اختبارات منزلية لاكتشاف مسببات الحساسية في الأطعمة

تظهر نتائجها خلال 5 دقائق

اختبارات منزلية لاكتشاف مسببات الحساسية في الأطعمة
TT

اختبارات منزلية لاكتشاف مسببات الحساسية في الأطعمة

اختبارات منزلية لاكتشاف مسببات الحساسية في الأطعمة

يعاني البعض من حساسية تجاه بروتينات موجودة في بعض الأطعمة، مثل اللوز والفول السوداني، وفي حين لا يوجد علاج للوقاية من الحساسية الغذائية، لا يزال المستهلكون، شديدو الحساسية، حريصين على تجنب تناول المواد المسببة للحساسية، وهو ما أدى إلى تطوير اختبارات للكشف عن مسببات الحساسية الغذائية، خشية أن يتناول الشخص طعاماً فيه بروتين يسبب له هذه المشكلة.
وتجرى هذه الاختبارات في مراكز متخصصة، لكن فريقاً بحثياً إسبانياً من جامعتي البوليتكنيك وفالنسيا، ومركز البحوث الطبية الحيوية في معهد كارلوس الثالث للصحة، أعلن حلاً عملياً، في دراسة تم نشرها في العدد الأخير من دورية «بايوسينسورز»، يتمثل في شرائط اختبار تحدد مستوى المواد المسببة للحساسية بشكل موثوق في الطعام بمساعدة الهاتف الذكي.
تحدث مشكلة الحساسية الغذائية بشكل رئيسي عند استهلاك الأطعمة التي تحتوي على مسببات الحساسية، لذلك من الضروري تحديدها قبل تناول الطعام.
ونجحت شرائط الاختبار، التي صممها الفريق البحثي الإسباني في هذه المهمة، كما يقول سيرجي موريس، الأستاذ في قسم الكيمياء في جامعة البوليتكنيك، والباحث الرئيسي بالدراسة، في تقرير نشره الموقع الرسمي للجامعة نهاية ديسمبر «كانون الأول» الماضي.
وتم تطوير النموذج الأولي لشرائط الاختبار، واختبر مع مسببات الحساسية في اللوز والفول السوداني في وقت واحد، وتم التحقق من صحتها باستخدام الأطعمة التجارية اليومية مثل البسكويت وقطع الحلوى.
ويوضح موريس، أن «طرق التحليل الحالية تتكون من خطوات متعددة، وتتطلب معدات متطورة لطحن وإزالة الشحوم واستخراج وتنقية المواد المسببة للحساسية، لذلك يتم إجراء التحليل في مختبرات مؤهلة، لكن الهدف من اختبارنا قريب مما حدث مع جائحة (كوفيد - 19)، وهو الرغبة في (لا مركزية التحليل)، حيث نريد أن يتمكن أي شخص من تحليل طعامه قبل تناوله مباشرة».
وتعتمد طريقة الاختبار المطورة على استخدام طاحونة محمولة، تستخدم لطحن العينة وترشيحها في خطوة واحدة، ثم يضاف 5 ملّيلتر من محلول لاستخراج المادة المسببة للحساسية، وبمجرد تحضير العينة، يتم غمر شريط الاختبار في المحلول، وفي غضون 5 دقائق فقط، يتم الحصول على النتيجة التي يمكن قراءتها باستخدام الهاتف المحمول.
ويقول أماديو سينا، الباحث المشارك بالدراسة: «بتكلفة تقديرية تبلغ يورو واحد لكل شريط، يتمتع الاختبار المطور بإمكانيات تجارية كبيرة، فعلى سبيل المثال، يساعد في قطاع الأغذية على تحديد سريع لمسببات الحساسية في الطعام، وفي قطاع المستحضرات الصيدلانية يحدد فاعلية المستخلصات المسببة للحساسية».
ويشير سينا إلى أن مجموعة الشرائط التي تم تطويرها، تحتوي على مجموعة أجسام مضادة محددة لمجموعة واسعة من المواد المسببة للحساسية والمؤشرات الحيوية، إلا أنه يمكن مستقبلاً تكييفها بسهولة مع مسببات الحساسية الأخرى.
ويتوقع الفريق البحثي رواج منتجه حال تم إنتاجه تجارياً، لكونه يضمن الجودة وسلامة الغذاء من مسببات الحساسية، وهي مصدر قلق كبير في صناعة الأغذية. وقال الباحثون، في مقدمة دراستهم، إن 250 مليون شخص حول العالم يعانون من حساسية الطعام في أنحاء العالم جميعاً، وفيما يتعلق بالاستشفاء، فإن الإحصاءات أكثر صعوبة، حيث يحتاج ما يقرب من 200 ألف شخص في الولايات المتحدة وحدها إلى رعاية طبية كل عام؛ بسبب تفاعلات الحساسية تجاه الطعام، وتتسبب هذه المشكلة في دخول ألفي شخص منهم المستشفى، ووفاة 150 حالة.
وأوضحوا أن الحساسية المفرطة التي تنقلها الأغذية، زادت بنسبة 380 في المائة في السنوات الأخيرة، وبالتالي، ليس من المستغرب أن الولايات المتحدة شهدت أكبر توسع على الإطلاق في سوق اختبارات حساسية الطعام، حيث بلغ حجم السوق 2.4 مليار دولار أميركي عام 2020.


مقالات ذات صلة

أدوات مفيدة لإدارة حسابات التواصل الاجتماعي

تكنولوجيا أدوات إدارة التواصل الاجتماعي تتيح جدولة المنشورات والتفاعل التلقائي وتحليل الأداء مما يسهل إدارة الحسابات بفعالية (Zoho)

أدوات مفيدة لإدارة حسابات التواصل الاجتماعي

اختيار الأداة المناسبة لاحتياجاتك يمكن أن يحدث فرقاً كبيراً في تحقيق أهدافك الرقمية.

عبد العزيز الرشيد (الرياض)
تكنولوجيا «ويسك» أداة ذكاء اصطناعي تتيح للمستخدمين إنشاء صور جديدة عبر دمج عناصر من صورهم الأصلية مع التحكم في الأسلوب والمشهد والتفاصيل الإبداعية (غوغل)

أداة «ويسك» من «غوغل» لتجربة إبداعية مفيدة بالذكاء الاصطناعي

تهدف إلى تطوير طرق مبتكرة لإنشاء الصور باستخدام الذكاء الاصطناعي

عبد العزيز الرشيد (الرياض)
علوم الروبوت اليدوي يتحكم في حركة أصابع اليدين لتعزيز أداء عازفي البيانو (معهد أبحاث علوم الكمبيوتر في شركة سوني)

من الموسيقى إلى الرياضة... كيف يساعد «الروبوت» البشر على تجاوز «سقف الأداء»؟

مع تقدم التكنولوجيا، أصبحت الروبوتات أداة فعّالة لتعزيز الأداء البشري في الكثير من المجالات، بدءاً من الفنون مثل الموسيقى، مروراً بالطب، وصولًا إلى الرياضة.

محمد السيد علي (القاهرة)
علوم تقنيات النانو في طب الأسنان:  ثورة في العناية بصحة الفم

تقنيات النانو في طب الأسنان: ثورة في العناية بصحة الفم

تُعد تقنيات النانو من أحدث الابتكارات التكنولوجية التي تُحدث ثورة في مختلف المجالات الطبية، وطب الأسنان ليس استثناءً.

د. عميد خالد عبد الحميد (الرياض)
خاص السعودية لا تواكب التكنولوجيا فقط بل تسهم في صياغة مستقبل الاتصالات عالمياً (إريكسون)

خاص رئيس «إريكسون» لـ«الشرق الأوسط»: «شبكات الاتصال في كأس العالم 2034 ستكون الأكثر تطوراً»

يقول رئيس «إريكسون» الشرق الأوسط وأفريقيا إن السعودية تقود التحول الرقمي بشبكات الجيل الخامس، فيما تستعد للسادس مع استضافتها إكسبو 2030 وكأس العالم 2034.

نسيم رمضان (الرياض)

بعد شم رائحة المومياوات المصرية القديمة… مفاجأة تصيب العلماء

باحثون يقولون إن روائح المومياوات في المتحف المصري كانت لطيفة (أ.ف.ب)
باحثون يقولون إن روائح المومياوات في المتحف المصري كانت لطيفة (أ.ف.ب)
TT

بعد شم رائحة المومياوات المصرية القديمة… مفاجأة تصيب العلماء

باحثون يقولون إن روائح المومياوات في المتحف المصري كانت لطيفة (أ.ف.ب)
باحثون يقولون إن روائح المومياوات في المتحف المصري كانت لطيفة (أ.ف.ب)

عند عرض القطع الأثرية في المتاحف، فإن أحد أبرز الأشياء التي تفتقدها هي رائحة القطعة المعروضة وملمسها.

ووفقاً لموقع «Scientists» العلمية، يُطلق على ذلك «التراث الحسي»، وهو الذي يتعلق بكيفية تعاملنا مع الأشياء التراثية باستخدام حواس أخرى غير البصر.

وتقول العالمة سيسيليا بينبيبر، المتخصصة في التراث الحسي: «أقوم بتطوير أساليب لتحديد الروائح ذات الأهمية الثقافية والحفاظ عليها»، مضيفة: «طلبت مني جامعة ليوبليانا، بالتعاون مع جامعة كراكوف والمتحف المصري في القاهرة، المساعدة في دراسة الجثث المحنطة».

وتنص المبادئ التوجيهية الصارمة لدراسة هذه الأجسام على أن الباحثين يجب أن يستخدموا تقنيات غير مدمرة. إحدى الطرق هي رؤية ما يمكن تعلمه من خلال الشم.

تقول بينبيبر: «درسنا 9 جثث محنطة في المتحف المصري، أربع منها كانت معروضة وخمس في المخزن. تمتد هذه الآثار إلى فترات زمنية مختلفة، ويعود تاريخ أقدمها إلى 3500 سنة. كما تم حفظها بطرق مختلفة وتخزينها في أماكن مختلفة، حتى تعطي تمثيلاً صحيحاً لجميع الجثث المحنطة في مجموعات مختلفة حول العالم».

البحث

بدأت الدراسة بإجراء التحليل الكيميائي للتأكد من أن الجثث آمنةٌ للشم، إذ تم معالجتها في العقود السابقة بمبيدات حشرية صناعية للحفاظ عليها محفوظة. وقد احتوت العديد من الجثث على تركيزات عالية من هذه المبيدات الحشرية، التي من المحتمل أن تكون مسببة للسرطان، لذلك تم استبعادها من الدراسة.

وتصف بينبيبر العملية: «فتحنا توابيتهم قليلاً لإدخال أنابيب صغيرة واستخراج كميات من الهواء. تم وضع كمية محددة من هذا الهواء في أكياس خاصة أخذناها إلى غرفة بعيدة عن مناطق العرض، حتى أتمكن أنا والآخرون من تجربتها بشكل مباشر، لقد تم إخضاع هذا الهواء لتحاليل كيميائية مختلفة لمعرفة المركبات الموجودة فيه لتجربة كل رائحة ووصفها على حدة».

تقول بينبيبر إنه من الخطأ أن تعتقد أن هذه الروائح لن تكون مقبولة، وإن ارتباط الجثث المحنطة بالروائح الكريهة ليس صحيحاً، بل وكان المثير للدهشة أن الروائح كانت لطيفة للغاية، وتضمنت أوصاف فريق الشم: «خشبي»، و«زهري»، و«حلو»، و«حار»، و«عتيق».

وعلقت العالمة قائلة: «لقد تمكنا من التعرف على مكونات التحنيط القديمة، بما في ذلك زيوت الصنوبر واللبان والمر والقرفة، كما حددنا الدهون الحيوانية المتحللة المستخدمة في عملية التحنيط».

الخطوات المستقبلية

تقول بينبيبر: «سنعدّ رائحة الجثث المحنطة حتى يتمكن زوار المتحف المصري من تجربتها عن كثب، وسنصنع تركيبة كيميائية دقيقة لما شممناه. ونأمل أن يكون عملنا مع الجثث المحنطة مثالاً لكيفية إحياء بُعد آخر من أبعاد التراث».