السعودية تعضد الاقتصاد الباكستاني بـ20 مليار دولار في 4 سنوات

لمواجهة الأزمات والديون وضغوط التضخم وتراجع قيمة العملة

جانب من توقيع السعودية عقود تمويل مشتقات نفط وطاقة لصالح جمهورية باكستان الأسبوع الماضي (الشرق الأوسط)
جانب من توقيع السعودية عقود تمويل مشتقات نفط وطاقة لصالح جمهورية باكستان الأسبوع الماضي (الشرق الأوسط)
TT

السعودية تعضد الاقتصاد الباكستاني بـ20 مليار دولار في 4 سنوات

جانب من توقيع السعودية عقود تمويل مشتقات نفط وطاقة لصالح جمهورية باكستان الأسبوع الماضي (الشرق الأوسط)
جانب من توقيع السعودية عقود تمويل مشتقات نفط وطاقة لصالح جمهورية باكستان الأسبوع الماضي (الشرق الأوسط)

بينما وقعت حكومتا الرياض وإسلام آباد أخيراً عقد تمويل مشتقات بقيمة مليار دولار، شكل الدعم السعودي للاقتصاد الباكستاني، عاضداً وصمام أمان لاستقراره وتماسكه في العودة إلى مسار يتيح له الاستمرار في مواجهة التداعيات الاقتصادية.
ووفق رصد أجرته «الشرق الأوسط»، تضاعف الدعم السعودي المتواصل في السنوات الأربع الأخيرة ليتخطى 21.64 مليار دولار، في محفظة متنوعة، بينها المساعدات والدعم والاستثمار الموجهة وودائع.
وواجهت الحكومات الباكستانية المتعاقبة في السنوات الأخيرة الماضية، أزمات اقتصادية متكررة ووضعاً مالياً صعباً خلفتها الفيضانات التي ضربت البلاد مؤخراً، وقبلها جائحة «كورونا»، والمشكلات الاقتصادية العالمية المتعددة، آخرها الحرب الروسية الأوكرانية وارتفاع معدلات التضخم وأسعار الطاقة.
إلا أن حزم الدعم السعودية المقدمة للاقتصاد الباكستاني ساهمت في بقائه في منطقة تساعده على الوفاء بالتزاماته تجاه البنوك والمؤسسات التمويلية الدولية، والدفع بالاقتصاد الباكستاني نحو السير إلى تجاوز تلك الأزمات الاقتصادية، ودعم احتياطي العملة الأجنبية وتمكينه من النمو المستدام.
وقدمت السعودية نحو 5.4 مليار دولار لتمويل المشتقات النفطية، منذ عام 2019، وذلك من خلال الصندوق السعودي للتنمية، كما قدمت في أكتوبر (تشرين الأول) عام 2021 نحو 1.2 مليار دولار لتمويل تجارة المشتقات النفطية الباكستانية، ودعم ميزان المدفوعات للدولة.
وفي شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أودع الصندوق السعودي للتنمية 3 مليارات دولار في البنك المركزي الباكستاني، وذلك من أجل معالجة الانكماش الاقتصادي في البلاد، ودعم احتياطياتها من العملة الأجنبية، حيث عادت الحكومة السعودية إلى تمديد أجل الوديعة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، وكذلك أعلنت خلال الأسبوع الماضي عن نيتها دراسة رفع قيمة الوديعة إلى 5 مليارات ريال.
وتنويعاً لمصادر الدعم التي يحظى بها الاقتصاد الباكستاني، من الجانب السعودي، وجه العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، في أغسطس (آب) الماضي، باستثمار مليار دولار في الاقتصاد الباكستاني، كما عاد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، ووجه خلال الأسبوع الماضي، بدراسة زيادة استثمارات المملكة في جمهورية باكستان الإسلامية لتصل إلى 10 مليارات دولار.
وتشير تقارير اقتصادية إلى أن حجم التبادل التجاري بين المملكة العربية السعودية وباكستان وصل خلال الربع الثاني من 2022 إلى 4.2 مليار دولار، كما يعيش حوالي 1.1 مليون باكستاني في السعودية لأغراض التوظيف والعمل، حيث يقدر حجم حوالاتهم المالية خلال العام المالي المنصرم بنحو 4.4 مليار، مما يشكل رافداً مهماً للاقتصاد الباكستاني.
ويمر الاقتصاد الباكستاني منذ 2019 بمرحلة صعبة وضائقة مالية وسط أزمات اقتصادية، أبرزها النقص الحاد في احتياطيات النقد الأجنبي، حيث وصل إلى أدنى مستوى في نحو 9 سنوات، ووصل إلى 5.6 مليار دولار، وذلك بسبب زيادة عجز الحساب الجاري والعجز التجاري، وارتفاع مدفوعات الديون الخارجية، كما وصلت الروبية الباكستانية إلى أدنى مستوياتها في تاريخ البلاد، حيث بلغ سعر تداولها مقابل الدولار الأميركي إلى 228.5 روبية.


مقالات ذات صلة

«السيادي» السعودي يُكمل الاستحواذ على 15 % من مطار هيثرو

الاقتصاد صندوق الاستثمارات العامة السعودي يهدف لدعم تحقيق النمو المستدام في مطار هيثرو (أ.ب)

«السيادي» السعودي يُكمل الاستحواذ على 15 % من مطار هيثرو

أكمل صندوق الاستثمارات العامة السعودي الاستحواذ على حصة تُقارب 15 % في «إف جي بي توبكو»، الشركة القابضة لمطار هيثرو من «فيروفيال إس إي»، ومساهمين آخرين.

«الشرق الأوسط» (الرياض) «الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد إريك ترمب يتحدث خلال مقابلة مع «رويترز» في أبو ظبي (رويترز)

إريك ترمب: نخطط لبناء برج في الرياض بالشراكة مع «دار غلوبال»

قال إريك ترمب، نجل الرئيس الأميركي المنتخب، لـ«رويترز»، الخميس، إن منظمة «ترمب» تخطط لبناء برج في العاصمة السعودية الرياض.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد جانب من فعاليات النسخة السابقة من المؤتمر في الرياض (واس)

السعودية تشهد انطلاق مؤتمر سلاسل الإمداد الأحد

تشهد السعودية انطلاق النسخة السادسة من مؤتمر سلاسل الإمداد، يوم الأحد المقبل، برعاية وزير النقل والخدمات اللوجيستية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد صورة تجمع المسؤولين السعوديين واليابانيين خلال إطلاق صندوق مؤشرات متداولة وإدراجه في بورصة طوكيو (الشرق الأوسط)

«الاستثمارات العامة السعودي» يستثمر بأكبر صندوق في بورصة طوكيو

أعلنت مجموعة «ميزوهو» المالية، الخميس، إطلاق صندوق مؤشرات متداولة، وإدراجه في بورصة طوكيو.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
الاقتصاد وسط تحديات مناخية… كيف أصبحت السعودية أكبر منتج للمياه المحلاة عالمياً؟ 

وسط تحديات مناخية… كيف أصبحت السعودية أكبر منتج للمياه المحلاة عالمياً؟ 

قبل أكثر من مائة عام، بدأت رحلة السعودية ذات المناخ الصحراوي والجاف مع تحلية المياه بآلة «الكنداسة» على شواطئ جدة (غرب المملكة).

عبير حمدي (الرياض)

«السيادي» السعودي يُكمل الاستحواذ على 15 % من مطار هيثرو

صندوق الاستثمارات العامة السعودي يهدف لدعم تحقيق النمو المستدام في مطار هيثرو (أ.ب)
صندوق الاستثمارات العامة السعودي يهدف لدعم تحقيق النمو المستدام في مطار هيثرو (أ.ب)
TT

«السيادي» السعودي يُكمل الاستحواذ على 15 % من مطار هيثرو

صندوق الاستثمارات العامة السعودي يهدف لدعم تحقيق النمو المستدام في مطار هيثرو (أ.ب)
صندوق الاستثمارات العامة السعودي يهدف لدعم تحقيق النمو المستدام في مطار هيثرو (أ.ب)

أعلن صندوق الاستثمارات العامة السعودي، الخميس، اكتمال الاستحواذ على حصة تُقارب 15 في المائة في «إف جي بي توبكو»، الشركة القابضة لمطار هيثرو بالعاصمة البريطانية لندن من «فيروفيال إس إي»، ومساهمين آخرين في «توبكو».

وبالتزامن، استحوذت شركة «أرديان» الاستثمارية الخاصة على قرابة 22.6 في المائة من «إف جي بي توبكو» من المساهمين ذاتهم عبر عملية استثمارية منفصلة.

من جانبه، عدّ تركي النويصر، نائب المحافظ ومدير الإدارة العامة للاستثمارات الدولية في الصندوق، مطار هيثرو «أحد الأصول المهمة في المملكة المتحدة ومطاراً عالمي المستوى»، مؤكداً ثقتهم بأهمية قطاع البنية التحتية، ودوره في تمكين التحول نحو الحياد الصفري.

وأكد النويصر تطلعهم إلى دعم إدارة «هيثرو»، الذي يُعدّ بوابة عالمية متميزة، في جهودها لتعزيز النمو المستدام للمطار، والحفاظ على مكانته الرائدة بين مراكز النقل الجوي الدولية.

ويتماشى استثمار «السيادي» السعودي في المطار مع استراتيجيته لتمكين القطاعات والشركات المهمة عبر الشراكة الطويلة المدى، ضمن محفظة الصندوق من الاستثمارات الدولية.