قراءات «آية الله» تكشف الجانب المجهول منه

الرقابة تصادر الكثير من الأعمال التي يتمتع بقراءتها هو نفسه

علي خامنئي... من مثقف إلى سجان المثقفين
علي خامنئي... من مثقف إلى سجان المثقفين
TT

قراءات «آية الله» تكشف الجانب المجهول منه

علي خامنئي... من مثقف إلى سجان المثقفين
علي خامنئي... من مثقف إلى سجان المثقفين

حتى ساعة متأخرة من إحدى ليالي الشتاء، كنت أستلقي في فراشي دون التمكن من النوم، أفكّر في إيران، في الناس الذين لا يزالون يواصلون السيطرة على الشوارع، وهم يكافحون من أجل شيء من حقوقهم الإنسانية الأساسية، فيما يسمّي النظام هذه الثورة أعمال شغب. الأطباء والممرضون الذين تعاملوا مع إصابات المتظاهرين، يشهدون على أن قوات الأمن كانت تصوّب عن عمد على وجوه النساء وصدورهن والمناطق الحساسة. عن ذلك يقول أحد المختصين النفسانيين: أعتقد أن طبيعة مثل هذه الهجمات تهدف إلى تدمير الجمال. لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، فقد بدأ النظام، أيضاً، بتنفيذ الإعدامات بحق المتظاهرين. ثمّة صورة انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي لأم تقف مبتسمة بجوار ابنها في السجن، سريعاً ما ستنطفئ هذه الابتسامة، لم يخبرها أحد، عند زيارتها له في السجن بأنه سيُعدم، وقد تركته على أمل أن تلتقيه ثانيةً، بدلاً من ذلك تلقت مكالمة تُفيد بأنه شُنق وقد أُعطيت رقماً لقبره. مجيد رضا رهنورد، وهو اسم الابن، لم يتجاوز الثالثة والعشرين من العمر، وهو واحد من كثيرين حُكم عليهم بالموت في محاكمات صورية، بعد انتزاع الاعترافات منهم بالقوة، ورغم ذلك يواصل الناس تنظيم أنفسهم، بلا كلل.
وأنا مذبذبة بين نقيضين: اليأس والأمل. أقلّب صفحات الجرائد وأتنقل بين مواقع التواصل الاجتماعي بحثاً عن أخبار من البلد الذي ولدت فيه، لينتهي بي المطاف إلى حساب آية الله علي خامنئي في تويتر. ماكينة دعايته هي التي تدير الحساب، وهو مدهش في كيفية مزج التغريدات بين الشعر والفلسفة مع محتوى آيديولوجي طاغٍ، وهو نفس الأسلوب الذي اعتاده في خطبه، وعدا عمّا تنحو إليه اللغة من كراهية، فهي أيضاً جميلة بشكل خطير. لقد أدرك خامنئي شيئاً أساسياً، وهو أن اللغة تمثّل القوة. أفكر بذلك وأنا أنظر إلى صوره، ويتملّكني الفضول، فقد طبع رجال الدين الشيعة جزءاً كبيراً من طفولتي. يعود خامنئي إلى وعيي، متدفقاً، مع أني لا أعرف شيئاً عنه، وأتساءل، هل يمكن استخدام الجمالي كأداة لتحليل دكتاتور مثقف، في محاولة للاقتراب منه؟ لقد ولدتُ عام 1981، أي بعد سنتين من عودة سلفه، آية الله الخميني من منفاه الطويل، إلى إيران التي أُبعد منها العام 1964، استقبلته الملايين في الشوارع، وقد أصبح الزعيم الجديد للبلاد. كانت الثورة الإسلامية تقترن بجمالية جديدة بقدر ما كانت تقترن بولادة آيديولوجية جديدة وكان ذلك يعني تجديد البلاد، على الأقل، بصرياً: الحجاب الإلزامي للفتيات والنساء، المساجد في كل زاوية، الجداريات الثورية، إضفاء الطابع الرومانسي على مفهوم الشهادة، من خلال الأغاني الجميلة والمثيرة التي تُبث عبر الإذاعة والتلفزيون، من بين أشياء أخرى. جميع الخدمات العامة والهيئات المملوكة للدولة صارت تخضع لسيطرة رجال الدين، وكان هؤلاء حاضرين في كل ركن. وجوه صارمة تراقبنا من رايات ضخمة تخفق فوق الطرق السريعة، والنظرات الحقودة المرسومة على واجهات المنازل كانت تحرسنا دون إذن. يجدر بالدين أن يكون وعداً بالدفء والأمل ، لكن في هذه الحالة لا يمنح سوى الشعور بالعقاب. كثيرون يعرفون أن الخميني قد أصدر قبل موته فتوى ضد الكاتب سلمان رشدي، حول ذلك نشر الكاتب دانييل كالدر في «الغارديان» مقالاً ذكر فيه كيف أن بغض الخميني لرشدي جعل منه الروائي الأشهر، ربما، خلال القرن العشرين. كالدر تحدث أيضاً عن كتابة الخميني للشعر، وما يمكن أن تنطوي عليه قصائده من مفاجآت، كما في السطرين التاليين:

افتح باب الحانة ودعنا نذهب هناك، ليلاً ونهاراً
لأني سئِمتُ من الجامع والدرس

لكن كم يبلغ هؤلاء الذي يعرفون أن خامنئي كرّس نفسه للعمل الفكري بطريقة ترسم حداً فاصلاً بينه وبين سلفه الخميني، بين رجل الدين القديم والجديد؟ كان خامنئي، قبل أن يصبح الزعيم القمعي لإيران، مدرساً للفلسفة الإسلامية، وعندما كان يعيش في مشهد، المدينة المقدسة المعروفة والتي أضحت مسرحاً لجرائم قتل متسلسلة استهدفت بائعات الهوى، كما عرّفنا على ذلك فيلم علي عباسي «عنكبوت مقدس»، شارك في نشاطات أدبية مع شعراء معروفين، وقام بمراجعات نقدية للقصائد وقراءتها بنفسه تحت الاسم المستعار «أمين». تتناول نصوص وخطب خامنئي، الفن، الصلوات اليومية، وكيف يجب أن يُفهم الدين، العدوان الثقافي والاستعمار، معرفة العدو، وضرورة العودة إلى القرآن.
يحكم خامنئي سيطرته على الرئاسة والقضاء والبرلمان ومجلس صيانة الدستور والقوات المسلحة، أي الشرطة والجيش والحرس الثوري. كما يفرض هيمنته على شرطة الآداب والباسيج (الميليشيا الإيرانية شبه العسكرية). أما قراءاته، فتشتمل على عدد كبير من الشعراء والكتاب الإيرانيين والعالميين، ومن بين هؤلاء أيضاً عدد من النساء المعاصرات. في صورة تعود إلى العام 2015، يظهر فيها خامنئي أصغر سناً مع كتاب مفتوح في حجره، يكتب معلقاً، في حسابه على تويتر: «غالباً ما تكون القراءة في مثل سني أقل فاعلية بكثير من القراءة في سن مبكرة. القراءة في سن مبكرة تدوم إلى الأبد». في نفس العام ينشر خامنئي تغريدة أُخرى مع صورة يظهر فيها وكتاب في يده، يخبر فيها الزعيم الديني البالغ حينها من العمر 75 عامًا أكثر من 100000 متابع أنه «غير مهتم بالسينما والفنون البصرية» لكن «فيما يتعلق بالشعر والروايات، فأنا لست مجرد قارئ عادي»، كما يكتب، مضيفاً: «تولستوي كاتب هائل»، أحِبّ أليكسي تولستوي، وهو كاتب رائع. حتى عام 1925 كان معادياً للثورة، ثم فهم الثورة، وعاد إلى الوطن ليكتب «درب الآلام».
كان كل من تولستوي وشولوخوف، كاتبين على وفاق مع النظام، تمّ الاعتراف بشولوخوف عالمياً وفاز بجائزة نوبل، بينما كان تولستوي في «الجانب الخطأ»، كان مناهضاً للبلاشفة، وهاجر ثم عاد. كان بارعاً جداً في إعطاء النظام ما يريد، وبذلك نجا من قمع ستالين، وقد استطاع التكيّف، ونصوصه كذلك. أصبح تولستوي لاحقاً فناناً سوفياتياً كبيراً، وروايته المعروفة «درب الآلام» تتناول ثورة أكتوبر والحرب الأهلية. وفي خضم الثورة في سانت بطرسبرغ، حيث يتم تدمير العالم القديم، يعرض الكاتب إلى تكيّف الشقيقتين (وهما شخصيتان في الرواية) مع الجديد. من هنا يُفهم، أيضاً، أن خامنئي الذي ساهم هو نفسه في تدمير المجتمع وإنشاء مجتمع جديد، يجد الكتاب جذاباً.
ومن المثير للاهتمام أن النظام الإسلامي لم يعترض أبداً على هذا النوع من الكتب، على الرغم من أن مؤلفيها كانوا ماركسيين ملحدين، علناً. لقد تجاوز النظام ذلك، مفضلاً النظر إلى القيمة الثورية. ديكتاتور آخر كان مولعاً بالأدب الستاليني هو الجار العدو صدام حسين، الذي كان مثل خامنئي يعتقد، أيضاً أنه يمكنه التحدث مع الله، وأنه كلفه بقيادة العراق، وأن يجعل منه نموذجاً لبقية البلدان العربية، كي يصبح القائد العربي الوحيد في العصر الحديث، وبدوره أعجب صدام، أيضاً، بالأدب ذي الميول الستالينية، وهو ما كان يُرى في مكتبته. يُقال إنه قبل تولّيه زمام السلطة كان يقول للآخرين في حزب البعث: «انتظروا حتى أتولى أمر هذا البلد، وسأصنع منه دولة ستالينية». وقد اعتاد الناس الضحك، آنذاك، لكن تبيّن فيما بعد أنه ادّعاء جاد. يتحدى كل من صدام وخامنئي التفكير المعتاد والسائد عن القراءة، والتطلع إليها، كنشاط رحب. إن الترحال عبر عوالم وأزمنة وحيوات مختلفة يتيحها الأدب ويدعو إليها، من شأنه أن يُقنع القارئ دائماً بأن يكون أكثر وجدانيةً وتفهماً. والأدب لديه المقدرة على استدعاء شيء وجعله ممكناً، كالحرية والمساواة والديمقراطية، على أنه ليس خيراً أو شراً في حد ذاته، كما أن قراءة الكتب لا تقتصر على الأشرار أو الأخيار من الناس، فهي امتياز للجميع. هذه هي قوة الأدب! والأمر نفسه ينسحب على الفن، لكن الخطر هو أنه بمجرد أن يبدأ التفكير به كأداة، يمكن أن يتحول ببساطة إلى دعاية خالصة. تمتلك إيران تاريخاً ثقافياً غنياً، من أبي القاسم الفردوسي وملحمته الشعرية «الشاهنامة» (القرن الحادي عشر للميلاد)، إلى شروين حاجي بور، وأغنيته «براي»، هذه الأغنية التي ارتبطت بالثورة الحالية وحققت نجاحاً ساحقاً. و«براي»، بالفارسية، تعني «من أجل» وقد اعتمدت في كلماتها على الشعارات المرفوعة في الاحتجاجات (ملاحظة المترجم). وهكذا فإنّ الالتزام في الثقافة يتخطى حدود كل من الطبقية والأجيال، وهو قوة كبيرة لا بد أن تؤخذ بعين الاعتبار، الأمر الذي يشكّل تهديداً لخامنئي، لذا يحاول القضاء عليه، وهو مسؤول، في الأخير، عن نظام حيث الرقابة حاضرة فيه وتصادر الكثير من الأعمال التي يتمتع بها هو نفسه. ووفقاً لنادي القلم الدولي: «في الوقت الذي غرد فيه خامنئي عن الكتّاب الذين تضمهم مكتبته، كان أكثر من عشرين كاتباً يقبعون في السجون الإيرانية، كما يوجد عدد أكبر من ذلك في الحجز وهم معرضون لخطر الإعدام». من الواضح أن ديكتاتوراً مثقفاً، يمكنه قراءة جميع الروايات النسوية في العالم، والكتب المتعلقة بتعاسة المجتمع، ويقرأ دزينة من الكتّاب الوجوديين، وفي الوقت نفسه يعمد إلى محو وجود النساء والأطفال، الرجال والأقليات من على وجه الأرض، يكون قد اختار كلاً من القلم والسيف.
* سارة عبد اللهي، كاتبة وناقدة أدبية سويدية من أصل إيراني. والموضوع مترجم عن صحيفة «سفينسكا داغبلاديت» السويدية 31 ـ 12 ـ 2022


مقالات ذات صلة

«تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر في تشجيع الشباب على القراءة

يوميات الشرق «تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر  في تشجيع الشباب على القراءة

«تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر في تشجيع الشباب على القراءة

كشفت تقارير وأرقام صدرت في الآونة الأخيرة إسهام تطبيق «تيك توك» في إعادة فئات الشباب للقراءة، عبر ترويجه للكتب أكثر من دون النشر. فقد نشرت مؤثرة شابة، مثلاً، مقاطع لها من رواية «أغنية أخيل»، حصدت أكثر من 20 مليون مشاهدة، وزادت مبيعاتها 9 أضعاف في أميركا و6 أضعاف في فرنسا. وأظهر منظمو معرض الكتاب الذي أُقيم في باريس أواخر أبريل (نيسان) الماضي، أن من بين مائة ألف شخص زاروا أروقة معرض الكتاب، كان 50 ألفاً من الشباب دون الخامسة والعشرين.

أنيسة مخالدي (باريس)
يوميات الشرق «تيك توك» يقلب موازين النشر... ويعيد الشباب إلى القراءة

«تيك توك» يقلب موازين النشر... ويعيد الشباب إلى القراءة

كل التقارير التي صدرت في الآونة الأخيرة أكدت هذا التوجه: هناك أزمة قراءة حقيقية عند الشباب، باستثناء الكتب التي تدخل ضمن المقرّرات الدراسية، وحتى هذه لم تعد تثير اهتمام شبابنا اليوم، وهي ليست ظاهرة محلية أو إقليمية فحسب، بل عالمية تطال كل مجتمعات العالم. في فرنسا مثلاً دراسة حديثة لمعهد «إبسوس» كشفت أن شاباً من بين خمسة لا يقرأ إطلاقاً. لتفسير هذه الأزمة وُجّهت أصابع الاتهام لجهات عدة، أهمها شبكات التواصل والكم الهائل من المضامين التي خلقت لدى هذه الفئة حالةً من اللهو والتكاسل.

أنيسة مخالدي (باريس)
يوميات الشرق آنية جزيرة تاروت ونقوشها الغرائبية

آنية جزيرة تاروت ونقوشها الغرائبية

من جزيرة تاروت، خرج كم هائل من الآنية الأثرية، منها مجموعة كبيرة صنعت من مادة الكلوريت، أي الحجر الصابوني الداكن.

يوميات الشرق خليل الشيخ: وجوه ثلاثة لعاصمة النور عند الكتاب العرب

خليل الشيخ: وجوه ثلاثة لعاصمة النور عند الكتاب العرب

صدور كتاب مثل «باريس في الأدب العربي الحديث» عن «مركز أبوظبي للغة العربية»، له أهمية كبيرة في توثيق تاريخ استقبال العاصمة الفرنسية نخبةً من الكتّاب والأدباء والفنانين العرب من خلال تركيز مؤلف الكتاب د. خليل الشيخ على هذا التوثيق لوجودهم في العاصمة الفرنسية، وانعكاسات ذلك على نتاجاتهم. والمؤلف باحث وناقد ومترجم، حصل على الدكتوراه في الدراسات النقدية المقارنة من جامعة بون في ألمانيا عام 1986، عمل أستاذاً في قسم اللغة العربية وآدابها في جامعة اليرموك وجامعات أخرى. وهو يتولى الآن إدارة التعليم وبحوث اللغة العربية في «مركز أبوظبي للغة العربية». أصدر ما يزيد على 30 دراسة محكمة.

يوميات الشرق عمارة القاهرة... قصة المجد والغدر

عمارة القاهرة... قصة المجد والغدر

على مدار العقود الثلاثة الأخيرة حافظ الاستثمار العقاري في القاهرة على قوته دون أن يتأثر بأي أحداث سياسية أو اضطرابات، كما شهد في السنوات الأخيرة تسارعاً لم تشهده القاهرة في تاريخها، لا يوازيه سوى حجم التخلي عن التقاليد المعمارية للمدينة العريقة. ووسط هذا المناخ تحاول قلة من الباحثين التذكير بتراث المدينة وتقاليدها المعمارية، من هؤلاء الدكتور محمد الشاهد، الذي يمكن وصفه بـ«الناشط المعماري والعمراني»، حيث أسس موقع «مشاهد القاهرة»، الذي يقدم من خلاله ملاحظاته على عمارة المدينة وحالتها المعمارية.

عزت القمحاوي

كوريا الجنوبية تُطلق قطاراً فائق السرعة لزيادة المواليد!

الحاجة أم الاختراع (شاترستوك)
الحاجة أم الاختراع (شاترستوك)
TT

كوريا الجنوبية تُطلق قطاراً فائق السرعة لزيادة المواليد!

الحاجة أم الاختراع (شاترستوك)
الحاجة أم الاختراع (شاترستوك)

تُطلق كوريا الجنوبية خدمة قطار فائق السرعة من شأنها تقليل وقت السفر بين وسط سيول وضواحيها؛ وهو مشروع يأمل المسؤولون في أن يشجِّع مزيداً من الشباب على التفكير في منازل خارج المدينة، والبدء بإنجاب أطفال.

وأكدت وكالة «رويترز» أنّ معدلات الخصوبة في كوريا الجنوبية هي الأدنى عالمياً، وعادةً ما يقول الشباب إنّ الأسباب الرئيسية لعدم الزواج وتكوين أسرة هي الوقت الطويل التي تستغرقه التنقّلات، والمنازل باهظة التكلفة والضيّقة في منطقة سيول الكبرى التي يسكنها نحو نصف السكان.

ويقلّ معدّل المواليد في سيول حتى عن متوسّطه على مستوى البلاد، وقد سعت الحكومة إلى زيادة عدد المواليد الجدد عبر تقديم إعانات، لكنها لم تُحقّق نجاحاً يُذكر.

والآن، يعلّق المسؤولون الآمال على مشروع «غريت ترين إكسبريس»، وهو مشروع قطار سريع تحت الأرض بقيمة 134 تريليون وون (99.5 مليار دولار)، وسيوفر بحلول عام 2035، 6 خطوط تربط سيول بمناطق عدّة خارجها.

وافتتح الرئيس يون سوك يول جزءاً من الخطّ الأول، سيختصر وقت التنقّل من مدينة سوسيو في العاصمة إلى مدينة دونغتان التابعة لها إلى 19 دقيقة، من 80 دقيقة الآن بالحافلة.

وقال إنّ مدّة التنقّل الأقصر «ستُمكّن الناس من تمضية مزيد من الوقت مع أُسرهم في الصباح والمساء».

وأفاد المسؤولون بأنه بمجرّد تشغيل الخطّ بكامل طاقته، سيكون «غريت ترين إكسبريس» واحداً من أسرع أنظمة قطارات الأنفاق في العالم، لأنّ القطارات ستسير بسرعة تصل إلى 180 كيلومتراً في الساعة.

بالمقابل، يقول محلّلون إنّ المشروع قد يسهم في تراجع أهمية المناطق الريفية في كوريا الجنوبية بجذب مزيد من الناس إلى العاصمة المكتظَّة.


وفاة مدوّنة طعام شهيرة عاشت دون معدة لسنوات... ما سبب حالتها؟

ناتاشا ديدي المعروفة أيضًا باسم «The Gutless Foodie» (إنستغرام)
ناتاشا ديدي المعروفة أيضًا باسم «The Gutless Foodie» (إنستغرام)
TT

وفاة مدوّنة طعام شهيرة عاشت دون معدة لسنوات... ما سبب حالتها؟

ناتاشا ديدي المعروفة أيضًا باسم «The Gutless Foodie» (إنستغرام)
ناتاشا ديدي المعروفة أيضًا باسم «The Gutless Foodie» (إنستغرام)

تُوفيت مدوّنة طعام هندية شهيرة قامت بتسجيل تجاربها مع الطعام بعد استئصال معدتها جراحياً بسبب ورم، عن عمر يناهز الخمسين، وفقاً لصحيفة «إندبندنت».

أُكد خبر وفاة ناتاشا ديدي، المعروفة أيضاً باسم «The Gutless Foodie»، على منصة «إنستغرام»، زوجها بينجت جوهانسون؛ إذ تُوفيت في الصباح الباكر من يوم 24 مارس (آذار) في مدينة بيون الغربية.

وقال المنشور: «إعلان مفجع... لقد اضطررت بألم وحزن شديدين إلى الإعلان عن وفاة زوجتي ناتاشا ديدي، المعروفة أيضاً باسم (The Gutless Foodie) المحزنة والمفجعة. لقد فقدناها في الصباح الباكر من يوم 24 مارس 2024 في بيون بالهند».

وأضاف: «يظل حساب @thegutlessfoodie على (إنستغرام) حياً ومفتوحاً، لأنني أعلم أن منشوراتها وقصصها تلهم كثيراً من الأشخاص، والعديد من متابعيها كثيراً ما يعودون للحصول على وصفاتها، ويستمر المحتوى المنشور في العمل مصدر إلهام لكثيرين».

لا يزال سبب وفاة السيدة غير معروف، لكنها تحدثت عن الحالات الطبية المزمنة التي عاشت معها، بما في ذلك الإسهال والغثيان والدوار بعد تناول الطعام، والمعروفة أيضًا باسم متلازمة الإغراق.

في حالة متلازمة الإغراق، بدلًا من تنظيم حركة الطعام ببطء من المعدة إلى الأمعاء الدقيقة، تحصل العملية بسرعة كبيرة جدًا.

واضطرت مدوّنة الطعام إلى إزالة معدتها جراحيًا عن طريق الاستئصال، وإعادة توجيه جهازها الهضمي لتجاوز المعدة، بسبب إصابتها بورم في عام 2018. بعد عملية استئصال المعدة، كان على ديدي الالتزام بإرشادات النظام الغذائي الصارمة، وتناول وجبات صغيرة ولكن متكررة، وإدارة السعرات الحرارية والعناصر الغذائية التي تتناولها لضمان تناول وجبة متوازنة.

وقد قدّم العديد من متابعيها تعازيهم على هذا المنشور، حيث علق المستخدم @thefoodusi قائلاً: «في هذا العالم الذي يشارك فيه الكثير من الأشخاص وصفاتهم وقصصهم، كان لدى ناتاشا شيء فريد جدا مما جعلها تبرز وتختلف عن الآخرين. طاقتها المرحة والمفعمة بالحيوية على الرغم من خوضها رحلة مضطربة في حياتها تشكل مثالاً يحتذى به».


البطاطا من الخضراوات أم الحبوب؟

البطاطا تُشعل الجدل (أ.ف.ب)
البطاطا تُشعل الجدل (أ.ف.ب)
TT

البطاطا من الخضراوات أم الحبوب؟

البطاطا تُشعل الجدل (أ.ف.ب)
البطاطا تُشعل الجدل (أ.ف.ب)

كُلّفت لجنة أميركية البتّ فيما إذا كان ينبغي الاستمرار في تصنيف البطاطا نوعاً من الخضراوات، أو عدَّها من الحبوب؛ في خطوة أثارت غضب أعضاء مجلس شيوخ من ولايات ريفية.

وتُعدّ جذور هذا النقاش عميقة، إذ يدور خلاف منذ سنوات بين السلطات الصحّية الأميركية وتجمُّع منتجي البطاطا والنواب في الكونغرس بشأن تصنيف الأطعمة النشوية.

وتشير بيانات وزارة الزراعة لعام 2019 إلى أنّ الأميركيين يستهلكون 22 كيلوغراماً من البطاطا سنوياً في المتوسّط، نصفها تقريباً على شكل منتجات مجمّدة مثل البطاطا المقلية، كما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية».

ويرى مؤيّدو تغيير تصنيف البطاطا من خضراوات إلى حبوب، أنّ هذه مشكلة تتعلّق بالصحة العامة، إذ يعاني أكثر من 40 في المائة من الأميركيين البالغين البدانة.

وقال أعضاء في مجلس الشيوخ، برسالة إلى وزيرَي الزراعة والصحة، إنّ البطاطا «غنية بالبوتاسيوم والكالسيوم والفيتامين سي».

وأكد هؤلاء النوّاب الذين يمثّلون الولايات الرئيسية لزراعة البطاطا، بينها أيداهو ومين وأوريغون: «إنّ أي تغيير في التصنيف سيُربك المستهلكين وأصحاب المطاعم والمنتجين».


السجن عاماً واحداً لسارقَي تشكيلة أزياء «بالمان»

شعار مجموعة دار «بالمان» للأزياء يظهر خارج متجر في باريس (رويترز)
شعار مجموعة دار «بالمان» للأزياء يظهر خارج متجر في باريس (رويترز)
TT

السجن عاماً واحداً لسارقَي تشكيلة أزياء «بالمان»

شعار مجموعة دار «بالمان» للأزياء يظهر خارج متجر في باريس (رويترز)
شعار مجموعة دار «بالمان» للأزياء يظهر خارج متجر في باريس (رويترز)

حُكم، أمس (الخميس)، في فرنسا بالسجن لعام على رجلين متّهمَين بسرقة قطع من مجموعة دار «بالمان» للأزياء كان يُفترض أن تُعرض ضمن أسبوع الموضة في باريس في سبتمبر (أيلول)، بعد شهر من سلسلة إدانات أولى في هذه القضية، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

وبينما سُجن أحدهما، سيمضي الثاني عقوبته وهو يضع سواراً إلكترونياً.

وخلال محاكمة أولى في القضية نفسها قبل شهر، حُكم في بوبينيي قرب باريس بالسجن على الرجلين، أحدهما عاماً واحداً، والثاني عاماً ونصف العام.

واستأنف المدعي العام، الذي طالب بالسجن 6 و5 سنوات، هذين القرارين.

وخلال محاكمة ثانية أُجريت في 13 مارس (آذار)، برّأ زهير ب. الذي حُكم عليه (الخميس) بالسجن 3 سنوات، شريكه بشكل تام.

وأوضح أمام المحكمة أنه كان يعاني ضائقة مالية، وقد استسلم لإغراء وضغط معنوي من جانب رجل، امتنع عن ذكر اسمه.

وتعرّضت شاحنة تحمل قطعاً من التشكيلة الجديدة لمصمم أزياء «بالمان» الشهير، أوليفييه روستان، في 16 سبتمبر لهجوم على الطريق بين مطار رواسي ومقر دار المنتجات الفاخرة في باريس.

وتعرّض السائق لهجوم من رجال مقنعين، وسُرقت سيارته التي كانت محملة بـ146 طرداً تابعاً للدار الفاخرة، بينها قطع كان مقرراً عرضها خلال أسبوع الموضة.

وقدّرت «بالمان» الأضرار المعنوية والمادية لعملية السرقة هذه بنحو 645 ألف يورو.


بدعم ولي العهد... اكتمال أعمال إنقاذ 56 مبنى بـ«جدة التاريخية»

جاء المشروع في سياق اهتمام ولي العهد بالحفاظ على المواقع التاريخية (واس)
جاء المشروع في سياق اهتمام ولي العهد بالحفاظ على المواقع التاريخية (واس)
TT

بدعم ولي العهد... اكتمال أعمال إنقاذ 56 مبنى بـ«جدة التاريخية»

جاء المشروع في سياق اهتمام ولي العهد بالحفاظ على المواقع التاريخية (واس)
جاء المشروع في سياق اهتمام ولي العهد بالحفاظ على المواقع التاريخية (واس)

أعلنت وزارة الثقافة السعودية، الخميس، اكتمال أعمال مشروع تدعيم وإنقاذ 56 مبنى من المباني الآيلة للسقوط بمنطقة «جدة التاريخية»، التي تحمل عناصر معمارية وتراثية ثرية، وذلك بتوجيهات الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد، رئيس مجلس الوزراء، ودعم بمبلغ 50 مليون ريال من نفقته الخاصة؛ مساهمةً في مساندة المشاريع التي من شأنها المحافظة على المكتسبات التاريخية والحضارية للبلاد.

ولي العهد دعم المشروع بمبلغ 50 مليون ريال من نفقته الخاصة (واس)

وجاء المشروع في سياق حرص واهتمام ولي العهد بالحفاظ على المواقع التاريخية وصوْنها وتأهيلها؛ تحقيقاً لمُستهدفات «رؤية 2030»، وبما يعكس العمق العربي والإسلامي للسعودية بوصفه إحدى أهم ركائز الرؤية، إذ عمل المشروع على إبراز المعالم التراثية التي تحفل بها المنطقة بوصفها موقعاً يضم أكثر من 600 مبنى تراثي، و36 مسجداً تاريخياً، و5 أسواق تاريخية رئيسة، إلى جانب الممرات والساحات العريقة، والمواقع ذات الدلالات التاريخية المهمة؛ مثل الواجهة البحرية القديمة التي كانت طريقاً رئيساً للحجاج، والتي سيُعاد بناؤها لتحكي لزوار «جدة التاريخية» القصة العظيمة للحج منذ فجر الإسلام.

عمل المشروع على إبراز المعالم التراثية التي تحفل بها المنطقة (واس)

وجاء توجيه الأمير محمد بن سلمان بتنفيذ المشروع من قِبل شركات سعودية متخصصة وبسواعد وطنية، حيث تولّت 5 شركات أعماله، وقامت بإجراء الدراسات وتنفيذه وفق التصميم العمراني المميز لجدة التاريخية، وعناصره المعمارية الفريدة، حيث تحتوي بعض المباني، والتي تعود ملكيتها لأسر جدة، على معالم أثرية يزيد عمرها على 500 عام، وذلك بإشراف فنيين ذوي خبرة بالمباني التاريخية.

تحتوي بعض المباني على معالم أثرية يزيد عمرها على 500 عام (واس)

كان ولي العهد قد أعلن، عام 2021، إطلاق مشروع «إعادة إحياء جدة التاريخية»؛ بهدف تطوير المجال المعيشي في المنطقة لتكون مركزاً جاذباً للأعمال والمشاريع الثقافية، ومقصداً رئيسًا لروّاد الأعمال، وذلك وفق مسارات متعددة تشمل البنية التحتية والخِدمية، وتطوير المجالين الطبيعي والبيئي، وتحسين جودة الحياة، وتعزيز الجوانب الحضرية.

شمل المشروع مركز الموسيقار طارق عبد الحكيم الذي شرعت «هيئة المتاحف» أبوابه في ديسمبر الماضي (واس)

ويسعى المشروع إلى جعل «جدة التاريخية» موقعاً مُلهماً في المنطقة، وواجهةً عالمية للسعودية عبر استثمار مواقعها التراثية وعناصرها الثقافية والعمرانية الفريدة لبناء مجال حيوي للعيش تتوفر فيه مُمكّنات الإبداع لسكانها وزائريها.


«مليحة» يتصدر الاهتمام في مصر بمشهد «حق العودة» للفلسطينيين

مشهد لنزوح البطلة وهي طفلة في مسلسل «مليحة» خلال الانتفاضة الفلسطينية عام 2000 (الشركة المنتجة)
مشهد لنزوح البطلة وهي طفلة في مسلسل «مليحة» خلال الانتفاضة الفلسطينية عام 2000 (الشركة المنتجة)
TT

«مليحة» يتصدر الاهتمام في مصر بمشهد «حق العودة» للفلسطينيين

مشهد لنزوح البطلة وهي طفلة في مسلسل «مليحة» خلال الانتفاضة الفلسطينية عام 2000 (الشركة المنتجة)
مشهد لنزوح البطلة وهي طفلة في مسلسل «مليحة» خلال الانتفاضة الفلسطينية عام 2000 (الشركة المنتجة)

حظي المسلسل المصري «مليحة» بإشادات واسعة مع انطلاق عرضه في النصف الثاني من شهر رمضان، ولفت الأنظار منذ حلقاته الأولى بمشاهد التهجير وحق العودة للشعب الفلسطيني، والرؤية التاريخية التي يقدمها عبر لقطات بـ«الأبيض والأسود» للنازحين الفلسطينيين منذ عشرينات القرن الماضي وحتى الآن.

وتصدر المسلسل (التريند) عبر موقع التغريدات القصيرة «إكس» مع مشاهد التهجير وحق العودة، وكتب مخرجه عمرو عرفة عبر حسابه على «إكس»: «أول مرة يشارك 1000 ممثل في مشهد التهجير، كلهم أبطال».

وأشاد متابعون بظهور عمل فني في هذا التوقيت يتناول القضية الفلسطينية، ويعيد التذكير بالمأساة منذ بدايتها، وكتب حساب باسم «مافيا تويتر»: «مهم جداً للأجيال الجديدة التي لا تعرف النكبة أن تتابع مسلسل (مليحة) حتى لا يستخدمنا أعداؤنا»، ووصف حساب باسم لؤي الخطيب على «إكس» المسلسل بأنه «تصعيد مصري شديد الذكاء لأن الاحتلال الإسرائيلي يدرك خطورة الدراما المصرية خاصة في رمضان».

وفي مقدمة كل حلقة يعرض المسلسل جانباً توثيقياً في شكل حوار بين جدّ (يعلق بصوته الفنان سامي مغاوري) على تساؤلات الحفيد، بينما تنقل الصورة مشاهد بالأبيض والأسود من رحلة الشتات الفلسطيني منذ بدايات القرن الماضي، وقرار عصبة الأمم بوضع فلسطين تحت الانتداب البريطاني، الذي تضمن دعوة العالم للالتزام بوعد بلفور لإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين.

المسلسل الذي أنتجته الشركة المتحدة يضم فريقاً من الممثلين المصريين والفلسطينيين، وتشارك في بطولته ميرفت أمين، ودياب، وأشرف زكي، وحنان سليمان، وأمير المصري، إلى جانب عدد من الفنانين الفلسطينيين، من بينهم، سيرين خاس (تجسد شخصية مليحة)، وديانا رحمة، ومروان عايش، ورحاب الشناط، وأنور خليل، والمسلسل من تأليف رشا عزت الجزار، وإخراج عمرو عرفة.

المخرج عمرو عرفة خلال تصوير أحد المشاهد (الشركة المنتجة)

يروي المسلسل قصة الفتاة الفلسطينية مليحة التي نزحت مع أسرتها في طفولتها إلى ليبيا خلال الانتفاضة الفلسطينية الثانية عام 2000 بعد تدمير الاحتلال لمنزلهم، ومع قيام الحرب في ليبيا يتوجهون لمصر، حيث تواجه وأهلها كثيراً من الصعوبات.

وتطرقت الحلقة الأولى من المسلسل للرمز الفلسطيني الشهير المتمثل في مفتاح المنزل، الذي ظهر في جدار منزل مليحة، وهو أحد الرموز التي يستخدمها أبناء الشعب الفلسطيني للتعبير عن حقهم في العودة لبلادهم وبيوتهم، فيما شهدت حلقته الثانية استشهاد والدي مليحة «جنين وعمار»، وذلك بعد أن شنت عصابة مسلحة غارة. ونجح ضباط حرس الحدود بمصر بقيادة المقدم أدهم «يؤدي دوره الفنان دياب» من ضبط إرهابي مسلح قام بزرع قنبلة داخل الشاحنة التي تقل النازحين من ليبيا.

وأبدت الناقدة الفنية المصرية ماجدة خير الله إعجابها بالفكرة التي عدّتها «مفاجأة بظهور عمل درامي في أكثر المواسم مشاهدة ليطرح قضية فلسطين بكل جوانبها، وكأنه يحكي القصة من البداية إلى النهاية»، وتقول لـ«الشرق الأوسط»: «تفاجأت بهذا العمل الذي تقدمه الدراما المصرية وتسخر له كل الإمكانات ليظهر على هذا النحو في توقيت مهم، ويروي للأجيال الجديدة التي ربما لا تعرف تاريخ القضية»، وأضافت خير الله أن «المسلسل اعتمد على أهمية موضوعه، متجاوزاً فكرة الاستعانة بنجوم، ومعتمداً على تسكين الممثلين في أدوار تناسبهم، ومتنقلاً في أحداثه الأولى بين فلسطين وليبيا ومصر».

ورأى بعض صنّاع المسلسل تأجيل حديثهم حتى ينتهي، فيما كشف متابعون عن خطأ وقع فيه المسلسل خلال المقدمة التاريخية، حيث ظهرت صورة الرئيس الأميركي الأسبق تيودور روزفلت بدلاً من زعيم الحركة الصهيونية اليهودي تيودور هرتزل.

وقال الناقد الفني المصري أحمد سعد الدين إن المسلسل لقي اهتماماً منذ عرض البرومو التشويقي، واستطاع جذب الجمهور بـ«تتر المقدمة»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط» أنه «استعرض في المقدمة تاريخ فلسطين ليخاطب جيلاً جديداً لا يعرف هذا التاريخ، وهو جانب توثيقي مهم للغاية، كما قدم ربطاً بين انتفاضة الأقصى التي اندلعت في سبتمبر (أيلول) 2000 وما تبعها من تهجير شهده الشعب الفلسطيني، وكأنه يعطي درساً تاريخياً عبر الدراما التي تملك تأثيراً كبيراً، لذا فقد حقق صدى جيداً في حلقاته الأولى».

وأشاد سعد الدين بإسناد بطولة المسلسل لممثلة فلسطينية، وعدّ «مشاركة عدد كبير من الممثلين الفلسطينيين يضفي مصداقية على العمل، إلى جانب الممثلين المصريين الذين يؤدون أدواراً تخصهم ضمن أحداثه التي تقع في مصر».


«السيرة الهلالية»... «فاكهة» الليالي الرمضانية بمصر

TT

«السيرة الهلالية»... «فاكهة» الليالي الرمضانية بمصر

جانب من السيرة الهلالية في ليالي رمضان بوسط القاهرة (الشرق الأوسط)
جانب من السيرة الهلالية في ليالي رمضان بوسط القاهرة (الشرق الأوسط)

تعَدّ السيرة الهلالية بمثابة «فاكهة السمر» في المناطق الشعبية بمصر خلال الليالي الرمضانية، حيث يتحلق أبناء تلك المناطق في فرح وشغف حول عازف الربابة والراوي لسماع تلك الملحمة الكبرى، التي وصفها نقاد وباحثون في الفولكلور بـ«إلياذة العرب».

وتشهد ليالي رمضان بالحديقة الثقافية بحي السيدة زينب، وهو من الأحياء الشعبية في وسط القاهرة، تقديم السيرة الهلالية من خلال ثلاثة رواة هم محمد عزت نصر الدين ثم عبد المعز عز الدين ثم عزت قرفي، يصاحبهم عزف الربابة والإيقاع. ضمن برنامج الهيئة العامة لقصور الثقافة التابع لوزارة الثقافة المصرية.

وتتكون السيرة الهلالية مما يقرب من مليون بيت من الشعر على اختلاف البلدان التي تحتفظ بها، وتحكي سيرة بني هلال الذين انتقلوا من هضبة نجد إلى اليمن ثم إلى الشام واستقروا في تونس خلال القرن الحادي عشر الميلادي، زمن الخليفة الفاطمي المستنصر بالله، بحسب رواية ابن خلدون.

أحد رواة السيرة الهلالية بالحديقة الثقافية بالسيدة زينب (الشرق الأوسط)

وعَدّ الشاعر مسعود شومان، رئيس اللجنة الاستشارية العليا لأطلس المأثورات الشعبية بمصر، السيرة الهلالية «واحدة من كنوز الفنون القولية المهمة»، ووصفها بأنها تمثل «إلياذة العرب»، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «في ظني أنها أهم من الإلياذة عبر تفاصيلها وتقسيماتها البنائية، بداية من المواليد مروراً بالريادة الصغرى ثم الريادة الكبرى ثم التغريبة ثم ديوان الأيتام»، وأضاف أن «السيرة الهلالية ملأى بالأطر الفنية والقوالب المتعددة، سواء في وجه بحري (شمال مصر) أو قبلي (جنوب مصر)، منها فن المربع والحكي وفن القصيد وفن الموال، بالإضافة إلى التنوع الموسيقي».

وحول تقديم السيرة في الليالي الرمضانية قال إن «هذه الليالي لحفظ الروايات المختلفة ودعم الرواة الذين توجه بعضهم لأنماط أخرى من الغناء، لكن بعضهم ما زال يحتفظ بطرق أداء السيرة، خصوصاً أن السيرة الهلالية أصبحت عنصراً من التراث اللامادي باليونيسكو وهو تراث محفوظ لمصر، ولا بد من دعمه حفاظاً على هويتنا».

وسبق أن جمع الشاعر المصري الراحل عبد الرحمن الأبنودي السيرة الهلالية من الرواة المختلفين في مصر وتونس والجزائر وليبيا والسودان في كتاب ضخم مكون من عدة أجزاء، كما قدمها في الإذاعة وفي بعض المواقع الثقافية مثل بيت السحيمي بشارع المعز في القاهرة الفاطمية خلال شهر رمضان قبل رحيله عام 2015.

وعن بدايات رواية السيرة في رمضان يوضح شومان أن «السيرة كانت تؤدّى على المقاهي بشكل دائم، ليست السيرة الهلالية فقط ولكن الكثير من السير، كانت إحدى المقاهي تقدم سيرة عنترة، وأخرى تقدم سيف بن ذي يزن وأخرى السيرة الهلالية، لدرجة أن البعض كانوا يسمون أنفسهم بالعناترة والزناتية والهلالية».

وأشار شومان إلى أن «السير لم تعد تقدم في رمضان في أماكنها الأصلية، ومن ثم كانت ليالي رمضان فرصة لاجتذاب هؤلاء الرواة في الليالي الثقافية»، وتابع: «أنا شخصياً أقدم السيرة الهلالية في أماكن مختلفة منذ عام 2002، من بينها محكى القلعة وقصر ثقافة الجيزة، كنا نقدم الوجه البحري ممثلاً في أحمد حواس، والقبلي ممثلاً في عز الدين نصر الدين، والآن لدينا 3 رواة يقدمونها وهم من الأجيال التالية بعد رحيل الرواة الآباء».

وكان من أهم وأشهر رواة السيرة الهلالية في الإذاعة المصرية جابر أبو حسين وسيد الضوي اللذين رافقا الأبنودي في تقديم السيرة، سواء في الإذاعة أو في الليالي الرمضانية بالمواقع الثقافية.

السيرة الهلالية تروى عن طريق جيل الأبناء (الشرق الأوسط)

وأنهى شومان كلامه مؤكداً أن «السيرة الهلالية ترسم طريقاً يمكن التعرف من خلالها على العادات والتقاليد والأزياء وتجمعات القبائل من نجد حتى تونس، فهي ليست كتاباً للحروب والمعارك بين الأبطال، وإنما كتاب للمعارف والخبرات، وبالتالي تزداد أهميتها من هذه الجوانب الثقافية والجمالية».

 


وزير الثقافة السعودي يزور معرض «العلا: واحة العجائب» ببكين

تجسد القطع الأثرية المعروضة حضارات العلا عبر التاريخ (الشرق الأوسط)
تجسد القطع الأثرية المعروضة حضارات العلا عبر التاريخ (الشرق الأوسط)
TT

وزير الثقافة السعودي يزور معرض «العلا: واحة العجائب» ببكين

تجسد القطع الأثرية المعروضة حضارات العلا عبر التاريخ (الشرق الأوسط)
تجسد القطع الأثرية المعروضة حضارات العلا عبر التاريخ (الشرق الأوسط)

زار الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان، وزير الثقافة السعودي محافظ الهيئة الملكية لمحافظة العلا، معرض «العلا: واحة العجائب في الجزيرة العربية»، والمقام في القصر الإمبراطوري بالعاصمة الصينية بكين.

واطلع خلال الزيارة على أجنحة المعرض والقطع الأثرية المعروضة، والتي تجسد حضارات العلا عبر التاريخ، وكذلك البرامج والمبادرات التي يتضمنها وتعكس «رؤية العلا» المتماشية مع «رؤية المملكة 2030».

ويقام المعرض في «المدينة المحرمة» المصنفة ضمن قائمة «اليونسكو» للتراث العالمي، بالشراكة بين الهيئة والوكالة الفرنسية لتطوير العلا، ولقي منذ افتتاحه أوائل يناير (كانون الثاني) الماضي تفاعلاً كبيراً بزيارة ما يقارب ربع مليون زائر.

ويتضمن جوانب فريدة من تاريخ العلا الغني، ويضم معالم بارزة، مثل تماثيل «دادان» التي كانت موطناً للمملكتين الدادانية واللحيانية، وأفلاماً عن المقابر المنحوتة في «الحِجر»، ومستكشفات أثرية برونزية من الموقع الذي يعد المدينة الجنوبية الرئيسة للمملكة النبطية، وأول موقع سعودي على قائمة «اليونسكو» للتراث العالمي.

يتضمن المعرض جوانب فريدة من تاريخ العلا الغني (الشرق الأوسط)


«أجواء»... معرض قاهري يحتفي بروح الشرق وفنون «الحروفية»

لوحة للفنان المصري الراحل حسن الشرق مشاركة في معرض «أجواء» (غاليري بيكاسو )
لوحة للفنان المصري الراحل حسن الشرق مشاركة في معرض «أجواء» (غاليري بيكاسو )
TT

«أجواء»... معرض قاهري يحتفي بروح الشرق وفنون «الحروفية»

لوحة للفنان المصري الراحل حسن الشرق مشاركة في معرض «أجواء» (غاليري بيكاسو )
لوحة للفنان المصري الراحل حسن الشرق مشاركة في معرض «أجواء» (غاليري بيكاسو )

يحتفي المعرض الفني «أجواء» بالروح الشرقية والفنون «الحروفية»، عبر استلهام الثيمات الشعبية والتراثية خلال شهر رمضان، ويضم المعرض الذي يستضيفه «غاليري بيكاسو» بالقاهرة، حتى نهاية رمضان، أعمالاً لـ15 فناناً من مدارس واتجاهات فنية مختلفة.

وعبر صيغ فنية تتراوح بين التصوير والنحت والخزف، تأتي الأعمال الفنية، وسط حضور لافت لتنويعات في فنون الخط العربي الذي يُعدّ تيمة مركزية تجمع بين الأعمال الفنية المُتفرقة، كأنه يدعو لإعادة تأمل المساحات الخلاّقة التي تربط الخط العربي بفنون التشكيل.

استلهام لآية قرآنية في لوحة بالمعرض (غاليري بيكاسو)

وتعدَّدت مظاهر «الحروفية» أو استخدام الخط العربي في اللوحات، ما بين تكوينات تستلهم آيات قرآنية، مثل لوحة تضيء بآية «والشمس وضحاها»، وأخرى تستلهم آية: «ولكم فيها مستقر ومتاع إلى حين»، وحضوره في تكوينات زخرفية يتفاعل فيها الحرف، كوحدة جوهرية مع عناصر العمل الأخرى.

ويرى الدكتور أشرف رضا أستاذ الفنون الجميلة وأحد المشاركين في معرض «أجواء» أن «الحرف تتكامل فيه عناصر التجريد الهندسي والعضوي والزخرفي». ويضيف لـ«الشرق الأوسط»: «أنا مُحب للحرف العربي، وأطعّم به أعمالي، وفي لوحاتي المشاركة بالمعرض يظهر الحرف تجلياً للفن العربي والإسلامي، ضمن رموز تجريدية أخرى في اللوحات التي تعكس تنوعاً حضارياً واسعاً للهُوية المصرية».

إحدى لوحات المعرض للفنان أشرف رضا (غاليري بيكاسو)

ويمكن التوقف أمام حروف من الشعر العربي القديم تقول: «أحبها وتُحبني... ويُحب ناقتها بعيري»، وهو بيت يتوّسط واحدة من لوحات الفنان المصري الراحل حسن الشرق (1949 - 2022) الموجودة بالمعرض، تعبر عن الفن الفطري الذي امتاز به الفنان الراحل ومكّنه من الوصول بأيقوناته الشعبية إلى العالمية، فأعماله تسكنها الحكايات المُشبّعة بالخيال، والرموز البصرية التي تستلهم المواكب الشعبية، والسيّر الملحمية، والحلقات الصوفية.

يُعلق أستاذ الفنون الجميلة أشرف رضا، رئيس مؤسسة «أراك للفنون والثقافة» هنا بقوله: «حسن الشرق ضيف شرف المعرض، والاحتفاء بأعماله يمثل تجديداً لذكرى فنان كبير استطاع تقديم آلاف الأعمال بأسلوبه الفطري الأخّاذ، الذي أبدعه ببراعة، رغم أنه لم يدرس الفنون».

استلهام من آيات القرآن الكريم في إحدى لوحات المعرض (غاليري بيكاسو)

وتظهر ومضات من عالم «ألف ليلة وليلة» في لوحات بالمعرض، مما يعكس التأثير الفني الممتد لتلك الملحمة التراثية على المُخيّلة الإبداعية لعدد من الفنانين المشاركين، كما تبدو بعض الأعمال وكأنها فصول من مخطوطات قديمة تطوف في عوالم الفسطاط والبصرة ووجوه أهلها. تتجلى هذه الروح الشرقية في أعمال الفنان محمود مرعي، وكذلك لوحات الفنان منير إسكندر، الذي ينقل البورتريه إلى عالم مليء بالعناصر الريفية، وتعلّق أهلها الفطري بالدين والشعائر.

جانب من الأعمال النحتية في المعرض (غاليري بيكاسو)

كما يظهر التنوّع في استخدام الخزف بالأعمال المعروضة بين استخدام تقليدي يُحاكي الآنية القديمة، واستخدام آخر مُعاصر، بينما تظهر التشكيلات النحتية التي تستعين بخامات مختلفة كالبرونز والغرانيت، ويمنح بعضها انطباعاً بأنها خرجت من طيّات الحكايات القديمة، كعمل للفنانة مروة يوسف تُجسِّد فيه ملامح مُجردة لشيخ يرتدي عباءة ويُطعم الطير الذي أحاط به من رأسه وحتى قدميه.

تصميم نحتي لشيخ يرتدي عباءة للفنانة مروة يوسف (غاليري بيكاسو)

وتصيغ أعمال نحتية علاقات جديدة بين الأشكال الهندسية التقليدية، كالدائرة والمثلث والمستطيل، بأسلوب يمنحها طابعاً درامياً وحركياً، كمنحوتة للفنان أحمد عبد التواب، وكأنها تصوير لشخص يقوم بتقديم عزف حيّ.

وعدّ أستاذ الفنون الجميلة المعرض يجمع بين الفنون العربية والإسلامية، على اختلاف الأساليب والتقنيات والاتجاهات الفنية الحاضرة في أعماله، مضيفاً: «مع زيادة تنظيم معارض لتيارات واتجاهات الفن المعاصر وفنون الحداثة، يُصبح لمثل هذا المعرض خصوصيته، ويظل مصدراً لتشويق جمهور هذا اللون من الفنون».


أثناء بحثها عن المفاتيح... أم تقتل ابنتها بالخطأ برصاص مسدس كان في حقيبتها

الأم ديان رادلي وابنتها ديريا (وسائل إعلام أميركية)
الأم ديان رادلي وابنتها ديريا (وسائل إعلام أميركية)
TT

أثناء بحثها عن المفاتيح... أم تقتل ابنتها بالخطأ برصاص مسدس كان في حقيبتها

الأم ديان رادلي وابنتها ديريا (وسائل إعلام أميركية)
الأم ديان رادلي وابنتها ديريا (وسائل إعلام أميركية)

أطلقت أم أميركية النار على ابنتها البالغة من العمر 13 عاماً مما أدى إلى وفاتها، فيما زعمت الأم أنه «حادث إطلاق نار بشكل عرضي».

ووفقاً لمركز شرطة مدينة ناشفيل بولاية تينيسي، حدث إطلاق النار ليلة (السبت) الماضي قبل الساعة العاشرة مساءً بقليل بالتوقيت المحلي في منزل ديان رادلي وابنتها ديريا.

وتم نقل الفتاة المراهقة إلى المستشفى حيث أُعلنت وفاتها، وفق ما ذكرته مجلة «بيبول / People» الأميركية.

وحسب الشرطة، فقد «أبلغت والدة فتاة تبلغ من العمر 13 عاماً قُتلت بالرصاص ليلة السبت داخل منزلها في شارع إيدجهيل أن إطلاق النار من المسدس كان حادثاً».

وفي استجواب داخل مقر الشرطة أخبرت والدة ديريا المحققين بأن مسدسها نصف الآلي كان في حقيبتها من دون أي احتياطات حماية مع أشياء أخرى، وإن الرصاصة انطلقت بالخطأ بينما كانت تحاول البحث عن مفاتيحها داخل حقيبتها.

وعبّرت الأم ديان عن حزنها الشديد إثر الحادث، حيث ظهرت في بث مباشر على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» للتحدث مع متابعيها، وقالت وهي تبكي «قلبي يؤلمني... آمل ألا يمر أي شخص بما أمر به».

ونشرت صوراً لابنتها علّقت عليها قائلة «عانقوا أطفالكم بقوة... الكلمات لا تستطيع وصف الألم... طفلتي كانت جميلة للغاية... اللهم أعطني القوة لأتحمل ما لا أتمنى أن يعاني منه أي شخص... قلبي كسر لمليون قطعة». وتابعت: «عزيزتي، أنا بحاجة إليك، لا أستطيع أن أقترف هذا الخطأ، أحبك كثيراً».

كما أنشأت الأم أيضاً صفحة لجمع الأموال من أجل جنازة ابنتها. واعتباراً من يوم (الاثنين) تم جمع 2485 دولاراً من أصل 15 ألف دولار مستهدفة.