مسؤول أوكراني: سوليدار «تحت سيطرة» قوات كييف

السيدتان نتاليا ويلينا تقفان في ممر يقع في عنبر للنوم حيث يتم إجلاء السكان في سوليدار بعد ضربات روسية (رويترز)
السيدتان نتاليا ويلينا تقفان في ممر يقع في عنبر للنوم حيث يتم إجلاء السكان في سوليدار بعد ضربات روسية (رويترز)
TT

مسؤول أوكراني: سوليدار «تحت سيطرة» قوات كييف

السيدتان نتاليا ويلينا تقفان في ممر يقع في عنبر للنوم حيث يتم إجلاء السكان في سوليدار بعد ضربات روسية (رويترز)
السيدتان نتاليا ويلينا تقفان في ممر يقع في عنبر للنوم حيث يتم إجلاء السكان في سوليدار بعد ضربات روسية (رويترز)

أعلن حاكم منطقة دونيتسك، بافلو كيريلينكو، اليوم (السبت)، أن مدينة سوليدار، حيث تدور معارك طاحنة بين قوات كييف والقوات الروسية التي أعلنت الاستيلاء عليها، لا تزال «تحت سيطرة» أوكرانيا.
وقال كيريلينكو: «سوليدار تحت سيطرة السلطات الأوكرانية. قواتنا تسيطر عليها»، مشيراً إلى أن هذه المدينة القريبة من باخموت هي من «أكثر النقاط سخونة» على الجبهة.
وكانت روسيا قد أكدت سيطرتها على مدينة سوليدار الصغيرة الواقعة في شرق البلاد، بعد تأكيد روسيا سيطرتها عليها، إثر معارك طاحنة.
وسُمِع دوي عدد من الانفجارات في العاصمة الأوكرانية، حيث أكد مسؤولون أوكرانيون أن ضربات استهدفت بنى تحتية أساسية في العاصمة.
وكتب نائب رئيس الإدارة الرئاسية الأوكرانية، كيريلو تيموشنكو، على تطبيق «تلغرام»، أن «هجوماً صاروخياً على منشآت بنى تحتية حيوية» جارٍ في كييف.
وتحدث رئيس بلدية العاصمة، فيتالي كليتشكو، عن انفجارات في منطقة دنيبروفسكي، وحضّ السكان على «البقاء في الملاجئ!». وسقطت شظايا صاروخ في منطقة غولوسيفسكي، من دون أن تسبب إصابات، كما قال كليتشكو.
وقال حاكم منطقة خاركيف (شمال شرق) إن «العدو شن هجوماً صاروخياً جديداً على البنية التحتية الأساسية». وأضاف أن انقطاع التيار الكهربائي الطارئ يمكن أن يحدث في ثاني مدن أوكرانيا.
وسجلت هجمات في الجنوب في منطقة زابوريجيا.
وقال إيغور تابوريتس، رئيس منطقة تشيركاسي (وسط)، إن «العدو يهاجم مرة أخرى أراضي أوكرانيا»، موضحاً أنه يتوقع إنذارات واسعة في منتصف النهار.
ومنذ أكتوبر (تشرين الأول)، وبعد سلسلة من النكسات في أوكرانيا، تقصف موسكو بشكل منهجي البنية التحتية الحيوية للبلاد، مما يجبر شركات الطاقة على إصلاح الشبكة بسرعة مع حلول فصل الشتاء.
على خط الجبهة، قالت هيئة الأركان العامة الأوكرانية في تقريرها المسائي إن «القتال من أجل سوليدار مستمر»، من دون أن تضيف مزيداً من التفاصيل.
وذكرت وزارة الدفاع الروسية في بيان أن «تحرير» مدينة سوليدار «استكمل (...) في 12 يناير (كانون الثاني) مساء».
بعد ذلك حيا الجيش الروسي «الأعمال الشجاعة» لمقاتلي «مجموعة فاغنر» التي نفذ مقاتلوها «الهجوم المباشر على الأحياء السكنية في سوليدار»، في اعتراف نادر بين هاتين القوتين اللتين تنافستا في أغلب الأحيان على الأرض في أوكرانيا.
وكان الناطق باسم القيادة الشرقية للجيش الأوكراني، سيرغي تشيريفاتي، صرح بأن قواته «تسيطر على الوضع في ظروف صعبة»، في مواجهة «أفضل الوحدات في (فاغنر) وقوات روسية خاصة أخرى».
وقالت نائبة وزير الدفاع الأوكراني غانا ماليار إن «هذه مرحلة صعبة من الحرب»، معترفة «بهجوم (روسي) مكثف جداً».
ورأى «معهد دراسات الحرب» (آي إس دبليو)، الهيئة المتمركزة في الولايات المتحدة، أنه من غير المرجح أن يمهد الاستيلاء على سوليدار (البلدة الصغيرة التي كان عدد سكانها يبلغ نحو عشرة آلاف نسمة قبل النزاع) لتطويق وشيك لباخموت (الهدف الرئيسي للجيش الروسي، الذي يبعد 15 كيلومتراً، جنوب غربي سوليدار).
وأشار في نشرته اليومية إلى أن ذلك «لن يسمح للقوات الروسية بفرض سيطرتها على خطوط الاتصال الأرضية الأوكرانية المهمة باتجاه باخموت».
وتستعر المعارك منذ أشهر داخل باخموت وحولها، لكنها أصبحت أعنف في الأيام الأخيرة.
وكان رئيس «مجموعة فاغنر»، يفغيني بريغوجين، أعلن، الأربعاء، عن استيلاء قوته على سوليدار، قبل أن تنفي ذلك كييف ثم الجيش الروسي نفسه.
وفي نشرته اليومية، قال المعهد نفسه إنه يعتقد أن «القوات الروسية استولت (في الواقع) على سوليدار، في 11 يناير على الأرجح»، أي الأربعاء.


مقالات ذات صلة

روسيا تسيطر على بلدات استراتيجية في شرق أوكرانيا

أوروبا جندي أوكراني على خط المواجهة مع القوات الروسية في منطقة دونيتسك (رويترز)

روسيا تسيطر على بلدات استراتيجية في شرق أوكرانيا

أعلنت روسيا، الأحد، أن قواتها سيطرت على بلدات في منطقتين رئيسيتين تقعان على خط الجبهة في شرق أوكرانيا، فيما يتقدم جيشها باتجاه مدينتين استراتيجيتين.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا أرشيفية لأحد مباني مدينة بيلغورود الروسية عقب استهدافها بمسيرة أوكرانية (إ.ب.أ)

 روسيا تعلن تدمير 15 طائرة مسيرة أوكرانية خلال الليل

قالت وزارة الدفاع الروسية، اليوم (الأحد)، إن أنظمة الدفاع الجوي الروسية دمرت 15 طائرة مسيرة أوكرانية خلال الليل.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أميركا اللاتينية قوات روسية بمنطقة كورسك على الحدود مع أوكرانيا (أ.ب)

زيلينسكي: هناك مزيد من الجنود الكوريين الشماليين يقاتلون في كورسك

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إن الجيش الروسي بدأ في نشر المزيد من الجنود الكوريين الشماليين خلال الهجمات على كورسك بالقرب من الحدود الأوكرانية.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (قناته عبر «تلغرام»)

زيلينسكي يصدر تعليمات لإنشاء آليات لتوريد الغذاء إلى سوريا

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إنه أصدر تعليمات لحكومته بإنشاء آليات لتوريد الغذاء إلى سوريا بالتعاون مع المنظمات الدولية في أعقاب سقوط نظام الأسد.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا عربة عسكرية أوكرانية تحمل أسرى يرتدون الزي العسكري الروسي بالقرب من الحدود مع روسيا (أ.ف.ب) play-circle 00:45

زيلينسكي: روسيا تنشر مزيداً من القوات الكورية الشمالية في كورسك

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، السبت، إن موسكو بدأت إشراك «عدد ملحوظ» من القوات الكورية الشمالية.

«الشرق الأوسط» (كييف)

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».