مسيحيو لبنان ناقمون على النظام الحالي

لا خيارات متاحة تتخطّى تطبيق «الطائف»

إحدى جلسات مجلس النواب الفاشلة لانتخاب رئيس للجمهورية (إ.ب.أ)
إحدى جلسات مجلس النواب الفاشلة لانتخاب رئيس للجمهورية (إ.ب.أ)
TT

مسيحيو لبنان ناقمون على النظام الحالي

إحدى جلسات مجلس النواب الفاشلة لانتخاب رئيس للجمهورية (إ.ب.أ)
إحدى جلسات مجلس النواب الفاشلة لانتخاب رئيس للجمهورية (إ.ب.أ)

يبلغ استياء القوى المسيحية في لبنان ذروته حالياً بسبب الشغور المستمر في سدة رئاسة الجمهورية منذ نهاية أكتوبر (تشرين الأول) الماضي وقرار رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي عقد جلسات لمجلس الوزراء لمعالجة ملفات مستعجلة، وهذا الأمر ما ترفضه البطريركية المارونية والأحزاب المسيحية الرئيسة التي بدأت تنتقد بصراحة التركيبة السياسية الحالية والنظام القائم وتدفع باتجاه تغييرهما. في هذا الأثناء، يُحمّل قسم كبير من اللبنانيين المسيحيين أنفسهم مسؤولية الشغور الرئاسي؛ كونهم لم يتمكنوا من الاتفاق فيما بينهم على مرشح أو مجموعة مرشحين يحصرون الانتخابات بهم، وبالتالي، تسهل مهمة البرلمان الحالي. ويُذكر، أن هذا البرلمان منقسم إلى مجموعة كتل صغيرة؛ ما يجعل من الصعب تأمين أكثرية أصوات لمرشح واحد. وفي المقابل، تتهم قوى عديدة مسيحيي «حزب الله» وحلفاءه بمحاولة تكرار سيناريو الانتخابات الرئاسية الماضية في العام 2016، حين جرى تعطيل العملية الانتخابية سنتين ونصف السنة لفرض انتخاب مرشح الحزب الذي كان حينذاك العماد ميشال عون.
انسحبت الخلافات حول كيفية مقاربة الملفين الرئاسي والحكومي في لبنان على علاقة «حزب الله» و«التيار الوطني الحر» (التيار العوني) التي تمر حالياً بأسوأ أحوالها منذ العام 2006، تاريخ توقيع التفاهم الشهير بينهما الذي عُرف بـ«تفاهم مار مخايل». وهو ما دفع رئيس «التيار» النائب جبران باسيل إلى التصعيد، معتبراً أن ما يحصل «سوف يأخذنا إلى أبعد بكثير من ضرب التوازنات والتفاهمات».

جعجع: لتركيبة جديدة
إلا أن اللافت أخيراً هو خروج القيادات المسيحية في وقت واحد لانتقاد الوضعية الحالية والمطالبة بتغييرها، وإن كان يمكن الجزم بألا تفاهم ولا توافق بين هذه القيادات على طريقة التغيير أو على النظام الواجب اعتماده، باعتبار أن الخلافات والانقسامات منعت لسنوات انعقاد لقاء مسيحي جامع حاولت بكركي (أي البطريركية المارونية) ترتيبه.
فقد أثارت مطالبة رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع قبل أيام بضرورة «إعادة النظر بالتركيبة اللبنانية إذا تمكّن (حزب الله) من الإتيان برئيس كما يريد»، ردود فعل كثيرة، أبرزها من «حزب الله» نفسه الذي رد نائب أمينه العام الحزب، نعيم قاسم على جعجع قائلاً «أحد أركان السياديين يدعو إلى التقسيم إذا لم يتمكن من الإتيان بالرئيس الذي يريده!».
ثم تساءل قاسم «هل السيادة تكون بالاستحواذ على البلد والتطنيش (التغافل) عن الاحتلال الإسرائيلي لبلدنا، وعدم احترام إرادة الشعب في انتخاب الرئيس؟». وأضاف «الوطني لا يدعو إلى التقسيم»، علماً بأن جعجع لم يتحدث عن التقسيم ولم يحدد أي تركيبة أو نظاماً جديداً لاعتماده، كما يؤكد رئيس جهاز الإعلام والتواصل في «القوات اللبنانية» شارل جبور.
إذ أوضح جبور في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «ما تطرحه القوات إنما تطرحه من خلفية وطنية لأنها تعتبر أن المستهدف هو الدولة في لبنان والخلاف هو بين من يريد دولة ومن لا يريد دولة». ومن ثم وصف موقف جعجع الأخير بـ«المبدئي القائم من منطلق وطني معارض عابر للطوائف». ويشدد جبور على أنه «لا يمكن الاستمرار على هذا المنوال، وبخاصة في الملف الرئاسي... وعلى الجميع الالتزام بقواعد الحياة الدستورية والوطنية في لبنان واحترام المهل الدستورية. ولكن إذا لم يكن هناك تجاوب معنا، فيمكن الجزم بأن التركيبة الحالية لم تعد صالحة لإنقاذ لبنان واللبنانيين ونحن لا يمكن أن نسمح بأن يبقى (حزب الله) متسلبطاً (متسلطاً) على الدولة».
في الواقع، جعجع كان قد سأل «في التركيبة الحالية ماذا يمكن أن يحصل بعد؟ سيتسمرّ محور الممانعة بالتعطيل إلى حين أن نيأس ويُهاجر الجميع... وبالتالي التسليم بالاسم الذي يريدونه». وأردف مشدداً على أن «التركيبة الحالية فشلت، وجلسات انتخاب الرئيس ستكون كسابقاتها لأنّ المنطق نفسه يتحكّم بالأمور، ومن غير المقبول أن يتمكّنوا من تعطيل البلد».
غير أن الموقف القواتي الأخير لم يلق ترحيب رئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط الذي استغرب حديث جعجع، وقال «ماذا يقصد بإعادة النظر في التركيبة اللبنانية؟ وهل هذا وقت مناسب ليخوض في مسألة تعديل التركيبة بينما البلد ينهار؟». وأضاف «المطلوب استكمال تطبيق اتفاق الطائف قبل أن يدعو السيّد جعجع أو غيره إلى أي طرح من هذا النوع».
أيضاً حذّر النائب في «الحزب التقدمي الاشتراكي» هادي أبو الحسن، من «إحياء نغمة التقسيم حيناً، والفيديرالية حيناً آخر»، مؤكداً على أن «الحل في لبنان يبقى في تطبيق اتفاق الطائف بكل مندرجاته»، ومؤيداً الدعوة لتطوير النظام السياسي إلى الأفضل. وقال أبو الحسن «نلتقي على ضرورة تطوير النظام السياسي للأفضل وليس للأسوأ؛ وذلك عبر تطبيق اتفاق الطائف بكل مندرجاته، أما الفيدرالية فهي لا تحل المشكلة والأزمات التي يرزح تحتها لبنان، بل تعمّقها أكثر». ثم استعاد ما تعرف في لبنان بحرب الإلغاء في لبنان بين «التيار الوطني الحر» و«القوات اللبنانية»، فقال «عندما يرتفع الحديث عن الفيدرالية أو التقسيم تقع المشكلة في البيت الواحد»، متوجهاً بالسؤال إلى الشركاء المسيحيين بالقول «لماذا نكرر هذه التجربة؟».

باسيل: لـ«اللامركزية الموسعة»
من ناحية أخرى، تزامنت تصريحات جعجع مع مواقف عالية السقف أطلقها باسيل اعتراضاً على تغطية «حزب الله» جلسات مجلس الوزراء، التي يعتبرها العونيون «غير دستورية وغير شرعية» في ظل شغور سدة الرئاسة. وأبرز ما قاله باسيل في هذا الصدد «مش ماشي الحال أبداً، ويجب البدء جدّياً باللامركزية الموسعة، إن لم يكن بالقانون بعد 30 سنة من الطائف، نبدأها على الأرض». ورأى باسيل، أن «الإمعان بالكذب وبخرق الدستور والميثاق وإسقاط الشراكة، سوف يعمّق الشرخ الوطني، وسوف يأخذنا إلى أبعد بكثير من ضرب التوازنات والتفاهمات».
وللعلم، كان رئيس «الوطني الحر» قد قال صراحة في فبراير (شباط) 2022، إنه «لا حل إلا بتغيير النظام أو تطويره... نحن مقتنعون بأن فشل الدولة سببه سوء النظام وبأن الحلول لأزماته تكمن في إصلاحه وليس بفسخ العقد الاجتماعي بيننا»، وشدد على «أننا في التيار الوطني الحر مؤمنون بوحدة لبنان، وبأن الحياة معاً يجب أن تبقى خيار اللبنانيين وليس فقط قدرهم».
وبما يخصه، يرى النائب عن «التيار الوطني الحر» آلان عون، أنه «يجب التروّي والتأنّي قبل الذهاب إلى خيارات جذرية، من دون أي يعني ذلك أن هذه التركيبة ليست بحاجة إلى تطوير بعد التجربة التي مررنا بها». ولفت عون في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن «طريقة التعاطي مع أمور بحجم الدستور واتفاق الطائف لا يجب أن تكون انفعالية، بل مسؤولة وتحتاج إلى مناخات وطنية هادئة وعقلانية». وأضاف «إعادة إنتاج صيغة لبنانية ليس بالأمر السهل، وقد حصلت بالسابق على أثر حروب مؤلمة وهذا ما لا نتمنّاه. ولكن كما يجب أن يتمسّك المسيحيون بالوحدة الوطنية، على شركائهم في الوطن أن يتعاطوا بجدّية مع هواجسهم».
ويرى آلان عون، أن «اللامركزية التي نصّ عليها اتفاق الطائف وأصبحت جزءاً من الدستور اللبناني هي الحلّ الواقعي المتاح. ويجب أن تحسم الكتل السياسية أمرها بما يخص اعتمادها، وأن تذهب إلى إقرار القانون الخاص بها... والذي أنجزنا القسم الأكبر منه في اللجنة الفرعية المولجة دراسته». وتابع «الدولة المركزية بتعقيداتها وصعوبة أخذ قراراتها وهشاشتها من خلال التعطيل المتكرّر، أكان متعمّداً أو غير متعمّد، لا يمكنها أن تقدّم الخدمات اللازمة للناس بالمستوى نفسه وبشكل متوازن... لذا؛ علينا اعتماد اللامركزية كحلّ لإنماء أكثر توازناً وخدمات عامّة أكثر فاعلية في مختلف مناطقنا».

الفيدرالية الحل؟
أما القيادي في «التيار»، الدكتور ناجي حايك، فيذهب إلى أبعد من اللامركزية بالدعوة الصريحة إلى الفيدرالية، معتبراً أنه «يجب إعادة النظر بالتركيبة الحالية، ونتمنى أن يحصل ذلك من خلال تفاهم مسيحي». ويشدد حايك في تصريح لـ«الشرق الأوسط» على أنه «لم يعد هناك أي قدرة على المحافظة على المناصفة في ظل النظام الحالي؛ لذا فإن الفيدرالية أفضل الحلول راهناً كونها تؤمّن استمرارية البلد الذي بات على شفير الانفجار». واستطرد موضحاً «بخلاف ما يردد البعض، طبعاً من مصلحة المسيحيين إعادة النظر بالنظام وبسرعة فائقة. فالمشكل ليس ديموغرافياً، وما سيحصل عليه المسيحيون من حجم الأرض ليس مرتبطاً بعددهم إنما بحجم مساحات الأرض التي يمتلكونها وحجم الضرائب التي يدفعونها وتساهم بإنعاش الدولة». ويرى حايك، أنه «إذا اتفق المسيحيون بعضهم مع بعض على نظام معين يصبح لديهم قدرة الحصول عليه، أما إذا ظلوا متفرقين ومتناحرين لن يحصلوا على شيء... وسيتواصل مسارهم الانحداري وسيهاجر ما تبقى من أبنائنا من البلد».

لا إجماع مسيحياً
على الضفة المقابلة، يعتبر المعارض الشيعي البارز علي الأمين، أن «لا إجماع مسيحياً لا على الفيدرالية ولا على تغيير النظام». إذ اعتبر الأمين في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «المساحة الأوسع من الشارع المسيحي تتبنى اتفاق الطائف الذي يحمل سلسلة أمور إصلاحية ويرسخ مسار الدولة والانتقال إلى الدولة المدنية ودولة المواطَنة... مسار إصلاحي تبنيه يكفل الخروج من الأزمة القائمة ويحل الإشكالية المتعلقة بالمواقف المعترضة على مستوى الساحة المسيحية لجهة عدم تطبيق الدستور والنظام». وأردف الأمين «المشكلة ليست باتفاق الطائف إنما بعدم تطبيق الاتفاق، وبالسلطة القابعة فوقه التي تفسره كما تشتهي وتشاء. لقد حصل ذلك في زمن الوصاية السورية ويحصل اليوم في زمن وصاية (حزب الله) على الدولة». ومن ثم، شدد على أن «الفيدرالية تعني نهاية للمسيحيين وللبنان... فهي لن توفر طمأنينة لأحد، خصوصاً المسيحيين. لقد خبرنا حالة الصفاء الطائفي والمذهبي خلال الحرب، والصراعات الداخلية بين الفريق الطائفي والمذهبي الواحد... وقد كانت أشد وأقسى مما هي بين الطوائف سواء داخل الساحة المسيحية بين القوات وعون أو بين امل و(حزب الله). لذلك؛ ليست الفيدرالية عنوان طمأنينة، بل ستفتح باباً أمام أشكال جديدة من العنف، علماً بأنها لا تتيح التحصن من سطوة الفيدراليات الأخرى عليها... إذ يمكن أن يكون (حزب الله) في إحدى الفيدراليات مسلحاً ومسيطراً ويحظى بغطاء إقليمي؛ ما يتيح له أن يلعب دور الوصي على الفيدراليات الأخرى».

طلاق وتدويل
حقاً، لا تنحصر الدعوات المسيحية لتغيير الوضع السياسي الراهن بحزبي «القوات» و«التيار»؛ إذ سبق لرئيس حزب «الكتائب اللبنانية» النائب سامي الجميّل أن أعلن صراحة رغبته في «الطلاق» مع «حزب الله». وقال الجميّل في نوفمبر (تشرين الثاني) 2022 «لسنا مستعدين لأن نبقى رهينة قرارات (حزب الله) وخياراته التي دمّرت البلد... واستمرار تعاطيه معنا بهذا الأسلوب سيوصلنا إلى حالة طلاق معه، ويُجبرنا إلى اعتماد خطوات أخرى»، وهي خطوات لم يحددها.
أما البطريركية المارونية، التي كانت قد دعت في مذكرة «قبل فوات الأوان» - التي أعدها فريق العمل التابع لمركز الدراسات البطريركي - إلى «تطوير النظام، اللامركزية الإدارية والمالية الموسعة، إقرار الاستراتيجية الدفاعية والتشريع المدني والحياد». وهي تطالب عبر البطريرك الماروني بشارة الراعي منذ أشهر بتدويل الأزمة اللبنانية و«التوجه للأمم المتحدة ودول القرار لإنقاذ لبنان قبل فوات الأوان». ويعتبر الراعي، أن «لا مناص من تدويل القضية اللبنانية بعد فشل الحلول الداخلية»، لافتاً إلى أنّ «الذين يُفشلون الحلول الداخلية هم من يرفضون التدويل لأنهم يريدون لبنان كما يريدون، فيما لبنان سيكون كما يريده جميع أبنائه المخلصين».

نجار

نجار: أزمة حكم... لا نظام
> يشدد الوزير السابق البروفسور إبراهيم نجار على وجوب تحاشي الخلط بين النظام والحكم؛ إذ يعتبر أن الأخير هو الذي تعثّر وتعرقل في مرحلة ما بعد الطائف. ويؤكد نجار في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن اللبنانيين مقتنعون بأن «تحقيق التقسيم في لبنان هو مشروع فتنة داخلية وخارجية، يضطر فيها لبنان إلى التوجه إلى عكس ما يفرضه التاريخ والعيش الواحد، مع ما يستتبع ذلك من حروب ممكنة وويلات ودمار وتحطيم للبنى التحتية». ويضيف «لا يمكن أن نتنازل عن أي جزء من لبنان ليكون فلسطين أو سوريا أو إيران بديلة. لقد دفعنا ثمن خيار وحدة التراب... ثمناً باهظاً، فكانت ردة الفعل التاريخية الحكيمة شعار (أوقفنا العد)، و(لبنان أولاً)، وأقرّ الجميع بالمناصفة، وجرى استبدال العددية السكانية بالتعددية الطائفية، وبات لبنان موطناً لميثاق العيش الواحد، و(رسالة) يحتذي بها عالمنا الممزّق اليوم».
ويرى نجار، أن «اللبنانيين يعرفون أيضاً أن الفيدرالية مشروع يفترض الموافقة عليه من قبل المكونات اللبنانية. لأن الفيدرالية عقد اجتماعي وسياسي ومناطقي. وأصلاً الفيدرالية الدينية والطائفية قائمة الآن بعدما بلغ عدد الطوائف المعترف بها قانوناً في لبنان 18 طائفة. ويبدو في هذا السياق أن شعار (لبنان الـ10452كلم2) مدخلٌ للتسليم بأن أكبر ضمانة للبنانيين عامة، وللمسيحيين خصوصاً، هو حكم قوي، مركزي، قادر وعادل، يستطيع فرض هيبة دولة المؤسسات والارتكاز إلى جيش قوي لا يقاومه جيش آخر على أرض لبنان. ولقد دوّنا هذه المبادئ في الدستور تدويناً ساطعاً وغير قابل للنقاش، مع ما رافقه من تأكيد لمُسلّمات الحريات الأساسية والاتفاقات الدولية وحقوق الإنسان، وما تفرضه الديمقراطية البرلمانية من قواعد»، خاتما بالقول: إن الحل اليوم هو بـ«تحديث نظام الحكم وعلاقات السلطات الدستورية».

نصر الله

«حزب الله»: أزمة سياسات اقتصادية
* ينأى «حزب الله» بنفسه عن أي نقاش حول تعديل النظام، ولا يُبدِي أي موقف صريحً. وهو يرى في الغالب أن الأزمات عائدة إلى سياسات اقتصادية، وبالفعل أعاد أمينه العام حسن نصر الله أخيراً أسباب الأزمة المستعصية الراهنة إلى «الفساد الإداري والمالي، والقصور والتقصير الإداري والمالي، وفقدان الكفاءة والخبرة، أو الخطأ في الحسابات السياسية التي بُنيت عليها الرؤية الاقتصادية خلال عقد التسعينات (من القرن الماضي،) وبعض السياسات المالية الخاطئة، وأحياناً الفاسدة والمفسدة... مثل الاستدانة وطريقتها والفوائد العالية مما رتب ديوناً هائلة على الخزينة وضرب الإنتاج وروح العمل وتعزيز ثقافة البحث عن الربح السريع».
ومما قاله أمين عام «حزب الله» في هذا الشأن أيضاً، إن «من الأسباب... المحاصصة الطائفية في المشاريع، وتبعات الحروب الداخلية، وإعادة الإعمار، وملف المهجّرين، وتبعات الحروب والاعتداءات الإسرائيلية، وتبعات الأحداث الإقليمية... وخلال السنوات الثلاث الأخيرة العقوبات والضغوط والحصار». ورأى، أن الخيارات للخروج من الأزمة تتمثل في «بناء اقتصاد منتج واقتصاد معرفة واقتصاد يؤمّن أمناً غذائياً ويعتمد على وقائع ولا ينتظر المساعدات الخارجية».


مقالات ذات صلة

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

المشرق العربي رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

تُوفّي الموسيقار اللبناني إيلي شويري، عن 84 عاماً، الأربعاء، بعد تعرُّضه لأزمة صحية، نُقل على أثرها إلى المستشفى، حيث فارق الحياة. وأكدت ابنته كارول، لـ«الشرق الأوسط»، أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، قبل أن تعلم به العائلة، وأنها كانت معه لحظة فارق الحياة.

المشرق العربي القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

وجّه المجلس التأديبي للقضاة في لبنان ضربة قوية للمدعية العامة في جبل لبنان القاضية غادة عون، عبر القرار الذي أصدره وقضى بطردها من القضاء، بناء على «مخالفات ارتكبتها في إطار ممارستها لمهمتها القضائية والتمرّد على قرارات رؤسائها والمرجعيات القضائية، وعدم الامتثال للتنبيهات التي وجّهت إليها». القرار التأديبي صدر بإجماع أعضاء المجلس الذي يرأسه رئيس محكمة التمييز الجزائية القاضي جمال الحجار، وجاء نتيجة جلسات محاكمة خضعت إليها القاضية عون، بناء على توصية صدرت عن التفتيش القضائي، واستناداً إلى دعاوى قدمها متضررون من إجراءات اتخذتها بمعرض تحقيقها في ملفات عالقة أمامها، ومخالفتها لتعليمات صادرة عن مرجع

يوسف دياب (بيروت)
المشرق العربي جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

رأى رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع أن فرص انتخاب مرشح قوى 8 آذار، رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، «باتت معدومة»، مشيراً إلى أن الرهان على الوقت «لن ينفع، وسيفاقم الأزمة ويؤخر الإصلاح». ويأتي موقف جعجع في ظل فراغ رئاسي يمتد منذ 31 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، حيث فشل البرلمان بانتخاب رئيس، وحالت الخلافات السياسية دون الاتفاق على شخصية واحدة يتم تأمين النصاب القانوني في مجلس النواب لانتخابها، أي بحضور 86 نائباً في دورة الانتخاب الثانية، في حال فشل ثلثا أعضاء المجلس (86 نائباً من أصل 128) في انتخابه بالدورة الأولى. وتدعم قوى 8 آذار، وصول فرنجية إلى الرئاسة، فيما تعارض القوى المسيحية الأكثر

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

جدد سفير المملكة العربية السعودية لدى لبنان، وليد بخاري، تأكيد موقف المملكة من الاستحقاق الرئاسي اللبناني بوصفه «شأناً سياسياً داخلياً لبنانياً»، حسبما أعلن المتحدث باسم البطريركية المارونية في لبنان بعد لقاء بخاري بالبطريرك الماروني بشارة الراعي، بدأ فيه السفير السعودي اليوم الثاني من جولته على قيادات دينية وسياسية لبنانية. وفي حين غادر السفير بخاري بكركي من دون الإدلاء بأي تصريح، أكد المسؤول الإعلامي في الصرح البطريركي وليد غياض، أن بخاري نقل إلى الراعي تحيات المملكة وأثنى على دوره، مثمناً المبادرات التي قام ويقوم بها في موضوع الاستحقاق الرئاسي في سبيل التوصل إلى توافق ويضع حداً للفراغ الرئا

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

تأتي جولة سفيرة الولايات المتحدة الأميركية لدى لبنان دوروثي شيا على المرجعيات الروحية والسياسية اللبنانية في سياق سؤالها عن الخطوات المطلوبة لتفادي الشغور في حاكمية مصرف لبنان بانتهاء ولاية رياض سلامة في مطلع يوليو (تموز) المقبل في حال تعذّر على المجلس النيابي انتخاب رئيس للجمهورية قبل هذا التاريخ. وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر نيابية ووزارية أن تحرك السفيرة الأميركية، وإن كان يبقى تحت سقف حث النواب على انتخاب رئيس للجمهورية لما للشغور الرئاسي من ارتدادات سلبية تدفع باتجاه تدحرج لبنان من سيئ إلى أسوأ، فإن الوجه الآخر لتحركها يكمن في استباق تمدد هذا الشغور نحو حاكمية مصرف لبنان في حال استحال عل

محمد شقير (بيروت)

سباق مع الزمن لمنع اجتياح رفح

فلسطينيون نازحون بسبب القصف الإسرائيلي على قطاع غزة يطبخون في مخيم الخيام المؤقت بمنطقة المواصي (أ.ب)
فلسطينيون نازحون بسبب القصف الإسرائيلي على قطاع غزة يطبخون في مخيم الخيام المؤقت بمنطقة المواصي (أ.ب)
TT

سباق مع الزمن لمنع اجتياح رفح

فلسطينيون نازحون بسبب القصف الإسرائيلي على قطاع غزة يطبخون في مخيم الخيام المؤقت بمنطقة المواصي (أ.ب)
فلسطينيون نازحون بسبب القصف الإسرائيلي على قطاع غزة يطبخون في مخيم الخيام المؤقت بمنطقة المواصي (أ.ب)

أحيت الجهود المصرية المتسارعة، والمدفوعة بتشجيع أميركي، الأمل بالتوصل لاتفاق هدنة ينهي التهديد الإسرائيلي باجتياح مدينة رفح، مع كل ما يمكن أن ينتج عن ذلك من كارثة إنسانية تزيد مأساة قطاع غزة. لكن وصول هذه الجهود إلى خاتمة إيجابية يظل رهناً بإمكان التوفيق بين رغبتين متناقضتين بالضرورة: إسرائيلية تسعى إلى اتفاق رابح يستغله رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في حربه السياسية الداخلية، و«حماسوية» تريده «مشرّفاً» لها.

فمع وصول «وفد مهني» مصري إلى تل أبيب، والدخول بالتفاصيل العملية في المفاوضات الرامية إلى وقف إطلاق النار بقطاع غزة وتبادل الأسرى بين إسرائيل و«حماس»، ذكرت مصادر سياسية في تل أبيب أن «هناك تفاؤلاً حذراً جداً، لكنه ثابت إزاء احتمالات التوصل هذه المرة إلى اتفاق» يتضمن عرضاً حقيقياً بشأن الأسرى.

وأكدت مصادر سياسية أن الأميركيين يريدون استكمال الجهود المصرية بتوسيع حلقة الاتفاق والتقدم نحو مشروعهم الإقليمي للسلام الشامل بين الدول العربية وإسرائيل، الذي يتضمن إقامة دولة فلسطينية، وأن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن سيصل إلى المنطقة يوم الثلاثاء المقبل، ويزور السعودية وإسرائيل.

وفيما نقل موقع «أكسيوس» عن مسؤولين إسرائيليين القول إن مسؤولين من تل أبيب أبلغوا نظراءهم من مصر، أمس، أن إسرائيل مستعدة لمنح «فرصة واحدة أخيرة» للتوصل إلى اتفاق مع «حماس» لإطلاق سراح الرهائن قبل المضي قدماً في غزو رفح، أكدت «حماس» في بيان أنها منفتحة على أيّ أفكار أو مقترحات، تأخذ بالاعتبار «احتياجات وحقوق شعبنا العادلة، المتمثلة بالوقف النهائي للعدوان عليه، وانسحاب قوات الاحتلال من قطاع غزة، والعودة غير المشروطة أو المقيّدة للنازحين إلى بيوتهم في محافظتي غزة وشمال غزة (...) والمُضيّ في إنجاز اتفاق جدّي لتبادل الأسرى».


قتلى أجانب في قصف بمسيّرة على حقل غاز شمال العراق

طائرة مسيّرة (رويترز)
طائرة مسيّرة (رويترز)
TT

قتلى أجانب في قصف بمسيّرة على حقل غاز شمال العراق

طائرة مسيّرة (رويترز)
طائرة مسيّرة (رويترز)

تعرّض حقل غاز في إقليم كردستان بشمال العراق، أمس (الجمعة)، إلى هجوم بطائرة مسيّرة. وفي حين أفادت معلومات بمقتل عدد من الأشخاص، بينهم أجانب، توقفت إمدادات الطاقة لمحطات الكهرباء في مناطق متفرقة.

ونقلت وكالة «رويترز» عن مصدر أمني أن «هجوماً بطائرة مسيّرة استهدف حقل كورمور الغازي في قضاء جمجمال بمحافظة السليمانية بإقليم كردستان». ونقلت عن مستشار لرئيس وزراء حكومة كردستان ومصدر سياسي كردي كبير، أن اثنين على الأقل من العمال الأجانب قُتلا كما أصيب آخران بعد الهجوم الجوي على حقل الغاز الذي تقرر وقف الإنتاج فيه. ومن جهته، قال قائممقام «جمجمال» إن الهجوم «تسبب في مقتل 3 أجانب، وإصابة 3 آخرين بجروح»، وفقاً لشبكة «رووداو» الكردية. وأوردت وكالة الصحافة الفرنسية حصيلة تبلغ 4 قتلى من الجنسية اليمنية.

وأسفر الهجوم أيضاً عن توقف إمدادات الغاز لمحطات الكهرباء وفقدان نحو 2500 ميغاواط، وفقاً لبيان وزارة الكهرباء في إقليم كردستان.

وكانت حكومة محمد شياع السوداني ترغب في الاستفادة من غاز حقل كورمور لسد حاجة محطات إنتاج الكهرباء في المنطقة الشمالية.


«حزب الله» يعلن قصف موقعين عسكريين إسرائيليين بعشرات الصواريخ

دمار أحدثه القصف الإسرائيلي في قرية شبعا اللبنانية (أ.ف.ب)
دمار أحدثه القصف الإسرائيلي في قرية شبعا اللبنانية (أ.ف.ب)
TT

«حزب الله» يعلن قصف موقعين عسكريين إسرائيليين بعشرات الصواريخ

دمار أحدثه القصف الإسرائيلي في قرية شبعا اللبنانية (أ.ف.ب)
دمار أحدثه القصف الإسرائيلي في قرية شبعا اللبنانية (أ.ف.ب)

أعلن «حزب الله» مساء الجمعة قصف موقعين عسكريين في شمال إسرائيل بعشرات الصواريخ.

وقالت الجماعة إن القصف استهدف موقع حبوشيت ومقر ‏قيادة لواء «حرمون 810» في ثكنة معاليه غولاني بعشرات صواريخ الكاتيوشا.‏ وأضافت أن القصف جاء «ردًا على ‏اعتداءات العدو على القرى الصامدة والمنازل المدنيّة وخصوصًا الاغتيال الجبان على طريق ‏السريرة».

في الوقت نفسه، نعت «الجماعة الإسلامية» في بيان نشره اثنين من عناصرها هما مصعب سعيد خلف وبلال محمد خلف اللذين قتلا في غارة إسرائيلية استهدفتهما في منطقة البقاع الغربي.

وفي وقت لاحق، أعلن «حزب الله» في بيان مقتضب مقتل أحد عناصره، وهو فرج الله علي حمود من قرية كفركلا في جنوب لبنان.

وأعلن الجيش الإسرائيلي أن الطائرات الإسرائيلية قصفت أهدافا تابعة لـ«حزب الله» منطقة شبعا بجنوب لبنان، ومن بينها مخزن أسلحة ومنصة إطلاق.


الاتحاد الأوروبي يتعهد بتقديم مساعدات لغزة بنحو 70 مليون دولار

متطوعون يقدمون الطعام في مخيم جباليا شمال قطاع غزة (رويترز)
متطوعون يقدمون الطعام في مخيم جباليا شمال قطاع غزة (رويترز)
TT

الاتحاد الأوروبي يتعهد بتقديم مساعدات لغزة بنحو 70 مليون دولار

متطوعون يقدمون الطعام في مخيم جباليا شمال قطاع غزة (رويترز)
متطوعون يقدمون الطعام في مخيم جباليا شمال قطاع غزة (رويترز)

أعلن الاتحاد الأوروبي، الجمعة، عن نيته منح مبلغ إضافي بقيمة 68 مليون يورو (73 مليون دولار) من المساعدات الطارئة إلى قطاع غزة الذي يشهد حرباً طاحنة بين إسرائيل و«حماس».

وجاء في بيان صادر عن التكتّل: «في ظلّ تفاقم الأزمة الإنسانية الحادة في غزة، والازدياد المتواصل في الحاجات في الميدان، قرّرت المفوضية تعزيز تمويلها لدعم الفلسطينيين المتأثّرين بالحرب الدائرة».

وأوضح الاتحاد الأوروبي، في بيانه، أن «هذا الدعم يرفع إجمالي المساعدات الإنسانية للاتحاد إلى 193 مليون يورو للفلسطينيين المحتاجين في غزة والمنطقة في 2024».

وكشف أن المساعدات الجديدة ستتمحور على المواد الغذائية والمياه النظيفة والصرف الصحي والملاجئ، وتوجَّه عبر شركاء محليين يعملون في الميدان.

وكانت الأمم المتحدة قد قالت إن العملية العسكرية لإسرائيل حوّلت القطاع إلى «جحيم إنساني» وسط مخاوف من مجاعة محدقة. وزاد كلّ من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الضغوط على إسرائيل لتسمح بدخول مزيد من المساعدات إلى غزة.

وأعلن الجيش الأميركي، الخميس، البدء بتشييد رصيف بحري لتيسير إيصال المساعدات إلى القطاع الذي عاثت فيه الحرب المستمرة منذ أكثر من 6 أشهر دماراً وخراباً واسعين.

وأدّى الهجوم غير المسبوق لحركة «حماس» على الأراضي الإسرائيلية في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023 إلى مقتل 1170 شخصاً، حسب تعداد لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» يستند إلى بيانات رسميّة إسرائيلية.

وردّاً على ذلك، تعهّدت إسرائيل بـ«القضاء» على «حماس» التي تتولّى السلطة في غزة منذ 2007، وشنت هجوما خلّف حتى الآن 34356 قتيلاً، معظمهم مدنيّون، وفق وزارة الصحّة في غزة.


واشنطن: زخم جديد في محادثات الرهائن المحتجَزين بغزة

مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض جايك سوليفان (رويترز)
مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض جايك سوليفان (رويترز)
TT

واشنطن: زخم جديد في محادثات الرهائن المحتجَزين بغزة

مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض جايك سوليفان (رويترز)
مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض جايك سوليفان (رويترز)

قال مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض، جايك سوليفان، اليوم الجمعة، إنه يرى زخماً جديداً في المحادثات الرامية إلى إنهاء الحرب في غزة، والإفراج عن بقية الرهائن الإسرائيليين.

وأضاف سوليفان، في مقابلة مع قناة «إم إس إن بي سي»: «أعتقد أن هناك جهوداً جديدة تُبذل حالياً تشمل قطر ومصر، بالإضافة إلى إسرائيل لمحاولة إيجاد طريق للمُضي قدماً»، وفق ما نقلته وكالة «رويترز» للأنباء.

وتابع: «هل أرى أن هناك زخماً ومتنفساً جديداً في محادثات الرهائن هذه؟ أعتقد ذلك».

ونقل موقع «أكسيوس» عن مسؤولين إسرائيليين القول إن مسؤولين من إسرائيل أبلغوا نظراءهم من مصر، اليوم الجمعة، بأن إسرائيل مستعدة لمنح «فرصة واحدة أخيرة» للتوصل إلى اتفاق مع حركة «حماس» لإطلاق سراح الرهائن قبل المضي قدماً في غزو رفح.

وقال أحد المسؤولين، لـ«أكسيوس»: «أبلغت إسرائيل مصر بأنها جادّة في الاستعدادات لشن العملية في رفح، وأنها لن تسمح لـ(حماس) بالتباطؤ».


مقتل 4 يمنيين في هجوم بمسيّرة على حقل غاز في كردستان العراق

طائرة مسيّرة (رويترز)
طائرة مسيّرة (رويترز)
TT

مقتل 4 يمنيين في هجوم بمسيّرة على حقل غاز في كردستان العراق

طائرة مسيّرة (رويترز)
طائرة مسيّرة (رويترز)

قتل «أربعة عمال يمنيين»، الجمعة، بقصف من طائرة مسيّرة استهدف حقل كورمور للغاز في كردستان العراق، حسبما أعلن المتحدث الرسمي باسم حكومة الإقليم بيشوا هوراماني.

وقال المتحدّث، في بيان، «قتل أربعة عمّال يمنيبن وتعرض الحقل لأضرار بالغة، مما سيؤثر على إمدادات الكهرباء»، وفقا لوكالة الصحافة الفرنسية.

وأضاف: «يجب وقف هذه الهجمات المتكررة»، داعياً الحكومة الاتحادية في العراق إلى «العثور على مرتكبي هذا العمل الإرهابي وتقديمهم للعدالة ومنع تكرار هذه الأعمال».

وفي وقت سابق، قالت شبكة «رووداو» الإعلامية الكردية إن هجوماً بطائرة مسيرة استهدف، مساء اليوم (الجمعة)، حقل الغاز خورمور في كردستان العراق، مضيفة أن الهجوم تسبب في مقتل 3 أشخاص وتوقف إمدادات محطات الكهرباء.

وقال رئيس بلدية جمجمال، رمك رمضان، للشبكة الإعلامية، إن الهجوم كان بواسطة طائرة مسيّرة، وإنه أدى إلى مقتل 3 أشخاص وإصابة 3 آخرين.

ويقع الحقل في قرية خورمور التابعة لقضاء جمجمال في محافظة السليمانية بكردستان العراق.

وذكرت «رووداو» أن وزارة الكهرباء في إقليم كردستان أعلنت أن الهجوم على الحقل أوقف إمدادات محطات الكهرباء وسبّب فقدان نحو 2500 ميغاواط من الإنتاج، وفقاً لوكالة «أنباء العالم العربي».

وقال مستشار لرئيس وزراء حكومة كردستان ومصدر سياسي كردي كبير، لوكالة «رويترز»، إنه تقرر وقف إنتاج الحقل أيضاً.

ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم حتى الآن.

أُسس مشروع الغاز في عام 2007، عندما وقعت شركة دانة غاز ونفط الهلال عقداً مع حكومة إقليم كردستان، للحصول على حقوق استكشاف وتطوير وإنتاج وتسويق وبيع المنتجات النفطية في منطقتي خورمور وجمجمال، بحسب «رووداو». وحقل خورمور من أكبر حقول الغاز في العراق.

وسبق للحقل أن تعرض لهجمات، ومنها في أواخر يناير (كانون الثاني) الماضي، حين أصدرت وزارة الكهرباء في حكومة إقليم كردستان، بياناً أكدت فيه توقف عمليات الإنتاج بسبب الهجوم وهو ما نجم عنه نقص كبير في معدل إنتاج الطاقة الكهربائية يصل إلى أكثر من 2800 ميغاواط.


فرنسا تؤكد أنها ستصرف 33 مليون يورو للأونروا

مساعدات غذائية إلى غزة من «الأونروا» (رويترز)
مساعدات غذائية إلى غزة من «الأونروا» (رويترز)
TT

فرنسا تؤكد أنها ستصرف 33 مليون يورو للأونروا

مساعدات غذائية إلى غزة من «الأونروا» (رويترز)
مساعدات غذائية إلى غزة من «الأونروا» (رويترز)

أكدت فرنسا، يوم الخميس، أنها ستصرف 33 مليون يورو لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، في حال نفّذت كل الإجراءات التي طلبها تقرير جراء تدقيق مستقل بشأنها.

وأعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية، كريستوف لوموان، أن «فرنسا تؤكد صرف مساهمتها السنوية لبرنامج الأونروا الإنساني، والبالغة 33 مليون يورو لعام 2024»، دون أن يحدد موعداً لذلك.

وأضاف، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «دعمنا للأونروا يرافقه مطلب وهو التنفيذ الكامل للتدابير التي طلبها تقرير التدقيق الخارجي المستقل الذي قادته كاترين كولونا»، وزيرة الخارجية الفرنسية السابقة.

وأكد أن فرنسا تُولي «أهمية خاصة (...) لإجراءات التحقق من حياد موظفي (الأونروا) ومنشآتها، وحظر خطاب الكراهية والخطاب المعادي للسامية في الكتب المدرسية، وإصلاح النقابات وإدارة شؤون الموظفين».

وتتّهم إسرائيل الوكالة الأممية، البالغ عدد موظفيها أكثر من 30 ألف شخص والذين يقدّمون خدمات لـ5.9 مليون فلسطيني في المنطقة «غزة والضفة الغربية ولبنان والأردن وسوريا»، بأنها توظّف «أكثر من 400 إرهابي» في غزة، من بينهم 12 موظّفاً تؤكد الدولة العبرية أنهم ضالعون بشكل مباشر في الهجوم الذي شنّته «حماس» على أراضيها.

وشنّت «حماس»، في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، هجوماً غير مسبوق ضدّ إسرائيل أدى إلى مقتل 1170 شخصاً، وفق تعداد لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» يستند إلى بيانات رسمية إسرائيلية.

ودفع الاتهام الإسرائيلي دولاً مانحة عدة، في مقدّمتها الولايات المتحدة، إلى قطع تمويلها للأونروا فجأة، لكن جهات مانحة عدة عادت واستأنفت تمويل الوكالة، مع إجراء تدقيق بشأنها.

وخلص الخبراء المفوضون من الأمم المتحدة إلى أن الأونروا في قطاع غزة تفتقر إلى «الحياد» السياسي، لكنهم أشاروا أيضاً إلى أن الوكالة، التابعة للأمم المتحدة، ما زالت «تؤدي دوراً حاسماً في تقديم المساعدات الإنسانية الحيوية» في المنطقة.


«العدل الدولية» تصدر الثلاثاء قراراً في دعوى تتهم ألمانيا بتسهيل الإبادة بغزة

فلسطينيون يتفقدون منزلاً مدمراً بعد قصف إسرائيلي على مدينة غزة (د.ب.أ)
فلسطينيون يتفقدون منزلاً مدمراً بعد قصف إسرائيلي على مدينة غزة (د.ب.أ)
TT

«العدل الدولية» تصدر الثلاثاء قراراً في دعوى تتهم ألمانيا بتسهيل الإبادة بغزة

فلسطينيون يتفقدون منزلاً مدمراً بعد قصف إسرائيلي على مدينة غزة (د.ب.أ)
فلسطينيون يتفقدون منزلاً مدمراً بعد قصف إسرائيلي على مدينة غزة (د.ب.أ)

أعلنت محكمة العدل الدولية، أعلى هيئة قضائية في الأمم المتحدة، أنها ستصدر قراراً، الثلاثاء، في دعوى قدّمتها نيكاراغوا تتهم فيها ألمانيا بانتهاك اتفاقية منع الإبادة الجماعية لعام 1948 من خلال تزويد إسرائيل بأسلحة تستعملها في غزة.

وطلبت الدولة، الواقعة في أميركا الوسطى، من محكمة العدل الدولية، التي يقع مقرها في لاهاي، فرض إجراءات طارئة؛ حتى تتوقف برلين عن تزويد إسرائيل بالأسلحة، من بين أمور أخرى.

وقالت المحكمة، اليوم الجمعة، إنها ستصدر قرارها، في 30 أبريل (نيسان) الحالي، الساعة الثالثة بعد الظهر (13:00 بتوقيت غرينتش).

وقدّم المحامون من كلا البلدين حججهم، خلال جلسة استماع، في وقت سابق من هذا الشهر.

وانتقدت نيكاراغوا ألمانيا لدعمها إسرائيل، وعدَّت تقديم الأسلحة للحكومة الإسرائيلية، مع تقديم المساعدة لغزة، في الوقت نفسه، «أمراً مؤسفاً وينم عن احتقار»، وفق ما نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية».

وردّت ألمانيا بأن أمن إسرائيل يقع «في صميم» سياستها الخارجية، وعدَّت أن نيكاراغوا «شوّهت بشكل صارخ» إمدادات ألمانيا من المساعدات العسكرية لإسرائيل.

وقال ممثل ألمانيا، كريستيان تامس، للقضاة: «عند فحصها بدقة، تتهاوى اتهامات نيكاراغوا».

وطلبت نيكاراغوا خمسة إجراءات موقتة؛ أبرزها أن «تُعلق ألمانيا على الفور مساعداتها لإسرائيل، وخصوصاً مساعداتها العسكرية، بما في ذلك المُعدات العسكرية».

وقد بدأت الحرب بهجوم غير مسبوق لحركة «حماس» أدى إلى مقتل نحو 1170 شخصاً في إسرائيل. وتعهدت إسرائيل بتدمير «حماس»، وشنّت هجوماً أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 34 ألفاً و356 شخصاً حتى الآن في غزة، معظمهم من النساء والأطفال.


الأمم المتحدة: حجم الأنقاض في قطاع غزة نحو 37 مليون طن

حطام مبنى سكني دمرته غارات إسرائيلية على قطاع غزة (رويترز)
حطام مبنى سكني دمرته غارات إسرائيلية على قطاع غزة (رويترز)
TT

الأمم المتحدة: حجم الأنقاض في قطاع غزة نحو 37 مليون طن

حطام مبنى سكني دمرته غارات إسرائيلية على قطاع غزة (رويترز)
حطام مبنى سكني دمرته غارات إسرائيلية على قطاع غزة (رويترز)

قدّرت الأمم المتحدة حجم الركام والأنقاض الذي يتعين إزالته بنحو 37 مليون طن في قطاع غزة الذي يتعرض لقصف مكثف وقتال عنيف منذ بداية الحرب بين إسرائيل وحركة «حماس».

قال بير لودهامار، المسؤول في دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام: «لقد قدرنا وجود 37 مليون طن من الركام، أي نحو 300 كيلوغرام من الركام في المتر المربع» في قطاع غزة الذي كان قبل الحرب مكتظاً بالسكان وحضرياً.

وأشار، خلال تصريح صحافي دوري للأمم المتحدة في جنيف، إلى أن «إزالتها ستستغرق 14 عاماً» على افتراض استخدام نحو 100 شاحنة.

صبي فلسطيني يجلس بجوار أنقاض منزل دمره القصف الإسرائيلي على غزة (رويترز)

وأكد أن الذخائر غير المنفجرة اختلطت بالأنقاض، ما سيؤدي إلى تعقيد المهمة بشكل كبير.

ورأى لودهامار أن «ما لا يقل عن 10%» من الذخائر التي يتم إطلاقها في النزاع لا تنفجر، وتشكل بالتالي تهديداً دائماً للسكان وللفرق المسؤولة عن البحث في الأنقاض لانتشال جثث الضحايا وللعمال المكلفين إزالة الأنقاض.

وتحدث عن اجتماع عُقد مؤخراً في عمان مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومنظمات غير حكومية، خُصص للبحث عن أفضل السبل للتعامل مع هذا الركام المختلط بالمتفجرات. ويأتي ذلك «استعداداً لما قد يحدث وللتدخل في غزة».

حطام مبنى سكني دمرته غارات إسرائيلية على قطاع غزة (رويترز)

«على نطاق أضيق»

وينطلق تصريح المسؤول من خبرته في هذا المجال، فقد سبق وتولى المهمة نفسها في العراق «ولكن على نطاق أضيق».

وأوضح أن «65 في المائة من المباني المدمرة سكنية» في قطاع غزة.

فلسطينيون يقفون فوق أنقاض منزل في حي الدرج في قطاع غزة (أ.ف.ب)

وأدّى الهجوم غير المسبوق لحركة «حماس» على الأراضي الإسرائيلية في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023 إلى مقتل 1170 شخصاً، حسب تعداد لوكالة الصحافة الفرنسية يستند إلى بيانات رسميّة إسرائيلية.

وردّاً على ذلك، تعهّدت إسرائيل بـ«القضاء» على «حماس» التي تتولّى السلطة في غزة منذ 2007 وشنّت هجوماً خلف حتى الآن 34356 قتيلاً، معظمهم مدنيّون، حسب وزارة الصحّة في غزة.


مكتب الإعلام الحكومي: 49 شاحنة مساعدات فقط دخلت شمال قطاع غزة خلال أسبوع

شاحنات تحمل مساعدات إنسانية عند معبر رفح (رويترز)
شاحنات تحمل مساعدات إنسانية عند معبر رفح (رويترز)
TT

مكتب الإعلام الحكومي: 49 شاحنة مساعدات فقط دخلت شمال قطاع غزة خلال أسبوع

شاحنات تحمل مساعدات إنسانية عند معبر رفح (رويترز)
شاحنات تحمل مساعدات إنسانية عند معبر رفح (رويترز)

قال المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، اليوم (الجمعة)، إن 49 شاحنة مساعدات فقط دخلت إلى شمال القطاع خلال أسبوع، داعية إلى فتح دائم لكل المعابر الواصلة إلى قطاع غزة.

وأضاف المكتب في بيان نقلته وكالة «أنباء العالم العربي»، أن عدد شاحنات المساعدات الداخلة لقطاع غزة خلال هذا الأسبوع بلغ 1063 شاحنة، بواقع 205 دخلت من معبر رفح، و858 من معبر كرم أبو سالم، مؤكدة أنه «لم يدخل إلى شمال قطاع غزة سوى 49 شاحنة من إجمالي هذه الشاحنات».

وقال البيان: «هذا العدد أقل بكثير من احتياج شعبنا، لا سيما شمال غزة، وهو يتنافى مع التصريحات الأميركية والإسرائيلية التي تتحدث عن زيادة شاحنات المساعدات وتزعم إدخال 300 شاحنة مساعدات يومياً».

وندد المكتب بممارسات إسرائيل بالتضييق على عمل المؤسسات الإغاثية واستهداف طواقمها ومنعها من العمل، والتحكم بكميات الغذاء التي تدخل إلى القطاع، وقال: «هذه الممارسات هي جرائم تستوجب المحاسبة، وتتعارض مع التدابير التي أصدرتها محكمة العدل الدولية».