تشهد السعودية انطلاقة قوية في مجال الإبداع والاختراع، حيث لم يعد من المستغرب مشاهدة أفكار تساهم في حلول ابتكارية لصنع مستقبل جديد، واختراعات وفرتها التكنولوجيا بعقول سعودية فكرت بطريقة مختلفة أكثر إبداعاً.
في معرض «إكسبو الحج»، المقام في جدة، شهد قسم الابتكارات وريادة الأعمال 10 مشاريع وأفكار مبتكرة واعدة لعدد من الشابات والشباب السعوديين، تقدم الحلول الميسرة والخيارات المبتكرة لتسهيل رحلة أداء الحج.
تدوير النفايات
ومن هذه الابتكارات ما قدمه كل من الدكتور عبد الله العنزي والدكتورة هالة أبو زيد كفريق عمل من أعضاء هيئة التدريس بجامعة الطائف، ابتكار وبراءة اختراع تم تسجيلها بالمكتب الألماني.
وبين لـ«الشرق الأوسط» الدكتور عبد الله العنزي، أن النفايات النباتية والحيوانية الموجودة في موسم الحج من الممكن تدويرها لتتحول إلى مواد أولية تستخدم في صناعة العديد من منتجات ذات قيمة اقتصادية عالية، يتم إنتاجها بطريقة صديقة للبيئة وغير مكلفة توفر على الدولة الهدر الغذائي المقدر بأربعين مليار ريال سنوياً تبعاً للإحصائيات الرسمية.
وبيّن العنزي أن هذا الفكرة يمكنها أن تساهم في رفع الناتج المحلي الوطني، وتضع المملكة ضمن الدول الأكثر حفاظاً على البيئة، وتخلصها من الأعباء المالية الناتجة عن هذه النفايات، بتحويلها من قطاع استهلاكي بحت يكلف ميزانية الدولة مليارات الدولارات إلى قطاع استثماري أو إنتاجي كبير يساهم في تعزيز الإنتاج المحلي وإثراء الصادرات السعودية والقضاء على مقالب القمامة والمطامير الملوثة للبيئة.
همة طويق
وقالت لـ«الشرق الأوسط» ضي إبراهيم القباع، «وصف ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، همة السعودية، بجبل طويق التي لن تنكسر إلا إذا انهد هذا الجبل وتساوى في الأرض، وهذه المقولة أثرت فيّ بشكل كبير، وشكلت عزيمة قوية للوصول للنجاح، لذلك اخترت اسم الروبوت الذي ابتكرته (همة طويق)».
وابتكرت القباع روبوتاً طبياً مساعداً للطبيب، يساهم في رفع جودة الخدمات الصحية المقدمة للحاج في الحرم المكي والحج، ويمكن استخدامه في الطوارئ لتقليل انتظار المرضى في الحج والعمرة. وفي حالات العدوى مثل «كوفيد – 19».
ويتعامل الروبوت الطبي مع الصم والبكم بتحويل لغة الإشارة إلى أوامر عن طريق الرؤية الحاسوبية.
تفشي الأوبئة
ووجد تفشي الأوبئة جهوداً من جامعة الأميرة نورة، حيث قامت الدكتورة نورة الغامدي، أستاذ مشارك بكلية علوم الحاسب والمعلومات بجامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن، بمشروع يهدف إلى خدمة ضيوف بيت الله الحرام في مواسم الحج والعمرة من خلال اقتراح نموذج تقني ذكي يهدف للسيطرة على تفشي الأوبئة في الحشود.
ويتكون المشروع من قسمين؛ الأول نموذج لإدارة الحشود الذكي، الذي يوظف شبكة الاستشعار اللاسلكية في عمليات التحقق من بيانات المعتمرين والحجاج، والنموذج الآخر تم اقتراحه لتنظيم حركة المعتمرين بالطواف عن طريق اقتراح الجدولة الذكية.
وبينت الدكتورة نورة أن المشاريع المقترحة بحثية تم اختبار كفاءتها عن طريق المحاكاة البرمجية، ونتائجها نشرت في مجلات عالمية مصنفة ويتطلع الفريق أن يتم تنفيذها على أرض الواقع.
كبسولات النوم
من جهة أخرى، شاركت الطالبة في قسم تصميم المنتجات سارة الصقر بجامعة الأميرة نورة، ببحث تخرجها عن دراسة حلول تصميمية لمخيمات الحج وخدماتها، وجاءت فكرتها لثلاثة تصاميم؛ الأول لوحدات أسرة ذات نمط خصوصي، مكونة على شكل غرف صغيرة بمساحة متر ونصف المتر في مترين تحتوي على إضاءة خاصة وقطعة لتعليق الملابس مرافقة في كل وحدة، وتحتوي على خزانة علوية لتخزين أمتعة الحاج، والتصميم الثاني لوحدات أسرة يمكن استخدامها أريكة، حيث تحتوي على مسند من القماش، والتصميم الأخير لوحدات غرف مغلقة يمكن إغلاقها عن طريق باب سحب مرافقة في كل وحدة تشترك مع التصميم السابق في احتوائه على خزانة أسفل السرير لتخزين أمتعة الحاج وتحتوي على طاولة صغيرة، ويمكن توزيع هذه الغرف بطريقة مناسبة لمساحة الخيام، بحيث تكون مثل كبسولات النوم المغلقة.