن ثَم نُقلت إلى بوسطن. وتوجد منحوتة «العناق»، التي تُعد الآن من المعالم الدائمة في متنزه بوسطن كومون، في «1965 فريدوم بلازا»، والتي تُكرم 69 من زعماء الحقوق المدنية المحليين من خمسينات إلى سبعينات القرن العشرين. كما استخدمت ممارسات التطريز الأميركية الأفريقية كنموذج لأحجار من شكل الألماس في البلازا.
ساعدت منظمة «بوسطن إيمبريس»، المنظمة غير الربحية العاملة لأجل العدالة العنصرية والاقتصادية وهي جزء من «مؤسسة بوسطن»، في توفير الموارد والأموال التي بلغت قيمتها 10.5 مليون دولار، بما في ذلك صندوق لصيانة منحوتة «العناق» وفريدوم بلازا.
إلى جانب النصب التذكاري، تخطط متاحف بوسطن للاحتفال بعيد الدكتور كينغ مع مناقشات في المنحوتة الجديدة.
* خدمة «نيويورك تايمز»