إعدام أكبري يكشف صراع الأجنحة في النظام الإيراني

صورة نشرها موقع مجلس تشخيص مصلحة النظام من شمخاني ووزير الخارجية محمد جواد ظريف على هامش اجتماع في يناير 2019
صورة نشرها موقع مجلس تشخيص مصلحة النظام من شمخاني ووزير الخارجية محمد جواد ظريف على هامش اجتماع في يناير 2019
TT

إعدام أكبري يكشف صراع الأجنحة في النظام الإيراني

صورة نشرها موقع مجلس تشخيص مصلحة النظام من شمخاني ووزير الخارجية محمد جواد ظريف على هامش اجتماع في يناير 2019
صورة نشرها موقع مجلس تشخيص مصلحة النظام من شمخاني ووزير الخارجية محمد جواد ظريف على هامش اجتماع في يناير 2019

في تسجيل الصوتي الذي تسرب من علي رضا أكبري قبل إعدامه بيومين، قد أسار إلى محاولة الاستخبارات الإيرانية انتزاع اعترافات على صلة برئيسه السابق علي شمخاني. وفي تسجيل صوتي، بثته خدمة هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي فارسي) الأربعاء، يروي أكبري جانب من الحوار الذي يدور بينه وبين القاضي في المحكمة. وينقل قوله للقاضي: «يقولون (محققو الاستخبارات) إن علي شمخاني أعطاني معلومات سرية عن الدولة مقابل إهدائه زجاجة عطر وقميصاً بين عامي 2018 و2019، وأنا نقلتها للأجانب»، وأضاف: «قلت للقاضي إذا كشف أمين المجلس الأعلى للأمن القومي معلومات البلاد مقابل زجاجة عطر، فلماذا لا يتم استدعاؤه؟ وقال لي القاضي: ليس لدي القوة لاستدعائه، لكني سأدمرك».
وأثارت قضية أكبري تساؤلات حول مصير شمخاني في الأمانة العامة للمجلس الأعلى للأمن القومي، الذي يواجه ضغوطاً متزايدة بعدما نجح في الحفاظ على كرسيه في بداية الحكومة الثانية لحسن روحاني، وتشكيل حكومة إبراهيم رئيسي قبل عامين.
وقال شقيقه، مهدي أكبري لقناة «بي بي سي» إن علي رضا أكبري زار طهران بدعوة من شمخاني، مشيراً إلى أن شقيقه كان أحد مستشاري المفاوضات النووية. وقال: «منذ وصوله وُضع تحت مظلة أمنية للوزارة، وتم استجوابه في مراكز تابعة للاستخبارات في الفنادق المختلفة».
وانتشرت منذ الأربعاء معلومات متباينة حول تأثير قضية أكبري على شمخاني. ونقلت قناة «إيران إنترناشيونال» عن وثائق قالت إنها حصلت عليها من مصدر في «الحرس الثوري»، أن استهداف أكبري «مشروع للإطاحة بشمخاني».
والجمعة، تناقلت شبكات تابعة لـ«الحرس الثوري» على «تليغرام» معلومات عن إقالة شمخاني لكن موقع «نور نيوز» الناطق باسم المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، نفى صحة تلك المعلومات، موضحاً أنه «لم يُتخذ قرار من هذا النوع».
وذكرت قناة «صابرين نيوز»، من القنوات التابعة لـ«الحرس الثوري»، أن شمخاني ستجري إقالته، وأشارت إلى مرشحين من الجنرالات في «الحرس الثوري» لتولي المنصب. وقالت إن وزير الداخلية أحمد وحيدي أحد المرشحين لتولي المنصب، بالإضافة إلى مصطفى محمد نجار الذي تولى منصب وزير الدفاع ووزير الداخلية في حكومة محمود أحمدي نجاد، بالإضافة إلى الجنرال غلام علي رشيد رئيس غرفة العلميات المشتركة في هيئة الأركان المسلحة.
وكتب موقع «نور نیوز» أنه «من المؤسف، أن الإعلان عن توقيف وإدانة علي رضا أكبري أتاح فرصة لبعض الأشخاص غير المسؤولين لخلق موضوعات جديدة لإثارة الخلافات وتكثيفها في البلاد من خلال نشر أخبار كاذبة ومنحازة، وبهذه الطريقة يسعون وراء أهدافهم غير الوطنية».
وألقى الموقع باللوم على «أشخاص ألحقوا أضراراً مختلفة بالنظام بسلوكهم وتصريحاتهم المتشددة»، وأضاف: «هذه المرة أيضاً يواصلون نهجهم الذي يسبب التفرقة، وينشرون أخباراً كاذبة وموجهة تضر الوحدة الوطنية»، وأضاف: «هؤلاء في فترات مختلفة يستغلون الرأي العام في الأحداث السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية، دون تحمل أدنى مسؤولية أخلاقية. يقومون بدور جماعات الضغط لمواصلة أهدافهم السياسية والحزبية».
ولوّح الموقع بالرد على هؤلاء، وكتب: «في هذا المجال هناك كثير من الأشياء المهمة التي ستقال في الوقت المناسب».
ونشر موقع «رجاء نيوز» الناطق باسم جماعة «بايداري» المتشددة، مقتطفات من مقال سابق كتبه أكبري في موقع «دبلوماسي إيراني»، أثناء تشكيل حكومة روحاني، ويتحدث المقال عن ضرورة الإبقاء على شمخاني في منصبه.
وكان النائب السابق المتشدد حميد رضا رسايي، وأبرز وجوه جماعة «بايداري»، قد دعا الشهر الماضي إلى تغيير شمخاني، بالإضافة إلى رئيس اللجنة العليا للثورة الثقافية، ورئيس لجنة الإشراف على الإنترنت، معتبراً هؤلاء من بقايا حكومة حسن روحاني.
وقال الناشط والمحلل السياسي الإصلاحي أحمد زيد آبادي في قناته على «تليغرام»، إنه قد رجح تغيير إقالة شمخاني من منصبه بعد ظهور قضية أكبري.


مقالات ذات صلة

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

المشرق العربي اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

في اليوم الثاني لزيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى سوريا، التقى وفداً من الفصائل الفلسطينية الموجودة في دمشق، بحضور وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان. وأكد رئيسي، خلال اللقاء الذي عقد في القصر الرئاسي السوري أمس (الخميس)، أن بلاده «تعتبر دائماً القضية الفلسطينية أولوية في سياستها الخارجية». وأكد أن «المقاومة هي السبيل الوحيد لتقدم العالم الإسلامي ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي»، وأن «المبادرة، اليوم، في أيدي المجاهدين والمقاتلين الفلسطينيين في ساحة المواجهة».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
شؤون إقليمية إيران تحتجز ناقلة نفط ثانية

إيران تحتجز ناقلة نفط ثانية

احتجز «الحرس الثوري» الإيراني، أمس، ناقلة نقط في مضيق هرمز في ثاني حادث من نوعه في غضون أسبوع، في أحدث فصول التصعيد من عمليات الاحتجاز أو الهجمات على سفن تجارية في مياه الخليج، منذ عام 2019. وقال الأسطول الخامس الأميركي إنَّ زوارق تابعة لـ«الحرس الثوري» اقتادت ناقلة النفط «نيوفي» التي ترفع علم بنما إلى ميناء بندر عباس بعد احتجازها، في مضيق هرمز فجر أمس، حين كانت متَّجهة من دبي إلى ميناء الفجيرة الإماراتي قبالة خليج عُمان. وفي أول رد فعل إيراني، قالت وكالة «ميزان» للأنباء التابعة للسلطة القضائية إنَّ المدعي العام في طهران أعلن أنَّ «احتجاز ناقلة النفط كان بأمر قضائي عقب شكوى من مدعٍ». وجاءت الو

«الشرق الأوسط» (طهران)
شؤون إقليمية سوريا وإيران: اتفاق استراتيجي طويل الأمد

سوريا وإيران: اتفاق استراتيجي طويل الأمد

استهلَّ الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، أمس، زيارة لدمشق تدوم يومين بالإشادة بما وصفه «الانتصارات الكبيرة» التي حقَّقها حكم الرئيس بشار الأسد ضد معارضيه. وفي خطوة تكرّس التحالف التقليدي بين البلدين، وقّع رئيسي والأسد اتفاقاً «استراتيجياً» طويل الأمد. وزيارة رئيسي للعاصمة السورية هي الأولى لرئيس إيراني منذ عام 2010، عندما زارها الرئيس الأسبق محمود أحمدي نجاد، قبل شهور من بدء احتجاجات شعبية ضد النظام. وقال رئيسي، خلال محادثات موسَّعة مع الأسد، إنَّه يبارك «الانتصارات الكبيرة التي حققتموها (سوريا) حكومة وشعباً»، مضيفاً: «حقَّقتم الانتصار رغم التهديدات والعقوبات التي فرضت ضدكم».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
شؤون إقليمية باريس تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

باريس تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

نددت فرنسا باحتجاز البحرية التابعة لـ«الحرس الثوري» الإيراني ناقلة النفط «نيوفي» التي ترفع علم بنما في مضيق هرمز الاستراتيجي، وذلك صبيحة الثالث من مايو (أيار)، وفق المعلومات التي أذاعها الأسطول الخامس التابع للبحرية الأميركية وأكدها الادعاء الإيراني. وأعربت آن كلير لوجندر، الناطقة باسم الخارجية الفرنسية، في مؤتمرها الصحافي، أمس، أن فرنسا «تعرب عن قلقها العميق لقيام إيران باحتجاز ناقلة نفطية» في مياه الخليج، داعية طهران إلى «الإفراج عن الناقلات المحتجزة لديها في أسرع وقت».

ميشال أبونجم (باريس)
شؤون إقليمية منظمات تندد بـ«إصرار» فرنسا «على رغبتها بترحيل» إيرانيين

منظمات تندد بـ«إصرار» فرنسا «على رغبتها بترحيل» إيرانيين

قالت منظمات غير حكومية إن فرنسا احتجزت العديد من الإيرانيين في مراكز اعتقال في الأسابيع الأخيرة، معتبرة ذلك إشارة إلى أنّ الحكومة «تصر على رغبتها في ترحيلهم إلى إيران» رغم نفي وزير الداخلية جيرالد دارمانان. وكتبت منظمات العفو الدولية، و«لا سيماد»، و«إيرانيان جاستس كوليكتيف» في بيان الأربعاء: «تواصل الحكومة إبلاغ قرارات الترحيل إلى إيران مهددة حياة هؤلاء الأشخاص وكذلك حياة عائلاتهم». واعتبرت المنظمات أن «فرنسا تصرّ على رغبتها في الترحيل إلى إيران»، حيث تشن السلطات قمعاً دامياً يستهدف حركة الاحتجاج التي اندلعت إثر وفاة الشابة الإيرانية الكردية مهسا أميني في سبتمبر (أيلول)، أثناء احتجازها لدى شرط

«الشرق الأوسط» (باريس)

الجيش الإسرائيلي يقصف منصة إطلاق صواريخ لـ«حزب الله» جنوب لبنان

تظهر هذه الصورة الملتقطة من الحدود الشمالية لإسرائيل مع لبنان دخاناً يتصاعد فوق قرية الحولة بجنوب لبنان (أ.ف.ب)
تظهر هذه الصورة الملتقطة من الحدود الشمالية لإسرائيل مع لبنان دخاناً يتصاعد فوق قرية الحولة بجنوب لبنان (أ.ف.ب)
TT

الجيش الإسرائيلي يقصف منصة إطلاق صواريخ لـ«حزب الله» جنوب لبنان

تظهر هذه الصورة الملتقطة من الحدود الشمالية لإسرائيل مع لبنان دخاناً يتصاعد فوق قرية الحولة بجنوب لبنان (أ.ف.ب)
تظهر هذه الصورة الملتقطة من الحدود الشمالية لإسرائيل مع لبنان دخاناً يتصاعد فوق قرية الحولة بجنوب لبنان (أ.ف.ب)

أعلن الجيش الإسرائيلي مساء اليوم (الأربعاء)، أن طائراته قصفت منصة لإطلاق الصواريخ تابعة لـ«حزب الله» في جنوب لبنان.

وقال الجيش الإسرائيلي في بيان: «أغار سلاح الجو الإسرائيلي في وقت سابق اليوم على منصة لإطلاق صواريخ تم رصدها في مجدل زون بجنوب لبنان، التي تُعد انتهاكاً للاتفاقيات بين إسرائيل ولبنان وتشكل تهديداً لدولة إسرائيل».

وذكر البيان أن الجيش الإسرائيلي قام أيضاً بتفكيك أسلحة كانت موجودة في مناطق الخيام والصوانة وعيترون في جنوب لبنان.

وقال إن قواته ما زالت موجودة في جنوب لبنان وتتحرك لمواجهة أي تهديد لإسرائيل.

وفي وقت سابق، قال رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، نجيب ميقاتي، إن لبنان رصد أكثر من 60 خرقاً إسرائيلياً لاتفاق وقف إطلاق النار خلال أسبوع، وعبر عن تخوفه من عودة الانتهاكات مما «يعيد لبنان إلى أجواء القلق».

ودخل اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان حيز التنفيذ يوم الأربعاء الماضي.