أحمد عز: المسرح يشعرني بالرهبة

قال لـ «الشرق الأوسط» إن الرياض أجمل من مدن أوروبية

بصمة المشاهير في موسم الرياض
بصمة المشاهير في موسم الرياض
TT

أحمد عز: المسرح يشعرني بالرهبة

بصمة المشاهير في موسم الرياض
بصمة المشاهير في موسم الرياض

قال الفنان المصري أحمد عز إن «الالتقاء المباشر بالجمهور هو سبب تحمسه لتقديم عروض مسرحية جديدة»، وأكد عز في حواره مع «الشرق الأوسط» أنه ما زال يشعر برهبة لدى صعوده على خشبة المسرح، وقدم الفنان المصري أخيراً العرض المسرحي «هادي فالنتاين» على مسرح محمد العلي بالعاصمة السعودية الرياض، وسط حضور جماهيري قوي.
وأشار عز إلى أنه يحرص على التنوع في اختيار أدواره، وعدم انعكاس شخصيته الحقيقية على الدور الذي يؤديه.
وتحدث عز خلال حواره عن كواليس تصوير الفيلم القصير «أخويا»، معرباً عن سعادته بتعاونه مجدداً مع المخرجة المصرية ساندرا نشأت التي قدم معها أعمالاً مميزة على غرار «المصلحة»، «ملاكي إسكندرية».


مشهد من العرض المسرحي «هادي فالنتاين»

في البداية كشف عز تفاصيل مسرحية «هادي فالنتاين» قائلاً إنه «عرض كوميدي تدور أحداثه في عصور مختلفة، ويشارك في بطولته مجموعة كبيرة من النجوم».
مؤكداً أن «حبه للمسرح ليس وليد اللحظة، بل هو قديم جداً»، لافتاً إلى أنه عندما وجد الفرصة الجيدة لدخوله لم يتردد، «وجدت في مسرحية (هادي فالنتاين)، التي انتهى عرضها أخيراً في السعودية، وينتظر عرضها قريباً في مصر، ما يسعدني ويشبعني فنياً وإنسانياً».
ويضيف «رغم قصر مدة عملي بالمسرح، فإنني شعرت بالتقصير تجاهه خلال السنوات الماضية؛ بسبب طاقة الحب والتصفيق، والضحك الذي يخرج من القلب، خلال وقوفي على خشبته، لذلك أنا شعرت أن هذا التفاعل مع الجمهور بمثابة تعويض لي عن السنوات التي ابتعدت فيها عن المسرح، وأتمنى أن أحافظ على هذه المكتسبات».
ويرى عز أن الرياض أصبحت أجمل من مدن أوروبية كبرى، مؤكداً: «أصبح الناس بالرياض في حالة تناغم لافتة، نتيجة للحراك الفني الكبير الذي تعيشه المملكة، على كافة المستويات، فالفن والثقافة هما أساس رقي المجتمعات».
مضيفاً أن هذا الحراك فتح آفاقاً وفرصاً جديدة للجميع؛ لتقديم مزيدٍ من الفن الراقي والوصول لأقصى الدرجات التي تحقق ذلك، فالإمكانات باتت متوفرة بالفعل لتقديم أفضل الأشكال الفنية.

بوستر مسرحية «هادي فالنتاين»

ونوه عز إلى أن «التفاعل المباشر مع الجمهور خلال العروض المسرحية، هو أحد أهم أسرار حبي للمسرح، ورغم الطقس المتغير والأجواء الشتوية، فإنني لاحظت حضوراً جماهيريا كبيراً بالرياض، وهذا كرم كبير من الله، فقد شعرت أنني بين أهلي وجمهوري في مصر، ووجودي بين الجمهور السعودي شرف كبير، فهو جمهور رائع وذواق ومحب للفن، وشعوري هذا نتج عن تعاملهم وكرمهم ورقيهم، وما لمسته منهم جعلني أطالب بعضهم في إحدى ليالي العرض بالرياض بالحضور إلى بلدهم الثاني مصر والاحتفاء بهم».
ورغم البروفات المكثفة التي تسبق العروض المسرحية، فإن عز لم يستطع التخلص بعد من الرهبة التي تلازمه خلال الدقائق الأولى عقب صعوده على خشبة المسرح، موضحاً: «أنا لا أرضى بالنجاح المنقوص، ولا حتى الإخفاق للحظات، فأنا دائماً أشعر بأن هناك شيئا ما لم يكتمل، ودائما أبحث عن مساحة كافية من الوقت حتى أعطي العمل حقه، وهذا الأمر لا ينطبق على المسرح فقط، فالعمق والمضمون من الأشياء التي لا تتجزأ بالنسبة لي، حتى إذا تعاقدت على تقديم إعلان فإنني أبذل قصارى جهدي فيه، ولا أتهاون أبداً في أدق التفاصيل».
ويوضح عز أن فيلم «أخويا» هو أحد أفضل التجارب السينمائية التي شارك فيها بالآونة الأخيرة، قائلاً إن «مخرجته ساندرا نشأت وراء تحمسي للمشاركة فيه، فهي أستاذة كبيرة ولها فضل علي خلال مشواري، وأرى أنها من أهم المخرجين على الساحة الفنية حالياً رغم قلة أعمالها، وأنا أشعر بارتياح كبير أثناء العمل معها».
واعتبر عز أن «هذا الفيلم الروائي القصير ليس هدفه التسلية، لكنه عمل يتضمن مشاعر وأحاسيس مختلفة، وينطوي على رسالة تهدف إلى أهمية الإلمام بالتعامل مع الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة، وهذا الأمر يمثل لي حالة خاصة».
وكشف عز عن سعادته بردود الفعل حول فيلم «أخويا» بعد عرضه على منصة «نتفليكس»، حيث لقي الفيلم استحساناً من الجمهور، ولفت قائلاً: «مشاركتي في الفيلم تجربة خاصة سعدت بها كثيراً لما قدمته لي من إشباع فني، وأفتخر أنني شاركت في هذا الفيلم، وأتمنى تكرار التجربة أكثر من مرة».
وأشار عز إلى أن تقديمه عدة أدوار متشابهة مجرد «صدفة»، مضيفاً «لا أميل إلى التكرار، فقد قدمت شخصية (المحامي) على سبيل المثال في بداياتي الفنية منذ 15 سنة عبر فيلم (ملاكي إسكندرية)، وكذلك في مسلسل تلفزيوني فيما بعد دون ترتيب مسبق، فأنا أبحث عن الدور اللافت، وبإمكان الجمهور مشاهدتي في 10 أعمال في شخصية الضابط أو المحامي، وسيلاحظون وجود اختلاف جذري بين جميع الشخصيات، لأنني أبحث دائماً عن التنوع، وإذا حدثت أي ثغرة في العمل الفني ستضعفه بكل تأكيد، وهذا سينعكس على كل فريق العمل كله وليس بطله فقط».
وذكر عز أنه «لا يستهويه لون فني محدد، لكنه يبحث عن الدور المختلف الذي يضيف لمشواره»، مشدداً على أن الأهم بالنسبة له أن يكون الدور بعيداً تماماً عن شخصيته الحقيقية.
ولم يخف عز رغبته في تقديم أعمال السيرة الذاتية: «أفكر في ذلك كثيراً، ولدي أفكار في هذا الإطار، فعالمنا العربي مليء بشخصيات ثرية ومفيدة، لكن حالياً أعكف على قراءة بعض السيناريوهات السينمائية المعروضة علي، لاختيار أحدها والمشاركة به في ماراثون عيد الأضحى المقبل».


مقالات ذات صلة

احذر قبل المشاركة... تريندات «دُمَى الذكاء الاصطناعي» متعة أم تهديد للخصوصية؟

تكنولوجيا التطبيقات قد تستخدم صور الوجه في تقنيات التعرف البيومتري دون علم المستخدمين (كاسبرسكي)

احذر قبل المشاركة... تريندات «دُمَى الذكاء الاصطناعي» متعة أم تهديد للخصوصية؟

تحذِّر «كاسبرسكي» من مخاطر مشاركة الصور والمعلومات الشخصية عبر تطبيقات الذكاء الاصطناعي الترفيهي، لما قد تسببه من انتهاك للخصوصية وسرقة الهوية.

نسيم رمضان (سان فرنسيسكو - الولايات المتحدة)
تكنولوجيا أفضل خدمات الألعاب السحابية

أفضل خدمات الألعاب السحابية

تحمل الألعاب السحابية في طياتها إمكانات تعد بمستقبل مذهل؛ فبدلاً من أن تكون مقيداً بجهاز تحكم أو كومبيوتر قوي، تتيح لك خدمات البث الجديدة حرية نقل ألعابك من جها

هيلي بيري (نيويورك)
خاص الرؤية المستقبلية لـ«غوغل» ترتكز على تعدد الوسائط وتعاون العوامل الذكية وديمقراطية بناء حلول الذكاء الاصطناعي (شاترستوك)

خاص ما بعد النماذج الضخمة... «غوغل» تمهّد لعصر الذكاء التعاوني متعدد الوسائط

«غوغل» تكشف في «كلاود نكست 2025» عن تحول الذكاء الاصطناعي من النماذج إلى الإنتاج، مؤكدة أن العوامل الذكية تقود مستقبل الأعمال والابتكار.

نسيم رمضان (لاس فيغاس)
علوم واجهات تفاعل الدماغ والكمبيوتر تواجه اختباراً حاسماً

واجهات تفاعل الدماغ والكمبيوتر تواجه اختباراً حاسماً

تعمل كل من شركات «نيورالينك» و«سينكرون» و«نيوراكل» على توسيع نطاق التجارب السريرية، وتحاول جاهدة الوصول إلى منتجات فعلية، كما كتب أنطونيو ريغالادو،

«الشرق الأوسط» (لندن)
علوم الواقع الافتراضي يستخدم لإنشاء بيئات ثلاثية الأبعاد تفاعلية تحاكي الواقع (المعاهد الوطنية للصحة في أميركا)

تطبيقات الواقع الافتراضي تعزز علاج الأمراض النفسية

لا يزال التشخيص الدقيق أحد أكبر التحديات في مجال الطب النفسي، حيث يتغير تشخيص أكثر من نصف المرضى النفسيين خلال 10 سنوات.

محمد السيد علي (القاهرة)

مدحت العدل: أغنيات أم كلثوم حفزتني لكتابة الشعر

جانب من مؤتمر الإعلان عن مسرحية أم كلثوم (حسابه على {فيسبوك})
جانب من مؤتمر الإعلان عن مسرحية أم كلثوم (حسابه على {فيسبوك})
TT

مدحت العدل: أغنيات أم كلثوم حفزتني لكتابة الشعر

جانب من مؤتمر الإعلان عن مسرحية أم كلثوم (حسابه على {فيسبوك})
جانب من مؤتمر الإعلان عن مسرحية أم كلثوم (حسابه على {فيسبوك})

كشف الشاعر الغنائي والمؤلف المصري د. مدحت العدل عن تعاون جديد يجمعه بالمطرب عمرو دياب عبر أغنية كتبها له، بعد أن قدم لدياب عدداً كبيراً من الأغنيات الناجحة في بداية مسيرته الفنية على غرار «راجعين»، و«كان عندك حق»، و«رصيف نمرة خمسة»، و«هواك حيرني»، «ولا الليالي تهون»، وأغنيات فيلم «آيس كريم في جليم»، وأضاف العدل في حوار لـ«الشرق الأوسط» أنه انتهى أخيراً من كتابة المسرحية الموسيقية الاستعراضية «أم كلثوم» التي تروي سيرة «كوكب الشرق».

وحدد د. مدحت العدل أول مايو (أيار) لبدء بروفات المسرحية بعدما انتهى أخيراً من كتابة النص، لافتاً إلى أنه «النص الأصعب في حياته»؛ لأنه يقدم 75 سنة من حياة أم كلثوم في عرض مسرحي يستغرق ساعتين، ويتطرق لعدد من أغنياتها وبعض الشخصيات التي عاشت وأثّرت في حياتها، مؤكداً أن «الأمر لم يكن سهلاً أبداً».

العدل يتعاون مجدداً مع عمرو دياب (حسابه على {فيسبوك})

وتحمس العدل لكتابة هذا النص لعدة أسباب من بينها «أنه مُتيم بأم كلثوم»، مؤكداً أن «أغنياتها حفزته لكتابة الشعر، بعدما تعلم منها أموراً عدة في هذا المجال بجانب صوتها الآسر، فقد عشت قصص الحب والتجارب الإنسانية والمواقف الوطنية في أغنياتها، وكان الشاعر أحمد رامي هو البطل الأكبر الذي أدخلني في دهاليز القصة؛ فهو صاحب بصمة مهمة في مشوارها، وصاحب تأثير كبير في تعلقي المبكر بالشعر».

وبعيداً عن مكانة فن أم كلثوم في حياة ومسيرة د. مدحت العدل، فإن ما دفعه لتقديم سيرتها في ذكرى مرور نصف قرن على وفاتها كونها «مطربة العرب الأولى» التي لا يوجد بلد عربي إلا وبه مقهى يحمل اسمها، مثلما يقول: «لم تكن أم كلثوم مطربة كبيرة أثرت في المجتمع العربي كله من المحيط إلى الخليج فقط، بل أيضاً سيدة تحدت زمنها الذكوري والعادات والتقاليد التي كبلت المرأة في عصرها، لتصبح هي الأولى بموهبة صوتية فريدة تشبه المعجزة وذكاء فطري لا يقل عن موهبتها، جعلها بعد نصف قرن من رحيلها لا تزال على القمة، ويكفي دورها الوطني وحفلات المجهود الحربي وحفل باريس، وقد بدت لي مثل (أسطورة إيزيس) التي جمعت (أشلاء أوزوريس)، إذ تظل حياتها درساً عملياً لمن يتطلعون لتحقيق نجاح خالد».

ولم يتحمس العدل لكتابة المسرحية فقط، بل قرر أيضاً إنتاجها عبر شركته الإنتاجية الجديدة «العدل غروب ستوديوز» ومشاركة «سي سينما للإنتاج»، لضمان تقديمها بالشكل اللائق على المسرح.

يعتمد العرض المسرحي على وجوه جديدة من المواهب الدارسة بالمعاهد التمثيلية والموسيقية ودار الأوبرا، الذين تم اختيارهم ليجمعوا بين التمثيل والغناء وتقديم الاستعراضات، ويحدد توجهه لذلك: «لم أرغب في الاستعانة بممثلين محترفين لأن صورتهم الذهنية معروفة للجمهور، كما أن من شروط العرض أن يتفرغ فريق العمل تماماً للمسرحية خلال عرضها الذي يبدأ في القاهرة وينطلق لمحافظات مصر، ثم خلال جولاتها المرتقبة في الدول العربية».

وتضم المسرحية شخصيات أثّرت في مسيرة أم كلثوم على غرار الملحنين والشعراء الذين ارتبطت بهم في أعمال عدة مثل رياض السنباطي ومحمد عبد الوهاب وبليغ حمدي، وعن مدى اهتمامه بتقديم ممثلين قريبي الشبه بهم، يقول: «الموهبة هي أساس الاختيار، لكن نحاول الجمع بين التقارب الشكلي والموهبة قدر الإمكان، لكن المهم أيضاً أن يقترب الفنان من روح الشخصية حتى لو لم يشبهها تماماً».

قال بأن الجمهور السعودي أول من منحنا {صك النجاح} لمسرحية {شارلي} التي نجحت أيضاً في مصر بشكل مذهل

وقد كان «نجاح» مسرحيتيه «كوكو شانيل» التي أعادت النجمة شيريهان للفن، والعرض المسرحي الموسيقي «شارلي» دافعاً له لكي يعيد المسرح الغنائي للواجهة مجدداً، ويقول عن ذلك: «نجاح هذين العرضين أكد لي أن الجمهور لديه رغبة في مشاهدة مثل هذه العروض، وقد كان الجمهور السعودي أول من منحنا (صك النجاح) لمسرحية (شارلي) التي نجحت أيضاً في مصر بشكل مذهل».

يستدرك قائلاً: «أجد سعادتي في تقديم المسرح الموسيقي مستغلاً موهبتي الأساسية شاعراً، وفي أفلامي ومسلسلاتي كنت أتحين الفرصة لتقديم أغنيات، وفي هذه المرحلة من حياتي لا أريد أن أقدم سوى ما أحبه، لذا أتعامل مع عرض أم كلثوم بحب وشغف كبيرين».

ورغم دراسته الطب فقد آثر التفرغ للفن منذ بدأ مسيرته بصفته شاعراً عبر أغنية «جت من الغريب» للمطرب محمد الحلو، وقد حققت نجاحاً لافتاً، ويرى أنها أعطته درساً بليغاً بأنه لكي تصل للجمهور لا بد أن تستخدم مفرداته، وكان حبه للشعر الغنائي دافعاً له لتقديم فن «الأوبريت» من خلال أكثر من عمل، من بينها أوبريت «الحلم العربي»، كما كتب «تترات» الكثير من المسلسلات التي يؤلفها، أحدثها مسلسل «لأعلى سعر». كما كتب لمحمد فؤاد فيلم «أميركا شيكا بيكا» وأغنيات الفيلم، ومن بين أغنياته الأخرى «حبيبي يا عاشق» لمدحت صالح، و«في حب مصر» لمحمد منير، و«اتكلم عربي» لكارول سماحة، و«أنا مش ضعيفة» لأنغام، و«تسلم إيدك» لهشام عباس، و«صورتك ذكرياتي» لميادة الحناوي.

لم يرغب العدل في الاستعانة بممثلين محترفين لأن صورتهم الذهنية معروفة للجمهور (حسابه على {فيسبوك})

وكان عمرو دياب من أكثر المطربين الذين كتب لهم العدل أغاني، وها هو يعود إليه مجدداً بأغنية يتحفظ في كشف تفاصيلها، لكنه يؤكد: «أسمعني عمرو دياب لحنها أخيراً».

وفي ظل رئاسته لجمعية المؤلفين والملحنين في مصر يستعد للانتقال لمقر جديد لها، ويواصل دوره للحفاظ على حقوق الملكية الفكرية لأعضاء الجمعية وورثتهم، والتصدي للاعتداءات المتكررة عليها، كما يستعد لإقامة حفلات تكريم لكبار الشعراء والموسيقيين الحاليين، مؤكداً أنه من المهم تكريمهم في حياتهم والتي سيبدأها بتكريم الفنان حميد الشاعري، الذي حقق نقلة في الموسيقى، وساهم في ظهور مواهب غنائية عديدة، ما جعله رمزاً لجيل الثمانينات، حسبما يؤكد.