رئيسة المفوضية الأوروبية تؤيد وضع «الحرس الثوري» على قائمة الإرهاب

فون دير لايين تتحدث على هامش منتدى دافوس السويسري (رويترز)
فون دير لايين تتحدث على هامش منتدى دافوس السويسري (رويترز)
TT

رئيسة المفوضية الأوروبية تؤيد وضع «الحرس الثوري» على قائمة الإرهاب

فون دير لايين تتحدث على هامش منتدى دافوس السويسري (رويترز)
فون دير لايين تتحدث على هامش منتدى دافوس السويسري (رويترز)

اقترب الاتحاد الأوروبي أكثر من وضع «الحرس الثوري» على قائمة الإرهاب، بعدما أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين، انفتاحها على الخطوة للرد على «انتهاك» حقوق الإنسان الأساسية في الجمهورية الإسلامية، وفيما توعدت طهران برد «استخباراتي وقضائي» على احتجاج بريطانيا على إعدام المسؤول السابق علي رضا أكبري، هدد متحدث برلماني إيراني برد «متقابل» على أي خطوة أوروبية تستهدف «الحرس الثوري»، الجهاز الموازي للجيش النظامي الإيراني.
وأضافت للصحافيين على هامش المنتدى الاقتصادي العالمي في منتجع دافوس السويسري: «رد فعل النظام الإيراني فظيع ومروع وهم ينتهكون حقوق الإنسان الأساسية». وأردفت: «نتطلع بالفعل إلى جولة جديدة من العقوبات وسأؤيد أيضاً إدراج الحرس الثوري (على قائمة المنظمات الإرهابية). لقد سمعت كثيراً من الوزراء يطلبون ذلك وأعتقد أنهم على حق»، حسب «رويترز».
وشارك 12 ألف إيراني في وقفة أمام مقر البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ، لحض الاتحاد الأوروبي على تسمية «الحرس الثوري» منظمة إرهابية، وهو واحد من أكبر التجمعات للإيرانيين في الخارج. وقالت رئيسة البرلمان الأوروبي روبرتا ميتسولا المتظاهرين، إن النواب الأوروبيين «معهم».
وتدرس الدول الأوروبية تصنيف «الحرس الثوري» على قائمة المنظمات الإرهابية، في خطوة حظيت بدعم داخل ألمانيا وفرنسا وبريطانيا، الثلاثي المشارك في الاتفاق النووي لعام 2015.
قال وزير الخارجية الفنلندي بيكا هافيستو لوكالة رويترز إن عقوبة الإعدام «المروعة» وتعثر الاتفاق النووي الإيراني وتوريد الطائرات المسيرة والأسلحة إلى روسيا كلها أمور بحاجة إلى رد فعل صارم.
وقال «جميع هذه العناصر عوامل سلبية وأعتقد أن الاتحاد الأوروبي يتفاعل بشكل متزايد. من المهم أن يكون رد فعلنا قويا»، مضيفا أن ما زال يوجد جدال بين الدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي حول تصنيف «الحرس».
وبدوره، قال وزير الخارجية السويدي توبياس بيلستروم، الذي تترأس بلاده الاتحاد الأوروبي في الوقت الحالي، من أن «الحرس» ا الإيراني مدرج بالفعل على قائمة أغلظ لعقوبات حقوق الإنسان ولكن باب النقاش مفتوح بين الدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي.
وقال بيلستروم لرويترز «أتفهم أن كلمة إرهاب تثير كثيرا من العواطف، ولكن من منظور قانوني، قائمة العقوبات الأخرى التي تعاقب كيانات وأفرادا تعد أكثر غلظة».
في طهران، هدد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني، بريطانيا، بـ«رد استخباراتي وقضائي حازم»، رافضاً الانتقادات البريطانية الموجهة لإيران بسبب إعدام أكبري.
واقتبس كنعاني من مذكرات الأمير البريطاني هاري دوق ساسكس، في كتاب «سبير» حول الحرب في أفغانستان وقتله 25 عنصراً من حركة «طالبان». وقال المتحدث الإيراني: «النظام البريطاني الذي قال عضو أسرته المالكة أن قتل 25 إنساناً بريئاً مثل إزالة قطع الشطرنج (...) ومن يتسترون على جريمة الحرب هذه، ليست لديهم الأهلية للتحدث عن حقوق الإنسان».
ونقلت وكالة «تسنيم» التابعة لـ«الحرس الثوري» عن كنعاني، قوله إن «خطوة بريطانيا في تهديد الأمن القومي للجمهورية الإسلامية ستقابل برد استخباراتي وقضائي حازم». وأضاف: «ضجيج النظام البريطاني ودعاة حقوق الإنسان في أوروبا يظهر عدم امتثالهم للقانون وتمردهم عليه».
وجاء الموقف الإيراني بعدما أبلغ وزير الخارجية البريطاني جميس كليفرلي مجلس العموم البريطاني، أن لندن لا تستبعد اتخاذ إجراءات بحق إيران بعد إعدام أكبري الذي تربطه صلات وثيقة بأمين عام المجلس الأعلى للأمن القومي علي شمخاني، وكان نائباً لوزير الدفاع الإيراني في الشؤون الدولية.
ورغم إصرار برلمانيين، امتنع الوزير عن الإدلاء بأي تكهنات حول ما إذا كانت المملكة المتحدة ستُدرج «الحرس الثوري» الإيراني على قائمتها للمنظمات «الإرهابية»، أم لا.
من جانبه، قال متحدث باسم البرلمان الإيراني إن «أي قرار ضد الحرس الثوري سيقابل برد مماثل».
وقال متحدث باسم رئاسة البرلمان الإيراني نظام الدين موسوي أمس «فرض العقوبات على الحرس الثوري وتسميته منظمة إرهابية لا يحظي بأي أهمية في العالم الواقعي، بل مجرد مناورة دعائية(...)، وأضاف «على البرلمانات الأوروبية أن تعلم أن أي قرار ضد الحرس الثوري سيقابل برد حازم وقرارات من البرلمان الإيراني».
واستدعت الخارجية الهولندية، الاثنين، السفير الإيراني علي رضا كاظمي أبدي، احتجاجاً على إعدام المواطن البريطاني - الإيراني علي رضا أكبري.


مقالات ذات صلة

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

المشرق العربي اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

في اليوم الثاني لزيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى سوريا، التقى وفداً من الفصائل الفلسطينية الموجودة في دمشق، بحضور وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان. وأكد رئيسي، خلال اللقاء الذي عقد في القصر الرئاسي السوري أمس (الخميس)، أن بلاده «تعتبر دائماً القضية الفلسطينية أولوية في سياستها الخارجية». وأكد أن «المقاومة هي السبيل الوحيد لتقدم العالم الإسلامي ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي»، وأن «المبادرة، اليوم، في أيدي المجاهدين والمقاتلين الفلسطينيين في ساحة المواجهة».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
شؤون إقليمية إيران تحتجز ناقلة نفط ثانية

إيران تحتجز ناقلة نفط ثانية

احتجز «الحرس الثوري» الإيراني، أمس، ناقلة نقط في مضيق هرمز في ثاني حادث من نوعه في غضون أسبوع، في أحدث فصول التصعيد من عمليات الاحتجاز أو الهجمات على سفن تجارية في مياه الخليج، منذ عام 2019. وقال الأسطول الخامس الأميركي إنَّ زوارق تابعة لـ«الحرس الثوري» اقتادت ناقلة النفط «نيوفي» التي ترفع علم بنما إلى ميناء بندر عباس بعد احتجازها، في مضيق هرمز فجر أمس، حين كانت متَّجهة من دبي إلى ميناء الفجيرة الإماراتي قبالة خليج عُمان. وفي أول رد فعل إيراني، قالت وكالة «ميزان» للأنباء التابعة للسلطة القضائية إنَّ المدعي العام في طهران أعلن أنَّ «احتجاز ناقلة النفط كان بأمر قضائي عقب شكوى من مدعٍ». وجاءت الو

«الشرق الأوسط» (طهران)
شؤون إقليمية سوريا وإيران: اتفاق استراتيجي طويل الأمد

سوريا وإيران: اتفاق استراتيجي طويل الأمد

استهلَّ الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، أمس، زيارة لدمشق تدوم يومين بالإشادة بما وصفه «الانتصارات الكبيرة» التي حقَّقها حكم الرئيس بشار الأسد ضد معارضيه. وفي خطوة تكرّس التحالف التقليدي بين البلدين، وقّع رئيسي والأسد اتفاقاً «استراتيجياً» طويل الأمد. وزيارة رئيسي للعاصمة السورية هي الأولى لرئيس إيراني منذ عام 2010، عندما زارها الرئيس الأسبق محمود أحمدي نجاد، قبل شهور من بدء احتجاجات شعبية ضد النظام. وقال رئيسي، خلال محادثات موسَّعة مع الأسد، إنَّه يبارك «الانتصارات الكبيرة التي حققتموها (سوريا) حكومة وشعباً»، مضيفاً: «حقَّقتم الانتصار رغم التهديدات والعقوبات التي فرضت ضدكم».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
شؤون إقليمية باريس تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

باريس تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

نددت فرنسا باحتجاز البحرية التابعة لـ«الحرس الثوري» الإيراني ناقلة النفط «نيوفي» التي ترفع علم بنما في مضيق هرمز الاستراتيجي، وذلك صبيحة الثالث من مايو (أيار)، وفق المعلومات التي أذاعها الأسطول الخامس التابع للبحرية الأميركية وأكدها الادعاء الإيراني. وأعربت آن كلير لوجندر، الناطقة باسم الخارجية الفرنسية، في مؤتمرها الصحافي، أمس، أن فرنسا «تعرب عن قلقها العميق لقيام إيران باحتجاز ناقلة نفطية» في مياه الخليج، داعية طهران إلى «الإفراج عن الناقلات المحتجزة لديها في أسرع وقت».

ميشال أبونجم (باريس)
شؤون إقليمية منظمات تندد بـ«إصرار» فرنسا «على رغبتها بترحيل» إيرانيين

منظمات تندد بـ«إصرار» فرنسا «على رغبتها بترحيل» إيرانيين

قالت منظمات غير حكومية إن فرنسا احتجزت العديد من الإيرانيين في مراكز اعتقال في الأسابيع الأخيرة، معتبرة ذلك إشارة إلى أنّ الحكومة «تصر على رغبتها في ترحيلهم إلى إيران» رغم نفي وزير الداخلية جيرالد دارمانان. وكتبت منظمات العفو الدولية، و«لا سيماد»، و«إيرانيان جاستس كوليكتيف» في بيان الأربعاء: «تواصل الحكومة إبلاغ قرارات الترحيل إلى إيران مهددة حياة هؤلاء الأشخاص وكذلك حياة عائلاتهم». واعتبرت المنظمات أن «فرنسا تصرّ على رغبتها في الترحيل إلى إيران»، حيث تشن السلطات قمعاً دامياً يستهدف حركة الاحتجاج التي اندلعت إثر وفاة الشابة الإيرانية الكردية مهسا أميني في سبتمبر (أيلول)، أثناء احتجازها لدى شرط

«الشرق الأوسط» (باريس)

واشنطن تؤكد معارضتها بناء قاعدة عسكرية إسرائيلية دائمة في غزة

قافة عسكرية إسرائيلية تتحرك بالقرب من حدود قطاع غزة مع إسرائيل (أ.ب)
قافة عسكرية إسرائيلية تتحرك بالقرب من حدود قطاع غزة مع إسرائيل (أ.ب)
TT

واشنطن تؤكد معارضتها بناء قاعدة عسكرية إسرائيلية دائمة في غزة

قافة عسكرية إسرائيلية تتحرك بالقرب من حدود قطاع غزة مع إسرائيل (أ.ب)
قافة عسكرية إسرائيلية تتحرك بالقرب من حدود قطاع غزة مع إسرائيل (أ.ب)

أعلنت الولايات المتّحدة الثلاثاء رفضها بناء قاعدة عسكرية إسرائيلية دائمة في غزة، وذلك غداة تقرير نشرته صحيفة «نيويورك تايمز» مفاده أنّ الجيش الإسرائيلي بصدد تسريع أعمال بناء منشآت عسكرية في القطاع الفلسطيني.

واستنادا إلى صور التقطتها أقمار اصطناعية، قالت الصحيفة النيويوركية إنّها رصدت في وسط قطاع غزة تسريعا لأعمال بناء هذه القاعدة بالتوازي مع هدم أكثر من 600 مبنى في المنطقة، ما يؤشّر إلى أنّ الجيش الإسرائيلي يخطّط لوجود طويل الأمد في القطاع.

وتعليقا على هذا التقرير، قال فيدانت باتيل، نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، إنّ الولايات المتّحدة لا تستطيع تأكيد هذه المعلومات، مشيرا في الوقت نفسه إلى أنّ وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أعرب منذ بداية الحرب بين إسرائيل وحماس قبل أكثر من عام عن معارضته لأيّ وجود إسرائيلي دائم في غزة. وقال باتيل خلال مؤتمر صحافي إنّه إذا كانت معلومات نيويورك تايمز «صحيحة، فمن المؤكد أنّ هذا الأمر يتعارض مع عدد من المبادئ التي حدّدها الوزير بلينكن». وأضاف «لا يمكن أن يحصل تقليص للأراضي في غزة. أكثر من ذلك، لا يمكن أن يكون هناك تهجير قسري للفلسطينيين من منازلهم».

من جانبه، أعلن الجنرال بات رايدر، المتحدث باسم البنتاغون، أنّ موقف الولايات المتحدة هو أنّ «إسرائيل يجب أن لا تستمر في احتلال غزة بمجرد التوصل إلى وقف لإطلاق النار وبعد القضاء على التهديد الذي تشكّله حماس». وأضاف «سنواصل التشاور مع شركائنا الإسرائيليين بشأن هذا الموضوع، لكن الأهمّ هو تحقيق وقف لإطلاق النار، وإطلاق سراح الرهائن، وإنهاء هذا النزاع الرهيب».

وفي تقريرها، نقلت «نيويورك تايمز» عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله إنّ الإنشاءات الجارية هدفها تشغيلي، مؤكّدا أنّ أيّ بناء يمكن تفكيكه بسرعة.