هل تضيف الأعشاب الطبيعية طُرقاً جديدة لمواجهة «كورونا»؟

دراسة أوروبية تكتشف «فعالية» مركب بالفلفل الهندي

شاي الأعشاب من أدوات مقاومة «كورونا» في الصين (أرشيفية)
شاي الأعشاب من أدوات مقاومة «كورونا» في الصين (أرشيفية)
TT

هل تضيف الأعشاب الطبيعية طُرقاً جديدة لمواجهة «كورونا»؟

شاي الأعشاب من أدوات مقاومة «كورونا» في الصين (أرشيفية)
شاي الأعشاب من أدوات مقاومة «كورونا» في الصين (أرشيفية)

في الوقت الذي ينتشر فيه فيروس «كورونا» المستجد، بين سكان الصين بشكل كبير ويزيد من معدلات نقص الأدوية، يلجأ الكثيرون إلى الأدوية التقليدية القديمة، القائمة على الأعشاب الطبية، لمحاربة أوجاع وآلام الفيروس. يأتي ذلك، بينما بدأت الكثير من الأبحاث العلمية تتجه إلى البحث في الطب القديم، عن فوائد لبعض الأعشاب والمكونات الطبيعية لعلاج الفيروس، وكانت آخر تلك المحاولات، العثور على مركب فعال في الفلفل الهندي.
ووجد فريق بحثي برتغالي - بريطاني مشترك، أن مركب بايبرلونجومين (PL) المستخرج من الفلفل الطويل، المكون الطبيعي الأكثر استخداماً في الأنظمة الطبية الهندية، له تأثير قوي مضاد للفيروسات في علاج فيروس كورونا المستجد بفئران التجارب. وخلال دراسة نُشرت الجمعة بدورية «إيه سي إس سينترال ساينس»، وجد الفريق البحثي من جامعة كامبريدج البريطانية، ومعهد الطب الجزيئي في البرتغال، أن «المركب المستخرج من الفلفل الطويل، يؤخر تطور المرض ويقلل من التهاب الرئة في نموذج فئران التجارب الذي يحاكي عدوى كورونا المستجد عند البشر».
واختبر الباحثون المركب في الفئران المصابة بمتغيرات «ألفا» و«دلتا» و«أوميكرون» من الفيروس، وكان العلاج فعالاً في تقليل كمية الفيروس في المتغيرات الثلاثة المختلفة.
وبينما يؤكد الباحثون في تقرير نشره الموقع الرسمي لمعهد «الطب الجزيئي» بالبرتغال، بالتزامن مع نشر الدراسة، على أن نتائجهم تحتاج إلى الانتقال إلى التجارب السريرية لتأكيدها، فإن الوضع في الصين يبدو مختلفاً، حيث يوجد رواج كبير - حالياً - لبعض المنتجات الطبيعية، التي لم تخضع لدراسات علمية بعد، كما أشار تقرير نشرته الجمعة وكالة «الصحافة الفرنسية».
ويقول التقرير، إن «هناك الكثير من الصينيين يعتمدون في مكافحة كورونا على (شاي عشبي)، مصنوع من نوع من القرفة الصينية (غصين كاسيا) وجذور الفاوانيا وعرق السوس والعناب والزنجبيل.
ونقلت الوكالة عن مواطن صيني يدعى يو لي (38 عاماً)، قوله إن «الحمى المصاحبة للمرض، تراجعت بعد تناول المشروب الذي تستخدمه عائلتنا بشكل كبير».
وفقاً لكثيرين مثل يو، فإن الطب الصيني التقليدي له آثار جانبية أقل ويعمل بشكل أبطأ لتنظيم الجسم، بدلاً من الأدوية الغربية التي «تحارب الأعراض ولكن نادراً ما تستهدف مصدر المرض»، كما قالوا في التقرير.
لكن بن كاولينج، رئيس قسم علم الأوبئة في كلية الصحة العامة بجامعة هونغ كونغ، شدد على أهمية خضوع مثل هذه المنتجات الطبيعية للتجارب السريرية، وقال للوكالة: «لا نعرف ما إذا كانت هذه العلاجات فعالة أم لا، لأنها لم تدرس في التجارب السريرية، ولا أستبعد احتمال أن يكون بعضها فعالاً، لكنني أيضاً لا أستبعد احتمال أن يكون بعضها ضاراً».
وروج الرئيس الصيني شي جينبينغ، للطب الصيني التقليدي منذ بداية الوباء، كما أشاد مسؤولو الصحة في بكين بـ«دوره المهم» في مكافحة فيروس «كورونا»، غير أن «منظمة الصحة العالمية» لا توصي بهذه الخيارات العلاجية، وتتضمن توصياتها الاعتماد فقط على العقاقير الكيميائية التي خضعت للإجراءات المتعارف عليها لاعتماد الأدوية.
ويكرر حسام الدين محمود، مدرس العلوم الصيدلانية بجامعة المنصورة المصرية، ما جاء في توصية الصحة العالمية، كون هذه الأدوية تمت تجربتها، وأصبح معلوماً آثارها الجانبية، والمرضى الذين يمكن أن يستفيدوا منها، والآخرون الذين يجب عليهم تجنبها، وهو ما لا يتحقق في المنتجات الطبيعية التي يتم ترويجها.
لكن يؤكد في الوقت ذاته، على أنه «لا يجب إغلاق الباب تماماً أمام الاستفادة من المنتجات الطبيعية، شريطة أن يتم إخضاع المكونات المستخرجة منها للدراسة العلمية، لتمر بالمراحل المتعارف عليها، مثلما حدث في دراسة الفلفل الهندي».
وأضاف في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «الفيروس يتجه إلى أن يكون متوطناً، ويعني ذلك أنه سيستمر في التكيف مع المضيف البشري مع مرور الوقت، وهذا يعني أنه لا بد من البحث عن مضادات للفيروسات تستهدف التأثير على الخلايا المضيفة، بدلاً من الفيروس، وقد تكون المركبات الموجودة في المنتجات الطبيعية حلاً مناسباً، بشرط إخضاعها للدراسة العلمية».


مقالات ذات صلة

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

صحتك أطباء يحاولون إسعاف مريضة بـ«كورونا» (رويترز)

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

كشفت دراسة جديدة، عن أن الإصابة بفيروس كورونا قد تساعد في مكافحة السرطان وتقليص حجم الأورام.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
أوروبا الطبيب البريطاني توماس كوان (رويترز)

سجن طبيب بريطاني 31 عاماً لمحاولته قتل صديق والدته بلقاح كوفيد مزيف

حكم على طبيب بريطاني بالسجن لأكثر من 31 عاماً بتهمة التخطيط لقتل صديق والدته بلقاح مزيف لكوفيد - 19.

«الشرق الأوسط» (لندن )
الاقتصاد السعودية تصدرت قائمة دول «العشرين» في أعداد الزوار الدوليين بـ 73 % (واس)

السعودية الـ12 عالمياً في إنفاق السياح الدوليين

واصلت السعودية ريادتها العالمية بقطاع السياحة؛ إذ صعدت 15 مركزاً ضمن ترتيب الدول في إنفاق السيّاح الدوليين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
صحتك تم تسجيل إصابات طويلة بـ«كوفيد- 19» لدى أشخاص مناعتهم كانت غير قادرة على محاربة الفيروس بشكل كافٍ (رويترز)

قرار يمنع وزارة الصحة في ولاية إيداهو الأميركية من تقديم لقاح «كوفيد»

قرر قسم الصحة العامة الإقليمي في ولاية إيداهو الأميركية، بأغلبية ضئيلة، التوقف عن تقديم لقاحات فيروس «كوفيد-19» للسكان في ست مقاطعات.

«الشرق الأوسط» (أيداهو)
أوروبا أحد العاملين في المجال الطبي يحمل جرعة من لقاح «كورونا» في نيويورك (أ.ب)

انتشر في 29 دولة... ماذا نعرف عن متحوّر «كورونا» الجديد «XEC»؟

اكتشف خبراء الصحة في المملكة المتحدة سلالة جديدة من فيروس «كورونا» المستجد، تُعرف باسم «إكس إي سي»، وذلك استعداداً لفصل الشتاء، حيث تميل الحالات إلى الزيادة.

يسرا سلامة (القاهرة)

تعزيزاً للتواصل مع المقيمين... العاصمة السعودية تحتضن «أيام بنغلاديش»

فعاليات متنوعة شهدت إقبالاً كبيراً (الشرق الأوسط)
فعاليات متنوعة شهدت إقبالاً كبيراً (الشرق الأوسط)
TT

تعزيزاً للتواصل مع المقيمين... العاصمة السعودية تحتضن «أيام بنغلاديش»

فعاليات متنوعة شهدت إقبالاً كبيراً (الشرق الأوسط)
فعاليات متنوعة شهدت إقبالاً كبيراً (الشرق الأوسط)

تقام «أيام بنغلاديش» في حديقة السويدي بالعاصمة السعودية الرياض، والتي انطلقت لياليها، الثلاثاء، ضمن مبادرة تعزيز التواصل مع المقيمين التي أطلقتها وزارة الإعلام السعودية، بالشراكة مع الهيئة العامة للترفيه، تحت شعار «انسجام عالمي»، وتستمر حتى السبت، بهدف تعزيز التواصل الثقافي بين المجتمع السعودي والمقيمين، وإبراز التنوع الثقافي الغني الذي تحتضنه السعودية.

وتشهد الفعاليات عروضاً فنية متنوعة تقدمها الفرقة الشعبية، حيث تألق المشاركون بتقديم عروض موسيقية واستعراضية تمثل مختلف ألوان الفلكلور البنغالي، إلى جانب أغنيات مستوحاة من أعمال أبرز شعراء بنغلاديش.

عروض موسيقية واستعراضية تمثل مختلف ألوان الفلكلور البنغالي (الشرق الأوسط)

كما يضم الحدث منطقة مخصصة لعرض التراث البنغالي، حيث تُتيح للزوار فرصة استكشاف الجوانب الغنية للثقافة البنغالية عن قرب؛ إذ تشمل المنطقة معروضات للأزياء التقليدية المزينة بالزخارف اليدوية التي تعكس المهارة الحرفية والفنية المتميزة، حيث يتم عرض الساري البنغالي المصنوع من أقمشة الحرير والقطن الفاخرة، إضافة إلى الملابس التقليدية للرجال مثل البنجابي والدوتي، كما تعرض الإكسسوارات اليدوية التي تشتهر بها بنغلاديش، بما في ذلك المجوهرات التقليدية المصنوعة من المعادن والأحجار الكريمة، والحقائب والمطرزات التي تعكس ذوقاً فنياً عريقاً.

الفعاليات شملت استكشاف التراث البنغالي (الشرق الأوسط)

واشتملت الفعاليات على قسم مخصص للأطعمة من بنغلاديش؛ إذ يٌقدم للزوار فرصة تذوق أشهى الأطباق التقليدية التي تمثل المطبخ البنغالي المعروف بنكهاته الغنية وتوابله المميزة، وتشمل الأطباق المقدمة أكلات شهيرة مثل البرياني البنغالي، والداكا كاكوري كباب، وسمك الهيلشا المطهو بطرق تراثية، بالإضافة إلى مجموعة متنوعة من الحلويات التقليدية مثل الروشا غولا والميزان لادّو.

وتضيف هذه المنطقة بعداً مميزاً للفعالية، حيث لا تقتصر التجربة على الفنون والعروض، بل تمتد لتشمل استكشاف التراث البنغالي بشكل متكامل يعكس الحياة اليومية والعادات والتقاليد، مما يجعلها تجربة غنية تُثري التفاعل الثقافي بين الزوار.

معروضات للأزياء التقليدية (الشرق الأوسط)

وحظيت الفعاليات منذ انطلاقها بإقبال واسع من الزوار الذين عبروا عن إعجابهم بجمال الفلكلور البنغالي وتنوع العروض الفنية المقدمة، كما أبدى العديد من الحاضرين تقديرهم لهذه المبادرات التي تسهم في تعزيز التفاهم والتفاعل بين الثقافات.

وأكّد المسؤولون أن هذه المبادرة تأتي جزءاً من سلسلة برامج ثقافية تهدف إلى تعزيز المشهد الثقافي في المملكة، بما يتماشى مع «رؤية السعودية 2030» التي تدعم التنوع والانفتاح الثقافي.