مصر تواجه سابع موجات «كورونا»... ومخاوف من تزامن الفيروسات

دراسة رصدت أخطر سلالات إنفلونزا H5N1 لأول مرة بالبلاد

مخاوف من تزامن الفيروسات في سابع موجات «كورونا» بمصر (أرشيفية - رويترز)
مخاوف من تزامن الفيروسات في سابع موجات «كورونا» بمصر (أرشيفية - رويترز)
TT

مصر تواجه سابع موجات «كورونا»... ومخاوف من تزامن الفيروسات

مخاوف من تزامن الفيروسات في سابع موجات «كورونا» بمصر (أرشيفية - رويترز)
مخاوف من تزامن الفيروسات في سابع موجات «كورونا» بمصر (أرشيفية - رويترز)

بدأت الموجة السابعة من إصابات فيروس كورونا المستجد في الظهور بمصر، غير أنها تختلف عن سابقتها في تزامنها مع الفيروسات التنفسية الأخرى مثل فيروسي الإنفلونزا والتنفسي المخلوي، فضلاً عن رصد دراسة حديثة لـ«المركز القومي للبحوث» بالبلاد، عن رصد أخطر سلالات إنفلونزا الطيور «H5N1» بأسواق الدواجن المصرية.
ويقول أشرف حاتم رئيس لجنة الصحة بمجلس النواب المصري، وعضو اللجنة العليا للفيروسات بوزارة التعليم العالي لـ«الشرق الأوسط» إن: «مصر دخلت منذ أسبوعين الموجة السابعة من (كورونا)، حيث زادت حالات الإصابة عن معدلها الطبيعي»، لكنه تابع قائلاً: «المطمئن أن 90 في المائة من الإصابات ليست بالخطيرة، وهي السمة المميزة للإصابات التي يسببها متحور أوميكرون». ولفت حاتم، إلى أن ما يميز تلك الموجة، أنها تأتي في وقت تنتشر فيه فيروسات أخرى مثل التنفسي المخلوي والإنفلونزا، لذلك فإن احتمال إصابة شخص بفيروسين مختلفين في الوقت نفسه، هو احتمال قائم نظرياً، لكنه لم يحدث حتى الآن في مصر.
وكان حسام عبد الغفار، المتحدث الرسمي لوزارة الصحة المصرية، قد أصدر قبل أيام بياناً مطمئناً، كشف فيه عن أنه لم تحدث في شهر يناير (كانون الثاني) الحالي أي حالات وفيات بسبب كورونا. ولفت المتحدث، إلى أن مراكز الترصد التابعة للوزارة، وعددها 27 مركزاً، تشير إلى أن عدد إصابات فيروسي الإنفلونزا والتنفسي المخلوي، تزيد عن عدد إصابات «كورونا».
وفي سياق متصل، كشفت دراسة حديثة أجراها باحثون بالمركز القومي للبحوث بمصر، ونشرت نتائجها الشهر الماضي بدورية «مسببات الأمراض»، عن عزل سلالة «2344» من إنفلونزا الطيور «H5N1»، لأول مرة في مصر.
ويقول رابح الشيشيني، أستاذ مساعد الفيروسات بالمركز القومي للبحوث، والباحث المشارك بالدراسة لـ«الشرق الأوسط»، إن خطورة هذه السلالة من الفيروس التي تم اكتشافها في أسواق الدواجن، أن لها قابلية عالية للانتقال من الحيوان إلى البشر، بسبب طفرات حدثت بالفيروس.
وتم تسجيل إصابات بشرية بسبب الفيروس «H5N1” في مصر عام 2014. ومنذ ذلك التاريخ لم يحدث تسجيل الإصابات، غير أن انتقال سلالة «2344» من الفيروس، المنتشرة في أوروبا حالياً، والتي وصلت إلى أميركا، في سابقة فريدة من نوعها بالنسبة لفيروسات إنفلونزا الطيور، يتطلب مزيداً من الحرص، بسبب القدرات الفائقة لهذه السلالة على الانتقال من الحيوان إلى الإنسان، كما يؤكد الشيشيني.
ولم يتم تسجيل أي إصابة بشرية إلى الآن بهذه السلالة، غير أنه «لا ينبغي الانتظار لحدوث هذا السيناريو، حتى يتم الالتفات لخطورتها» بحسب الشيشيني. ويقول إن «أحد الفرق البحثية بالمركز القومي للبحوث يعمل حالياً على اختبار فاعلية لقاحات إنفلونزا الطيور (H5N1) المتاحة في توفير الحماية من سلالة (2344)، حيث يعتبر تحصين الدواجن، أولى خطوات حماية البشر من أخطار إنفلونزا الطيور».
ويضيف أنه «بالإضافة لتلقيح الدواجن، يجب تنفيذ إجراءات وقائية متنوعة، ومنها التخلص الآمن من الدواجن النافقة، وعدم تنقل عمال المزارع والأطباء البيطريين بنفس الملابس من مزرعة لأخرى، وعدم نقل الأعلاف من مزرعة لأخرى، حيث إن كل هذه الأشياء قد تكون حاملة للفيروس».


مقالات ذات صلة

«كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

صحتك «كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

«كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

يؤثر على 6 : 11 % من المرضى

ماثيو سولان (كمبردج (ولاية ماساشوستس الأميركية))
صحتك أطباء يحاولون إسعاف مريضة بـ«كورونا» (رويترز)

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

كشفت دراسة جديدة، عن أن الإصابة بفيروس كورونا قد تساعد في مكافحة السرطان وتقليص حجم الأورام.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
أوروبا الطبيب البريطاني توماس كوان (رويترز)

سجن طبيب بريطاني 31 عاماً لمحاولته قتل صديق والدته بلقاح كوفيد مزيف

حكم على طبيب بريطاني بالسجن لأكثر من 31 عاماً بتهمة التخطيط لقتل صديق والدته بلقاح مزيف لكوفيد - 19.

«الشرق الأوسط» (لندن )
الاقتصاد السعودية تصدرت قائمة دول «العشرين» في أعداد الزوار الدوليين بـ 73 % (واس)

السعودية الـ12 عالمياً في إنفاق السياح الدوليين

واصلت السعودية ريادتها العالمية بقطاع السياحة؛ إذ صعدت 15 مركزاً ضمن ترتيب الدول في إنفاق السيّاح الدوليين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
صحتك تم تسجيل إصابات طويلة بـ«كوفيد- 19» لدى أشخاص مناعتهم كانت غير قادرة على محاربة الفيروس بشكل كافٍ (رويترز)

قرار يمنع وزارة الصحة في ولاية إيداهو الأميركية من تقديم لقاح «كوفيد»

قرر قسم الصحة العامة الإقليمي في ولاية إيداهو الأميركية، بأغلبية ضئيلة، التوقف عن تقديم لقاحات فيروس «كوفيد-19» للسكان في ست مقاطعات.

«الشرق الأوسط» (أيداهو)

«كولكتيف ريبيرث»... حان وقت العودة

لوحات زيتية وأخرى أكليريك ومنحوتات تشارك في المعرض (الشرق الأوسط)
لوحات زيتية وأخرى أكليريك ومنحوتات تشارك في المعرض (الشرق الأوسط)
TT

«كولكتيف ريبيرث»... حان وقت العودة

لوحات زيتية وأخرى أكليريك ومنحوتات تشارك في المعرض (الشرق الأوسط)
لوحات زيتية وأخرى أكليريك ومنحوتات تشارك في المعرض (الشرق الأوسط)

يلتزم بعض أصحاب الغاليريهات بتنظيم معارض رسم ونحت وتجهيزات فنيّة رغم أوضاع صعبة يعيشها لبنان... فالحرب أصابت معظم هذا القطاع بشلل تام، ولكن هذا التوقف القسري يقابله أحياناً الخروج عن المألوف. ومن باب إعطاء اللبناني فسحة أمل في خضمّ هذه الأجواء القاتمة، قرر مركز «ريبيرث بيروت» الثقافي إقامة معرضه للفنون التشكيلية. فقلب الجميزة عاد ينبض من جديد بفضل «كولكتيف ريبيرث» (ولادة جديدة جماعية)، وشهد افتتاحه حضوراً ملحوظاً. «سمر»، المشرفة على المعرض تؤكد لـ«الشرق الأوسط» أنه كان لا بد من العودة إلى النشاطات الفنية. وتتابع: «جميعنا مُتعبون ونشعر بالإحباط. ولكننا رغبنا في كسر الجمود بمعرضٍ يزوّدنا بمساحة ضوء، ويسهم في تبديل حالتنا النفسية. وقد لبّى دعوتنا نحو 12 فناناً تشكيلياً».

جوي فياض تعرض أعمالها من الريزين (الشرق الأوسط)

لوحات زيتية، وأخرى أكليريك وزيتية، وتجهيزات فنية، حضرت في هذا المعرض. ومن المشاركين لاريسا شاوول، وجوي فياض، وكارلا جبور، وإبراهيم سماحة، ومها حمادة، ودانيا خطيب، وغيرهم... كلٌ منهم عبّر عن رغبته في التجديد والانكباب على الحياة.

ندى بارودي تعرض أكثر من لوحة تحت عنوان «الطبيعة». وتقول لـ«الشرق الأوسط»: «تربطني بالطبيعة علاقة وطيدة، لا سيما بالأشجار وأوراقها. فهي تذكرني بالأرض وجذورنا. أما الأوراق فتؤكد لنا أننا في حالة تجدّد دائم. وبين كل فصل وآخر نراها تموت لتعود وتولد مرة جديدة. وهو الأمل الذي نحتاجه اليوم في ظروف صعبة نعيشها». وترسم ندى لوحاتها بريشة دافئة تترجم فيها فصول السنة، بألوان الزهر؛ الأصفر والأخضر والبرتقالي. رسمت ندى بارودي لوحاتها في أثناء الحرب. وتوضح لـ«الشرق الأوسط»: «عندما تكثر الضغوطات حولي أفرّغها بالرسم. وخلال الحرب شعرت بحاجة إلى الإمساك بريشتي، فمعها أخرج عن صمتي، وتحت أصوات الانفجارات والقصف كنت أهرب إلى عالمي، فأنفصل تماماً عمّا يجري حولي، لألتقط أنفاسي على طريقتي».

دانيا مجذوب... لوحاتها تتراوح بين الرسم والفوتوغرافيا (الشرق الأوسط)

في جولتك بالمعرض تكتشف في أعماله أساليب فنية مختلفة، منها لوحات فوتوغرافية ولكنها منفذة بتقنية جديدة؛ فيدخل عليها الطلاء. دانيا مجذوب اختارت هذا الأسلوب ليشكّل هوية خاصة بها. وتضيف: «أجول في مختلف المناطق اللبنانية وألتقط مشاهد تسرق انتباهي».

لوحاتها المعروضة تجسّد مناطق بيروتية. تشرح: «جذبتني هذه الأبنية في وسط بيروت، وبالتحديد في شارع فوش. وكذلك انتقيت أخرى مصنوعة من الحجر القديم في زقاق البلاط والسوديكو. أطبع الصور على قماش الكانفاس لأعدّل مشهديتها بالطلاء».

كي تُبرز دانيا أسلوبها تستخدم الطلاء بالألوان البرّاقة... «هذه الألوان، ومنها الذهبي، تطبع اللوحة بضوء ينعكس من أرض الواقع». عمل دانا بتفاصيله الدقيقة توثّق عبره بيروت؛ مدينة الأجيال... «الصورة تبقى الطريقة الفضلى لنتذكّر مشهداً أحببناه. ويمكننا عدّ الفن الفوتوغرافي تخليداً لموقع أو مكان وحتى لمجموعة أشخاص».

وكما نوافذ بيوت المدينة العتيقة، كذلك تتوقف دانا عند أبوابها وشرفاتها، فهي مغرمة بالأبنية القديمة، وفق قولها. وتستطرد: «أهوى الرسم منذ صغري؛ ولذلك حاولت إدخاله على الصورة الفوتوغرافية».

الفنان إبراهيم سماحة أمام لوحته «بيروت»... (الشرق الأوسط)

من اللوحات المعروضة في «كولكتيف ريبيرث» مجموعة الفنان إبراهيم سماحة، فهو ينفذها بالطريقة ثلاثية الأبعاد. يقول لـ«الشرق الأوسط»: «أعتمد في تقنيتي التقنيةَ نفسها المتبعة في تنفيذ الأيقونات. أرسم المدينة على ورق الفضة لينعكس الضوء عليها. من ناحيتي أهتم بإبراز الظل، وتأتي هذه التّقنية لتضفي عليه النور. وكما يتغير انعكاس الضوء في حياتنا، كذلك باستطاعته أن يبدّل في مشهدية لوحة معينة». إحدى لوحات سماحة صورّها من مبنى «البيضة» وسط العاصمة، ونفذّها لتبدو متدرّجة بين قسمين، فيُخيّل إلى الناظر إليها أنه يشاهد مدينتين أو «بيروتين» كما يذكر سماحة لـ«الشرق الأوسط». ويوضح: «أبدأ بتلقف الفكرة، ومن ثم أنقلها على الخشب. وفي لوحاتي، رسمت بيروت في أثناء الجائحة. وكذلك درج مار نقولا وشارع مار مخايل والجميزة قبل انفجار المرفأ وبعده».

معرض «ولادة جديدة جماعية» في منطقة الجميزة (الشرق الأوسط)

تكمل جولتك في المعرض، فتستوقفك تجهيزات فنية ومنحوتات لجوي فياض. جميعها ترتبط ارتباطاً مباشراً بالموسيقى. كما يطبعها الخيال والحلم، فيشعر الناظر إليها بأنها تحلّق في الفضاء. وتقول جوي لـ«الشرق الأوسط»: «كل لوحاتي تحكي لغة الحب، فهو في رأيي أهم ما يجب الاعتناء به وتكثيفه في حياتنا. ولأني أعمل في مجال الغناء؛ فإنني أربطه بالموسيقى».

في لوحتها «الرجل المشع»، تصوّر جوي شخصاً يمسك بقلبه الحديدي كي ينثر جرعات الحب فيه على من يمرّ أمامه، وقد صنعته من مواد الريزين والحديد وطلاء الأكريليك. وتضيف: «بالنسبة إليّ، فإن الحب هو الأساس في أي علاقة نقيمها... مع شريك الحياة والأب والابن والصديق والأم. وفي لوحة (الرجل المشع) نراه يُخرج قلبه من جسده كي يوزّع الحب وينثره. وهو أسلوب تتداخل فيه فنون عدة ليؤلف مشهدية تشبه ثلاثية الأبعاد».

ومن أعمال فياض المعروضة «تركني أحلم»، وهو منحوتة مصنوعة من الريزين أيضاً، ونرى رجل فضاء يسبح بين السماء والأرض التي يخرج منها الضوء.

وفي منحوتة «أنحني لتاجك» تترجم رؤية فلسفية عن الحب... «هناك علاقة وطيدة بين العقل والقلب، وهذا الأخير أَعُدّه تاج الإنسان. ولذلك علينا الانحناء أمامه من أجل إبراز قيمته المعنوية في حياة الإنسان».