«وبينا ميعاد» يحتفي بـ«الأم المكافحة»... وينتقد «هروب الآباء»

المسلسل المصري من بطولة شيرين رضا وصبري فواز

شيرين رضا في لقطة من المسلسل
شيرين رضا في لقطة من المسلسل
TT

«وبينا ميعاد» يحتفي بـ«الأم المكافحة»... وينتقد «هروب الآباء»

شيرين رضا في لقطة من المسلسل
شيرين رضا في لقطة من المسلسل

تصدر مسلسل «وبينا ميعاد» قائمة الأعلى مشاهدة عبر منصة «Watch IT»، كما حقق بعد طرحه عبر قناة «DMC» تفاعلاً كبيراً مع الجمهور على منصات التواصل الاجتماعي، منذ بدء عرضه، جاذباً نسبة مرتفعة من المشاهدين.
المسلسل بطولة شيرين رضا، وصبري فواز، ونادية رشاد، وبسمة، ومدحت صالح، ووفاء صادق، تأليف وإخراج هاني كمال.
وتدور أحداثه حول عائلتين هما «عائلة حسن»، الذي توفيت زوجته وتركت له أربعة شباب، و«عائلة نادية»، السيدة المطلقة التي تخلى زوجها السابق عن مسؤوليته عن أربع بنات.
ويتناول العمل كيف سيتعامل الطرفان مع المشكلات التي تحيطهما، وفي أول الأمر يواجه كل طرف المصاعب بمفرده، إلا أنهما بعد أن يلتقيا وتنشأ بينهما صداقة يتخطيانها معاً بنجاح.
وحقق مشهد مواجهة الفنانة شيرين رضا مع بناتها، في الحلقة التاسعة من المسلسل، أكثر من مليون مشاهدة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تفاعل الجمهور مع الحوار الذي دار بين الأم وبناتها حول الاختلاف في وجهات النظر، ومشكلاتها كأم معهن.
وسألتهن عن عيوبها في التربية، فيخبرنها بأنها تنفذ ما تراه صواباً فقط، وتجبرهن عليه من دون الاكتراث لرأيهن وأحلامهن، لكنها تعدهن بأنها ستعمل على تجنب خطأها، وتخبرهن بأنه لا مبرر للكذب؛ لأن محبتها لهن لن تتغير مهما ارتكبن من أخطاء.
وأثار عديد من المشاهد الأخرى تعليقات إيجابية من جانب المشاهدين، واصفين إياها بأنها «تمس القلب» وتعبر عن حال كثير من الأمهات اللواتي يتولين مسؤولية تربية الأبناء وحدهن، كما أن المسلسل يتناول حجم انعكاس غياب الأب على الفتيات.
ومن جهة أخرى يُعد المسلسل من الأعمال الدرامية القليلة التي طرحت مصاعب تربية الأبناء الذكور، وفق متابعين، وتأثرهم برحيل الأم حتى عند بلوغهم سن الشباب.

ويُعد المسلسل جزءاً من المشروع الفني للمخرج والكاتب هاني كمال، الذي قدم من قبل عدداً من الأعمال الدرامية التي تتعمق في يوميات الأسرة المصرية ومشكلاتها، مثل «أبو العروسة» و«ولاد ناس».
ويقول كمال لـ«الشرق الأوسط»: «قضيتي هي التربية والعلاقات بين أفراد الأسرة التي تشكل بيوتنا، فمن وجهة نظري أن أترك أثراً يسهم في تطوير حياة الناس هو بالنسبة لي المعنى الحقيقي للنجاح».
وأضاف كمال: «تشغلني دوماً الأسرة والتربية؛ لأنه عندما تكون العائلة في خطر فإن العالم سيكون في خطر، وحينما تكون البيوت خربة من الداخل فإن المجتمع بأسره سيصبح خرباً، ولا يمكن إنكار أن هناك خطراً يهدد مجتمعنا».
وتتعدد المشكلات التي تواجه شخصيات العمل باختلاف أعمارهم ومواقعهم في نسيج الأسر، إلا أنها تتلاقى في النهاية وترتبط ببعضها بعضاً ارتباطاً وثيقاً بحسب كمال، الذي قال: «أناقش قضية غياب الأب بمختلف صوره، سواء كان غائباً بشكل كامل، أو كان حاضراً غائباً لا يتعدى كونه مجرد (آلة صراف آلي) رغم أن الأب وظيفة مكتملة الأركان والمهام».
ويتابع: «كما يتم طرح كثير من الأخطاء في التربية؛ ففي حين قد يعتقد كثير من الأمهات، لا سيما هؤلاء اللواتي يقمن بدوري الأب والأم معاً، بأنهن يقمن بواجبهن على أكمل وجه، فإنهن في واقع الأمر يقعن في سبيل تحقيق ذلك في أخطاء فادحة تضر بأبنائهن».
ويشير: «خلال أحداث المسلسل يتم تعظيم دور (الأم المقاتلة) من أجل الأسرة، والأب المهموم بأبنائه، كما تتم مناقشة الاختلافات بين الأجيال، وضرورة الانتباه إلى ذلك».
تعكس تعليقات المدونين على مواقع التواصل الاجتماعي أن المسلسل استطاع أن يقدم تشريحاً لجوانب حيوية تخص قطاعاً عريضاً من الجمهور، ويبرر هاني كمال ذلك قائلاً: «تلامس العمل مع المشاهدين؛ لأنه اقترب من الطبقة المتوسطة، وهي الطبقة التي يقوم عليها المجتمع، وتستند إليها الطبقات الأخرى؛ ولذلك فإن كل ما يتعلق بها يشغل الجميع». مضيفاً: «أنا ابن الطبقة المتوسطة، ويحيط بي كذلك المنتمون إليها، فكل من حولي أشخاص من (لحم ودم) حقيقيون، وجاء (وبينا ميعاد) فرزاً طبيعياً لفكرة أن أكون من هذه الطبقة».

وعلى الرغم من انشغال كمال في أعماله السابقة أيضاً بالطبقة المتوسطة، فإنه نجح في الخروج من عباءتها، ليرسم أدواراً جديدة لفريق العمل يمثل بعضها مفاجأة للجمهور، وفق تعليقاتهم على «السوشيال ميديا»، وفي مقدمة ذلك الشخصية التي قدمتها شيرين رضا، حيث خرجت بدورها من عباءة «السيدة الجميلة الأرستقراطية» إلى دور المديرة والأم لمجموعة فتيات في سن الشباب.
ويعلق كمال قائلاً: «لم أقلق من وضعها في هذا الدور؛ لأن شيرين ممثلة بارعة؛ ولديها استعداد لتقديم أدوار مختلفة... من هنا عندما أُتيحت لي الفرصة أن أعمل معها كان من الطبيعي أن نقدم عملاً مختلفاً».
وحول تقديم أجزاء أخرى من المسلسل بعد انتهائه (30 حلقة) مثل «أبو العروسة»، قال: «لا أستطيع حالياً أن أحدد ذلك، وبناءً على ردود فعل الجمهور أستطيع أن أقرر الخطوة المقبلة».


مقالات ذات صلة

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

يوميات الشرق رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

إنه «فضلو» في «بياع الخواتم»، و«أبو الأناشيد الوطنية» في مشواره الفني، وأحد عباقرة لبنان الموسيقيين، الذي رحل أول من أمس (الأربعاء) عن عمر ناهز 84 عاماً. فبعد تعرضه لأزمة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى، ودّع الموسيقي إيلي شويري الحياة. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أكدت ابنته كارول أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تعلم به عائلته. وتتابع: «كنت في المستشفى معه عندما وافاه الأجل. وتوجهت إلى منزلي في ساعة متأخرة لأبدأ بالتدابير اللازمة ومراسم وداعه.

يوميات الشرق ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

يعتمد الموسيقار المصري هشام خرما طريقة موحّدة لتأليف موسيقاه، تقتضي البحث في تفاصيل الموضوعات للخروج بـ«ثيمات» موسيقية مميزة. وهو يعتزّ بكونه أول موسيقار عربي يضع موسيقى خاصة لبطولة العالم للجمباز، حيث عُزفت مقطوعاته في حفل الافتتاح في القاهرة أخيراً.

محمود الرفاعي (القاهرة)
يوميات الشرق معرض «أحلام الطبيعة» في ألمانيا

معرض «أحلام الطبيعة» في ألمانيا

زائرون يشاهدون عرضاً في معرض «أحلام الطبيعة - المناظر الطبيعية التوليدية»، بمتحف «كونستبلاست للفنون»، في دوسلدورف، بألمانيا. وكان الفنان التركي رفيق أنادول قد استخدم إطار التعلم الآلي للسماح للذكاء الصناعي باستخدام 1.3 مليون صورة للحدائق والعجائب الطبيعية لإنشاء مناظر طبيعية جديدة. (أ ب)

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق «نلتقي في أغسطس»... آخر رواية لغارسيا ماركيز ترى النور العام المقبل

«نلتقي في أغسطس»... آخر رواية لغارسيا ماركيز ترى النور العام المقبل

ستُطرح رواية غير منشورة للكاتب غابرييل غارسيا ماركيز في الأسواق عام 2024 لمناسبة الذكرى العاشرة لوفاة الروائي الكولومبي الحائز جائزة نوبل للآداب عام 1982، على ما أعلنت دار النشر «راندوم هاوس» أمس (الجمعة). وأشارت الدار في بيان، إلى أنّ الكتاب الجديد لمؤلف «مائة عام من العزلة» و«الحب في زمن الكوليرا» سيكون مُتاحاً «عام 2024 في أسواق مختلف البلدان الناطقة بالإسبانية باستثناء المكسيك» و«سيشكل نشره بالتأكيد الحدث الأدبي الأهم لسنة 2024».

«الشرق الأوسط» (بوغوتا)

9 أفلام عربية للمشاركة في «لوكارنو السينمائي»

لقطة من فيلم المخرج التونسي عبد اللطيف كشيش المشارك في «لوكارنو» (مهرجان كان)
لقطة من فيلم المخرج التونسي عبد اللطيف كشيش المشارك في «لوكارنو» (مهرجان كان)
TT

9 أفلام عربية للمشاركة في «لوكارنو السينمائي»

لقطة من فيلم المخرج التونسي عبد اللطيف كشيش المشارك في «لوكارنو» (مهرجان كان)
لقطة من فيلم المخرج التونسي عبد اللطيف كشيش المشارك في «لوكارنو» (مهرجان كان)

تشهد الدورة الـ78 لـ«مهرجان لوكارنو السينمائي» بسويسرا، حضوراً عربياً لافتاً؛ حيث تشارك أفلام عربية في عدد من أقسام المهرجان الذي يضم 11 قسماً، ومن المقرر أن يشارك في الدورة الجديدة التي تنطلق بين 6 و16 أغسطس (آب) المقبل، كل من: العراق، وفلسطين، وتونس، ولبنان، بـ9 أفلام، من بينها 7 أفلام في عرضها العالمي الأول.

وأعلن مهرجان «البحر الأحمر السينمائي» عن دعمه 3 أفلام تشارك في «مهرجان لوكارنو السينمائي» بنسخته لعام 2025 عبر «مؤسسة البحر الأحمر»، وهي: «أركالا- حلم كلكامش» من إخراج العراقي محمد الدراجي، وفيلم «اغتراب» للمخرج التونسي مهدي هميلي، إلى جانب الفيلم الكازاخستاني «الصيرورة» من إخراج جنات الشانوفا.

وتبرز مشاركات السينما العراقية بشكل خاص في الدورة الـ78؛ إذ يقدم محمد الدراجي في فيلمه «أركالا– حلم كلكامش» رؤية لملحمة «جلجامش» عبر أجواء معاصرة، من خلال طفل مشرد مصاب بداء «السكري»، يحاول إقناع صديقه المقرب جلجامش الأسطوري بأخذه إلى عالم أركالا السفلي، ويعرض الفيلم بقسم «الساحة الكبرى»، بينما تدور أحداث الفيلم التونسي «اغتراب» داخل أكبر مصنع للصلب بتونس؛ حيث يعاني 4 عمال اضطرابات نفسية وجسدية ويطاردهم فقدان زميلهم.

ملصق الفيلم التونسي «اغتراب» (مهرجان البحر الأحمر)

ويعود المخرج العراقي عباس فاضل بفيلمه الوثائقي «حكايات الأرض الجريحة» بمشاركة زوجته المنتجة اللبنانية نور بالوك، ويرصد من خلاله وقائع الحرب اللبنانية ومعاناة اللبنانيين في مواجهتها. ويشارك الفيلم في المسابقة الرئيسية.

ويلفت الناقد العراقي مهدي عباس إلى أن فيلم «أركالا- حلم كلكامش» أُنتج بمشاركة كل من: السعودية، وقطر، والإمارات، وبريطانيا، وفرنسا، إلى جانب العراق. وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن «فيلم المخرج عباس الفاضل (حكايات الأرض الجريحة) يُعد إنتاجاً لبنانياً، وهو الجزء الثاني من فيلمه الوثائقي (حكايات المنزل البنفسجي) الذي رصد وقائع الحرب في لبنان»، مؤكداً أن المخرج يهتم كثيراً بالأفلام الوثائقية الطويلة، وسبق أن قدم فيلم «العراق... صفر واحد» في 5 ساعات.

ويشير عباس إلى أن ثالث مشاركة عراقية في «لوكارنو» هذا العام للفيلم الوثائقي الطويل «خالدون» وهو من إنتاج العراقي محمد الغضبان، وبمشاركة سويسرية وإخراج ماياتسومي، وقد حاز جائزة أفضل وثائقي بمهرجان «صندانس» ويعرض خارج المسابقة.

الفيلم الكازاخستاني الذي حاز دعم «مؤسسة البحر الأحمر» (مهرجان البحر الأحمر)

ويؤكد مهدي عباس أن «الحضور الذي تحققه السينما العراقية في المهرجانات الدولية على غرار مهرجان (كان) الذي تُوِّج فيه العراق بجائزتين مهمتين، يأتي في ظل منحة دعم السينما التي أقرها مجلس الوزراء العراقي، والتي أوجدت حركة سينمائية نشطة للشباب والرواد»، متوقعاً أن يتجاوز الإنتاج العراقي الطويل 20 فيلماً هذا العام، وأن تشارك أفلام أخرى في مهرجانات كبرى وتحصد جوائز.

كما تشارك تونس بفيلمين: الأول للمخرج والممثل عبد اللطيف كشيش، وهو بعنوان «Mektoub,My love: Canto Due» الذي يشارك في المسابقة الرسمية، ويعرض الفيلم رحلة أمين الذي يعود إلى بلدته ليقابل عائلته وأصدقائه. ويعدّ هذا العمل الجزء الثالث لفيلميه: «Intermezzo» و«Canto Uno»، بينما يشارك المخرج مهدي هميلي بفيلمه «Exile» (المنفى)، الذي يُعرض بالقسم الرسمي (خارج المسابقة).

وينضم لقائمة أفلام المسابقة الرسمية التي تضم 17 فيلماً، المخرج الفلسطيني كمال الجعفري بفيلمه الوثائقي «مع حسن في غزة» الذي يُوثق من خلاله الحياة في غزة، من خلال شرائط فيديو عثر عليها قبل الحرب.

وفي إطار دعمه للمواهب الشابة يخصص مهرجان «لوكارنو» قسماً للأصوات الصاعدة بالسينما المستقلة، وينضم الفيلم السوداني القصير «جهنمية» للمخرج السوداني ياسر فايز للمشاركة في هذا القسم.

ملصق الفيلم العراقي المشارك في «مهرجان لوكارنو» (مهرجان البحر الأحمر)

وعَدّ الناقد الفني المصري أندرو محسن «مهرجان لوكارنو»: «من المهرجانات الكبيرة ذات التاريخ الطويل في أوروبا»، مؤكداً لـ«الشرق الأوسط» أنه «منذ تولى مديره الفني جيونا نازارو منصبه وهناك فارق في نوعية اختيارات أفلامه، ما بين الحفاظ على ما يميز المهرجان، وإيجاد مساحة للأفلام التجريبية، وكذلك الاهتمام بالسينما العربية. وقد شهد المهرجان تكريم المخرج يسري نصر الله قبل عامين، وعرض نسخة مرممة لفيلمه (باب الشمس)، وكذلك عرض أفلام مهمة، مثل فيلم المخرجة الفلسطينية مها الحاج (ما بعد)».

وختم محسن قائلاً: «الحضور العربي موجود وواضح هذا العام، وبشكل خاص للمخرجين العراقيين، مثل عباس فاضل ومحمد الدراجي، والأفلام التونسية والفلسطينية التي تشارك فيه».