متطرفون يستهدفون الجيش السوري لعرقلة تقارب دمشق وأنقرة

جانب من الدمار الذي خلفته الحرب الدائرة قي سوريا منذ عام 2011 (أرشيفية - رويترز)
جانب من الدمار الذي خلفته الحرب الدائرة قي سوريا منذ عام 2011 (أرشيفية - رويترز)
TT

متطرفون يستهدفون الجيش السوري لعرقلة تقارب دمشق وأنقرة

جانب من الدمار الذي خلفته الحرب الدائرة قي سوريا منذ عام 2011 (أرشيفية - رويترز)
جانب من الدمار الذي خلفته الحرب الدائرة قي سوريا منذ عام 2011 (أرشيفية - رويترز)

قال مقاتلو المعارضة ومسؤولون من الجيش السوري إن مقاتلين متطرفين شنوا غارات على عدد من مواقع الجيش، أمس (الأربعاء)، في تصعيد لهجمات الكر والفر هذا العام في آخر معقل تسيطر عليه المعارضة في شمال غربي سوريا.
ويعيش أكثر من ثلاثة ملايين شخص في المنطقة التي أصبحت ملجأً لكثير من النازحين ومن بينهم مقاتلون من المعارضة مدعومون من تركيا وأسرهم فروا من مناطق سيطر عليها الجيش السوري المدعوم من روسيا. وتصاعد الصراع الذي بدأ باحتجاجات سلمية في عام 2011 إلى حرب أهلية اجتذبت قوى أجنبية، وتسببت في أكبر أزمة نزوح منذ الحرب العالمية الثانية.
وقالت «جماعة التوحيد الإسلامية» المرتبطة بجماعة «هيئة تحرير الشام» إن مقاتليها شنوا هجوماً انتحارياً على الخطوط الأمامية في معرة موحص بجنوب محافظة إدلب، بالقرب من الحدود مع تركيا. وقال أبو حمزة، وهو أحد أعضاء الجماعة، إن مقاتليها تمكنوا من مداهمة عدة «مواقع للعدو» وقتلوا عدداً منهم. وأضاف أبو حمزة أن الجماعة استخدمت أسلحة ثقيلة وصواريخ في أكبر هجماتها هذا العام.
وقالت «هيئة تحرير الشام» إنها كثفت الغارات والهجمات الانتحارية في الأشهر الثلاثة الماضية على مواقع للجيش السوري والجيش الروسي على طول الجبهات في شمال غربي سوريا. وتعهد أبو محمد الجولاني، زعيم الهيئة، هذا الشهر بمواصلة قتال الجيش السوري وحلفائه بعد أيام من أعلى مستوى من المحادثات العلنية بين أنقرة وحكومة دمشق منذ بدء الحرب السورية في 2011.
وأدى التقارب إلى قلق جماعات المعارضة من أن تتخلى تركيا عنها. وتقدم تركيا السلاح وتنشر الآلاف من القوات في مناطق المعارضة، مما حال دون تقدم الجيش السوري المدعوم من روسيا. وقال بيان للجيش السوري إنه دحر الهجمات بعد اشتباكات استمرت ساعات أسفرت عن مقتل أو إصابة 12 مهاجماً.
وذكر بيان الجيش أيضاً أن القوات الروسية ساعدته في الآونة الأخيرة في تدمير عدة مراكز تدريب «للإرهابيين» في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في إدلب. وقال سكان في المنطقة إن مواقع للجيش السوري قصفت عدة قرى في منطقة مرتفعات جبل الزاوية القريبة، فيما كان انتقاماً فيما يبدو لهجمات معرة موحص، مما أسفر عن مقتل مدني واحد على الأقل وإصابة عدة أشخاص.
وقالت مصادر من المعارضة إن طائرات حربية يعتقد أنها روسية قادمة من قاعدة رئيسية على الساحل السوري المطل على البحر المتوسط كانت تحلق على ارتفاع شاهق، لكنها لم تشارك في القتال.



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.