مناورات روسية ـ بيلاروسية تبعث برسائل إلى الغرب

جندي روسي يسير في شارع بوسط موسكو أمس (إ.ب.أ)
جندي روسي يسير في شارع بوسط موسكو أمس (إ.ب.أ)
TT

مناورات روسية ـ بيلاروسية تبعث برسائل إلى الغرب

جندي روسي يسير في شارع بوسط موسكو أمس (إ.ب.أ)
جندي روسي يسير في شارع بوسط موسكو أمس (إ.ب.أ)

أطلقت روسيا وبيلاروسيا تدريبات عسكرية مشتركة جديدة، الاثنين، في رسالة تحذير إلى الغرب، جاءت بعد ازدياد المؤشرات إلى احتمال انخراط مينسك في الحرب الأوكرانية، مع حلول الربيع المقبل. وتزامن التحرك مع تصاعد النقاش حول اقتراب حصول أوكرانيا على رزمة جديدة من الأسلحة والمعدات، بينها دبابات ألمانية، وكذلك مع الإعلان عن توقيع اتفاق بين الاتحاد الأوروبي وكييف، تحصل بموجبه الأخيرة على مساعدات بقيمة 18 مليار يورو.
ولم يكن توقيت المناورات الثنائية مفاجئاً؛ إذ عززت موسكو ومينسك تحركاتهما المشتركة على الحدود الأوكرانية بشكل واسع خلال الأسابيع الماضية. ومع نشر مظلة دفاع جوية موحدة، وترتيب تحركات لقوة مشتركة على طول المنطقة الحدودية، بدا أن الإعلان عن التدريبات الجديدة يشكل إشارة جديدة موجهة إلى الغرب، باستعداد البلدين للتحرك العسكري معاً، في حال ازدياد مخاطر الوضع على الحدود.
وكان مسؤول روسي بارز قد أكد قبل يومين أن مينسك قد تنخرط في الحرب الدائرة في حال ظهر تهديد بتعرضها لـ«غزو» أجنبي، أو برز تهديد مماثل ضد الأراضي الروسية.
وأفادت تقارير في وقت سابق بأن بيلاروسيا قد تنخرط في الربيع المقبل في هجوم قوي يستهدف العاصمة كييف والمناطق الأوكرانية شمالاً، ولفتت مصادر إعلامية إلى أن هذا الموضوع كان على رأس جدول أعمال مناقشات الرئيس فلاديمير بوتين ونظيره البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو، خلال زيارة الأول لمينسك الشهر الماضي.
لكن بيلاروسيا نفت صحة تلك المعطيات، وقالت إن تحركاتها تهدف إلى حماية أمنها وحدودها. وأعلنت وزارة الدفاع في بيلاروسيا أن البلدين الحليفين سيجريان مناورات جوية في الفترة من 16 يناير (كانون الثاني) إلى أول فبراير (شباط)، باستخدام جميع المطارات العسكرية في بيلاروسيا. وأكدت مينسك مجدداً أن المناورات الجوية «دفاعية» وأنها لن تدخل الحرب.
وقال بافيل مورافيكو النائب الأول للأمين العام لمجلس الأمن في بيلاروسيا، في منشور على حساب وزارة الدفاع على «تلغرام» الأحد: «نواصل ضبط النفس والصبر مع الحذر». وقال مورافيكو إن الوضع على الحدود الجنوبية للبلاد مع أوكرانيا «ليس هادئاً للغاية»، وإن أوكرانيا «تستفز» بيلاروسيا. وأضاف: «نحن مستعدون لأي أعمال استفزازية من جانب أوكرانيا».
وحذرت أوكرانيا باستمرار من هجمات محتملة من بيلاروسيا. وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الأسبوع الماضي، إن بلاده يجب أن تكون متأهبة على حدودها مع بيلاروسيا.
وتزامن التحرك الروسي- البيلاروسي، مع تسارع وتيرة الاستعدادات لتزويد أوكرانيا بحزمة مساعدات عسكرية جديدة.
وأُعلن، الاثنين، أن عسكريين أوكرانيين بدأوا التدريب في الولايات المتحدة على أنظمة صواريخ «باتريوت» التي تنوي واشنطن تقديمها إلى كييف، في حين بدا أن قرار تسليم الأوكرانيين دبابات ألمانية الصنع بات قريباً وفقاً لمعطيات بولندية.
كذلك، أعلن رئيس وزراء أوكرانيا دينيس شميغال، أن بلاده وقّعت اتفاقاً مع الاتحاد الأوروبي، لتسليم أوكرانيا حزمة مساعدات مالية، بقيمة 18 مليار يورو، موضحاً أن الدفعة الأولى من هذا المبلغ سوف تُسلم إلى كييف خلال الأسبوع الجاري.


مقالات ذات صلة

بعد تحذيرات من صواريخ باليستية... سماع دوي انفجارات قوية في كييف

أوروبا الجيش الأوكراني يستخدم كشافات البحث لرصد أي طائرات من دون طيار في السماء فوق كييف (رويترز)

بعد تحذيرات من صواريخ باليستية... سماع دوي انفجارات قوية في كييف

سُمع دوي انفجارات قوية في كييف، صباح اليوم (الجمعة)، بعد سلسلة من التحذيرات الجوية بشأن إطلاق صواريخ باليستية من روسيا باتجاه الأراضي الأوكرانية.

«الشرق الأوسط» (كييف)
تحليل إخباري جانب من قمة الأوروبيين الخميس بمقر «الاتحاد الأوروبي» في بروكسل... والرئيس زيلينسكي وسط الصورة (آ.ب)

تحليل إخباري قمة «بروكسل»: مناشدة «أوروبية» لترمب بعدم التخلي عن أوكرانيا

ترى غالبية أعضاء التكتل الأوروبي أن الرضوخ لشروط بوتين سيشجعه، في المستقبل، على «افتعال حروب أخرى».

ميشال أبونجم (باريس)
أوروبا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (أرشيفية - أ.ف.ب)

زيلينسكي: هل تعتقدون أن بوتين عاقل؟

استنكر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اليوم (الخميس)، تلويح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بإجراء مبارزة صاروخية.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال مؤتمره الصحافي السنوي الكبير وخلفه رجلان يحملان علم القوات البحرية التابعة لأسطول المحيط الهادئ (أ.ب) play-circle 01:10

بوتين: لم ألتقِ الأسد بعد... وأجلينا 4 آلاف مقاتل إيراني من سوريا

قال الرئيس الروسي، الخميس، إن بلاده لديها علاقات مع كل الجماعات في سوريا، مشيراً إلى أنه لم يلتقِ بالرئيس المخلوع بشار الأسد في روسيا لكنه «يعتزم» مقابلته.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا سلاح موجه بالليزر (أرشيف - رويترز)

أوكرانيا تطور سلاح ليزر يمكنه إسقاط الطائرات من مسافة كيلومترين

أعلن قائد قوة الطائرات المسيَّرة في الجيش الأوكراني، فاديم سوخاريفسكي، أن بلاده طورت سلاح ليزر قادراً على إسقاط الأهداف من مسافة تزيد عن ميل واحد.

«الشرق الأوسط» (كييف)

الشرطة الأوروبية تحقق بشأن سفينة صينية كانت بالقرب من كابلات اتصالات تعرضت لأضرار

السفينة الصينية حاملة البضائع «يي بينغ 3» راسية وتخضع للمراقبة من قبل سفينة دورية بحرية دنماركية (لا تظهر في الصورة) في بحر كاتيغات بالقرب من مدينة غرانا في غوتلاند بالدنمارك 20 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)
السفينة الصينية حاملة البضائع «يي بينغ 3» راسية وتخضع للمراقبة من قبل سفينة دورية بحرية دنماركية (لا تظهر في الصورة) في بحر كاتيغات بالقرب من مدينة غرانا في غوتلاند بالدنمارك 20 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)
TT

الشرطة الأوروبية تحقق بشأن سفينة صينية كانت بالقرب من كابلات اتصالات تعرضت لأضرار

السفينة الصينية حاملة البضائع «يي بينغ 3» راسية وتخضع للمراقبة من قبل سفينة دورية بحرية دنماركية (لا تظهر في الصورة) في بحر كاتيغات بالقرب من مدينة غرانا في غوتلاند بالدنمارك 20 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)
السفينة الصينية حاملة البضائع «يي بينغ 3» راسية وتخضع للمراقبة من قبل سفينة دورية بحرية دنماركية (لا تظهر في الصورة) في بحر كاتيغات بالقرب من مدينة غرانا في غوتلاند بالدنمارك 20 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)

رافق رجال شرطة من ألمانيا والدنمارك وفنلندا والسويد، اليوم (الخميس)، رجال شرطة صينيين للتحقيق بشأن سفينة صينية ذكرت تقارير أنها كانت تقع قرب اثنين من كابلات الاتصالات لحقت بهما أضرار في قعر بحر البلطيق الشهر الماضي.

وذكرت الشرطة الألمانية أن الهدف كان «التحقيق بصورة مشتركة بشأن معدات السفينة المعنية ووثائقها، فضلاً عن استجواب الطاقم بصورة مشتركة للحصول على معلومات».

وأعلنت الشرطة السويدية في وقت سابق أن المسؤولين الصينيين دعوهم، إضافة إلى لجنة حوادث سويدية، للوجود على متن السفينة مراقبين خلال تحقيقاتهم المخطط لها بشأن سفينة «يي بينغ 3».

وذكرت الشرطة أن الجانب السويدي لن يتخذ أي إجراءات بنفسه على متن السفينة.

يذكر أن كابلات الاتصالات، التي تمتد بين العاصمة الفنلندية هلسنكي وميناء روستوك الألماني، وبين السويد وليتوانيا، تم قطعهما فجأة واحداً تلو الآخر قبل شهر.

وقال رئيس الوزراء السويدي أولف كريسترسون في الشهر الماضي إن بلاده طلبت رسمياً من الصين التعاون في تفسير الأضرار الأخيرة التي أصابت اثنين من كابلات البيانات في قعر بحر البلطيق في منطقة شوهدت فيها السفينة الصينية.